اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أنا والنافذة ... ** د. كلارا سروجي

أحَبُّ زاويةٍ لي في البيت هي قُربَ هذه النافذة التي تطلّ على جانب من جوانب الشّارع، تجعلني أرى الأشياء دون أن يراني أحد، فهذه النافذة تتستَّر خلف تلّة ترابيّة تعلوها شجرة كبيرة.
أطلّ على العالم الخارجيّ من النّافذة بملابسي البيتيّة الخفيفة المتحرّرة صيفًا، ونسمات خفيفة تلاعب وجهي وشعري وتُشعرني بالانتعاش. صرت أعرف الأشخاص بأشكالهم المتميّزة. لا تهمّني أسماؤهم أو هويّاتهم، فقد أطلقتُ عليهم
الأسماء التي تناسبهم من خلال طريقة لباسهم وسيرهم. أشعر بالقلق حين لا يظهر أشخاص بأوقاتهم المعهودة، مثل صاحبة الكعب العالي، بكامل مكياجها، كأنّها ذاهبة إلى سهرة ليليّة بفستانها المشدود على جسمها، تسير وسط الشارع لا على الرّصيف، تتمايل في مشيتها عند التاسعة صباحًا. أو ذاك الشاب الطويل بشاربه الرّفيع المعروف، برغم وسامته، بأنّه درويش الحارة، يضحك منه الصّغار قبل الكبار. ها هي سيّارة ابنتي الزّرقاء تطلّ من رأس الشّارع وهي ذاهبة إلى عملها. أعرف نغمة “زامور” السيّارة حتى لو لم أكن أجلس قرب النافذة. ترفع يدها بالسّلام، وتتجاوزني سريعًا. بعد قليل سيطلّ حفيدي ذاهبًا إلى مدرسته. ها هو، صار شابا وسيمًا في الثانويّة، يرفع هو أيضا يده بالسّلام من بعيد. هذا هو احتفالي اليوميّ كلّ صباح، وتنتهي علاقاتي الاجتماعيّة عند هذا الحدّ، فأنا في الثمانين من عمري. يطلّ عليّ أولادي وبناتي من خلال الهاتف، يتكلّمون معي يوميّا للاطمئنان على صحّتي، لكنّ زياراتهم باتت شحيحة، في المناسبات. لم أعد قادرة على الاهتمام بأحفادي وإعداد الطعام لهم عند عودتهم من المدرسة. أنا أحبّهم جدّا، لكنّني لا أعرف مقدار حبّهم لي.

أحرِّك قدميّ لأقوم، تتيبّس أصابع قدمي وتتجمّد، وأبقى دقائق على هذه الحال إلى أن تعود الحياة والمرونة لأصابعي من جديد، فأعدّ لي شيئا آكله لأنّ الحياة تتطلّب منّا أن نأكل، فلم يعد الطعام يجذبني.

ما هذه الأصوات؟ ما هذا الضجيج؟ عُدتُ إلى نافذتي. لقد حانَ وقتُ تنفيذ ما كنت أخافه منذ مدّة. لقد بدأت الجرّافات بقتل التلّة، وها هي شجرتي تتمايل على الأرض ميّتة. أعرف أنّ ذلك سيحدث، لكنّني كنتُ أتمنى أن يتأخّر تنفيذ مشروع ذلك الثريّ الذي استطاع أن يشتري بقعة الأرض أمام منزلي كي يبني مجمَّعا عاليا يدرّ عليه الأموال. الضّجة كبيرة والغبار آخذٌ بالدخول إلى بيتي. لم أعد أحتمل سماع هذه الأصوات الحادّة القويّة. أخرجتُ السمّاعات من أذنيّ وألقيتها بعيدًا عنّي، وأقفلت النافذة التي انكمشت إلى الداخل فغاب عني العالم الخارجيّ، وصرتُ لا أملك سوى عالمي الداخلي، ذكرياتي القديمة، ماضيّ المليء بالحركة، أطفالي يلعبون ويتشاجرون حولي، زوجي الذي اشتقتُ إليه لكنّه تركني ورحل بعيدا، منذ زمن، إلى عالم آخر. أرى ضوء الهاتف يرتجف لكنّني لا أسمع صوتًا. يدي المرتجفة تحاول أن تمسك قطعة الخبز فتسقط منّي. أشخَصُ بسقف البيت الذي امتلأ بخيوط العنكبوت فأستأنس بها. ليتها تستطيع أن تحتضنني وتمدّني بالدفء.
لم يمضِ وقت طويل حتى ارتفع المبنى عاليًا بحيطانه البيضاء التي باتت عالمي الوحيد.

* كلارا سروجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(من مجموعة القصص بعنوان: طواف – خربشات قصصيّة بحجم راحة اليد).

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...