اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الأبنودي في روايته الوحيدة "قنديلة"

⏪⏬
⏪الأبنودي يهدي روايته هذه إلى فاطمة قنديل التي أنّثوا القنديل إكرامًا لها
⏪ست أبوها عاشت وماتت وهي لا تعرف في أي عام ولدت ولا في أي عام رحلت
⏪الشاعر عبدالرحمن الأبنودي يضع الصعيد على شاشة المجتمع


في جلسة جمعت كُتّابًا ونقادا، أثناء انعقاد معرض الكتاب في دورة سابقة، ذهب بعضهم إلى أن الشاعر الذي يتحول إلى كتابة الرواية، يلجأ إلى ذلك لإحساسه أنه لم يتحقق شعريًّا، ولذا يذهب إلى فن كتابي آخر، آملا أن يثبت ذاته فيه ويحقق فيه ما لم يحققه شعريًّا، فيما مال بعضهم إلى أن هذا التحول سببه الوحيد هو مغازلة الجوائز والنشر.
وبعيدًا عن هذه الإشكالية التي سيختلف كثيرون حولها وعليها، كتبوا الرواية بعد أن أصدروا العديد من الدواوين الشعرية، أقول قد يكون هذا صحيحًا في بعض الحالات "الشِّعروائية" إن صح هذا المصطلح، لكنه بالتأكيد ليس صحيحًا في كل الحالات، خاصة وأن هناك شعراء تحققوا شعريًّا ثم كتبوا بعد ذلك روايات وكانت ذات مستوًى جيد.
قنديلة
طوال الوقت، وحتى بعد رحيله، كنت أعرف، ومثلي كثيرون، أن عبدالرحمن الأبنودي شاعر ومؤلف أغان، إلى جانب كتابته لبعض المقالات، لكني عرفت منذ قريب أنه كتب رواية أيضًا، كان هذا من خلال روايته "قنديلة " التي صدرت عن مركز الأهرام للترجمة والنشر.
تقع رواية قنديلة في اثنين وخمسين صفحة، أي هي ليست من قطيع الروايات ذات المئات من الصفحات، والتي يكتبها أصحابها وأعينهم مُسلطة صوب الجوائز.

يهدي الأبنودي روايته هذه إلى فاطمة قنديل التي أنّثوا القنديل إكرامًا لها كما يقول. هنا يحكي الأبنودي السيرة الذاتية لـ قنديل الصعيدي الذي كان يسافر إلى السويس للعمل وكسب المال، وست أبوها المرأة اليتيمة التي تزوجها وأنجب منها فقط "فاطنة أب قنديل" التي عاشت وماتت وهي لا تعرف في أي عام ولدت ولا في أي عام رحلت. لقد عاشت عمرها وكأن الحياة عام واحد.
لم تكن فاطنة قنديل، مثلها مثل سيدات كثيرات أميّات، تعرف من الشهور سوى الشهور القبطية كأمشير وبرمهات وبرمودة وكهيك، وكذلك رجب وشعبان ورمضان وذي الحجة، ولم تكن تعرف لا يناير ولا فبراير ولا غيره من الشهور الأفرنجية:
"عاشت ورحلت دون أن تعرف عمرها، وكم قضت على هذه الأرض. لقد أدت صلاتها بالآيتين اللتين حفظتهما. ظلت تكررهما في كل صلاة منذ أول مرة وقفت فيها بين يدي الله، إلى آخر مرة أدتها وهي جالسة بعد أن لم تعد الركبتان بقادرتين على حملها".

أحوال الصعيد
كان الحاج قنديل رجلا مهيبًا فاضلا يحترمه الكبير والصغير ويعملون لغضبته ألف حساب، وكانت ست أبوها امرأة حية نشيطة مؤمنة حادة الطباع في رقة، تعمل كالرجال وتملأ البيت الكبير بالحركة والصخب، فيما كانت فاطنة قنديل، الابنة الوحيدة لقنديل وست أبوها، مسيحية في احتفالاتها، فرعونية في مقدساتها، عربية مسلمة في عقديتها. لقد ولدت فاطمة ذات ليلة في نهاية فصل الشتاء، وكان يؤرخ لها بحقل الشعير الأول، وظل اسمها وسيرتها مرتبطين دائمًا بالكرم. وقد كانت بيضاء، ذهبية الشعر، عسلية العينين، كأهل قنديل أبيها، وأمها ست أبوها. كانت جميلة ومختلفة عن كل بنات البلدة، تلمع بلون فضي مجلو كأنها سمكة "شلبة" خارجة لتوها من الماء.
في روايته قنديلة ينقل الأبنودي لقارئه أحوال الصعيد وطقوسه، وطرق بناء بيوته والعلاقات التي تجمع ما بين أهله وساكنيه من محبة وود ومشاركة وكد وسعي وعمل. كذلك يصور العلاقة ما بين الزوجة وزوجها وكيف تراه:
"كانت ست أبوها تنظر لرجلها الجديد بهيبة منذ اكتشفت أنها تزوجت ماردًا قادرًا على تحقيق كل شيء. منذ اليوم الأول أدركت ببصيرتها أن قنديل مختلف، يعرف ما لا يعرفون، لا يسأل أحدًا، يعطي الأوامر فقط ويراقب تنفيذها بدقة".

الشمال والجنوب
في قنديلة يصف الأبنودي الصعيد، كما يراه أهله، بأنه ليس مكانًا للرزق، بل للصحبة، ففي الصعيد يوجد الصدر الواسع الرحب، وفي الشمال هناك الجيب العَمْران، في الصعيد يُسمع صوت المحبة في الصدور، وفي الشمال يُسمع صوت شخللة الفلوس.
كذلك يرصد الأبنودي كون الصعيد بلادًا كتبت على جبينها الهجرة، وإن ظلت مكانها ماتت. يفرح أهل الصعيد بإنجاب الأطفال، ولا يحزنون إذا رحلوا، فليس لديهم وقت للحزن. غير أنهم تصيبهم الفاجعة إذا ما رهنوا أو باعوا قيراط أرض، لأن القيراط الذي يُباع لا يعود، أما الأطفال فمن يموت منهم يأتي غيره بـ "فك تكّة اللباس".
الرواية ترصد كذلك مأساة ست أبوها التي تسببت فيها أخت زوجها، حين دخلت عليها بعد ولادتها لفاطمة و"شوهرتها" مما جعل لبن رضاعتها يجف كما لم تستطع أن تنجب طفلا آخر غير فاطمة. وقد وصلت المأساة لقمتها بالنسبة لست أبوها حين طلبت من زوجها أن يتزوج مرة أخرى كي يتمكن من الإنجاب، لكنه وبخُلق الصعيدي الشهم يرفض طلبها مكتفيًا بها زوجة وبفاطمة ابنة.
في "قنديلة" يرصد الأبنودي واقع الجنوبيين الصعب بكل مفرداته وتفاصيله، دون أن ينسى ذكر بعض الخرافات التي تنتشر في الجنوب.
هذا ويُطعّم الأبنودي سرده الروائي ببعض الأغاني التي يتداولها الناس في مناسباتهم المختلفة من فرح وحزن وعمل:
"هيا هيلا
صلي على النبي
يا مهوّن
وحياة النبي
والدبة
وقعت في البير
وصاحبها
راجل خنزير".
نهاية، لا أدري في أي فترة زمنية من حياته كتب عبدالرحمن الأبنودي روايته الوحيدة هذه، لكني أرى أنه لو كرر هذه الفعلة لترك روايات أفضل كثيرًا من روايات كثيرة تفقس عنها المطابع هذه الأيام، وتحقق أعلى المبيعات.
-
*عاطف محمد عبدالمجيد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...