اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة الكاتب والناقد حمدي معمار، سوريا في نصّ الكاتبة الجزائريّة "بغيبغ مريم: خَرَاب


خَرَاب
مَلَّكونِي مَفَاتِيح هذِه الأَرض. أعَارَني أَحدُهم لِسَانَه...أَشَرتُ إلِي رَأسِيَ الفَارِغ، هَمَس فِي أُذُنِي كَبيرُهُم:
أنَا العَقل المُدَبّر...دَفعَنِي بِقوَّةٍ أَمَام الرَّعِيِّة. كُلّما خَطَبتُ فيِهم رَفَع البعض ذَيلَه والبَعض الآَخر نَهَق.
مريم بغيبغ/ الجزائر.
........
نصٌ ثريٌ يحمل في صياغته وسرده المتقن والشائق الكثير من المفردات المعبرة والإبداع، مائزٌ لحد الدهشة والتساؤل والحيرة في آن معاً... لن أسهب في المديح وستبقى وجهة نظر ورأي.

منذ الوهلة الأولى لفت انتباهي النص وشدني إليه بقوة، فقدمت رؤيتي بتعليقٍ قصيرٍ ومضيت.
ها أنا بعدها بيومين أقدم قراءتي المتواضعة وأرجو أن أكون قد أحسنتْ!
إن أكثر ما سأتطرق إليه هنا، عن جوهر ومكنون هذا العنوان ومتنه القصصي البارع والذي حيك بإتقان حيث تمكنت الكاتبة من توظيف الحركة والسكون في اختيارها الموفق والذي يحمل إلينا لغزاً حكائياً كما التاريخي (قصص الأجداد) بأن نجد فيه المتعة والغموض والتشوق لما سيكون في النهاية ونجني منه العِبرة والفكرة .
#القراءة:
خَراب : (معجم الرائد)
(اسم)
1- مصدر خرب
2- دمار ، ضد عمران ، جمع : أخربة وخرب.

كما ورد في المعجم ولست بممتنعٍ عن إضافة رؤيتي لأبعاد أخرى في هذه الكلمة ، أول ما بدر في ذهني عن الخراب والذي ينطوي تحت جناحيه الكثير من المفردات التي تصب في ذات المعنى والسياق من الكلم والمغزى مثل(السوء، الفساد، الظلم، الجهل، الضغينة، الحقد، الكره، القتل، الحسد... والكثير منها فيما يقال)
#التحليل: الخراب بمجمله هو أمرُ سوءٍ بالحال أيّاً كان موطنه ومرجعه فهذه حقيقةٌ ثابتةٌ وجوديةٌ ومنطقية، أما من حيث الفسلفة فالتساؤل أمرٌ حتميٌ فما هو هذا الخراب؟!
وما السبب وما العلة من وجوده وأوانه؟! والكثير من التساؤلات قد تتوارد لأذهاننا لمجرد العنوان ، ليست مبالغةً ولا ثناءً على الاختيار فحسب بل هي حقاً أبعاد...!
*( مَلَّكونِي مَفَاتِيح هذِه الأَرض.)
جملة استهلالية واضحة تفي بغرض التحديد عن المكان(هذه الأرض) والفعل(ملكوني) ففي استخدام اسم الإشارة(هذه) قُيد أفق التأويل والتخيل لدى القارئ بحيث أنه لن يتوقف كثيراً عند هذه الجملة ليعرف أي أرض هي، فسينساب لذهن كل قارئٍ أرضاً مختلفة بحسب تصوره وثقافته الجغرافية والاجتماعية على حدٍ سواء، وهنا أرى أنها بدايةٌ متقنة.. بينما إذا نظرنا للفعل الجمعي (ملكوني) والذي يدل عن الرضا وملئ الإرادة القيام به فقد كان لهم غايةً أو هدفاً من هذا الفعل حتماً، وما يستوقفني ولا يحق لي تجاهله هذا الرمز (مفاتيح) إشارة للتسليم بذمام الأمور فللكمة مفاهيم واسعة جداً! ولن أسهب في الكلام..
علامة الترقيم (.) مفادها النحوي والقصصي جملة قصيرة وغير مرتبطة بما بعدها بشكل تتابعي كأن أقول مثلاً(نمت فجراً. عند منتصف الليل..) في المتن القصصي القصير جداً أراها تفيد في التعبير عن الفترة الزمنية بين وقوع الحدثين لسبب عنصر التكثيف والجمل المقتضبة الّتي تعطي المتعة للنص في قراءته (برأيي).
*(أعارني أحدهم لسانه...أشرت إلى رأسي الفارغ)
كما ذكرت قبل قليل عن علامة الترقيم وفائدتها التعبيرية ، في جملتينا هاتين المتصلتين كفعل وردة فعل .
الفعل ( أعارني)/(أشرت) وكيف يعار اللسان ؟! حتماً ليس منطقيٌ هذا الأمر البتة ولكن مدلول الفعل هنا أي أنه تحدث باسمه أو أنه تعلم منطقه وأسلوبه اللفظي في الكلام ، أو التحدث بنفس هدفه ومراده، بدليل ما قدمت لنا الكاتبة من استعارة عن الكلام والنطق (لسانه) وربما قد قال ما أراده هو أي ناب عنه فيما أريد قوله،فهو منهم وفيهم (أحدهم) وهو من قام بفعل الإعارة ممن (ملوكني) وأقول هنا ليس نحن كبشر من ننطق ونتكلم فحسب فإن كل شيء ينطق فكما ورد في القرآن الكريم: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَامَنْطِقَ الطَّيْرِ" (النمل، 16)
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ..." (النمل 18)
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }الإسراء44
ومن ثم هنا (أشرت إلى رأسي الفارغ) والفراغ هو لا يعني العدم مطلقاً ولكن المراد في القصد أنه لم يكن على علمٍ أو معرفةٍ بذاك الأمر المرتبط بإعارة اللسان وفيما أريد من هذه الغاية فلم تدل على الجهل بحسب الرمز (الرأس الفارغ).

*( هَمَس فِي أُذُنِي كَبيرُهُم:
أنَا العَقل المُدَبّر...دَفعَنِي بِقوَّةٍ أَمَام الرَّعِيِّة.)
(كَبيرُهم:/ أنَا العَقل المُدَبّر) وهنا الإشارة تدل على أن الذي همس هو أكثرهم معرفة وعلماً بما يجري أو أن صح القول أكثرهم قوةً وسلطةً ونفوذاً وأنه على درايةٍ بالمراد من الحدث السابق بربط الضمير (هم) العائد لمن قاموا بفعل(مَلَّكونِي) ، ولا يمكنني تجاهل قوله (أنَا العَقل المُدَبّر) والذي أفاد في أثبات سيطرته وسطوته في فرض الأمر وتوليه للسلطة لينال مقامه(كَبيرُهُم) ويمكنني القول هنا أنه كان ذو مكر ودهاء وذو نوايا ليست بالحسنة، فكان الفعل بعد الهمس ( ...دَفعَنِي بِقوَّةٍ أَمَام الرَّعِيِّة.) فعل حركي ومع القوة فيه يكون المراد العجلة أو التعجل في الحركة لتلبية الأمر...وأيضاً يمكننا القول أن القوة تشير للرغبة بسرعة للوصول للغاية المراد تحقيقها أو الصبو إليها.
كما نرى استخدمت الكاتبة علامة الترقيم(.) بعد ذاك الحدث والتي تدل هنا على نهايته بغض النظر عن فائدتها النحوية وكلاهما صواب.
ثم تلت بعدها خبراً استمرارياً ( كُلّما خَطَبتُ فيِهم رَفَع البعض ذَيلَه والبَعض الآَخر نَهَق.)
فعندما يهز الكلب ذيله ,يفهم من ذلك أن الكلب ودود,في هذه اللحظة ويمكن الاقتراب منه بلا خوف.
**والعكس بالنسبة للقطة**
فهنا الرمز بالكناية عن رفع الذيل عائدٌ لكلا الحيوانين وما يملكانه من صفات فالكلب يتسم بالوفاء والإخلاص لصاحبه وكما ورد من دراسات للغة الحركية في سلوكه ، أما بالنسبة للقطة فالدراسة عكس ما ورد عن الكلب، ومن صفاتها المكر والخبث والنكران .. (والبَعض الأخر نَهَق) النهيق صوت الحمار، ويدل هنا على الغباء أو الجهل بما في الكلام من خطاب بحيث أن الخطاب مجرد فعل إنساني يحمل في طياته إبلاغٌ أو تنبيهٌ أو تذكيرٌ وما إلى هنالك من بغية قد تكون، فيكون هذا النهيق رداً أو احتجاجاً عن ما ورد في نص الخطاب.
وبعد هذا التحليل فمنهم من كان يعلن وفاءهُ أثناء الخطاب ومنهم من كان يتذمر أو يرفض(الرَّعِيَّة).
النص والرؤية النقدية:
تمحور النص حول أمر دبلوماسي وسياسية الفساد وما تؤول إليه المصائر بلغة مكثفة ورمزية إيحائية متقنة وبليغة التعبير بشكل جميل جداً ، لم أرَ أية زوائد أو حشو وما من أخطاء ، امتاز أيضاً بتفرده الأسلوبي والصياغي بحيث كانت الثيمة حاضرة بقوة باستخدام الكنايات والإستعارات البديعية ، شكل النص بمجمله دورة حياتية بدأت منذ الولادة وحتى بقاء استمرارها لتنتهي بمفاد أن للخراب جذور وأصل وأسباب وماذا تحمل الغايات في جوفها ،تنقلت بنية الحدث بالأفعال الماضية البعيدة والقريبة على حدٍ سواء، وكما أضافت للنص جوهرية الاستمرارية في بنيته واستخدام الأدوات والإشارات اللغوية والنحوية، القفلة لم تحقق الصدمة القوية جداً لكنها أثارت الدهشة المرجوة وذلك بسبب الصياغة المترفة الإتقان، حيث أثارت الحَيرة في بنيتها لدى المتلقي وجاءت متتمة لبنية الحدث كنتيجة سببية للأفعال السابقة، وأوجد النص المفارقة من خلال جمل الحدث (أعارني لسانه/ أشرت إلى رأسي الفارغ/ رفع البعض ذيله / البعض الآخر نهق) حيث أوضح الجهل الذي أصابهم في كلا الجمعين من الرعية وجهلهم لما توارى عنهم من أمر وغاية وأفعال.
#كانت مجرد قراءة متواضعة لهذا النص الثري والرائع جداً..
كل الشكر لكم أصدقائي ولقراءتكم والشكر الجزيل للقاصة الرائعة الأستاذة: مريم بغيبغ ، على هذا النص المتفرد في بنيته وصياغته التوظيفية والإيحاء والرمز بلغة سرد قصصي وحكائي ببراعة وإتقان .
تمنياتي لها بالتوفيق والنجاح دوماً ومزيداً من الإبداع،
كل الإحترام والود.

بقلم: حمدي معمار/سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...