اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

المحاكمة 2 ... * سياده العزومي

ساقيتي
أدورُ وراءَ ماشيتي، وهي مغماةُ العين، تمشى واثقة على عزفِ أوتار تروسها، وأراقبُ القواديسَ تجبُ الماء في قلبها من البئر، وتضخهُ في المسقي ..في كرمٍ وحُبٍّ - مُرتديةٍ ثوب النهار، عاكسة أشعة الشمس كأنها تطل في مرآة صافية - ويجرى الماء في
القنوات ليروي الزرع، وشجرة الكافور على حافة مجرى النهر، تُظلنا ..طاردةً لهيبَ الحَرِّ ، وعليها يمامةٌ تُنشِد :
"كو..كو..كو..جوزوا.. بنتكوا ...للي يصون عرضكوا"
أرضعتني أمِّي لغتها من المهد - رحمة الله عليها وعلى الجميع - وتزكيني ساقيتي، وبيتنا ..بناه أبى - رحمة الله عليه وعلى الجميع - في الجانب الشرقي من الحقل، وشجرة اللارينج تحت نافذتي ، يرددُ نسيمُها مع الصدى ابتهال الكروان من ليلةِ الأمس :
"المُلكُ لَك ...لَك.. يا صاحِبَ المُلك"
وبجوارها شجرة التين - زرعتها أمي من الحقل- وها هي تقطف ثمارها، أتية لأبي ماشية على الجسر ، وأبو قردان يلتقطُ الدودَ من الأرض دون خوفٍ منها، فهو يعلم إنها تعلم أنه صديق أبي، حاملة فوق رأسها عائلة الشاي، وفي يدها اليمنى قُلَّةٌ يفوحُ منها عِطرُ ماءِ الورد، واليد اليسرى حَمَيَّة، وإذا كانت ذنبا؛ فليغفر آلله لهما الذنب، تفرش الوِدَّ له على حافةِ الأرض، وتُخرجُ عودَ الثِقاب من صدرِها، وتشعلُ النارَ في العُشب، صانعة لأبي الفحم، و جارتُنا - خالتي - تُلقي عليهما العافية، لا يُضاهي جمالها إلا القمرَ ليلة البدر، هيفاءُ..حميراءُ..ذات جديلتينِ بلون القش، يترنحان، ويتدليان مع خطواتها إلي الخصر، تُمسك بها أمي لتشرب الماء المعطر بماء الورد والشاي كما تُحب.
وخالتي ذات الرداء بلون الليل ارتدتهُ منذ مات زوجها، وترك لها صغارا في مقتبل العمر ، شدت الوثاق على رأسها وعلى ظهر العزم، حمارها محملٌ بالبرسيم، يعرف الطريق من الحقل الى البيت، يمشي وحده في أمان ونشاط، وصغيرها ابن السادسة عاد مبكرا من المدرسة جالسا يكتب في كتابه، بجواره كلبه الوفي يرعيانِ عنزة، وجدى على حافة النهري، والشمس ها هي في قلب السماء معلنة انتصاف النهار.
يتركنا أبى وكأنه لا يعرفنا، ويعلو الصفير في الأرجاء، منادٍ على كل فلاح في أعماق الأرض، لقد حانَ الآن موعِدُ صلاة الظهر ، الكل يفر إلى الصلاة جماعة في المسجد، والنساء تؤدى فرائضها، وتهب تعد الغداء في سعادةٍ من خيرات الأرض، والقيلولةُ مُقدسة، يسكن الجميع البيوت، وهناك من يجلس تحت طراوة ظل الأشجار فاردا الجسم، يحكي أساطير الأولين مُداعِبا في نغم نسماته، وتنتشر الحياة مرة ثانية بعد صلاة العصر ، وتهب أفواج نشاط الرجال إلى الحقل، وها أنا أعود أعزف على أوتار ساقيتي، وعمنا جارنا يُلقِي السلام على أبى.. يمشي وراء ماشيته واضعا على ظهرها الحبل، ماسِكَا حبلَ صغيرها من تحت الذقن، يمشي ورائها وكأنها درست طريق مجرى النهر ، تشرب وترتوى ويرش عليها الماء مربتا عليها بعطف، والبط والأوز يلعبون في النهر الذى يكسوه ورد النيل بخضرته وزهوره البنفسجية اللون، يتوارى فيه ديك البردي... هاربا من أي صياد أو شَرَك، وعمنا الفلاح على الجانب الآخر يجنى من أرضه الزرع، والسائلين والمساكين حاملين حقهم يوم حصاده موزعين بالدعوات والبركة وطول العمر، والدواب حاملة الحصاد إلى الدار ..هناك ذات الطوب اللبني، أمامها (المتر ) مخزن الحب، يستقبلن النساء الحصاد في سعادة وشكر، يُرَقِصنَ الحَبَّ في الغرابيل في طرب، والجدة جالسة بعُودَتِها...كأنها تهشُ الطير عن الحَبِّ بثوبها الحنون ..الفضفاض.. غامق اللون، ومن كيسته تُخرجُ القروشَ لِأحفادِها وأولاد الجيران مُقَبِّلِينَ يدها، ويسرعون الى دكان خالتنا رحيمة القلب، يحملونِ بعضهم للوصول الى نافذته - باب البيع - يشترون الحلوى ويتبادلونها في حُب.
والجدُّ يجلسُ القُرفُصَاء بجلبابه بلون السماء عند باب (المتر) ، يحتسي سيجارته - صناعة يديه - في فكرٍ وصمتٍ.. بين شهيق الماضى وزفير اليوم والغد، يُرشدُ الجميع بلغة عين الحكمة، والكل يُطيعهُ في أدبٍ، وحنينُ روحه إلى قلوبٍٍ فارقته أجسادها منذ زمن، وباقٍ نسيم ذكرها يُعطر الروح، وشوقٌ لغدِ الأبناء (الأحفاد - أمل الحياة)، يسألُ الله أن يجمعهم به في جنة الخلد، وخلفه الدُور - ذات الدور الواحد - ومن خلفها النخيل يتدلى بجريده، والرُّطَبُ على السطح، والسماءُ بثوبها الرمادي تُلامِسُ الحياة على امتدادِ النظر..

*سياده العزومي
عضو اتحاد الكتاب بمصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...