اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

انتهت الحرب | قصة قصيرة ...*حنان حلبوني

⏪⏬
استيقظَ أسعد على صوت رنين هاتفه، كان غارقاً في نومٍ لذيذ، أيقظه إشعار رسالةٍ الكترونية. لقد سهر ليلة أمس مع أصدقائه حتى وقتٍ متأخر وقد شرب كثيراً. وما أن قرأ الرسالة حتى طار النوم من عينيه ونهض من فراشه كمن لدغه عقرب، ارتدى ثيابه بسرعة
وانطلق إلى الشارع، ركضاً وتعثّراً وسقوطاً ونهوضاً إلى أن قابل صديقه يوسف مرسل الرسالة، عانقه بشدة وأخذ يصرخ كالمجانين؛ أحقاً ما تقول؟ أحقاً انتهت الحرب؟ أومأ الصديق بالإيجاب وبكى أسعد وشد يوسف بذراعيه إلى صدره بكل قوته وفرك وجهه بقميص يوسف عدة مراتٍ يمنةً ويسرة حتى مسحَ بحر دموعه، ثم رفع رأسه ونظر إلى عيني يوسف مبتسماً ابتسامةً عريضة، وأمسكه من يده وانطلقا نحو أقرب ملهى ليحتفلا بالحدث الجلل.
وكان أبو أسعد شيخاً كبيراً ملقىً في فراشه منذ عدة أشهر يتصارع مع الموت،
قطع الخبرُ العاجل برامجَ التلفاز وظهرت المذيعة الموقرة التي لا تظهر عادةً إلا عند الأحداث العظيمة وأعلنت انتهاء الحرب، ثم بدأت المحطة تبث الأغاني الوطنية، سمع أبو أسعد أن الحرب انتهت، فتح عينيه إلى أقصاهما، ونادى زوجته خديجة بأعلى صوته، هرعت الأخيرة إليه وهي تحمل ملعقة الطهي الكبيرة وتغطي رأسها بمنديلٍ صغير، دفعت الباب بكتفها ودخلت غرفته وهي تتمايل بتثاقل، سألت زوجها وهي ترفع حاجبيها وتسدل فكها السفلي: ما الذي حدث يا رجل؟ لقد أفزعتني!
"انتهت الحرب"، بكلمتين موجزتين وصوتٍ خافتٍ حنون وابتسامةٍ عريضةٍ أجابها.
قالت خديجة بهدوء: انتظر كي أطفئ النار تحت الطعام وأعود إليك.
عادت إلى المطبخ، أطفأت النار وتمتمت مع نفسها؛ يبدو أنه فقد عقله، هذا ما كان ينقصنا.
رجعت إليه مسرعة الخطى تجرّ قدميها وتهزّ الأرض هزّاً، سألته بهدوءٍ ممزوجٍ بلهاث؛ ماذا قلت؟
- انتهت الحرب.
لمستْ جبينه بقفا كفها فوجدت حرارته طبيعية، التفتت إلى التلفاز وقرأت الخبر، أصدرت زغرودةً طويلةً ثم صمتت.
جلست على السرير إلى جانب زوجها وشخَصَ كلاهما بعينيه نحو التلفاز، وارتسمت ابتسامتان عريضتان على وجهيهما، ساد الصمت بضع دقائق، كسره الزوج بأن طلب منها أن تنزل إلى قبو المنزل وتحضر النبيذ المعتق الذي خبأه منذ سنواتٍ كي يحتفل بهذه المناسبة، لكنها نظرت إليه باستغرابٍ وكانت شفتها السفلى قد تدلّت، وبقيت تنظر إليه هكذا حتى هزّها من كتفها، فقالت: لكنك مريض وبالكاد تستطيع أن تشرب الماء، فكيف ستشرب النبيذ؟
ابتسم مكشراً عن فمٍ تساقطت جلّ أسنانه، وصرخ بها: قومي بسرعة وافعلي ما طلبته منكِ قبل أن أحطم عظامكِ، فأنا أشعر بقوةٍ عظيمةٍ تسري في جسدي.
ثم أخذ يزأر كالوحش.
وكان أيهم يقود سيارة الأجرة التي يعمل عليها حين أُعلن في المذياع عن انتهاء الحرب، فأخذ يصرخ ويضغط زمور السيارة ويقود بسرعةٍ جنونية، ويخرج يده من النافذة، يلوّح بها ثم يخرج رأسه ويصرخ، ثم يدوس فرامل السيارة بشكلٍ مفاجئ ثم يعود ليدوس البنزين، وكانت الفتاة التي تركب في المقعد الخلفي تتمايل طرباً على أنغام الأغاني الحماسية التي يبثها المذياع، التفت أيهم إليها وسألها إن كانت تمانع من الاحتفال معه وقضاء بقية النهار برفقته، فلمعت عيناها واحمرت وجنتاها ووافقت بخفَر!
وكان بعض الصبية يلعبون بالكرة حين مرّت سيارة أيهم بالقرب منهم، فتوقفوا عن اللعب ونظروا إليه نظرة طفلٍ واحد، ثم التفتت رؤوسهم التفاتةً واحدة حتى اختفى عن أنظارهم، عندها قفزوا جميعاً وضربوا أكفهم بأكفّ بعض وصرخوا صرخةً واحدة ثم واصلوا اللعب بالكرة.
وكان مركب الصيد في غمار البحر عندما رنّ هاتف أحد الصيادين، وحين ردّ على الاتصال قفز من الفرح وأخذ يصرخ بأعلى صوته؛ "انتهت الحرب" وجعل رفاقُه في المركب يصرخون ويقفزون حتى مال المركب وكاد ينقلب، وكانت الشبكة ممتلئةً عن آخرها بالصيد الوفير، وكان الصيادون على وشك سحبها إلى المركب، لكنهم أفلتوها داخل الماء وانطلقت الأسماك باحثةً عن الحياة، بينما عاد الصيادون بمركبهم إلى الشاطئ واحتفلوا بالرقص والغناء.
وكان المشفى يغصّ بالمرضى والجرحى، وكان الطبيب يضع الجبيرة على يد شابٍ مصابٍ بكسرٍ حين رنّ هاتفه، مسح يديه الملوثتين بالجبس بثوبه الأبيض، وفتح الهاتف، كانت المتصلة زوجته، تخبره بأن الحرب انتهت، أغلق الهاتف بسرعة وفتح الكاميرا وأخذ صورةً تذكارية مع المريض، ثم أمسكه من يده السليمة ورفعها عالياً ثم راحا يقفزان ويصرخان، جاءت الممرضات من بقية الأقسام، واستيقظ المرضى على أثر الضجيج وخرجوا من غرفهم يحملون أكياس السيروم بأيديهم وعقدوا حلقات الدبكة، وأخذ الجميع صوراً تذكارية. وفي غرفة المخاض قفز الطفل من بطن أمه بعد مخاضٍ عسير، حملته الممرضة من أسفل قدميه، ورأسه إلى الأسفل وأخذت تصفعه على مؤخرته وتزغرد، والمحتفلون يرقصون ويتناوبون بالتقاط الصور معه.
وكان جنديٌّ نحيلٌ أسمر في الجبهة يحتمي داخل خندقٍ، معانقاً بندقيته واضعاً إصبعه على الزناد، وعينه نحو العدو، وكان حذاؤه مهترئاً يتسرّبُ التراب من خلاله إلى أصابعه، فيشعر بحريق الجلد المنسلخ عن اللحم، ويحرك أصابع قدميه رويداً رويداً كي يخفف من الألم، من دون أن يتحرك من مكانه أو يرفّ جفنه، ثم يأخذ شهيقاً ويطلق زفرةً طويلةً ويحلم.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...