تُبكينا آخرَ قطرةِ ماء
نحن الذين نشعرُ بالعطشِ كلّما ضاقَ العالم
يقولون:
“لحنجرتِك وسعٌ واضحٌ”
ويرفقون ،
شربتِ من الفرات .. فأغنّي أكثر !.
يسقطُ النور ..
يضحكُ الطريق ساعتين .. ثلاثةً وربما خمسة،
وينطفئُ الظلامُ في الكونِ ساخراً
فنشعلُ ما تبقى منا
فيضحكُ الكون أكثر
وننطفئُ نحن أكثر .
أحلامُنا نار ..
سكرٌ على ملحٍ ورماد
نمشي على الأرضِ خطوةً واحدة
تبكي ألماً،
نرتاح ..
فتبكي أكثر.
يموت أحدُهم هناك ..
يخافُ حلمنا هنا
أقول:
هذا محزنٌ
يقولُ غيري:
لقد ارتحنا من الغد.
يقولُ غيرنا:
الغدُ حزين،
حزينٌ غدُ الأحلام،
خائفٌ ومخيفٌ !
مات الحلم ،
وقفت المرايا في مشهدٍ تراجيديٍّ ساخر
تصفقُ
وتصفق
ثم تجلسُ تُكمِل المشهدَ بحلم!
يُرمَّم جرحنا
كلما فتحوا باباً للأمل من جديد
تجزّأ الفرحُ وصار قِطعاً من الآلام
يسعفُنا صوتٌ يقول بعيداً حولنا:
تعددَت الآلام والفرحُ واحد
نخرجُ من ثقبِ الحزنِ شائبين
نُمحيه بابتسامةٍ
ولم نقوَ على حذفِ الابتسامة بنقاءِ حزن!
يكرّرنا الموت كل يوم ..
وفي زاويةِ كلّ منا،
يقفُ الوطنُ متفرجاً
ويهتفُ عالياً
أعيش .. أعيش .. أعيش .
-
* نوارة خنسة
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق