اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مُعَلَّقَتَا وَمَقْصُورَتَا محسن عبد المعطي محمد عبد ربه و ابْنُ دَرِيدْ على أنغام بحر الرَّجَزْ

1
مُعَلَّقَةُ مَقْصُورَةُ الشَّوْقْ ..الشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

يَا غَادَتِي طَابَتْ خَبِيئَاتُ الْهَوَى=فِي أَجْمَلِ اللَّيْلَاتِ نَقْضِيهَا سَوَا
وَشْمُ الزَّمَانِ قَدْ أَطَاعَ حُبَّنَا=ذَوَّبَنَا لَحْناً عَلَى عَيْنِ الْمَهَا

ثَغْرُكِ نَهْرُ الْحُبِّ يَا حُبِّي أَنَا=عَيْنَاكِ زَادَانِي طُمُوحاً فِي الدُّنَا
أَشْتَاقُ فَاكِ الشَّهْدَ ظَلَّ رَاعِياً=قَلْبي كنَارٍ بَيْنَ أَطْيَافِ الدُّجَى

يَا مُنْيَةَ الْقلْبِ الْمُتَيَّمِ خَمِّرِي=شَهْدَ الرُّضَابِ وَمَوْسِقِي لَحْنَ اللِّقَا
أَشْتَاقُ حِضْناً دَافِئاً فِي حَضْرَتِي=يُحْيِي الْمَوَاتَ الْكَاتِبِينَ الْمُلْتَقَى

أَشْتَاقُ فَيْرُوزَ الَّتِي غَنَّتْ لَنَا=مِنْ سِحْرِهَا نَاراً عَلَى قَلْبِ الْغَضَى
أَشْتَاقُ ضَمِّي يَا هَوَايَا آخِراً=أَشْتَاقُ لَوْنَ الْحُبِّ فِي لَحْنِ السُّرَى

أَشْتَاقُ رِمْشاً ثَائِراً فِي لَيْلَةٍ=تَخْتَالُ بِي عَزْفاً لِأَحْلَامِ النُّهَى
حُلْمٌ وَهَلَّ الْبَدْرُ نَاجَى حُبَّنَا=يَا مُقْلَتَيْ رُوحِي عَزَفْتُ الْمُحْتَوَى

بِالْحِضْنِ يَا أَحْلَى مَلَاكٍ رَاقَ لِي=تَدَلَّلِي تَخَيَّرِي لَحْنَ الْهَنَا
ضُمِّي إِلَيْكِ الشَّوقَ فِي مَقْصُورَةٍ=فِيهَا غَرَامُ الْحُبِّ يَرْوِي مَا حَوَى

فِي الْفَجْرِ هَمْسُ الشَّوْقِ فِي تَرْنِيمِنَا=يَشْدُو بِهَمْسِ الْحُبِّ رَمْزاً مَا رَوَى

مَا قَبْلَ فَجْرِي مَلْحَمَاتُ حُبِّنَا=يَحْلُو الْهَوَى يَا ضَّمُّ بَارِكْ مَا حَلَا

اِنْتَظَرَتْنِي بِاشْتِيَاقٍ بَالِغٍ=أَلْفَيْتُهَا فِي ضَمَّةٍ تَشْكُو الضَّنَا

أَخَذْتُهَا رَجْرَاجَةً ضَمَمْتُهَا=أَمْسَكْتُ نَهْدَيْهَا وَلَاعَبْتُ الْجَفَا

أَدْخَلْتُهَا فِي جَنَّةٍ فِرْدَوْسُهَا=دَانِي الْقِطَافِ مُشْرِفٌ عَلَى الْجَنَا

حَتَّى تَوَحَّدْنَا بِإِشْرَافِ الْهَوَى=تَغَنَّجَتْ تَدَلَّلَتْ مِثْلَ الْقَطَا

أَيَّامَ أَنْ قَدْ ذُقْتِ حُبِّي يَا أَنَا=بِالْهَمْسِ بُسْتُ الْخَدَّ وَاحْلَوَّ الْبِنَا

عَيْنَاكِ أَوْحَتْ لِي بِشِعْرٍ نَابِعٍ=مِنْ نَبْعِ قَلْبِي أَنْتِ يَا أَحْلَى النِّسَا

وَكَتَبْتِ لِي أَشْعَارَ حُبٍّ خَالِدٍ=يَمْحُو إِذَا رَدَّدْتِهِ طَيْفَ الشَّقَا

مَا بَيْنَ فِيكِ الْمُصْطَفَى نِلْتُ الْمُنَى= أَعْدُو عَلَى الْحُبِّ الْكَبِيرِ الْمُنْتَقَى

يَا قُبْلَةً أَصْبَحْتُ فِيهَا تَائِهاً=بَحْرٌ عَلَا وَالْمَوْجُ يَجْتَاحُ الْحِجَى

لَامَسْتُهَا لَاعَبْتُهَا شَاغَلْتُهَا=خَدَّعْتُهَا أَرْتَادُ أَمْوَاجَ الْبُرَى

تَلَفَّتَتْ وَأَغْمَضَتْ تَفَتَّحَتْ=ذُقْتُ الْهَوَى جَرَّبْتُ أَلْعَابَ الْقُوَى

قَلْبِي الْكَلِيمُ اشْتَطَّ فِي جَرْحِ الْهَوَى=يَا يُتْمَهُ يَا جَرْحَهُ لَمَّا جَثَا

أَشْدِدْ بِهِ فِي يَأْسِهِ فِي جَرْحِهِ=لَمَّا دَعَا دَاعِي الْهَوَى الْحُبُّ افْتَرَى

خَاطَبْتُ عُوداً فَائِراً لَمَّا جَرَى=قَلْبِي علَى الْوَادِي الْجَمِيلِ قَدْ فَرَى

يَا شَاغِلِي فٌوكَ اعْتَرَانِي سَهْمُهُ=أَرْدَى فُؤَادِي وَالدَّمُ الْغَالِي جَرَى

اِدْفَعْ بِقَلْبِي لِلْعُلَا يَا آسِرِي=بَعْدَ افْتِئَاتٍ سَافِرٍ لَمَّا جَذَى

اِرْحَلْ وَخَلِّ الْقَلْبَ يَنْعَمْ لَحْظَةً=يَا هَاجِرِي يَا قَاتِلِي مَاذَا تَرَى؟!!!

أَوْ أَعْطِنِي النَّايَ الْحَزِينَ سَلِّنِي= أَوْ أَعْطِنِي نَهْدَيْكَ أَشْرَحْ لِلْوَرَى

أُرِيدُ أَنْ أُفْضِي إِلَيْكِ حُبَّنَا=بَعْدَ انْخِرَاطٍ فِي مَتَاهَاتِ النَّوَى

لَوْ تَعْلَمِينَ غُصَّتِي وَحُرْقَتِي=لَغُصْتِ فِي بَحْرِي وَلَوْ ذُقْتِ التَّوَى

فَقَرِّبِي مِنِّي وَلَوْ بِلَمْسَةٍ=نَهْنََاهَةٍ مَسَّاحَةٍ طُولَ الْجَوَى

وَدَنْدِنِي وَغَرِّدِي عُصْفُورَةً=قَدْ أَطْرَبَتْ قَلْبِي وَلَيْلِي مَا انْجَلَى

أُرِيدُهُ تَطْوِيلَهُ تَرْنِيمَهُ=تَغْنِيجُهُ فِي الْحُبِّ عَالِي الْمُسْتَمَى

أَنَا بِلَحْنِ الْحُبِّ أُذْرِي دَمْعَتِي=يَا غَادَتِي وَالْحُبُّ يَسْمُو بِالصِّلَى

قَلْبِي بِحُبِّكِ انْتَشَى فِي أَوْجِهِ=بِوَجْهِ عُذَّالِ الْهَوَى خَاضَ الْوَغَى

حُبِّي إِلَيْكِ غَادَتِي مُغَامِرٌ=عِمْلَاقُهُ قَدْ فَاقَ أَقْصَى الْمُرْتَمَى

لِلْمَسْجِدُ الْأَقْصَى أَنِينٌ مُوجِعُ=شَقَّ الْقُلُوبَ دَاحِضاً تِلْكَ الدُّمَى

مَا بَالُنَا فِي غَيِّنَا يَا حَسْرَةً=أَوْدَتْ بِنَا حَتَّى مَتَارِيسِ الْعِدَى

يَا وَيْلَتَى مِنْ مَكْرِهِمْ مِنْ غَيِّهِمْ=مِنْ ظُلْمِهِمْ فَاقُوا أَسَاطِينَ الْكُدَى

أَخْجِِلْ بِنَا يَا عَمَّنَا يَا خَالَنَا=ذُقْنَا اللَّظَى بَعْدَ افْتِقَادِ الْمُنْتَمَى!!!

لَا عِبْرَةٌ لَا عَبْرَةٌ لَا دَمْعَةٌ=لَا حَسْرَةٌ تَأْوِيهَةٌ أَيْْنَ الدِّمَا

تُهْنَا وَتَاهَتْ خُطْوَةٌ مِقْدَامَةٌ=طَرِيقُهَا تَصْفِيقُهَا لَا يُجْتَبَى

تَصْفِيقَ أَفَّاقِينَ مَالُوا لِلْهَوَى=تَغَيَّبُوا فِي جُبِّهِمْ بَيْنَ الْفَلَا

بِيعَتْ حُقُوقُ الْمُنْتَمِي بَلَاهَةً=سَيْفُ الْحَيَاءِ بَاعَهُمْ حَتَّى الْحَصَى

تُهْنَا بِلَا حَتَّى الْبَلَا لَمْ نُلْفِ لَا=بَلْ أَلْفُ لَا وَاحَسْرَتَا تَحْتَ الثَّرَى

اَلْخَوْفُ يَا!!!قَدْ هَزَّ مِنَّا مَا كَفَى=حَتَّى تَهَاتَرْنَا وَسَوَّانَا الشَّجَى

قَدْ كَالَنَا بَعْضُ الرِّجَالِ مَكْرَهُمْ=حَتَّى تَكَالَبْنَا عَلَى زُبْدٍ بَدَا

هِمْنَا عَلَى آثَارِهِ فِي وَحْلَةٍ=طِشْنَا بِهَا فِي غَائِبَاتِ الْمُلْتَحَى

طَاشَتْ عَلَيْنَا سِدَّةٌ فِي إِثْرِهَا=لَمْ أَدْرِ أَنَّ الذِّئْبَ فِيهَا قَدْ عَوَى

اَلْمُجْرِمُونَ شَمَّعُوا آثَارَنَا=هَالُوا التُّرَابَ فَوْقَهَا يَا لَلْقَضَا!!!

لَمُّوا الْإِتَاوَاتِ الَّتِي تَهُمُّهُمْ=عَلَى جَبِينِ الدَّهْرِ مَزَّقُوا الْحَشَا

يَا وَيْلَنَا مِنْ سَابِغَاتِ خُبْثِهِمْ=اِسْتَوْطَنُوا أَفْكَارَنَا يَا لَلَّظَى

أَدَنَّسُوا تُرَابَنَا وَأَرْضَنَا؟!!!=يَا لَاحْتِلَالٍ غَاشِمٍ وَمٌجْتَنَى!!!

خِلَافُنَا مُدَمِّرٌ وَكَاسِرٌ=جَنَاحُنَا مُحَطَّمٌ فِي الْمُشْتَفَى

حَضَارَةٌ وَهْمِيَّةٌ مَنْكُوبةٌ=أَفَّاكَةٌ مَخْدُورَةٌ بَيْنَ الْخَنَا

بُحَيْرَةٌ تَنَامُ لَيْلاً دَامِساً=مُمَوَّهٌ تَخْطِيطُهَا فِي الْمُنْتَدَى

وَقْتٌ قَصِيرٌ قَدْ تَبَنَّى قَاعَنَا=حَتَّى يَدُومَ سُخْفُهُ بَيْنَ الْخِبَا

اِنْتَظِرُوا لَا تُقْدِمُوا لَا تَنْهَضُوا=مَغْرَفَةُ التَّهْوِيدِ قَيْدُ الْمُعْتَنَى

لَنْ تُمْسِكُوا تَعْكِيسَهَا تَنْكِيسَهَا=حَتَّى تُفَرِّغَ الْجَمِيلَ فِي الْقَنَا

اِسْتَمْسِكُوا بِقُدْسِكُمْ وَعَزِّكُمْ=وَعَزِّزُوهُ بِالشَّبَابِ وَالْبُنَى

اَلْقُدْسُ لِلْإِسْلَامِ فِي أَدْيَارِهِ=يَمْحُو بِتَرْتِيبٍ لَهُ مَنِ اعْتَدَى

حَلَّقَ فِي الْجَوِّ وَصَفَّى أَمْرَهُ=مُسْتَبْشِراً بِالْحُبِّ لَمَّا أَنْ غَفَا

يَا قُدْسُ يَا مَهْدَ النَّبِيِّينَ الْأُلَى=قَدْ خُتِمُوا بِبَعْثَةٍ لِلْمُصْطَفَى

مَسْرَى النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ الْمُصْطَفَى=لَا تَتْرُكوهُ وَاحْفَظُوهُ بِالْوَفَا

مُسْتَبْشِرِينَ بِالْجِنَانِ وَالصَّفَا=مُفَكِّرِينَ فِي دَهَاءِ الْأُرَبَى

فَأَنْقِذُوا الْقُدْسَ الشَّرِيفَ يَأْتِكُمْ=وَعْدٌ مِنَ الْحَيِّ بِتَحْنَانِ الصُّوَى

اَلْقُدْسُ يَبْكِي وَالدُّمُوعُ فِي الْحَشَا=مَحْشُورَةُ فِي جَنْبِهِ فَيَا لَعَا!!!

اَلْقُدْسُ نَكْبَةُ الَّذِينَ قَصَّرُوا=وَاتَّبَعٌوا الشَّيْطَانَ وَالْفَظَّ اللُّعَا

اَلْقُدْسُ زَفْرَةُ الَّذِينَ أَهْمَلُوا=وَشَهْقَةُ الْيَهُودِ فِيمَا يُرْتَجَى

تَنَفَّسُوهُ فِي اغْتِصَابٍ شَارِهٍ=وَبَرْمَجُوهُ وَالْحَبِيبُ مَا شَكَا

أَجَرَّعُوهُ سُمَّهُ لِيَقْتُلُوا=مَا قَدْ تَبَقَّى مِنْ دُمُوعٍ وَأَسَى؟!!!

أَجَرَّدُوهُ مِنْ خِيَارَاتِ اللِّقَا=بِأَهْلِهِ بَعْدَ اقْتِلَاعٍ لِلْكُلَى؟!!!

يَا أُمَّةَ الْإِسْلَامِ أَيْنَ الْمُرْتَجَى؟!!!=أَيْنَ الْفِدَا مِنْ بَعْدَ تَيَّارِ الْمُدَى؟!!!

نِمْنَا تَمَارَضْنَا فَعِشْنَا يَأْسَنَا=خُوَارَنَا وَضَعْفَنَا يَا لَلْعَمَى

أَيْنَ الْفِدَا أَيْنَ الْأَضَاحِي فِي الْوَغَى؟!!!= أَيْنَ الْفِدَائِي بَيْنَ أَرْجَاءِ الْفَلَا

شُدُّوا الْعَزِيمَةَ افْتَدُوا هَامَاتِنَا=وَوَحِّدُوا رَبِّي عَلَى نَعْشِ الْبِلَى

يَا عُرْبُ طَابَتْ مَوْتَةٌ فَاسْعُوا لَهَا=مَوْتُ المُذَلِّ بَيْنَ أَقْطَابِ الرَّحَى

مَكَّنْتُمُ أَعْدَاءَنَا بِخُبْثِكُمْ=غَبَائِكُمْ تَقْصِيرِكُمْ يَا لَلْوَجَى!!!

تَشْطِيبُكُمْ فِي كُلِّ شَيءٍ كَاسِحٌ=يَشْرِي بِغَمْضِ الْعَيْنِ جُرْثُومَ السَّحَا

بِتْرُولُكُمْ فِي قَلْبِ أَفْيَالُ الْعِدَا=مَشْفُوطٌ الْأَعْرَابُ جَالُوا فِي شَفَا

يَا رُبَّ قُدْسٍ ضَارِعٍ لِرَبِّنَا=يَدْعُو عَلَيْكُمْ بَيْنَ نِيرَانِ الْحُبَى

إِلَّا تَعُودُوا لِلْجِهَادِ مَسَّكُمْ=بُؤْسٌ شَدِيدٌ فَاقَ نِيرَانَ السَّفَا

اَلْقُدْسُ يَأْبَى الاحْتِلَالَ شَامِخاً=مُؤَيَّداً مُؤَزَّراً وَمَا انْثَنَى

مَهْمَا يَطُلُ لَيْلُ الْعَدُوِّ يَنْقَشِعْ=وَيَمَّحِ الْوَغْدُ وَيُمْحَ مـا حَمـى

فَالْحَقُّ أَحْرَى بِالْبَقَاءِصُبْحُهُ=حَتْما يَهِلُّ سَاحِقاً مَنْ قَدْ أَبَى

إِنْ يَعْنِدِ الْعَادِي فَقُدْسِي شَامِخٌ=يَأْبَى انْتِهَاكَاتٍ وَيَهْوَى الْمُنتَهَـى؟

جُمُوعُ إِسْرَائِيلَ فَوْقَ أَرْضِنَا=تَفْنَى وَيَرْنُو حَيْنَهَا كُلُّ الْبَـرَى

مَا انْفَكَّتِ الْأَقْدَارُ تَنْوِي سَحْقَهَا=وَدَكِّ مَنْ بِالزُّورِ وَالظُّلْمِ اعْتَفَى

إِنَّ الْفِلِسْطِينِيَّ وَحْشٌ كَاسِرٌ=يُرْدِي بِقَلْبٍ سَاجِرٍ مَنِ انْتَخَى

يَكْوِي الْيَهُودَ بِالصَّغَارِ طَائِراً=مُدَوِّخاً مَنْ لِلضَّلَالِ قَدْ صَغَا

قَدْ جَرَّعُوهُ وَيْلَهُ فِي مَخْبَأٍ=شَرَابَ خَوْفٍ قَاتِلٍ قَدِ احْتَسَى

اَلْقُدْسُ يَنْمُو فِي الدَّوَِاهِي زَائِراً=أَشَدُّ مِنْ فَرْعِ الذِّئَابِ إِذْ عَسَا

مَن عَرَفَ اللَّهَ تَسَامَـى سَعْيُـهُ=وَعَـزَّ بِالْمَوْلَى الْوَكِيلِ وَاحتَمـى

يَا فِتْيَةَ الْقُدْسِ الشَّرِيفِ زَمْجِروا=تُرَابُكُمْ لِلْمُعْتَدِي فَاقَ السَّفَا

لَا تَتْرُكُوهُمْ هَانِئِينَ لَحْظَةً=فِي كُلِّ بَيْتٍ غَصَبُوهُ فِي القُـرى

هُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى الْعَيْشِ بِلَا=أَدْنَى ضَمِيرٍ عَاكِفٍ يَرْوِي الصَدى

يَا مَنْ وَهَبْتُمْ نَفْسَكُمْ إِلَهَكُمْ=فِرْدَوْسُكُمْ نَادَاكُمُ فِي مَنْ حَــوى

أَبْصَرْتُكُمْ فِيمَا مَضَى فَخْراً لَنَا=جَاهَدْتُمُ وَجُنْدُكُمْ قَدِ ارتَــدى

لَا يُحْمَدُ الْمَرْءُ بِلَا أَوْطَانِهِ=وَاسْأَلْ عَنِ الْأَوْطَانِ صَبًّا قَدْ عَلَا

مَنْ لَمْ يُضَحِّ بِالْجَزِيلِ ثائِراً=يُضْلِلْ وَلَا يُخْتَرْ بِجَنَّاتِ الْهُدَى

مَـن لَـم يُشَارِكْ فِي الْجِهَادِ أَهْلَهُ=يُصْبِحْ أَسِيرَ الذُّلِّ فِي الدُّنْيَا غَدَا

سِيرٌوا مَعَ الْأَوْطَانِ وَاحْمُوا تُرْبَهَا=وَاسْتَبْشِرُوا بِالْخَيْرِ حَتَّى إِنْ نَـأى

مَنْ أَضْمَرَ الْإِخْلَاصَ لِلْمَوْلَى نَجَا=أَعَزَّهُ الْمَوْلَى بِحِفْظٍ مَا صَرَى

مَنْ حَارَبَ الشَّيْطَانَ فِي أَوْطَانِهِ=يَهْرَعْ إِلَيهِ الْفَخْرُ مِـن حَيـثُ رَنـا

مَن عَوَّدَ النَّفْسَ عَلَى تَحْطِيبِهَا=فِي سَاحِ حَقٍّ فَازَ مِنْ حَيـثُ اِنتَـوى

فَسَارِعُوا كَيْ تَسْتَرِدٌّوا قُدْسَكُمْ=تَسْتَقْبِلِ الْمَوْلَى انْتِصَارَاتُ الخُطـا

يَا رُبَّ أَوْطَانٍ أُهِينَ قَدْرُهَا=رِئْبَالُهَا سَاهَمَ مِنْ حَيْثُ دَرَى

لَا تَبْكِ يَا ابْنَ الْأَكْرَمَيْنِ وَاتَّعِظْ=هَلْ يَحْفَظُ الْهَارِبَ يَوْماً مُدَّرَى

إِيَّاكَ تَرْكَ الْقُدْسِ وَقْتَ حَوْجَةٍ=وَاللَّهُ لِلْمُخْلِصِ بِالحَقِّ وَحَى

قِفْ فِي إِبَاءٍ وَانْشُدِ النَّصْرَ الَّذِي=مَا رَامَ إِلَّا الْخُلْدَ قَصْراً وَانْتَقَى

خُذْ عَهْدَ تَحْرِيرٍ جَرِيءٍ تَلْقَهُ=فِي غَمْرَةِ الْأَحْدَاثِ يَوْماً قَدْ نَمَى

وَالْقُدْسُ فِي يَوْمِ الزَّفَافِ تَلْقَهُ=حَيَّا الدُّنَي بِالْحُبِّ فِي عَيْنَيْ طَلَا

يَا هَؤُلَيَّا هَلْ أَعَدْتُنَّ لَنَا=قُدْساً عَزِيزَ الشَّأْنِ لَمَّا يُصْطَبَى

وَالْأُمَّةُ الْكُبْرَى تُوََالِي عَدْلَهَا=بِفَضْلِ رَبِّ الْعَرْشِ قَادَ الْمُهْتَدَى

أَمْلَى تِرَمْبُ الْمُسْتَحِيلَ فَوْدُهُ=أَتَصْطَفِي الْإِرْهَابَ مِنْ بَعْدِ الْجَلَا

اَلْقُدْسُ تَفْتَحُ الْجِهَادَ عُمْلَةً=يَشْتَاقُ رَأْسَكَ الضِّرَامُ الْمُخْتَضَى

وَتَرْجِعُ الْقُدْسُ إِلَى أَهْلِ الْهُدَى=قَدْ زُيِّنَتْ نَشْوَى عَرُوساً تُجْتَلَى

نَحْنُ عَلَى الدَّاءِ أَقَمْنَا حِفْنَةً=مِنَ السِّنِينَ عَلَّهُ أَنْ يُشْتَفَى

لَكِنَّهُ الْبَاغِي تَمَادَى عُنْوَةً=إِذَا أَرَدْنَا الْكَلْبَ فِي الْبَهْوِ اخْتَبَى

فَفِي فِلِسْطِينَ اسْتَبَاحَ حُرْمَةً=خَالَ الْأَبِيِّينَ إِذَا اجْتَاحَ كَلَا

لَكِنَّهُ وَاللَّهِ كَانَ وَاهِماً=فِي دَحْضِ مَنْ بِالْمُصْطَفَى الْهَادِي اقْتَدَى

قَدْ دَوَّخُوهُ جَرَّعُوا جُنُودَهُ=كَأْسَ الْقَضَا إِذِ الْقَضَا قَدِ انْتَشَى

أَهْدَاهُمُ كَأْسَ الْمَنَايَا شَتَّتَت=أُسْطُولَهُمْ وَالْمَرْكِبُ الْهَادِي شَدَا

اَلْقُدْسَ تَبْقَى فِي الْقُلُوبِ زَهْرَةً=بَرِّيَّةً تَقْتَاتُ مِنْ حُسْنِ الثَّنَا

أَمَّا الْحُثَالَاتُ الَّتِي قَدْ دَنَّسَتْ=فِي أَرْضِهَا فَحَدُّهَا قَدِ انْتَهَى

اَلْقُدْسُ سِفْرٌ لِلْخُلُودِ شَامِخٌ=لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الْحَبِيبُ قَدْ سَرَى

فَأَحْمَدٌ مُحَمَّدٌ خَيْرُ الْوَرَى=طِبُّ الْقُلُوبِ فَرْحَةً وَمُزْدَهَى

إِنَّ الْأُبَاةَ مِنْ بَنِي إِسْلَامَنَا=سَيَرْدَعُونَ فِي الْوَغَى أَهْلَ الْخَنَا

فِي حُبِّنَا وَعِشْقِنَا مَا يُقْتَدَى=كَالْوَرْدِ عِنْدَ الْفَجْرِ حَيَّاهُ السَّدَى

أَشْتَاقُ أَنْ أَحْظَى بِعَيْنَيْكِ الَّتِي=لَا أَقْبَلُ التَّفْرِيطَ فِيهَا بِالرُّشَا

أَشْتَاقُ ضَمَّ حَائِرٍ وَهَائِجٍ= أَشْتَاقُ أَنْ أَحْظَى بِهاتيـكَ الحُلـى

تَشْدُو لِقَلْبِي وَجْنَتَاكِ كَيْفَ لِي=أَنْ أَسْتَبِيحَ- غَادَتِي- نَهْرَ الْأَسَى؟!!!

وَطَيْفُكِ الْغَضُّ الْجَمِيلُ جَاءَنِي=سَامَرَنِي وَاسْتُقْدِمَتْ غيـدُ الطُلـى

أَشْدُو وَلَيْلُ الْحُبِّ فِيمَا بَيْنَنَا=يَحْنُو وَتُثْرِيهِ أَهَازِيجُ الْقَطَا

أَلْقَاكِ تَشْدُو مُقْلَتَايَ هَمْسَةً=أَلْقَتْ لِفِيكِ قُبْلَةً فِيهَا الـدَّوَى

حَبِيبَتِي يَا قُدْسُ يَا أَحْلَى الْمُنَى=لِنَقْطَعَ الْحُبَّ الْجَمِيلَ فِي السُّرَى

نَمْضِي إِلَى النَّصْرِ الْعَزِيزِ حَيْثُمَا=عَدُوُّنَا نَلْقَاهُ مَهْزُومَ الْجَبَا

كَأَنَّمـا النَّصْرُ الْعَزِيزُ قََادِمٌ=نُزْهَى بِهِ أُنْشُودَةً لِتُمتَـهـى

حَبِيبَتِي يَا قُدْسُ طَالَتْ هَامَتِي=مَهْمَا أُعَذَّبْ بَعْدَ أَنْ طَالَ الطَّوَى

يَدِي أُخَلِّيهَا لَدَيْكِ نِسْمَةً=قَدْ حَصَّنَتْ رِمْشَيْكِ مِنْ مَـسِّ الضـَّوى

نَمْشِي بِأَرْجَاءِ الدُّنَا نُزْهَى بِهَا=فِيهَا لَنَا يَا عِزَّنَا مَا يُشتَـوى

نَعُودُ فِي أَعْيَادِنَا جَمَالِهَا=بَعْدَ اكْتِمَالِ نَصْرِنَا وَالمُرتَقـى

يَا قُدْسُ تَفْدِيكِ النُّفُوسُ نَبْضُهَا=مُوَحَّدٌ فِي الْوَاصِلِينَ لَا يُرَى

دَمُ الشَّهِيدِ قَدْ رَوَى تُرَابَنَا=يَبْقَى مِثَالاً لِلنُّفُوسِ مُحْتَذَى

يَا قُدْسَنَا يَا عِزَّنَا يَا رِفْعَةً=تَرْنُو بِلَيْلِ الْكَرْبِ وَالذِّئْبُ عَوَى

يَا ذِئْبُ قَدْ آنَسْتَنِي رَعَيْتَنِي=أَهْفُو بِآهَاتِي إِلـى نَارِ القِـرى

وَ الْإِنْسُ فِي الْإِظْلَامِ وَحْشٌ كَاسِرٌ=قَدْ زَفَّ أَحْلَامِي لِإِظْلَامِ الــرُّؤى

اَللَّيْلُ لَا نَخْشَاهُ فِي أَجْوَائِنَا=لَا نَتَّقِي اللَّيْلَ إِذَا اللَّيْلُ انْبَرَى

جُنْحُ الظَّلَامِ سَائِلٌ أَنْبَاءَنَا=فُرْسَانَنَا عَنْ حَالِهِ حَتَّى اهْتَدَى

يَا قُدْسُ مَا دَامَ الْكِلَابُ فِي الثَّرَى=قَدْ هَوْهَوُوا بَيْنَ الْقِفَارِ وَالْقُرَى

يَا وَطَنِي يَا مُهْجَتِي يَا أَضْلُعِي=يَا وَرْدَةَ الْحَدِّ الْأَسَنِّ مَا نَبَا

وَالْمُسْلِمُونَ وَاحِدٌ فِي وَاحِدٍ=وَأُمَّةٌ وَاحِدَةٌ فَلَا عَنَا

يَا قٌدْسُ طَالَ الِانْتِظَارُ وَالْهَوَى=يَشُدُّنِي وَالرُّوحُ كَانَتْ مَا اقْتَنَى

أَشْتَاقُ يَا رُوحَ الْجَمَالِ نَفْحَةً=فِي سَاحَةِ الْأَقْصِى تَؤُمُّ مَنْ وَعَى

تَغَمَّدِينِي يَا حَيَاتِي بِاللِّقَا=يَأْسُو الْجِرَاحَ طِبُّهُ فِيمَا حَلَا

فَتَّشْتُ عَنْ قَلْبِي رَأَى هُيَاجَهُ=فِي سَاحَةِ الْهَيْجَاءِ وَالْخَطْبَ امْتَطَى

حَمَاسُهُ تَحْطِيبُهُ فَاقَ الْوَرَى=يَمْضِي بِقَلْبٍ بَزَّ أَرْبَابَ الْخَلَا

يَا قُدْسُ بِالْأَحْضَانِ قَلْبِي هَائِمٌ=فِي حُبِّهِ يَا لَيْلُ يَحْتَاجُ الرُّقَى

حَبِيبَتِي يَا زَهْرَةً أَلِيفَةً=بِعِطْرِهَا الْأَخَّاذِ قَدْ زَالَ الْعَشَى

وَمْضَةُ عِشْقٍ فِي ثَنَايَا عُمْرِنَا=مَدَّتْ إِلَى الْقَلْبِ وِصَالاً فَارْتَعَى

أُدَحْرِجُ الْقُبْلَةَ لِلرِّمْشِ عَلَى=نِهْرِ وِصَالٍ فَتَرَاخَى وَلَهَا

يَا وَجْنَتَاهَا أَدْخِلَانِي جَنَّةً=إِنْ قَصَّرَ الْعُمْرُ سَرِيعاً وَمَضَى

نَشْتَاقُ لِلْحُبِّ الَّذِي هَلَّ لَنَا=فِي فَرْحَةٍ وَغَيْرُهُ قَدِ انْقَضَى

لَكِنَّهُ عَاشَ يُنَمِّي بَيْنَنَا=أُسْطُورَةَ الْحُبِّ الْعَظِيمِ قَدْ أَتَى

لَامَ الْعَذُولُ حُبَّنَا وَكَيْدُهُ=كَابٍ وَلَا تَصُدُّه إِلَّا الْعَصَا

مَمْلَكَةَ السُّدَيْرِ يَا حُبِّي أَنَا=قَلْبِي الْيَتِيمُ هَامَ فِيهاِ وَنَجَا

كَمْ مِنْ حَبِيبٍ حُقِّقَتْ آمَالُهُ=لَأَنْتِ آمَالِي وَحُبِّي الْمُرْتَضَى

يََا حُبَّ عُمْرِي الْعُمْرُ يَجْرِي نَائِحاً=عَمَّا جَرَى وَمَا اعْتَرَى قَلْبٌ نَبَا

وَالرِّمْشُ يَخْتَارُ الْحَبِيبَ آسِراً=قَلْبَ الْعَشِيقِ بِالْهَوَى حَتَّى كَبَا

حَبِيبَتِي يَا مُقْلَةَ الصَّبِّ الصَّدِي=مَا وَجَدَ الْقَلْبُ إِلَيْكِ مُخْتَطَى

إِذَا تمَشَّيْتِ بِقَلْبِي تُبْصِرِي=نَ النَّبْضَ يَجْرِي بِالدُّمُوعِ مَا اكْتَفَى

فَدَنْدِنِي اللَّحْنَ الْيَتِيمَ وَاخْطَفِي=حُبّاً بِقَلْبِي عَاشَهُ أُولُو الْحِجَا

إِنَّ شُمُوعَ الْعُمْرِ حُبِّي أُطْفِئَتْ=وَحُبُّنَا الْخَالِدُ يَمْضِي مَا أَزَى

حَبِيبَتِي وَالْحُلْمُ صَافَى وِجْهَتِي=وَاللَّيْلُ مُرْتَاحٌ بِأَطْرَافِ الْحُبَى

لَا يَسْتَبِينِي حُلُمٌ مُشَتَّتٌ=لَكِنَّهُ فِي زَحْمَةِ الْفِكْرِ اطَّبَى

وَحُبُّكِ الْغَالِي عَلَى مَسَامِعِي=قَدْ حَيَّرَ الْأَلْبَابَ- حُبِّي- وَالنُّهَى

حَطَّمْتُ فِكْراً زَائِفاً رَوَّجْتُهُ=تَشْتَالُنِي فِيهِ مَطِيَّاتُ الْأَذَى

أَرْنُو بِعَيْنَيْ وَاجِدٍ مُتَيَّمٍ=أَبُوسُ خَدّاً لَمْ يُعَاقِرْهُ الطَّخَا

أَصُونُ قَلْبِي مِنْ مَتَاهَاتِ النَّوَى=يُفْضِي إِلَيَّ مِنْ هُمُومِ مَا انْتَصَى

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْصَفَنِي=بِحُبِّكِ الْغَالِي بِأَوْرَادِ التُّقَى

أَوْتَارُ عِشْقِي دَنْدَنَتْ لَحْنَ اللِّقَا=أَصْغَى ذِرَاعَاكِ بِحِضْنٍ قَدْ بَدَا

ضَمَمْتُ أَوْتَاراً لِقَلْبٍ عَاشِقٍ=وَعُودُهَا مُنَسَّقٌ عَذْبُ الْجَنَى

يَا غَادَتِي سِحْرُ الْعُيُونِ نَاطِقٌ=وَالْقُبْلَةُ الشَّمَّاءُ تَسْرِي فِي اللَّهَا

قَوَامُكِ الْغَضُّ اسْتَبَى مَلَامِحِي=أَبْحَرْتُ فِيهِ بِالضَّنَى حَتَّى انْحَنَى

لَاعَبْتُهُ بِفِطْرَتِي وَخِبْرَتِي=مُثَقَّفاً وَالْعُودُ مِنْهُ مَا الْتَوَى

ضَمَمْتُهَا رَيَّانَةً وَشَدْوُهَا=كَدَوْحَةٍ غَرَامُهَا فَاقَ الذَّكَا

جِنِّيَّةٌ حُورِيَّةٌ فِي عِشْقِهَا=قَدْ نَبَّهَتْ قَلْبِي إِلَى أَحْلَى الْعُرَى

عَانَقْتُهَا دَلَّلْتُهَا غَنَّجْتُهَا=فِي الدَارِ تُطْرِينَا تَبَارِيحُ الْقَصَا

فَسَلَّمَتْ لِي عُودَهَا وَرِيقَهَا=أَسْعَدْتُهَا وَارْتَدْتُ أَمْوَاجَ الْمَطَا

لَيْلُ الْهَوَى قَدْ حَلَّ فِي لَيْلِ النَّوَى=أَرْخَى عَلَيْهِ فَيْضَهُ حَتَّى انْجَلَى

عَيْنَاكِ مِصْبَاحِي بِأَجْوَاءِ الدُّجَى= قَدْ فَاجَآ قَلْبِي بِتَبْرِيحِ الْجَوَى

فِي الْحُبِّ عَيْنَا نَاسِكٍ مُسْتَمْسِكٍ=قَدْ وَدَّعَتْ أَجْفَانُهُ طَعْمَ الْكَرَى

يَا لَيْلُ قَدْ طَابَ الْهَوَى بِهَاتِفٍ=قَدْ لَاحَ فِي مِفْتَاحِهِ حَتْفُ النَّوَى

يَا بَلْسَمِي يَا مِعْصَمِي يَا كَلْسَمِي=أَنْصَفْتِ أَيَّامِي فَلَاقَانِي الصَّفَا


قَدْ كُنْتُ مَكْلُوماً وَجُرْحِي غَائِرٌ=وَالنَّفْسُ لَا تَرْضَى سِوَى وَصْفِ الْبُكَا


اَلْغُصْنُ يَذْوِي فِي ذُبُولٍ قَاتِمٍ=وَالنَّفْسُ فِي دَوْرِ نَفَاذٍ وَتَوَى


أَيْقَظْتِنِي مِنْ غَفْلَتِي يَا غَادَتِي=لَوْلَاكِ يَا حُبِّي لَتَاوَانِي الرَّدَى


يَا أَيُّهَا الْعِيدُ الَّذِي قَدْ هَمَّنِي=لَا تَقْتَرِبْ مِنْ نَبْضِ قَلْبِي وَالْمُنَى


ضَاعَتْ أَمَانِيَّ الْعِذَابُ خَلِّنِي=بَيْنَ الضَّنَا وَامْتَصَّ دَمْعَ الْمُجْتَوَى

أَبْحَرْتُ حَتَّى كِدْتُ أَهْوِي فِي الْهَوَى=لَكِنَّنِي مَا كُنْتُ مِمَّنْ قَدْ هَوَى

أَبْصَرْتُهَا أَلْفَيْتُ قَلْبِي سَاهِراً=فِي حُبِّهَا حَتَّى تَجَاوَزْتُ الْمَدَى

دَافَعْتُ عَنْ حُبٍّ يَمُورُ فِي دَمِي=أَنْقَذَهُ سَيْفُ الْغَرَامِ الْمُنْتَضَى

وَجَدْتُ قَلْبِي فِي الْغَرَامِ نَاشِداً=شَمْسَ الشُّمُوسِ مَا وَهَى وَلَا وَنَى

كُُُنْتُ الْخَلُوقَ وَالْخَلِيقَ بِالْهَوَى=مَا جَارَ يَوْماً فِي الْهَوَى أَوِ اعْتَدَى

حَبِيبَتِي أُزْهَى وَأَنْتِ جَانِبِي=أَذُوبُ حُبِّي فِي اشْتيَاقٍ لِلثَّأَى

يَا قُبْلَةَ الْعُمْرِ الْجَمِيلِ صُغْتُهَا=مِنْ شَفَتَيْكِ ذُقْتُ شَهْدَ المُسْتَمَـى

بَاشَرْتُ شَوْقاً مُطْفِئاً نِيرَانَهُ=يَـومَ دُخُولِي بِكِ تَغْلِي بِالصَّلَى

وَشَوْقُكِ الْفَائِرُ هَزَّ رَغْبَتِي=بِكِ دَخَلْتُ فَاسْتَكَنَّ واكْتَمَى

شَرَعْتُ أَرْوِيهِ بِمَوْجٍ هَائِجٍ=مَاءَ الْحَيَاةِ لَذَّةً حَتَّى طَفَا

رَكِبْتُ فَوْقَ مُقْلَتَيْكِ ضَارِباً=فِي لُحْمَتَيْكِ سَابِحاً فَوْقَ الْقَرَا

أَطْفَأْتُ فِيكِ نَارَ شَوْقٍ جَارِفٍ=تَرْتَجِزِينَ حُبَّنَا شَهْداً جَرَى

حَبِيبَتِي يَا نُقْطَةً دَفَقْتُهَا=فِي مَوْكِبِ الْأَحْلَامِ مَا بَيْنَ الرَّجَا

حُبُّكِ ظَلَّ الْمُبْتَغَى وَالْمُرْتَجَى= حُبُّكِ ظَلَّ الْمُشْتَهَى وَمَا طَغَا

ضِيَاءُ وَجْنَتَيْكِ لَاحَ الْآنَ لِي=قَبَّلْتُهَا دَخَلْتُ فِي جَوْفِ السَّلَى

أَخَذْتُ حِضْنَ الْحُبِّ حَتَّى خِلْتُنِي=فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَالْجَدُّ عَلَا

حُورِيَّةٌ قَدْ مَلَّكَتْنِي أَمْرَهَا=دَلَّلْتُهَا فِي الْحُبِّ وَالْعُودُ اسْتَوَى

لَامَسْتُهَا مَازَحْتُهَا قُلْتُ:الْعَبِي=بَاشَرْتُهَا كَمَا فُؤَادُهَا ابْتَغَى

ظَلَّتْ بِأَلْعَابِ الْهَوَى مُرْتَاحَةً=رَفَعَتْ عَمُودَ الْحُبِّ مَرْهُوبَ الشَّذَا

حَبِيبَتِي يَا مِنْحَتِي مِنْ قَدَرِي=اَلْقَلْبُ لَبَّى الرَّبَّ فِي الرُّكْنِ دَعَا

أَنْ تُصْبِحِي فِي حَوْزَتِي كُلَّ الْمُنَى=وَنَلْتَقِي بَيْنَ الْحَجِيجِ فِي مِنَى


أَحْتَاجُكِ الْأَيَّامَ تُسْبِي خُطْوَتِي=أَسْعَى لِرَبِّ الْعَرْشِ فِي مَنْ قَدْ سَعَى

وَالْمَرْوَتَانِ أَجَّجَا خَوَاطِرِي=فَسِرْتُ مَا بَيْنَ أُلَالٍ فَالنَّقَا

وََالْقَلْبُ فِي الْمَشْعَرِ يَرْجُو رَبَّهُ=حُسْنَ اللِّقَاءِ مُنْيَتِي حَتَّى هَمَى

أَكْبَرْتُ حُبَّكِ ارْتَوَى مِنْ خَاطِرِي=يُذْرِي الدُّمُوعَ مَائِلاً نَحْوَ الصُّوَى

يَا مَنْ غَرَفْتِ حُبَّنَا فِي حُلَّةٍ=أَقْمَارُهَا قَدْ زَيَّنَتْ حُورَ اللُّغَا

حَبِيبَتِي فِي العِشْقِ تَعْدُو الْمَرَطَى=وَالْحُبُّ أَصْلَانَا لَذِيذَ الْمُصْطَلَى

فَرَّحَنَا سَهَّرَنَا أَمْتَعَنَا=أَدْفَأَنَا أَجْلَى تَبَارِيحَ الشَّبَا

فِي الْحُبِّ صِرْنَا فِي انْدِمَاجٍ كَامِلٍ=كَزَهْرَتَيْنِ خَاضَتَا لَحْنَ الْوَغَى

دَقَّاتُ قَلْبِ الْحُبِّ قَدْ قَالَتْ لَنَا=هَمْسُ الْغَرَامِ وَالْهَوَى قَدْ لَا يُرَى

فَلَوْ تَوَلَّى غَادَةً أَسْكَنَهَا=قَصْرَ الْهَوَى خَالِصَةً وَهْيَ زَكَا

فَأَنْتِ لِي يَا زَهْرَةً فِي رَبْعِنَا=وَأَنْتِ لِي يَا زَيْنَ أَسْرَابِ النِّسَا

أَحْبَبْتِنِي أَخْلَصْتِ لِي يَا وَرْدَتِي=يَسَّرْتِ لِي طُولاً وَعَرْضاً الصَّلَا

حَبِيبَتِي لَوْ تُدْرِكِينَ صَبْوَتِي=لَتَلْثُمِينَ طَيْفَهُ إِذَا بَدَا

وَتَغْرِفِينَ مِنْ مَعِينٍ شَهْدَنَا=وَتَحْلُمِينَ بِالْهَنَا إِذَا نَأَى

لَا تَبْعُدِي فِي وَجْنَتَيْكِ رَاحَتِي=أَجْتَثُّ أَحْلَى الشَّهْدِ مِنْ هَذَا اللَّظَى

يَا فُتْنَتِي يَا فِتْنَتِي يَا بَضَّتِي=يَا بُغْيَتِي مِنْ بَيْنِ ذَيَّاكَ الْوَرَى

ظَمْآنُ وَالْأَنْهَارُ تَجْرِي فِي دَمِي=مِنْ حُبِّكِ الْعَذْبِ الْجَمِيلِ مَا ارْتَوَى

يَا قُبْلَةَ اللَّحْنِ الْجَرِيءِ فِي الْهَوَى=يَا بَلْسَمَ الرُّوحِ بِبَحْرٍ قَدْ طَمَا

أَصْغِي إِلَى دَقَّاتِ قَلْبٍ نَاسِكٍ =صَلَّى بِمِحْرَابِ الْهَوَى حَتَّى ارْتَقَى

حَبِيبَتِي يَا مُنْيَتِي يَا نَشْوَتِي=أَلْفَيْتِنِي فِي الْحُُبِّ كَالشَّيْءِ اللَّقَى

يَا زَيْنَ أَيَّامِي وَأَحْلَامِي الَّتِي=ضَمَّتْ فُؤَادِي فَعَلَا فَوْقَ الْعُلَا

أَحْبَبْتُهَا لَثَمْتُهَا غَيَّبْتُهَا=فِي الْقَلْبِ يَرْعَاهَا بِأَلْوَانِ الْفِدَى

أَنْتِ الْبُحُورُ قَدْ مَلَكْتُ دُفَّهَا=وَالنِّسْوَةُ الْبَاقُونَ حَاكَيْنَ الْأَضَا

أَنْتِ الْحَرِيرُ مَلْبَنٌ وَقِشْطَةٌ=مَدَائِنٌ مَا جَرَّبَتْ وَخْزَ السَّفَا

أَبْصَرْتُ فِيكِ الْحُبَّ يَخْتَالُ عَلَى=تَوَهُّجِ الْإِشْرَاقِ حُلْماً قَدْ ضَفَا

يَا شَهْقَةَ الْأَحْلَامِ فِي دُرِّ الدُّجَى=قَدْ مَلَّكَتْنِي قَلْبَهَا عَلَى شَفَا

وَجَمْهَرَتْنِي فِي لَيَالِي حُبِّهَا=خَرَجْتُ كَالْأَلْماَظِ بِالصَّقْلِ صَفَا

حَبِيبَتِي يَا فَلْذَةً مِنْ كَبِدِي=بِاللَّهِ أَدْفِينِي أَيَا شَمْسَ الضُّحَى

لَا تَحْرِمِينِي لَذَّةً أَحْتَاجُهَا=فِي حِضْنِ قَلْبٍ يَمْتَطِي تِلْكَ الذُّرَى

أَحْبَبْتُ قَلْبَكِ الَّذِي أَمْتَعَنِي=فَاخْضَرَّ مَجْدِي وَالْعَذُولُ قَدْ ذَوَى

يَا قِبْلَةَ الْفَخْرِ الَّذِي أَنْطَقَنِي=بَعْدَ السُّكُوتِ وَالْحَقُودُ قَدْ خَبَا

يَا شَرْبَةَ الشَّهْدِ الَّذِي مَزَّجَنِي=أَمْتَعَنِي وَبِالْجَمِيلِ قَدْ وَفَى

تَهَيَّئِي لِمَوْعِدِي تَهَيَّئِي=عَزْفُ الْفُؤَادِ لَكِ أَنْتِ قَدْ هَفَا

وَدَنْدِنِي فَرَائِدِي حَبِيبَتِي=وَأَخْبِرِي بِفَرْحَتِي كُلَّ الدُّنَى


{2}
مقصورة ابن دريد..العصر العباسي

يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا=تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَّقـا

إِمَّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ=طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى

وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ=مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى

فَكـانَ كَاللَيـلِ البَهيـمِ حَـلَّ فـي=أَرجائِـهِ ضَـوءُ صَبـاحٍ فَاِنجَلـى

وَغاضَ ماءَ شِرَّتـي دَهـرٌ رَمـى=خَواطِرَ القَلـبِ بِتَبريـحِ الجَـوى

وَآضَ رَوضُ اللَّهـوِ يَبسـاً ذاوِيـاً=مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجَّـاجَ الثَـرى


وَضَـرَّمَ النَـأيُ المُشِـتُّ جَـذوَةً=ما تَأتَلـي تَسفَـعُ أَثنـاءَ الحَشـا


وَاِتَّخَـذَ التَسهيـدُ عَينـي مَألَـفـاً =لَمَّا جفـا أَجفانَهـا طَيـفُ الكَـرى


فَـكُـلُّ مــا لاقَيـتُـهُ مُغتَـفَـرٌ=في جَنبِ ما أَسْأَرَهُ شَحـطُ النَـوى


لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ مـا=يَلقاهُ قَلبي فَـضَّ أَصـلادَ الصَفـا


إِذا ذَوى الغُصنُ الرَّطيبُ فَاِعلَمَـنْ=أَنَّ قُـصـاراهُ نَـفـاذٌ وَتَـــوى


شَجِيتُ لا بَـل أَجرَضَتنـي غُصَّةٌ=عَنودُها أَقتَـلُ لـي مِـنَ الشَجـى


إِن يَحم عَن عَيني البُكـا تَجَلُّـدي=فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبْـلِ البُكـا

لَو كانَـتِ الأَحـلامُ ناجَتنـي بِمـا=أَلقـاهُ يقظـانَ لأَصمانـي الـرَدى

مَنزلةٌ مَـا خِلتُهـا يَرضـى بِهـا=لِنَفـسِـهِ ذو أَرَبٍ وَلا حِـجــى

شَيـمُ سَحـابٍ خُـلَّبٍ بـارِقُـهُ=وَمَوقِـفٌ بَيـنَ اِرتِجـاءٍ وَمُـنـى

فـي كُـلِّ يَـومٍ مَنـزِلٌ مُستَوبـِلٌ=يَشتَفُّ مـاءَ مُهجَتـي أَو مُجتَـوى

ما خِلتُ أَنَّ الدَهـرَ يُثنينـي عَلـى=ضَرَّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُـدى

أُرَمَِّقُ العَيشَ عَلـى بَـرضٍ فَـإِن=رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى

أَراجِعٌ لـي الدَهـرُ حَـولاً كامِـلاً=إِلـى الَّذي عَـوَّدَ أَم لا يُرتَجـى

يا دَهرُ إِن لَم تَـكُ عُتبـى فَاتَّئِـد=فَـإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتـبـى سَــوا

رَفِّـه عَلَـيَّ طالَـمـا أَنصَبتَـنـي=وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحَـى

لا تَحسبَنْ يـا دَهـرُ أَنِّي جـازِعٌ=لِنَكبَـةٍ تُعرِقُنـي عـرقَ الـمُـدى

مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِـن=جَوانِـبِ الجَـوِّ عَلَيـهِ مـا شَكـا

وَعَدَّ لَـو كانَـت لَـهُ الدُنيـا بِمـا=فيها فَزالَـت عَنـهُ دُنيـاهُ سـوا


لَكِنَّهـا نَفـثَـةُ مَـصــدورٍ إِذا=جاشَ لُغـامٌ مِـن نَواحيهـا عَمَـى

رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضـى=مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا

إِنَّ الجَديدَيـنِ إِذا مـا اِستَولَـيـا=عَلـى جَـديـدٍ أَدنـيـاهُ لِلبِـلـى

مـا كُنـتُ أَدري وَالزَّمـانُ مولَـع=بِشَـتِّ مَلمـومٍ وَتَنكيـثِ قُــوى

أَنَّ القَضـاءَ قاذِفـي فـي هُوَّةٍ=لا تَستَبِلُّ نَفس مَـن فيهـا هـوى

فَـإِن عَثـرْتُ بَعدَهـا إِن وَأَلَــت=نَفسِيَ مِـن هاتـا فَقـولا لا لعـا

وَإِن تَكُـن مُدَّتُـهـا مَوصـولَـةً=بِالحَتفِ سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسـى

إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلـى مَـدى=فَاعتاقَـهُ حِمـامُـهُ دونَ الـمَـدى

وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ الجَـوى=حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَـوى

وَاِبنُ الأَشَجِّ القَيـلُ سـاقَ نَفسَـهُ=إلى الرَدى حِذارَ إِشمـاتِ العِـدى

وَاِختَرَمَ الوَضَّاحَ مِـن دونِ الَّتـي=أَمَّلَهـا سَيـفُ الحِمـامِ المُنتَضـى

وَقَـد سَمـا قَبلـي يَزيـدٌ طالِبـاً=شَأوَ العُلى فَمـا وَهـى وَلا وَنـى

فَاِعتَرَضَـت دونَ الَّذي رامَ وَقَد=جَـدَّ بِـهِ الجِـدُّ اللُهَيـمُ الأُرَبـى

هَل أَنا بِدعٌ مِـن عَرانيـن عُلـىً=جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهـرٍ وَاِعتَـدى

فَـإِن أَنالَتنـي المَقاديـرُ الَّــذي=أَكيـدُهُ لَـم آلُ فـي رَأبِ الـثَّـأى

وَقَد سَمـا عَمـرٌو إِلـى أَوتـارِهِ=فاحتَطَّ مِنها كُـلَّ عالـي المُستَمـى

فَاِستَنزَلَ الزَّبَّاءَ قَسراً وَهـيَ مِـن=عُقابِ لَوحِ الجَـوِّ أَعلـى مُنتَمـى

وَسَيـفٌ اِستَعلَـت بِــهِ هِمَّـتُـه=حَتَّى رَمى أَبعَـدَ شَـأوِ المُرتَمـى

فَجَـرَّعَ الأُحبـوشَ سُمّـاً ناقِعاً=وَاِحتَلَّ مِن غُمدانَ مِحرابَ الدُمـى

ثُـمَّ ابـنُ هِنـدٍ باشَـرَت نيرانُه=يَـومَ أُوارات تَميـمـاً بِالصـلـى

ما اعتَنَّ لي يَأسٌ يُناجـي هِمَّتـي=إِلَّا تَـحَـدَّاهُ رَجــاءٌ فَاكـتَـمـى

أَلِـيََّـةً بِاليَعْـمُـلاتِ يَـرتَـمـي=بِها النَّجـاءُ بَيـنَ أَجـوازِ الفَـلا

خـوصٌ كَأَشبـاحِ الحَنايـا ضُمَّـر=يَرعُفْنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ البُـرى

يَرسُبنَ في بَحرِ الدُّجى وَبِالضحـى=يَطفـونَ فـي الآلِ إِذا الآلُ طَـفـا

أَخفافُهُنَّ مِـن حَفـاً وَمِـن وَجـى=مَرثومَةٌ تَخضبُ مُبيَـضَّ الحَصـى

يَحمِلـْنَ كُـلَّ شاحِـبٍ مُحقَوقـف=مِن طولِ تـدآبِ الغُـدُوِّ وَالسُّرى

بَرٍّ بَرى طـولُ الطَّوى جُثمانَـهُ=فَهوَ كَقَـدحِ النَبـعِ مَحنِـيُّ القَـرا

يَنوي الَّتـي فَضَّلَهـا ربُّ العُلـى=لَمَّـا دَحـا تُربَتَهـا عَلـى البُنـى

حَتَّى إِذا قابَلَـهـا اِستَعـبَـرَ لا=يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيـثُ جَـرى

فَأوجَـبَ الحَـجَّ وثَنَّـى عـمـرة=مِن بَعدِ مـا عَـجَّ وَلَبَّى وَدَعـا

ثُمَّتَ طـافَ وَانثَنـى مُستَلِـمـاً= ثُمَّتَ جـاءَ المَروَتَيـنِ فَسَـعـى

ثُمَّتَ راحَ فـي المُلَبِّيـنَ إِلــى=حَيـثُ تَحَجَّـى المَأزمـانِ وَمِنـى

ثُمَّ أَتـى التَعريـفَ يَقـرو مُخبِتـاً=مَواقِـفـاً بَـيـنَ أُلالٍ فَالـنَـقـا

ثُمَّ أَتـى المَشعَـرَ يَدعـو رَبَّـهُ=تَضَرُّعـاً وَخُفيَـةً حَتَّى هَـمـى

وَاِستَأنَفَ السَّبعَ وَسَبعـاً بَعدَهـا=وَالسَّبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُّـوى

وَراحَ لِلتَّوديـعِ فيمَـن راحَ قَــد=أَحرَزَ أَجـراً وَقَلـَى هُجـرَ اللغـا

بَذاكَ أَم بِالخَيـلِ تَعـدو المَرطـى=ناشِـزَةً أَكتادهـا قُــبَّ الكُـلـى

شُعثاً تَعـادى كَسَراحيـنِ الغَضـا=مَيـلَ الحَماليـقِ يُباريـنَ الشَّبـا

يَحمِلْنَ كُـلَّ شـمِّرِيٍّ بـاسِـلٍ=شَهمِ الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغـى

يَغشى صَلـى المَـوتِ بِخَدَّيـهِ إِذا=كانَ لَظى المَوت كَريـهَ المُصطَلـى

لَو مُثِّلَ الحَتـفُ لَـهُ قِرنـاً لَمـا=صَدَّتـهُ عَنـهُ هَيبَـةٌ وَلا اِنثَنـى

وَلَو حَمى المقـدارُ عَنـهُ مُهجَـةً=لَرامَهـا أَو يَستَبيـحَ مـا حَمـى

تَغـدو المَنايـا طائِعـاتٍ أَمــرَهُ=تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى

بَل قَسَماً بِالشُّمِِّ مِـن يَعـرُبَ هَـل =لِمُقسـمٍ مِـن بَعـدِ هَـذا مُنتَهـى؟

هُمُ الأُلى إِن فاخَـروا قـال العُلـى=بِفي اِمرِئٍ فاخَرَكُم عَفـرُ البَـرى

هُمُ الأُلى أَجـرَوا يَنابيـعَ النَـدى=هامِيـةً لِمَـن عَـرى أَو اِعتَفـى

هُمُ الَّذيـنَ دَوَّخـوا مَـنِ انتَخـى=وَقَوَّموا مـن صَعَـر وَمَـن صَغـا

هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا مَـن مـا حلـوا=أَفـاوِقَ الضَّيـمِ مُمـرَّاتِ الحُسـا
أَزالُ حَشـوَ نَـثـرَةٍ مَوضـونَـةٍ=حَتّى أُوارى بَيـنَ أَثنـاءِ الجُثـى

وَصاحِبـايَ صاـرِمٌ فـي مَتـنِـهِ=مِثلُ مَدَبِّ النَملِ يَعلو فـي الرُبـى

أَبيَـضُ كَالمِـلـحِ إِذا اِنتَضَيـتَـهُ=لَـم يَلـقَ شَيئـاً حَـدُّهُ إِلَّا فَـرى

كَـأَنَّ بَـيـنَ عَـيـرِهِ وَغَـربِـهِ=مُفتَـأَداً تَأَكَّلَـت فـيـهِ الـجُـذى

يُري المَنونَ حيـنَ تَقفـو إِثـرَهُ=في ظُلَـمِ الأَكبـادِ سُبـلاً لا تُـرى

إِذا هَـوى فـي جُثَّـةٍ غـادَرَهـا=مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهـيَ زكـا

وَمُشرِفُ الأَقطـارِ خـاطٍ نَحضُـهُ=حابي القُصَير جرشَعٌ عَردُ النَّسا

قَريبُ مـا بَيـنَ القَطـاةِ وَالمطـا=بَعيدُ مـا بَيـنَ القَـذالِ وَالصَـلا

سامي التَليـلِ فـي دَسيـعٍ مُفعَـمٍ=رَحبُ اللبان في أَمِينـاتِ العُجـى

رُكِّبْنَ فـي حَـواشِـب مُكتَـنَّـةٍ=إِلى نُسورٍ مِثـلَ مَلفـوظِ النَـوى

يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَـإِن رَقـى=إِلى الرُبى أَورى بِها نـارَ الحبـى

يُديـرُ إِعليطَيـنِ فـي مَلمـومَـةٍ=إِلـى لَموحَيـنِ بِأَلحـاظِ الــلأى

مُداخـلُ الخَلـقِ رَحيـبٌ شَجـرُهُ=مُخلَولِـقُ الصَهـوَةِ مَمسـودٌ وَأى

لا صَـكَـكٌ يشيـنُـهُ وَلا فَـجـا=وَلا دَخيـسٌ واهِـنٌ وَلا شَـظـى

يَجري فَتَكبو الريـحُ فـي غاياتِـهِ=حَسـرى تَلـوذُ بِجَراثيـمِ السَحـا

لَوِ اِعتَسَفتَ الأَرضَ فَـوقَ مَتنِـهِ=يَجوبُها ما خِفت أَن يَشكو الوَجـى

تَظُنُّـهُ وَهـوَ يُــرى مُحتَجِـبـاً=عَـنِ العُيـونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى

إِذا اِجتَهَـدتَ نَظَـراً فـي إِثــرِهِ=قلتَ سَناً أَومَـضَ أَو بَـرقٌ خَفـا

كَأَنَّمـا الجَـوزاءُ فـي أَرساغِـهِ=وَالنَجـم فـي جَبهَتِـهِ إِذا بَــدا

هُما عتـادي الكافِيـانِ فَقـدَ مَـن =أَعدَدتُهُ فَليَنـأَ عَنِّي مَـن نَـأى

فَـإِن سَمِعـت بِرَحـىً مَنصوبَـة=لِلحَربِ فَاِعلَم أَنَّني قُطـبُ الرَحـى

وَإِن رَأَيـتَ نـارَ حَـربٍ تَلتَظـي=فَاِعلَم بِأَنّـي مُسعِـرٌ ذاكَ اللَظـى

خَيرُ النُفـوسِ السائِـلاتُ جَهـرَةً=عَلـى ظُبـاتِ المُرهَفـاتِ وَالقَنـا

إِنَّ العِـراقَ لَـم أُفـارِق أَهـلَـهُ=عَـن شَنَـآنٍ صَدَّنـي وَلا قِـلـى

وَلا اِطَّبـى عَينـيَّ مُـذ فارَقتُهُـم=شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى

هُم الشَناخيـبُ المُنيفـاتُ الـذُرى=وَالناسُ أَدحـالٌ سِواهُـم وَهُـوى

هُـمُ البُحـورُ زاخِــرٌ آذِيُّـهـا=وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغـابٌ وَأَضَـى

إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِـن بَعدِهِـم=مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخـزِ السَّفـا

حاشـا الأَميرَيـنِ الَّلذيـنِ أَوفَـدا=عَلَيَّ ظِـلّاً مِـن نَعيـمٍ قَـد ضَفـا

هُمـا اللَـذانِ أَثبَتـا لـي أَمــلاً=قَد وَقَفَ اليَـأسُ بِـهِ عَلـى شَفـا

تَلافَيـا العَيـشَ الَّــذي رَنَّـقَـهُ=صَرفُ الزَمانِ فَاِستَسـاغَ وَصفـا

وَأَجرَيا مـاءَ الحَيـا لـي رَغَـدا=فَاِهتَزَّ غُصنـي بَعدَمـا كـانَ ذوى

هُمـا اللَـذانِ سَمَـوا بِنـاظِـري=مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَـذى

هُمـا اللَـذانِ عَمََّرا لـي جانِبـاً=مِنَ الرَجاءِ كـانَ قِدمـاً قَـد عَفـا

وَقَلَّدانـي مِـنَّـةً لَــو قُـرِنَـت=بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي مـا وَفـى

بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكـانَ كَـالـ=حَسوَةِ فـي آذِيِّ بَحـرٍ قَـد طَمـا

إِنَّ اِبنَ ميكـالَ الأَميـر اِنتاشَنـي=مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَـيءِ اللَّقـى

وَمَدَّ ضَبعـي أَبـو العَبّـاسِ مِـن=بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الـوَزى

ذاكَ الَّذي مـا زالَ يَسمـو لِلعُلـى=بِفِعلِهِ حَتَّى عَـلا فَـوقَ العُلـى

لَـو كـانَ يَرقـى أَحَـدٌ بِجـودِهِ=وَمَجـدِهِ إِلـى السَمـاءِ لاِرتَقـى

ما إِن أَتـى بَحـرَ نَـداهُ مُعتَـفٍ=عَلـى أُوارى علـمٍ إِلَّا اِرتَــوى

نَفسـي الفِـداءُ لِأَميـرَيَّ وَمَــن=تَحـتَ السَمـاءِ لِأَميـرَيَّ الفِـدى

لا زالَ شُكـري لَهُمـا مُـواصِـلاً=لَفظي أَو يَعتاقَني صَـرفُ المَنـى

إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِـن غَيـرِ قِلـىً=مـا زاغَ قَلبـي عَنهُـمُ ولا هَفـا

لَكِـنَّ لـي عَزمـاً إِذا اِمتَطَيـتُـهُ=لِمُبهَـمِ الخَطـبِ فَـآه فَاِنـفَـأى

وَلَو أَشـاءُ ضَـمَّ قُطرَيـهِ الصِبـا=عَلَـيَّ فـي ظِلّـي نَعيـمٍ وَغِنـى

وَلاعَبَتـنـي غــادَةٌ وَهنـانَـةٌ=تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنـى

تَفري بِسَيفِ لَحظِهـا إِن نَظَـرَت=نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثنـاءَ الحَشـا

في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الـ=ننسرينِ بِالأَلحـاظِ مِنهـا يُجتَنـى

لَو ناجَـتِ الأَعصَـمَ لاِنحَـطَّ لَهـا=طَوعَ القِيادِ مِن شَماريـخِ الـذُرى

أَو صابَتِ القانِـتَ فـي مُخلَولِـقٍ=مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقـى

أَلهـاهُ عَـن تَسبيحِـهِ وَديـنِـهِ=تَأنيسُهـا حَتّـى تَـراهُ قَـد صَبـا

كَأَنَّمـا الصَّهبـاءُ مَقطـوبٌ بِهـا=ماءُ جَنـى وَردٍ إِذا اللَيـلُ عَسـا

يَمتاحُـهُ راشِـفُ بَـردِ ريقِـهـا=بَينَ بَياضِ الظَلـمِ مِنهـا وَاللَّمَـى

سَقـى العَقيـقَ فَالحَزيـزَ فَالمَـلا=إِلـى النُحَيـتِ فَالقُرَيَّـاتِ الدُنـى

فَالمِِربد الأَعلى الَّـذي تَلقـى بِـه=مَصـارِعَ الأُسـدِ بِأَلحـاظِ المَهـا

مَحَـلَّ كُـلِّ مُقـرِمٍ سَمَـت بِــهِ=مَآثِـرُ الآبـاءِ فـي فَـرعِ العُلـى

مِنَ الأُلـى جَوهَرُهُـم إِذا اِعتَـزَوا=مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِـيُّ المُصطَفـى

صَلّى عَلَيهِ اللَهُ مـا جَـنَّ الدُجـى=وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحـى

جَـوْنٌ أَعارَتـهُ الجَنـوبُ جانِبـاً=مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَـدُ الصَبـا

نَـأى يَمانِيّـاً فَلَـمّـا اِنتَـشَـرَت=أَحضانُـهُ وَاِمتَـدَّ كِسـراهُ غَطـا

فَجَلَّـلَ الأُفــقَ فَـكُـلُّ جـانِـبٍ=مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُـزنُ حَيـا

إِذا خَبَـت بُروقُـهُ عَنَّـت لَـهـا=ريحُ الصَّبا تشبُّ مِنهـا مـا خَبـا

وَإِن وَنَـت رُعـودُهُ حَـدا بِـهـا=راعي الجَنوبِ فَحَـدَت كَمـا حَـدا

كَـأَنَّ فـي أَحضـانِـهِ وَبَـركِـهِ=بَرْكاً تَداعى بَيـنَ سَجْـرٍ وَوَحـى

لَـم تـرَ كَالمُـزنِ سَوامـاً بُهَّـلاً=تَحسَبُهـا مَرعِيَّـةً وَهـيَ سُـدى

فَطَـبَّـقَ الأَرضَ فَـكُـلُّ بُقـعَـةٍ=مِنها تَقولُ الغَيثُ في هاتـا ثَـوى

يَقولُ لِلأَجـرازِ لَمّـا اِستَوسَقَـت=بِسَوقِـهِ ثِقـي بِــرِيٍّ وَحَـيـا

فَأَوسَعَ الأَحـدابَ سَيبـاً مُحسِبـاً=وَطَبَّقَ البُطنـانَ بِالمـاءِ الـرِوى

كَأَنَّمـا البَيـداءُ غِــبَّ صَـوبِـهِ=بَحـرٌ طَمـى تَيّـارُهُ ثُـمَّ سَـجـا

ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصـاً بِـه=قَومٌ هُـمُ لِـلأَرضِ غَيـثٌ وَجَـدا

لَسـتُ إِذا مـا بَهَظَتنـي غَمـرَةٌ=مِمَّن يَقـولُ بَلَـغَ السَيـلُ الزُّبـى

وَإِن ثَوَت بيـنَ ضُلوعـي زَفـرَةٌ=تَملأُ ما بَينَ الرَجـا إِلـى الرَجـا

نَهنَهتُهـا مَكظومَـةً حَتّـى يُـرى =مُخضَوضِعاً مِنها الَّذي كـانَ طَغـا

وَلا أَقـولُ إِن عَرَتـنـي نَكـبَـةٌ=قَولَ القَنوطِ اِنقَدَّ في الجوفِ السَلى

قَد مارَسَت مِنّي الخُطـوبُ مارِسـاً=يُسـاوِرُ الهَـولَ إِذا الهَـولُ عَـلا

لِـيَ اِلتِـواءُ إِن مُعـادِيَّ اِلتَـوى=وَلي اِستِواءٌ إِن مُوالِـيَّ اِستَـوى

طَعمـي الشَـريُّ لِلعَـدُوِّ تــارَةً=وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي اِبتَغـى

لدنٌ إِذا لويِنـتُ سَهـلٌ معطفـي=أَلوى إِذا خُوشِنتُ مَرهوب الشَـذا

يَعتَصِـمُ الحِلـمُ بِجَنبَـي حَبوَتـي =إِذا رِياحُ الطَيشِ طـارَت بِالحُبـى

لا يَطَّبيـنـي طَـمَـعٌ مُـدَنّـسٌ=إِذا اِستَمـالَ طَـمَـعٌ أَوِ اِطَّـبـى

وَقَد عَلَـت بـي رُتَبـاً تَجارِبـي=أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ النُهـى

إِذا اِمـرُؤٌ خيـفَ لِإِفـراطِ الأَذى=لَـم يُخـشَ مِنِّي نَـزَقٌ وَلا أَذى

مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّـي اِمـرُؤ=أَصونُ عِرضاً لَم يُدَنِّسـهُ الطَخـا

وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ مـا=ضُنَّ بِـهِ مِمّـا حَـواهُ وَاِنتَصـى

وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ عـدَّة=وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى

وَكُـلُّ قَـرنٍ ناجِـمٍ فـي زَمَــنٍ=فَهـوَ شَبيـهُ زَمَـنٍ فيـهِ بَــدا

وَالنـاسُ كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـع=غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى

وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن=ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً فـي اللها

يُقَـوَّمُ الشـارِخُ مِـن زَيغـانِـهِ=فَيَستَوي ما اِنعاجَ مِنـهُ وَاِنحَنـى

وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ=لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى

كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ عطـفُـهُ=لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا

مَن ظَلَمَ النـاسَ تَحامَـوا ظُلمَـهُ=وَعَـزَّ عَنهُـم جانِبـاهُ وَاِحتَمـى

وَهُـم لِمَـن لانَ لَهُـم جانِـبُـهُ=أَظلَمُ مِـن حَيّـاتِ أَنبـاثِ السَفـا

وَالناسُ كُـلّاً إِن فَحَصـتَ عَنهُـم=جَميـعَ أَقطـارِ البِـلادِ وَالقُـرى

عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَـم يَطمَعـوا=مِن غَمرِهِ في جُرعَةٍ تَشفي الصَدى

وَهُـم لِمَـن أَملَـقَ أَعـداءٌ وَإِن=شارَكَهُـم فيهـا أَفـادَ وَحَــوى

عاجَمتُ أَيَّامي وَمـا الغِـرُّ كَمَـن=تَـأَزّرَ الدَهـرُ عَلَيـهِ وَاِرتَــدى

لا يَنفَـعُ اللُّبُّ بِـلا جَــدٍّ وَلا=يَحُطُّـكَ الجَهـلُ إِذا الجَـدُّ عَـلا

مَـن لَـم تُفِـدهُ عِبَـراً أَيَّامُـهُ=كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى

مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ مـا=راح بِهِ الواعِـظُ يَومـاً أَو غَـدا

مَن قاسَ ما لَم يَـرَهُ بِمـا يـرى=أَراهُ مـا يَدنـو إِلَيـهِ مـا نَـأى

مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَـم يَـزَل=يَكرَعُ في ماءٍ مِـنَ الـذُلِّ صَـرى

مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَـت=إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِـن حَيـثُ رَنـا

مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِهـا =كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى

مَن لَم يَقِفْ عِنـدَ اِنتِهـاءِ قَـدرِهِ=تَقاصَرَت عَنـهُ فَسيحـاتُ الخُطـا

مَن ضَيَّعَ الحَـزمَ جَنـى لِنَفسِـهِ=نَدامَـةً أَلـذَعَ مِـن سَفـع الذكـا

مَن ناطَ بِالعُجـبِ عُـرى أَخلاقِـهِ=نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى

مَن طالَ فَـوقَ مُنتَهـى بَسطَتِـهِ=أَعجَزَهُ نَيلُ الدُنـى بَلـْهَ القُصـا

مَن رامَ مـا يَعجـزُ عَنـهُ طَوقُـهُ=م العِبءِ يَوماً آضَ مَجزولَ المَطـا

وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ=وَواحِـدٌ كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا

وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت=يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى

وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ بَـعـدَهُ=فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى

إِنِّي حَلَبتُ الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد=أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا

وَفُـرَّ عَـن تَجرِبَـةٍ نابـي فَقُـل=في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ وَاِمتَطـى

وَالنـاسُ لِلدهـرِ خَلـىً يلسُّهُـم=وَقَلَّما يَبقى عَلـى اللَـسِّ الخَـلا

عَجِبتُ مِن مُستَيقِـنٍ أَنَّ الـرَدى=إِذا أَتـاهُ لا يُــداوى بِالـرُقـى

وَهـوَ مِـنَ الغَفلَـةِ فـي أَهويـةٍ=كَخابِـطٍ بَيـنَ ظَـلامٍ وَعَـشـى

نَحـنُ وَلا كُفـران لِـلَّهِ كَـمـا=قَد قيلَ لِلسـارِبِ أَخلـي فَاِرتَعـى

إِذا أَحَــسَّ نَـبـأَةً ريــعَ وَإِن=تَطامَنَـت عَنـهُ تَمـادى وَلَـهـا

كَثَلَّةٍ ريعَـت لِلَيـثٍ فَـاِنـزَوَت=حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضـى

نُهـالُ لِلأَمـرِ الَّـذي يَروعُـنـا=وَنَرتَعي فـي غَفلَـةٍ إِذا اِنقَضـى

إِنَّ الشَقـاءَ بِالشَـقِـيِّ مـولَـعٌ=لا يَملِـكُ الـرَدَّ لَــهُ إِذا أَتــى

وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ=وَالعَبـدُ لا تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا

وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا=عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا

كَـم مِـن أَخٍ مَسخوطَـةٍ أَخلاقُـهُ=أَصفَيتُـهُ الـوُدَّ لِخُلـقٍ مُرتَضـى

إِذا بَلَوتَ السَيـفَ مَحمـوداً فَـلا=تَذمُمهُ يَومـاً أَن تَـراهُ قَـد نَبـا

وَالطِّرفُ يَجتـازُ المَـدى وَرُبَّمـا=عَـنَّ لِمَـعـداهُ عِـثـارٌ فَكَـبـا

مَن لَكَ بِالمُهَـذَّبِ النَـدبِ الَّـذي=لا يَجِـدُ العَيـبُ إِلَيـهِ مُختَـطـى

إِذا تَصَفَّحـتَ أُمـورَ النـاسِ لَـم=تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمـالَ فَاِكتَفـى

عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ إِنَّـهُ=أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا

وَعَطِِّفِ النَفسَ عَلى سُبـلِ الأَسـا=إذا اِستَفَزَّ القَلبَ تَبريـحُ الجَـوى

والدَهـرُ يَكبـو بِالفَتـى وَتـارَةً=يُنهِضُـهُ مِـن عَثـرَةٍ إِذا كَـبـا

لا تَعجَبَنْ مِن هالِكٍ كيـفَ هَـوى=بَل فَاِعجبَن مِن سالِمٍ كَيـفَ نَجـا

إِنَّ نُجـومَ المَجـدِ أَمسَـت أُفَّـلاً=وَظِلُّهُ القالِـصُ أَضحـى قَـد أَزى

إِلّا بَقايـا مِـن أُنــاسٍ بِـهِـمُإ=ِلـى سَبيـلِ المَكرُمـاتِ يُقتَـدى

إِذا الأَحاديـثُ اقتَضَـت أَنباءَهُـم=كانَت كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَدى

لا يَسمَعُ السامِـعُ فـي مَجلِسِهِـم=هُجْـراً إِذا جالَسَـهُـم وَلا خَـنـا

ما أَنعَـمَ العيشَـةَ لَـو أَنَّ الفَتـى=يَقبَلُ مِنـهُ مَوتُـهُ أَسنـى الرُشـا

أَو لَـو تَحَلّـى بِالشَبـابِ عُمـرَهُ=لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيـكَ الحُلـى

هَيهاتَ مَهمـا يُستَعـر مُستَرجـعٌ=وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلنـاسِ أَُسـى

وَفِتيَـةٍ سامَرَهُـم طَيـفُ الكَـرى=فَسامَروا النَومَ وَهُم غيـدُ الطُلـى

وَاللَيـلُ مُلـقٍ بِالمَوامـي بَركَـهُ=وَالعيسُ يَنبُثـنَ أَفاحيـصَ القَطـا

بِحَيـثُ لا تهـدي لِسَمـعٍ نَبـأَةٌ=إِلّا نَئيم البومِ أَو صَـوتُ الصَـدى

شايَعتُهُم عَلى السُّـرى حَتّـى إِذا=مالَت أَداةُ الرَحلِ بِالجِبسِ الـدَّوى

قُلـتُ لَهُـم إِنَّ الهُوَينـا غِبُّـهـا=وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُـرى

وَموحِـش الأَقطـارِ طـامٍ مـاؤُهُ=مُدَعثَرِ الأَعضـادِ مَهـزومِ الجَبـا

كَأَنَّمـا الريـشُ عَلـى أَرجـائِـهِ=زُرقُ نِصـالٍ أُرهِفَـتْ لِتُمتَـهـى

وَرَدتُـهُ وَالذِئـبُ يَعـوي حَولَـهُ=مُستَكَّ سمِّ السَمعِ مِن طَولِ الطوى

وَمُنـتـجٍ أُمُّ أَبـيــهِ أُمُّهُ=لَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ مَـسّ الضـوى

أَفرَشتُـهُ بِنـتَ أَخيـهِ فَاِنثَـنَـت=عَن وَلَدٍ يـورى بِـهِ وَيُشتَـوى

وَمَرقَـبٍ مُخلَـولِـقٍ أَرجــاؤُهُ=مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقـى

وَالشَخصُ في الآلِ يُـرى لِناظِـرٍ=تَرمُقُـهُ حينـاً وَحينـاً لا يُـرى

أوفَيـتُ وَالشَمـسُ تَمُـجُّ ريقَهـا=وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِـذاءِ مُحتَـذى

وَطـارِقٍ يُؤنِـسُـهُ الـذِئـبُ إِذا=تَضَـوَّرَ الذِئـبُ عشـاءً وَعَـوى

آوى إِلـى نـارِيَ وَهـيَ مَألَـفٌ=يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلـى القِـرى

لِلَـهِ مـا طَيـفُ خَيـالٍ زائِــرَ=تَزُفُّـهُ لِلقَلـبِ أَحـلامُ الــرُّؤى

يَجـوبُ أَجـوازَ الفَـلا مُحتَقِـرا=هَولَ دُجى اللَيلِ إِذا اللَيـلُ اِنبَـرى

سائِلـهُ إِن أَفصَـحَ عَـن أَنبائِـهِ=أَنَّى تَسَدّى اللَيلَ أَم أَنَّى اِهتَـدى

أَو كانَ يَدري قَبلَهـا مـا فـارِسٌ =وَمـا مَواميهـا القِفـارُ وَالقـرى

وَسائِلي بِمُزعِجـي عَـن وَطَـنٍ=ما ضـاقَ بـي جَنابُـهُ وَلا نَبـا

قُلتُ القَضاءُ مالِـكٌ أَمـرَ الفَتـى=مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى

لا تَسأَلَنِّي وَاِسـأَلِ المِقـدارَ هَـل=يَعـصِـمُ مِـنـهُ وَزَرٌ ومُــدَّرى

لا بُدَّ أَن يَلقى اِمـرُؤٌ مـا خَطَّـه=ذو العَرشِ مِمّا هُـوَ لاقٍ وَوَحـى

لا غَـروَ أَن لـجَّ زَمـانٌ جائِـرٌ=فَاِعتَرَقَ العَظـمَ المُمِـخَّ وَاِنتَقـى

فَقَد يُرى القاحِـلُ مُخضَـرّاً وَقَـد=تَلقى أَخا الإِقتارِ يَومـاً قَـد نَمـا

يـا هَؤُلَيّـا هَـل نَشَدتُـنَّ لَـنـا=ثاقِبَةَ البُرقُـعِ عَـن عَينَـي طَـلا

ما أَنصَفَـت أُمُّ الصَبِيَّيْـنِ الَّتـي=أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّـا يُصطَبـى

اِستَحيِ بيضـاً بَيـنَ أَفـوادِكَ أَن=يَقتادَكَ البيـضُ اِقتِيـادَ المُهتَـدى

هَيهـاتَ مـا أَشنَـعَ هاتـا زَلَّـةً=أَطَرَبـاً بَعـدَ المَشيـبِ وَالـجَـلا

يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَـت قُطرَيـهِ لـي=بِنـتُ ثَمانيـنَ عَروسـاً تُجتَلـى

لَم يَملِـكِ المـاءُ عَلَيهـا أَمرَهـا=وَلَم يُدَنِِّسها الضِـرامُ المُختَضـى

حيناً هِـيَ الـداءُ وَأَحيانـاً بِهـا=مِـن دائِهـا إِذا يَهيـجُ يُشتَفـى

قَد صانَها الخَمَّارُ لَمّـا اِختارَهـا=ضَنّاً بِها عَلـى سِواهـا وَاِختَبـى

فَهِيَ تُرى مِن طولِ عَهدٍ إِن بَـدَت=في كَأسِهـا لِأَعيُـنِ النـاسِ كَـلا

كَأَنَّ قرنَ الشَمـسِ فـي ذُرورِهـا=بِفِعلِها في الصَحنِ وَالكَأسِ اِقتَـدى

نازَعتُهـا أَروعَ لا تَسطـو عَلـى=نَديـمِـهِ شِـرَّتـهُ إِذا اِنتَـشـى

كَأَنَّ نَـورَ الـرَوضِ نَظـمُ لَفظِـهِ=مُرتَجِـلاً أَو مُنشِـداً أَو إِن شَـدا

مِن كُلِّ ما نالَ الفَتـى قَـد نِلتُـهُ=وَالمَرءُ يَبقى بَعـدَهُ حُسـنُ الثَنـا

فَـإِن أَمُـت فَقَـد تَناهَـت لَذَّتـي=وَكُلُّ شَـيءٍ بَلَـغَ الحَـدَّ اِنتَهـى

وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِمـاً=بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى

حاشا لِمـا أَسـأَرَهُ فِـيَّ الحِجـا=وَالحِلـمُ أَن أَنبَـعَ رُوَّادَ الخَـنـا

أَو أَن أُرى لِنَكـبَـةٍ مُختَضِـعـاً=أَو لِاِبتِهـاجٍ فَـرِحـاً وَمُـزدهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابن دريد الأزدي

223 - 321 هـ / 838 - 932 م

محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني، أبو بكر.

من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية، ولد في البصرة وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما وعاد إلى البصرة ثم رحل إلى نواحي فارس فقلده آل ميكال ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته المقصورة، ثم رجع إلى بغداد واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا فأقام إلى أن توفي.

من كتبه (الاشتقاق -ط) في الأنساب، و(المقصور والممدود -ط)، و(الجمهرة-ط) في اللغة، ثلاثة مجلدات، و(أدب الكاتب)، و(الأمالي).

ابن دريد
أبوبكر محمد بن الحسن بن دريد

معلومات شخصية

الميلاد 223هـ/837م

البصرة

الوفاة 321هـ/933م

بغداد تعديل قيمة خاصية مكان الوفاة (P20) في ويكي بيانات

مواطنة العراق
اللقب أبن دريد
الحياة العملية
تعلم لدى أبو الفضل الرياشي
التلامذة المشهورين أبي علي الفارسي
المهنة عالم مسلم
اللغات المحكية أو المكتوبة اللغة العربية]
مجال العمل شاعر
عالم
أديب
مؤرخ
أعمال بارزة كتاب الاشتقاق
كتاب جمهرة اللغة
كتاب الملاحن
كتاب المجتنى
ديوان ابن دريد
رسالة السرج واللجام
كتاب وصف المطر والسحاب
مقصورة ابن دريد
تأثر بـ الحسين بن دريد
أبي حاتم السجستاني
أثر في أبو الفرج الأصفهاني
المسعودي
أبو علي القالي
المرزباني
النهرواني

مؤلف:ابن دريد

وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري الدوسي المولود في عام (223هـ/837م والمتوفي في عام 321هـ/933م).

وهو من نسل ملك العرب مالك بن فهم الدوسي الأزدي، وهو عالِم باللغة وشاعر وأديب عربي و من أعظم شعراء العرب.

كان يقال عنه:

ابن دريد ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء ابن دريد

أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عديض بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

نشأته وحياته

ولد في مدينة البصرة في سكة صالح في خلافة المعتصم سنة ثلاث وعشرين ومئتين للهجرة، وكان أبوه وجيهاً من وجهاء البصرة، وقرأ ابن دريد على علمائها وعلى عمه "الحسين بن دريد"، وعند ظهور الزنج في البصرة انتقل مع عمه إلى عُمان وذلك في شهر شوال عام 257هـ، وأقام فيها اثنتي عشرة عاماً، ثم رجع إلى البصرة وأقام فيها زمناً، ثم خرج إلى الأحواز بعد أن لبى طلب عبد الله بن محمد بن ميكال الذي ولاه الخليفة المقتدر أبو الفضل جعفر ( خلافته من 295 هـ – 320 هـ ) أعمال الأحواز، فلحق به لتأديب ابنه أبا العباس إسماعيل وهناك قدّم له كتابه العظيم جمهرة اللغة سنة 297 هـ وتقلد ابن دريد آنذاك، ديوان فارس فكانت كتب فارس[؟] لا تصدر إلا عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه ،وقد أقام هناك نحواً من ست سنوات، ودخل ابن دريد بغداد شيخاً سنة 308 هـ وأقام بها حتى وفاته سنة 321 هـ.. مدح ابن دريد آل ميكال بقصيدته المشهورة المقصورة.

وابن دريد هو الشاعر صاحب الأرجوزة التي قال فيها:

من لم تفده عبراً أيامه كان العمى أولى به من الهدى
ومن شعره الذي يهجو به نفطويه النحوي قائلاً:
أف على النحو وأربابه قد صار من أربابه نفطويه
أحرقه الله بنصف أسمه وصير الباقي صراخاً عليه

علمه وفضله

كان ابن دريد بارعاً في اللغة والأدب عالماً بأخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم، قام في ذلك مقام الخليل بن أحمد الفراهيدي. ونبغ في الشعر حتى قيل عنه : أعلم الشعراء وأشعر العلماء. وقد وضع أربعين مقامة كانت هي الأصل لفن المقامات.

ثناء العلماء عليه

أثنى كثير من العلماء على ابن دريد، حيث قال أبو الطيب اللغوي: ابن دريد انتهى إليه علم لغة البصريين وكان أحفظ الناس، وأوسعهم علماً، وأقدرهم على الشعر، وما أزدحم العلم والشعر في صدر أحدٍ ازدحامهما في صدر أبي بكر بن دريد.

سخاءه وكرمه

لقد كان ابن دريد سخياً لا يمسك درهماً ولا يرد محتاجاً، عاد من الأحواز إلى البصرة ومنها إلى بغداد، عام 308هـ، وأنزله علي بن محمد الجواري بجواره في محلة باب الطاق وأكرمه، وعرف الخليفة المقتدر العباسي فضله وعلمه، وأمر أن يجري عليه في كل شهر خمسون ديناراً، فأقام في بغداد إلى أن توفي.

تلاميذه

وقد تخرج على يديه كثير من العلماء والأدباء منهم أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني" وأبو الحسن المسعودي مؤلف "مروج الذهب" وأبو عبيد الله المرزباني مؤلف "معجم الشعراء" وأبو علي القالي مؤلف كتاب "الأمالي" والنهرواني مؤلف "الجليس الصالح" ، وأخذ هو عن أبي حاتم السجستاني

من مصنفاته

لقد وضع ابن دريد أكثر من خمسين كتاباً في اللغة والأدب ومنها:

الأشربة.
الأمالي.
الجمهرة في علم اللغة
السرج واللجام
كتاب الخيل الكبير
كتاب الخيل الصغير
كتاب السلاح
كتاب الأنواء
كتاب الملاحن
الاشتقاق كتاب ضد الشعوبية وفيه يفسر اشتقاق الأسماء العربية.
المقصور والممدود
ذخائر الحكمة
المجتنى
السحاب والغيث
تقويم اللسان
أدب الكاتب
الوشاح
زوار العرب
اللغات

وفاته

توفي في بغداد ودفن في المقبرة العباسية المعروفة مقبرة الخيزران، ليلة السبت 23 رجب سنة 321هـ/933م، وكان يومها مطر شديد ولم يخرج بجنازته إلا نفر قليل من محبيه وعارفي فضله، ودفن معه قبل ساعة من دفنه أبو هاشم الجبائي شيخ المعتزلة.

وقال جحظة البرمكي في رثاء ابن دريد:

فقدت بإبن دريد كـل فـائدة لمـا غدا ثالث الأحجار والترب
وكنت أبكي لفقد الجـود منفرداً فصرت أبكـي لفقـد الجود والأدب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...