اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لغزُ الهجرةِ ...** أحمد عبد الرزاق عموري


( مهداة إلى الشهداء الغرقى في البحار )

قلْ يا أبا الفقراءَ قلْ..يا موْطني
هلْ هدْهدُ الترْحالِ يبسطُ في سريْرِ المجْتبى
فتنَ المزاعمِ نحو آمالِ البقاءْ؟!

أمْ سوْفَ يأْتي مثْقلاً بالشّكِّ منْ أقْصى المواسم والنّهى ؟
فالموْتُ بعْدَ تنفّس الصّعْداءَ يبْدأ لحْنــهُ
وأبي ينادي رحمةً بي يا فتى ..
ولدي أتى أمْرُ السّماءِ فلا منْجى أمامكَ يجْتبى
ولدي تعالى مرْكبي
فسفيْنتي لقوافلِ الأحْياء تفْتحُ صدْرها..كنْ هاهنا
حبْلُ النَجاةِ سفيْنتي ..
مدّتْ وصاياها حيْنَ ولّى بالضّلالةِ عقْلنا
والموْتُ يطْهو موْتنا في موْتنا
أَهِيَ القيامةُ سطّرتْ بالماءِ تابوتاً لنا؟

فالموتُ كالطّوْفانِ يأتي غازياً مُتوعّداً أهْلَ الورى
والرّيْحُ عاتية الزّوابعِ ترْتمي.. تُلْقي بذاكرةِ العبادِ ثمارها
موْجٌ تمادى كالجبالِ على مرايا صحْوهمْ
سفنٌ تعجُّ بمفْرداتِ الشّهْقةِ
قفزوا سريْعاً بعْدما مالَتْ مراكبَ لمْ تكنْ إلّا نظائرَ للْشفقْ
ولعلّهمْ .. يَلْقوْنَ منْ جزرٍ الخرافةِ موْطناً
وسْطَ الحطامِ المرْتدي غَضَباً وآياتِ الرّدى
جثثٌ كأضْرحةٍ تدوْرُ تدوْرُ بينَ مخالبِ الأقْدار معْلنةً نهايةَ رحْلةٍ
ووثائقُ الأسْفارِ ترْقصُ فوْقَ سطْحِ الماءِ كالْجنِّ الفصيحْ
وحقائبُ الغرْقى تلهّتْ مثْلما طفْلٍ على أرْجوْحةٍ..
تعْلو وتهْبطُ حسْبَ تَوْقيْتِ الهبوبْ
***
(لغْزٌ لأغْرب هجْرةٍ )
بالبحْرِ تجْذبُ كالزلازلِ رجْفةً لا تنْتهي
و زوارقُ الإخْلاءِ كالحشراتِ تأْتي منْ حوافِ الوقْتِ مثْقلةَ الخطى
بصماتهُا عدمٌ يباركُ ما رأى.
مُلْقى هنالكَ كالهشيمْ .. تخْبو بذاتي قوّتي
مأوايَ في قممِ الخيالِ بلا حدودٍ ترْتجى
والماءُ يعْلو مقْصدي
وأنا كعاصٍ ينْتهي بالماءِ دونَ جنازةٍ
رجلايَ مفْهومُ المساعي في خيوطِ العنْكبوْتِ منالها
خالي الوفاضِ على كفوفِ متاهةٍ
وشراهةُ القصصِ الّـتي نَزَعَتْ بإفــْكٍ صدْقها
قالتْ: لجثْمانٍ يحوْمُ بقرْقها
(لا شطَّ للْغرباءَ أو رملٌ يكحّلُ عيْنهمْ)
***
لاشيءَ يعْصمني أمامَ الموْجِ حتّى فطْرتي
أجلٌ مسمّى قدْ سقى تصْريْحهُ
خلفي جياد ُ الماءِ تجْرفُ ترْبتي
وأنا الغريـْقُ بلا مراثٍ أو عزاءْ
ويْلٌ لصلْصالٍ غريمُ النّوْر ينْفي شَرْعةً
مفْتاحها التوْحيدْ؛
***
ناجٍ تنهّدَ في مرايا عوْرةٍ أمميّةٍ..
قوْلي قليْلاً من تسابيْحَ الغريقِ المسْتريْحِ على توابيْتِ المياهْ
صمتٌ يطوْلُ كأنَّ طير
الثغْرِ مقْصوصَ الكلامْ
رجلٌ يخاطبُ جثّـةً لمْ تحْتكرْ إلّا السكوتْ
أيسامرُ الأحْياءُ أمْواتاً بأرْوقةِ المحيطْ ؟
والموْتُ قطٌّ يدْخلُ الأرْواحَ حصْراً خلسةً
يترنّحُ الوجْدانُ كالسّفنِ الّتي هاماتها ما بعْدَ إعْصارٍ دنا
واليأْسُ مُلْتهبُ البراعمِ في روافدِ خوْفهمْ
هوْلٌ وويْلٌ يسْتفزُّ دمَ المنايا طاغياً
وخرائطُ الترْحالِ مثْمرةُ الكللْ
دمْعُ الوداعِ كأنّه يسْتصْرخُ ..مرْسى بلا هدفٍ يضمُّ رفاتهُ
وعجائزُ القاراتِ تعْمي عيْنها ..ووراءَ غمْزتها براعمُ قبْرنا
تغْزو بمخْلبها مراكبَ أهْلنا
***
أمْـرٌ أكيْدٌ موْتنا..
وأصابعُ القدرِ المجرّدِ وحْدها تهْتزُّ في أفْـقِ المدى
طوْقُ النّجاةِ بلا يدٍ يبْني بمثْقالِ المخاوفِ عجْزنا
قلقٌ يزفُّ الرّحْلةَ الحبْلى إلى شطِّ المتاهةِ ثمَّ يطْوي سرّنا
قالوا هنالكَ سيرةٌ أخْرى لنا..مَـنٌّ وسلْوى أوْ ينابيْعُ المنى
أحبائنا كحقائبِ البوساءِِ تبْدأ غرْبةً
جبهاتها غسقٌ تعرّى من شعاعِ الخيْرِ أزْمنةَ النّدوْبْ
حرْبٌ بأسْلحةِ المهالكْ تنْتشي حبْلى على شفةِ الكروبْ
ما دلّهمْ إلّا دخانٌ بعْدَ برْقٍ جاءَ منْ رحْمٍ لقيطْ
وملامحُ النّذرِ الّتي هتفتْ هشيْماً رغْمَ أدْعيةٍ علتْ
ِ يصْطادها سقْمَ الدّليلْ
* * *
عَجَبَاً بنفْسي يرْتدي شفةَ القصائدِ دونَ أوْزانِ الشّعورْ
أهْلي بمرْآةِ الغيابِ يلاطمونَ يدَ المنايا حينَ جنَّ المبْتغى
أهْلٌ على رغباتها ركبوا لساعاتٍ خلايا نحْرها
همْ خلْسةً يترجّلونَ على ضفافِ الحدْسِ في صورٍ بدتْ
بحفاوةِ الترْحيْب نعشاً للجوابْ.
ولسانهمْ المصْعوْقُ من برْدٍ ورعْبٍ يرْتقي ..
ومفاصلُ الأحْداثِ كانتْ تسْتفيْضُ بكلِّ إيْقاعِ التغابي شهْقةً
ما ضمّها بحرارةِ الأصداءِ إلّا صخْرةً فوْقَ براري المبْتغى
قلْ أيّها الساعي إليْهــا أيــْنَ أرْضُ الملتْقى؟
سيفُ التضاريس المكلّــل بالمقابرِ والمخاطرِ سيّدٌ
بيني وبيْنكَ موْعدُ النّسْيانِ يحْفرُ بالسّرابِ مسافةً
في كلِّ وقْتٍ ظلّهُ صبغَ الرّحيلْ
يسْقي فلولَ اللاجئينِ ملامةً ..
ملئتْ بملحِْ البحْرِ فرْدوسَ الصّوابْ
فالبحْرُ تابوْتٌ يراودُ مرْكبَ الفقراءَ في زمنٍ لوى..
عنْقَ البراءةِ فوق أضْغاثِ المدى
موْجٌ بلا ذكْرى يزخْرفُ صهْوةً ..
مـا بيْنَ أجْسادٍ وأجْسادٍ لهمْ
***
ما بعْدَ طوْفانٍ أراني بذْرةً حمْقاءَ تُرْوى بالغباءْ
تُرْمى غريْزتها بمجْرى غفْلةٍ
تتلاعبُ الحرْباءَ فوْقَ ضفافها
كطريدةٍ في خاطري أعْوامنا
أخْفتْ لسانَ سحابةٍ برمالها
و ورائها كم عابر ذاق الأذى
(قلْ للْمهاجرِ في بلادِ الكفْرِ عدْ
بمدائنِ الصّلواتِ مشْكاةٌ تنادي عابراً
لكَ ها هنا وطنُ المرادْ
***
لا أرْضَ تبْسطُ رحْمها..
داراً تقيِّ وجوهَ العابرينَ إلى جحيّمِ غرْبة
فيْها الغرائبُ كالعقاربِ لسْعها
يسْتأْصلوْنَ مكائدَ العجْزِ المزنّـرِ حوْلَ أشْرعةِ النّجاةْ
يرْتــدُّ طرْفكَ خاشعاً مسْتسْلماً كالْعبْدِ في زنــْزانةٍ..
آفاقها بحْرٌ مسجّى فوْقَ عاصفةٍ تهجّي غضْبةً
ورخاوةُ الصّلْصالِ منْ هرمِ الخلايا تجْتبي بصماتها
وخلاخلُ الأهْواءِ تبْـرقُ بالأسى نَغَمَاً بدا برشاقةٍ
مرّتْ على عمْرٍ يُهْذبُ ما يرى
* * *
ندمي على وطنٍ يـُأنّـقُ جرْحهُ في كلِّ مرْآةِ النّـزيفْ
عيْشٌ بلا أملِ التلاقي لفّنا
سَنَهشُّ بالشّعْرِ المدمّى غرْبةً..
فتحتْ سواحلها مليّاً للْسرابْ
فمتى يكونُ لنا مخاضٌ شامخٌ.. يـا موْطني ؟!

*الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرزاق عموري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...