اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة تع

شاحنة الأمنيات | قصة قصيرة ...* علياء الداية


* علياء الداية

“حين أبصرت كوكباً أزرق بعيداً جداً، علمت أنه المكان الذي أريد الهبوط فيه، ومع اقترابي من غلافه الجوي، شعرت كأن الذكريات تعود إليّ، وأني أتحول إلى كائن جديد، هناك أحداث تختفي، وأخرى تحل محلها من عصور قديمة. كنت أطلق على الكون الواسع الذي أعيش فيه (العالم الآخر)، وأصحابي يستغربون هذا الوصف كثيراً، عرفت الآن أنه يعود إلى ذكرياتي حين كنت أعيش على الأرض، كنا نطلق على عالم الرحيل المجهول (العالم الآخر). وحين هبطت على العشب اليابس، وجدت إلى جواري مظلة، نظرت إلى نفسي، كنت ألبس بدلة فضاء مع قناع للتنفس، ولم أفلح في تذكر شكلي السابق حين كنت قبل قليل فوق.. في العالم الآخر.
الشمس تتهيأ للمغيب، وفراشة زرقاء وقفت على ذراعي، أمسكت الخوذة بيدي الأخرى ونزعتها كي أتنفس، ولكن.. ما هذا! الهواء خانق لا يصلح للتنفس، أعدت الخوذة بسرعة، وأنا أنظر بدهشة إلى الفراشة، والنباتات القليلة الشاحبة والأشجار البائسة في المكان، يبدو أنها تطورت بالتدريج لتصمد.
كانت ذاكرتي أشبه بقرص حاسوب يتم تحميل البيانات عليه من الخارج، مشاهد مبعثرة، وأفكار غير مترابطة، لا بد أني عشت هنا يوماً ما، ولكن كيف غادرت فجأة؟ هل هو برنامج فضاء التحقت به، أم كارثة تسببت في الإلقاء بي بعيداً؟ رأسي الثقيل وذاكرتي المشوشة وجدا بعض الصفاء مع اقتراب الليل. السماء كانت صافية أيضاً، الهلال يتأهب للمغيب، وبعد ساعات، ها هي ذي النجوم، تذكرتها كمن يفتح خريطة مألوفة، مازالت في مكانها، الدب الأكبر، الدب الأصغر، حسناً نحن في منتصف ليل فصل الربيع.
جهاز التنفس يعمل بكفاءة عالية، يختزن طاقة الشمس، وينقّي الهواء ليعطيني الأكسجين. وأنا أمشي باتجاه الأكواخ والبيوت التي كانت تتزايد مع مسيري إلى أن وقفت على مشارف مدينة، كنت أضيء مصباحي اليدوي، أمرره هنا وهناك بحثاً عن أشخاص يشبهونني، عن حياة ما، ولكن لا شيء سوى أشباح الأبنية العالية، والأبواب المخلوعة، والنوافذ المكسورة، سيارات تصطف على الجوانب بإطارات فارغة مهترئة ودهان صدئ. هل يعقل أن الناس كلهم اختفوا؟ أو ذهبوا للعيش في جزر نائية؟ ربما كان عليّ الهبوط على سطح الماء بدلاً من هنا.
كانت الخوذة تسمح لي بسماع الأصوات، شيء ما يركض قريباً مني، فوجّهت المصباح، تبدو أشبه بثعالب تتراكض إلى خارج المكان، أسرعت أعدو وراءها، فتناهى إلى سمعي موسيقا من بعيد، أخذت أقترب شيئاً فشيئاً، المكان أشبه بساحة مغلقة، تتوسطها شاحنة مطلية بألوان براقة ولوحات طفولية، وفوقها بوق دوّار يبث الموسيقا. يا لها من عربة غريبة، كأنها هبطت مثلي من الفضاء! حين اقتربت أكثر وجدت لافتة مكتوباً عليها (شاحنة الأمنيات) مع سهم للدخول من الباب الخلفي.
في الداخل كان المكان واسعاً، في منتصفه بندول يهتز يميناً ويساراً ذهاباً وإياباً في حركة أبدية، ومع تقدمي في المكان وجدت مقعداً فجلست، وسرعان ما أضاءت أمامي شاشة على الجدار الداخلي للشاحنة، وأخذت تعرض فيلماً بالصوت والصورة والكتابة، أدهشني أنني أفهم اللغة المكتوبة، يبدو أنني بالفعل كنت أنتمي إلى هنا. (شاحنة الأمنيات، توجد نسخ من هذه الشاحنة في أنحاء الأرض، وهي تختزن أمنيات البشر خلال القرون القليلة الماضية: زوال الحروب، انتهاء التلوث، الحفاظ على الطبيعة، والطعام، والطيران، والملابس، والأكسجين، والبدلات الواقية). تترافق هذه العبارات مع مقاطع مصورة يظهر فيها على التتابع: حقول وسهول فيها خراف، مدينة مزدحمة، باقات ورود، أشخاص يرقصون، ثم.. قطط هاربة تصرخ، أشخاص بكمامات هائمون على وجوههم، حرائق، عمود كهرباء تضيء وتنطفئ، طفل تائه أمام أرجوحة.
بدا واضحاً أن شيئاً خاطئاً حصل، كوارث نسفت كل تلك الأمنيات، فبقيت الشاحنة فقط، وأنا أشعر بالاختناق، تراجعت عن مقعدي، وتركت البندول الأبدي، وأضواء الشاحنة ومكبر صوتها الموسيقي الحزين. ابتعدت لمسافة كافية وأنا أنتظر النهار، ترى هل كنت صاحبة إحدى هذه الأمنيات حين عشت هنا، ربما قبل قرون من الزمن؟ وسط شرودي شيء ما يلوح متوهجاً في الظلام، يقترب ويبتعد بحسب تركيزي عليه، إنها قافلة الأرواح. بهدوء ألتفت إلى الخلف، إلى بدلة فضاء وخوذة وشاحنة أمنيات، وأعود بخفة إلى العالم الآخر.”
* عن الشارقة الثقافية


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...