تَستبدُّ العَتمة ..وَتنْطَبقَ سَاقا السّاعةِ العَرجاءِ عِندَ مُنتصفِ الحُلم ..يَطلي الظَّلامُ عَينيَّ بِلونِه .
أُبصرُ قَبيلةً مِن الخيالاتِ تُقيمُ طقوساً غَريبةً حَولي..حَركاتٍ أَشبهَ بِرقصاتٍ مَجنونةٍ ..وَأيادٍ تَأخُذ أَجزائِي ..لا أَتأَلم إِلا عِندما تَمتدُّ يَد أَحدِهم نَحوَ صَدري ..وَالهَمهاتُ
أَصواتٌ مَألوفةٌ تَطرقُ أَبوابَ الذّاكرةِ ..تَقفزُ على طَرفِ لِساني بِبَهلوانِيّة وَينتَهي بِها
الحالُ فَقاقيعَ في بِركةِ النِّسيان ..
تُربِّتُ بِحنوٍ فَوقَ صَدرِي ..
اليَدُ ذاتُها ..
وَصوتٌ مِن أَقاصي الّذاكرةِ يَسأَلُني :"أَذهبَ الأَلم؟ "
لا أُجيبُ ..لا أؤكُد ولا أَنفي ..لَيسَ لعلَّةٍ ما فِي حُنجرَتي وَما مِن عُقدةٍ تَربِطُ لِسانيَ وَتعقِدهُ ..
أَشتَهي الصَّمتَ فَقَط ..
تِلكَ الجاذِبيةُ الغامِضةُ فِي الفَراغِ تُغرِيني .. تُريحُ العالَمَ مِن ثَرثرةِ أَحدِهم ..
وَتسلِبُ مِن شَخص ٍما بَهجةَ الإستِماعِ إِلى تَفاهاتِي الجَميلة ..
تَبتعدُ العقارِبُ خُطوة .. دقائقَ قليلةً تَفصِلُني عَن نَفسي ..
بَعضُ الكافَيين يُسكِرني ..
أَتجرعُ مَرارةَ السَّذاجةِ في اعتِرافاتِي
شَيءٌ ما يَدفعُ الأَسرارَ إِلى الخارج ..شَيءٌ خَفيٌ يُشبهُ سَعادةً مُؤَقتَة ..نَزوةً تَنتهي لِتبدأَ اللَّعناتُ مُحاضرتَها المُملة ..
تَسأَلني مِن جَديدٍ لكن بِنبرةٍ أَكثرَ حِدة :"أَذهَبَ الأَلم؟ "
أُومئُ إِيجاباً وَأَدفِنُني فِي حِضنِ الحيرة.. يُباغِتُني النُّعاسُ وَالنَّومُ سَرابٌ فِي صَحراءِ الزَّحمةِ ..كُلَّما اقتَربتُ مِنهُ .. صارَ لَعوباً أَكثرَ مِن ذي قَبل ..يَرمُقُني بِخبثٍ..يُقهقِهُ ..وَيَبتَعبد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق