اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الكاهن الأكبر عِمران (عمرم) بن إسحق، صاحب وديعة مثالية

The High Priest ˓Amram ben Isaac
the Owner of an Ideal Deposit
* ترجمة ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن عبد المعين بن صدقة بن الكاهن الأكبر صدقة بن إسحق الحفتاوي (إلعزر بن تسدكه هحتڤئي، ١٩٢٧-٢٠١٠، شاعر، معلّم دين، متقن لتلاوة التوراة، كاهن أكبر ٢٠٠٤-٢٠١٠) بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة (١٩٤٤- )، الذي بدوره نقلها إلى العبرية، نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٤٢-١٢٤٣، ١٦ تموز ٢٠١٧، ص. ٧٨-٨٠. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزَّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري يعيشون في مائة وستين بيتًا تقريبًا، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحُسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”مدخل بقلم المحرّر بنياميم تسدكه

في عام ١٩٩١ وبعد رجوع وفد معهد أ. ب. في حولون من الزيارة التاريخية لروسيا لفحص مجموعة ضخمة من المخطوطات السامرية المحفوظة في مدينة ليننغراد (سانت بطرسبورغ)، والسؤال يتردّد بكل عنفوان في رؤوسنا: كيف استطاع إنسان واحد في منتصف القرن التاسع عشر، أن ينقل من أيدي أبناء الطائفة السامرية بنابلس، مجموعة المخطوطات القديمة هذه التي يفوق ثمنها اليوم كل خيال.

بحسب التقدير العام آنذاك، قبل مائة وثلاثين سنة ، كانت أوضاع الطائفة الاقتصاديةُ متدنيةً لدرجة عدم توفّر الطعام، وعليه كانوا مستعدّين أن يعطوا كلّ ما في حوزتهم من أجل سدّ رمقهم، أضف إلى ذلك فالمجموعة الضخمة كانت مكوّنة من كتب مبتورة وأوراق بالآلاف تراكمت واغبرّت في غضون قرون من الزمان على رفوف الكنيس العتيق في نابلس.

تغيّر النهج العامّ مع تحسّن الوضع الاقتصادي. في الوقت ذاته، بدأ الكثيرون من أبناء الطائفة يُقدّرون ما بين أيديهم إجلالًا أيضًا للذين أورثوهم المخطوطات. بالإضافة إلى ذلك، كان تقريبًا لكلّ مخطوط قديم لدى الطائفة أكثر من مالك واحد وحتّى لو نوى أحدهم بيع المخطوط كان مضطرًا أن يعدل عن ذلك من جرّاء معارضة الشركاء الآخرين.

تلك المخطوطات السامرية التي باعها جامعون من خارج الطائفة مقابل مئات كثيرة من آلاف الدولارات، قد وطّدت الصلة بين أبناء الطائفة والمخطوطات التي بحوزتهم. والقيمة المالية المتعاظمة أضافت تقديرًا فوق تقديرهم للمخطوطات القديمة. اليوم لا تجد سامريًا مستعدًا أن يودّع المخطوطات التي بحوزته. كما أنّ قيمة المخطوطات الحديثة قدِ ٱرتفعت مقارنة بعشرات الكتب المطبوعة، وهذا الأمر يجسّد الاختلاف إيجابًا بصدد التعامل مع المخطوطات التي انتقلت بالميراث من جيل لآخر.

الرهينة

كانت لعمّي الكاهن الأكبر عمران ولوالدي صدقة، رحمهما الله، مكتبة ضخمة، فيها المئات من المخطوطات القديمة ومن ضمنها التوراوات، كتب الصلوات، التفاسير والمدراشيم، كتب تاريخ وكتب شريعة. جزء من هذه الكتب أودع عندهما وعند آبائهما كرهينة، وبقي عندهما طالما لم يُردّ مبلغ المال الذي جُبي مقابلها.

وكان أحد الأشخاص الذي أودع عندهما سِفرًا ابن أختهما هدية، عابد بن حسن صدقة الصباحي (عوڤاديا بن يفت تسدكه الصباحي). كان بحوزته كتاب الشريعة ”الكافي“ من تأليف الحكيم يوسف بن سلامة العسكري وهو مخطوط قديم ورثه من آبائه.

في تلك الأيّام، في ثلاثينات القرن العشرين، كان مضطرًا إلى إيداع الكتاب في أيديهما مقابل قرض أعال به أمّه ونفسه. وقد حفظ عابد في قلبه أمر الوديعة، وانتظر طَوال أيّامه الفرصة المناسبة من أجل استعادة المخطوط.

في العام ١٩٤٨، كلّ سار في طريقه، افترقنا؛ الحدود فصلت بيننا. عابد الذي تزوّج، أنجب أولادًا، ربّاهم وأعالهم، ورويدًا رويدًا أقام بيتا، في البداية في يافا وبعد ذلك في حولون. شيئًا فشيئًا تحسّن وضعه الاقتصادي جنبًا إلى جنب مع التحسن الاقتصادي للطائفة برمّتها. وفي منتصف سبعينات القرن الفائت بعد وفاة والدي صدقة، رحمة الله عليه، أزفت الفرصة الملائمة. وكان عمّي الكاهن الأكبر عمران قد طلب منّي أن أعمل سكرتيرًا له لمساعدته في إدارة شؤونه. وظنّ الكثيرون بسبب ما، أنّ وظيفني هذه تمنحني البتّ في كلّ شأن متعلّق بالكاهن الأكبر، وبهذا أخطأوا.

ذات يوم، وصل عابد صدقة، رحمه الله، إلى نابلس وحلّ ضيفًا عليّ واستقبلته خير استقبال. وبعد التحايا المألوفة واحتساء القهوة، لم يتوان بل التفت إليّ قائلًا: ”يا ابن عمّي، عبد المعين، في مكتبتكما كتاب الكافي الذي كنت قد أودعته عندكما أيّام المجاعة. بودّي استرجاعه وإنّي مستعدّ لدفع مبلغ الرهينة مضاعفًا مقارنة بقيمته الحالية بعد الفائدة وسعر اليوم “. قال عابد ومدّ يده لسحب جزدانه من جيبه.

”تمهّل“ - أمسكت بيده، ”بحضور عمّي، الكاهن الأكبر عمران، لا ناقة لي فيه ولا جمل ولا لابن عمّي ولا لأخينا ولأبنائنا أيضا“. كلّ شيء، كلّ ما في البيت يخصّه ومن ضمن ذلك المكتبة الكبيرة ذات المخطوطات. إذا أردت مخطوطًا تدّعي أنّه لك من المكتبة ومن ضمنها مكتبة المخطوطات الكبيرة فعليك التوجّه بهذا الخصوص مباشرة لعمّي“ - قلت لعابد الذي حاول أن يشكّك بكلامي، ولكنّه أقرّ بجدية إجابتي بعد أن كرّرتها عليه.

الكاهن الأكبر السخيّ عمران

لم ينتظر طويلا. في الأسبوع ذاته دُعي كلّ السامريين ومن ضمنهم عابد لكونه أحد رؤساء عائلة صدقة، لحضور حفلة زواج في نابلس. جاء عابد إلى نابلس قبل الوقت المحدّد متوجهًا لمنزل عمّي ودعاني لمرافقته. طلب من الكاهن الأكبر عمران استرجاع المخطوط الذي أودعه عنده.

عمّي الكاهن الأكبر عمران، رحمة الله على روحه النبيلة، لم ينتظر حتّى هنيهة. دعاني للتوّ وأمرني بإخراج كتاب الكافي من المكتبة وتسليمه ليد ابن أخته. أمسك عابد المخطوط بيدين مرتعشتين وبتأثر بالغ، والدموع تغمر وجنتيه. ثمّ استعاد قوّته ومدّ يده لالتقاط جزدانه طالبًا بصوت مخنوق تسديد رسوم الرهينة بحسب ما يقرّره الكاهن الأكبر عمران.

”لا، لا“، هزّ الكاهن الأكبر عمران برأسه يمينًا ويسارًا، ”مهما كانت رسوم الرهينة، لا تُعدها لي، دعها تكون ذكرى لروح أختي هدية الطيّبة، رحمة الله عليها“. لم يتمالك عابد نفسه عند سماع ذلك، انقضّ على رجليه وأمطره قبلات على ظهر يده اليمنى. ضحك الكاهن الأكبر وبارك مِرارًا وتَكْرارا ابن أخته. ”لا حسابات بيننا بالمرّة“، قال عمّي.

استردّ عابد حيله من جديد، طلب منّا استدعاء سيّارة أجرة فلبّيت طلبه. نزل مسرعًا، استقل السيّارة آمرًا السائق أن ينقله فورًا وبسرعة إلى بيته في حولون. والسعادة العارمة بالمخطوط الذي يحتضنه، نسي عابد كليًّا حفلة الزواج التي كانت في ذلك اليوم، رحمة الله عليه“.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أ.د. حسيب شحادة - فلسطين
أ. د. حسيب (جريس حريز) شحادة من مواليد قرية كفرياسف، درس المرحلتين الابتدائية والثانوية فيها ثم التحق مباشرة بالجامعة العبرية في القدس عام ١٩٦٢، حيث درس العربية والعبرية والإنجليزية وحصل فيها على الشهادة الجامعية الأولى ثم تابع دراسته في قسم اللغة العبرية ونال شهادة الماجستير بامتياز فشهادة الدكتوراة عام ١٩٧٧. كما حصل على شهادة للتدريس في المدارس الثانوية. كان موضوع الأطروحة: الترجمة العربية لنص توراة السامريين: مدخل لطبعة علمية، ٣ أجزاء ، ٦٠٠ ص. (في الأصل بالعبرية). درّس العربية والعبرية بأنماطهما المختلفة في المراحل الابتدائية والثانوية وفي الكليات وأخيرا في الجامعة العبرية قرابة العقدين من الزمن، جامعة بئر السبع، جامعة بير زيت، جامعة برلين الحرّة فجامعة هلسنكي. مجال التخصص هو اللغات السامية وثقافاتها بعامة والتراث السامري باللغة العربية بخاصة. وفي هذه المواضيع أرشد طلابا كثيرين في إعداد أبحاثهم الجامعية المتقدمة. من مؤلفاته مجلدان يضمان أول طبعة علمية كاملة لتوراة السامريين العربية. شحادة عضو في جمعيات علمية عديدة، حصل على منح بحثية كثيرة في البلاد وخارجها وفاز بالميدالية السامرية لعام ٢٠١١. نشرت له عشرات المقالات العلمية في مجلات وإصدارات بحثية عالمية كثيرة كما ونشرت له مئات المقالات العربية التي تعنى بالثقافة وباللسانيات.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...