اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الفصل الأول من رواية " ليلة السابع من مارس " للروائية أسماء الصياد

الفصل الأول؛
( حكاية قديمة, في ورقة مطوية ) ..
حي الضاهر.. القاهرة.. ديسمبر 1980م..

ــ سأفتقدكَ للغاية يا بُني..
قالها الرجل الطيب الأشيب "جابر عوَّاد", في صوتٍ يغالب لوعة فراقه لذلك الجار الشاب المُسالم " مصطفى درويش "؛ أمام دَرج البيت القديم الذي جمعتهما جنباته لثمانية عشر عامًا تقريبًا, قُبيل فجر الخامس من شهر ديسمبر..

ــ لا تَقُل ذلك يا عم "جابر".. أنتَ تعرف عنواني الجديد جيدًا, و قد وعدتني بالزيارة كلما سنحت لك الفرصة..


ثم أضاف "مصطفى", الذي أوشكَ على إتمام عامه السابع, و العشرين, في شفقة:
ــ ثم أنني لن أفارقك, و ستراني بالعمل كل يوم.. أنسيتَ أيها العجوز أننا نعمل بالمكان ذاته ؟!

شدَّ "جابر" على يدِ "مصطفى" في أبوةٍ بادية, فقال "مصطفى", و هو يسحب يده من بين يدي الرجل العطوف, و يهم بمغادرة البيت, في قفزاتٍ سريعة يجتاز بها الدَّرج:
ــ ألقاكَ صباحًا بإذن الله.. و لن أتناول الفطور قبل أن تأتي للعمل, و نتشارك الطعام ككل يوم ..

اغرورقتْ عينا الرجل بالدمع, و هو يلوح للفراغ:
ــ مع السلامة يا بُني..

ثم تمتمَ في حنق:
ــ مِنْكِ لله يا حداءة, يا أم الحدائتين.. أنتِ السبب !

هبطَ "مصطفى" مسرعًا, و في الوقت ذاته, كان يغادر البيت, حاملًا بعض ماتبقى من ملابسه, و كُتبه الجامعية, بأقدامٍ بالكاد كانت تُصدر صوتًا خابيًا, كان يخشى أن تراه " فهيمة", التي تقطن بالطابق الأرضي من البيت,, أو إحدى ابنتيها, و إلا فلن يستطيع المغادرة إلا إلى مخفر الشرطة, متهمًا بتهمةٍ مُشينة لم يقترفها يومًا !

أما "جابر", فقد كان يعلم يقينًا, بأنه سيقف وحده, و زوجته الوديعة في وجه المدفع, عندما تعلم السيدة "فهيمة", بأن "مصطفى", قد تركَ لها "الجمل بِما حمل", و اكتفى بأخذ ملابسه فقط, عندما قرر الرحيل عن مسكنه, الذي ما باتَ ليلةً واحدة خارجه منذ تفتحتْ عيناه على الحياة !

أما "جابر", فقد اعتزمَ اللحاق به, متى شغرتْ شقة صغيرة, بالبناية التي يقطن بها ابنه الأول "بهجت", أو متى أبلغته ابنته "أحلام" بوجود شقة صغيرة تناسبه, و أمها طريحة الفراش في محيط سُكنى عائلة زوجها..

***

قبل أسبوعين..

فيما هو عائد من صلاة الجمعة, و بينما يدلف إلى بيته بهدوئه المعتاد؛ إذ اعترضت طريقه "وِداد" الابنة الصغرى للسيدة فهيمة, و قد ارتدت ماضاق, و التصق بجسدها النحيل من الثياب, و قد بدا وجهها الأعجف, كما جدار ملطخ, لايوحي لمن يراه بشيء, سوى "النشاز", و عدم التناسق, و خُزعبلية عامل الطلاء الذي مارس عليه أصناف الجنون, و الهلاوس, مُدعيًا الموهبة الخارقة .. و إذ بها تقول له في غنج منفر:
ــ ألن تلين رأسك لي بعد.. أريدكَ, و أنت تَصُدني, و لن أنسى صفقك للباب في وجهي أمس..
أعرضَ عنها, و هو يكظم غيظه, حتى لايتهور, و يسدد لوجهها لكمةً, تُلخص لها كل مايعتمل في نفسه إزاءها, و أمها و أختها..
فتلكم الثلاثة؛ هُنَّ أضلاعُ مثلثِ الجحيم الذي ابتُليَ به, منذ أن سكنَّ بالطابق الأرضي من بيته, على غير إرادته, و إرادة أمه..
انحرفَ مبتعدا, صوب السُّلم, يريد الصعود إلى شقته, حيث تترقب والدته قدومه لتناول الغداء الذي أعدته من أجله, و هى تقاوم آلامها, و أوجاعها, التي قد لايعلم عنها سوى أهونها!
أوشكَ على وضع قدمه على أولى درجات السُّلم, و لكنه تراجع عندما أفزعه جسدٌ سمينٌ, ووجهٌ ممتليء يقطر سماجة, و ذراعان وضعتهما صاحبتهما حول خصرها البرميلي في وضع التحفز للشجار.. وقد راحت ترميه بصوتٍ غليظ:
ــ هل وعدتها بالزواج ؟ أنا الكبرى, و أنا أحق بك من ذات الجسد المصوص الأعجف !
ثم استطردت:
ــ متى ستأتي لتطلب يدي ؟!

في حدةٍ, و بصوتٍ رفيع, يخترق المسامع كهزيم العواصف:
ــ أنا الصغرى.. و قد وعدتني أمي بالزواج منه.. أما أنتِ فلا تصلحين له؛ لأنكِ تكبرينه بعشر سنين على الأقل..

تناوبت الأختان التقريع, و المعايرة, على مرأى, و مسمع الجيران, و المارة العابرين من أمام البيت.. بلا ذرةٍ من حياء..

لن تقل سحنة "نوال" بشاعة, عن سحنة "وداد", فكما لو كانتا قد غاصتا بدِلاء طلاء رخيص, متعدد الألوان من دون رابط يجمعها, وكأنهما قد قررتا أن تفزعانه, كلما غدا, أو راح!

أنسل صاعدًا, فإذ بأمهما "فهيمة", تناديه:
ــ يا ابن درويش الصرَّاف؛ قف عندك..

لم يُعرِها انتباهًا؛ فلم تكن في ناظريه, سوى امرأة سُوقية, لم تعِ أدنى آداب التعامل, و كذلك ابنتيها, اللتين لم يعرف لهم أحدٌ بالحي أبًا, و لم تتلقيا أبسط قواعد التربية, و التهذيب.. ولكن سلاطة ألسنتهنَّ؛ حَدتْ بالمحيطين إلى تجنبهن, حتى لقبهنَّ الجيران؛ بِــ "جِيرة الشُّوم"..

ومن الذي جلبَ تلك الجيرة السيئة سوى "درويش" والده.. مالك البيت !
تعالت أصواتهنَ, حتى سمعتهنَ أمه, فختمت تلاوتها القرآنية, وقالت هامسةً:
ــ اللهم إنِّي لا أسألكَ رد القضاء.. و لكنِّي أسألكَ اللطفَ فيه !

ثم فتحت باب شقتها بالطابق الثاني, و هبطت الدرجْ بتثاقلٍ, ووهن, و هى تقول بأقصى ما استجمعت من قواها:
ــ يا "ست فهيمة"؛ ألم أقل لكِ أنني سأسوي معكِ الأمر ؟!

صاحت "فهيمة" بينما تراقب ابنتيها ماسيحدث:
ــ لقد آنَ الأوان؛ ليعلم ابنكِ كل شيء !

في توسلٍ, وبينما يدخل "جابر" البيت, و يهم بصعود الدَّرَج.. قالتْ " نجاة " والدة "مصطفى":
ــ أرجوكِ يا "سِتْ فهيمة"؛ ليكن حديثنا بيننا وحسب..

امتقع وجه الشاب الوسيم, وهو يتجاوز درجات السلم في سرعة كعادته, متوجهًا صوب أمه:
ــ ما الذي آن الأوان لكي أعلمه يا أمي ؟!

لحقَ به "جابر" جاره العجوز, يرجوه بقوله:
ــ تعال معي يا وَلدي..
ولكن "مصطفى" رفضَ الاستجابة لرجائه, وقال للسيدة "فهيمة":
ــ هاتِ ماعندكِ.. ماذا تريدين أن تخبريني ؟!

بكتْ أمه و قالت في توسلٍ:
ــ يا بُني.. لاشيء..

فقالت "فهيمة" في تحدٍ, و الأنظار مصوبة نحوها مابين ترقبٍ, و قلق, و هى ترفع ذراعها مُشهِرة ورقة ًمطويةً, يميل لونها إلى اللون الأصفر قليلًا:
ــ الحكاية كلها هُنا .. في هذه الورقة ..

لم تنتهِ "فهيمة" من مقولتها؛ حتى سقطتْ "أم مصطفى" مغشي عليها, في الحال.. و تهاوى جسدها متدحرجًا على درجات السُّلم الحجري العتيق !!!

* أسماء الصياد 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...