ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻲ .. ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠﺲ ﺧﻠﻔﻬﺎ .. ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺟﺎﻟﺴﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺑﻼ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ
..ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ،ﻭ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ..... ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺗﻠﻤﻴﺬ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
.... ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺰﻫﺎ
ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﺤﺒﺔ .
ﻭ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ ...ﺧﺎﻓﺖ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻣﻦ
ﻳﺪﻫﺎ .. ﻓﺸﻬﻘﺖ ﻣﻌﺘﺬﺭﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ
ﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ...ﺍﻧﺤﻨﻰ
ﻟﻴﻠﺘﻘﻂ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﺑﻤﺮﺡ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺮﺡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻤﻌﻠﻤﺘﻬﻢ ﻭﺭﻭﺩﺍً ﺣﻠﻮﺓ .
ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻲ ﻭﺭﻭﺩﺍً .. ﺑﻞ ﻗﺪﻡ ﻟﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ ......
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭ ﻛﻤﺸﺔ ﻋﻄﺮ ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﺬﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ
ﻛﻜﻠﻤﺎﺕ ﻃﻔﻞ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺃﺩﺍﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﻴﺪﺍً .
............
خلود إبراهيم
ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻠﺲ ﺧﻠﻔﻬﺎ .. ﻋﻠﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺟﺎﻟﺴﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺑﻼ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ
..ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ،ﻭ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ..... ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺗﻠﻤﻴﺬ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
.... ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻌﻠﻤﺘﻪ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺰﻫﺎ
ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﺤﺒﺔ .
ﻭ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ ...ﺧﺎﻓﺖ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻣﻦ
ﻳﺪﻫﺎ .. ﻓﺸﻬﻘﺖ ﻣﻌﺘﺬﺭﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ
ﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ...ﺍﻧﺤﻨﻰ
ﻟﻴﻠﺘﻘﻂ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﺑﻤﺮﺡ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺮﺡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻤﻌﻠﻤﺘﻬﻢ ﻭﺭﻭﺩﺍً ﺣﻠﻮﺓ .
ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻲ ﻭﺭﻭﺩﺍً .. ﺑﻞ ﻗﺪﻡ ﻟﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻳﺎ ﻣﺎﺭﻳﺎ ......
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭ ﻛﻤﺸﺔ ﻋﻄﺮ ﻓﺎﺣﺖ ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﺬﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ
ﻛﻜﻠﻤﺎﺕ ﻃﻔﻞ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺃﺩﺍﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﻴﺪﺍً .
............
خلود إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق