بعيداً عن العاصمة وفي أقصى أطرافها الغربية.. جلس ثلاثة أصدقاء على صخرة كبيرة يتأملون الأرض الجرداء الواسعة التي لم تستغل بعد من قبل الحكومة أو من قبل الأفراد.
كان الثلاثة من الشبان ذوي الأخلاق الرفيعة ومعروفين بإنسانيتهم وحبهم للجميع..
كانوا من خريجي الجامعات ولم يمضِ على نيلهم شهاداتهم سوى أشهر قليلة.
قال الأول: آه يا أصدقاء لو كنت رئيساً للحكومة.. لكنت سخرت كل أجهزتها لاستصلاح هذه الأراضي الجرداء ومن ثم توزيعها على الفقراء والمتشردين ليزرعوها ويبنوا بيوتاً فيها ويعيشوا حياة عزيزة كريمة.
قال الثاني: آه يا أصدقاء لو كنت ثرياً.. لكنت وزعت مبلغاً شهرياً من المال على الفقراء والمتشردين ليعينهم على تلبية حاجاتهم ومتطلباتهم.. بدلاً من هذا العناء في استصلاح هذه الأرض القفر الجرداء.
أما الثالث وكان اسمه ( سامي ربيع قيصر ) فقد بقي هادئاً صامتاً لبرهة وصديقاه ينظران إليه وينتظران ماذا سيقول..
ثم نطق سامي وقال: يا صديّقيّ ما رأياكم أن تساعدوني؟ ومنذ الغد على استصلاح قطعة صغيرة من هذه الأرض وغرسها بالأشجار.. لعل في ذلك يا أحبتي تشجيعٌ لبقية الناس وخاصة الفقراء على استصلاح الأراضي في هذه المنطقة.. وهكذا نكون قد ساعدناهم بالفعل لا بالأحلام على اكتساب عمل ومصدر رزقٍ يعيشون منه بعرقهم وتعبهم دون منة من مسؤولٍ أو ثريٍّ.
ضحك الأصدقاء على اقتراح سامي وقالوا: أجننت؟ هذه الأرض جرداء لا ماء فيها وتربتها غير جيدة وبعيدة جداً عن المدينة..
قال سامي: دعونا نحاول أرجوكم.
وبخجل وافق الأصدقاء على طلب سامي واتفقوا على أن يلتقوا في الغد في المكان ذاته وكلٌ منهم قد جلب معه أدوات الزراعة.
وفي اليوم التالي كان سامي قد جلب معه الأدوات وانتظر رفاقه في الموعد المحدد والمكان المحدد لساعات وساعات دون جدوى..
وبعد أن قطع الأمل بدأ سامي بالعمل وحيداً..
وعلى مدى عدة أيام قام سامي بحفر عشرات الحفر لكي يغرس فيها الأشجار .. ووصل عدد الحفر إلى خمسين حفرة.
وبعد استشارة المختصين بعلوم الزراعة .. نصحوه بأن يزرع أشجار الزيتون واللوز.. فهي تتحمل الجفاف وتعيش في مختلف أنواع الترب مهما كانت فقيرة.
.. وأيضاً نصحوه أن يضيف السماد العضوي من مخلفات الحيوانات في الحفر لكي تتمكن الغراس الصغيرة من أخذ غذائها والأحتفاظ بالرطوبة لأطول مدة ممكنة.
وتبرع صاحب أحد المشاتل الصغيرة لسامي بالغراس بعد أن شرح له القصة .. وذلك من باب التشجيع.. كما تبرع له بغراس صغيرة ليزرعها وتكون مصداتٍ للرياح.
وبعد مضي عدة أيام طلب سامي من مجموعةٍ من المتشردين مساعدته على نقل الغراس إلى الأرض الجرداء... فلبوه مقابل أن يمنحهم طعام وشراب يوم عمل..
.. كانت والدته الحنون قد أعدت له وجبةً كبيرةً من الطعام.. أما والده فنزولاً عند رغبته وكي لا يحزن أبنه الوحيد ساعده على تأمين وسيلة للنقل رغم عدم اقتناعه في قرارة نفسه بالموضوع.
وفي اليوم التالي ومقابل الطعام والشراب أيضاً ساعدوه على نقل السماد والماء إلى الأرض حيث طلبَ.
وهكذا زرع سامي بستاناً من غراس الزيتون واللوز مع أنواعٍ أخرى من الأشجار في محيط هذا البستان والتي تعمل كمصداتٍ للرياح.
وبدأت قصة سامي تلفت الانتباه رويداً رويداً.. وبدأ الناس يتناقلون الأمر .
وبعد مضي عدة أشهر .. وبعدما رأى الناس أن الغراس الصغيرة قد نمت وبدأت أوراقها الخضراء بالظهور.. قام العديد منهم باستصلاح قطعٍ من الأرض بجانب بستان سامي وغرسها بالأشجار.
وبعد مرور عدة سنوات وتكاثر البساتين المستصلحة .. قررت الحكومة شق الطرقات في المنطقة وإيصال المياه اليها مما أدى إلى تسارع عملية استصلاح الأراضي.
وأصبح هذا وذاك يقولون لقد قمت باستصلاح أرض قرب أرض سامي قيصر .. وأصحاب السيارات والمشاتل والعمال وغيرهم... كلهم يقولون أرض سامي قيصر أو مشروع سامي قيصر.
وعندما قررت الحكومة تنظيم المنطقة سألت الناس عن اسم المنطقة ليتم تسجيلها في السجلات العقارية.. فأجاب الجميع " منطقة سامي قيصر ".. وهكذا تم تسجيلها باسمه ( منطقة سامي قيصر).
وعندما قامت الدولة بإيصال الكهرباء إلى المنطقة قام العديد من الأشخاص ببناء البيوت هناك خاصة بعد أن قدمت السلطات لهم كل التسهيلات.. وكذلك الأمر أطلق على البلدة الجديدة الناشئة اسم ( بلدة سامي قيصر).
وتوالت الأيام إلى أن قررت الحكومة تحويل البلدة إلى مدينة نموذجية .. وهنا كان من الممكن أن يطلقوا على المدينة اسماً من التاريخ أو اسماً من أسماء العظماء.. لكن أحداً لم يفكر على الأطلاق في أن يطلق عليها اسم آخر غير ( مدينة القيصر) نسبة إلى سامي ربيع قيصر .
ولا يزال إلى الآن عندما يسأل عن اسم المدينة ونسبة إلى أي من القياصرة سميت بذلك:
( يكون الجواب ليست نسبة إلى أي قيصر بل نسبة إلى شخص يسمى سامي قيصر).
وهكذا اقترن أسمه بالقياصرة وسميت مدينة كاملة باسمه.. وهكذا يا سادة بالأفعال لا بالأقوال يمكن للمرء أن يبني له مجداً في الحياة ويترك أثراً يحفظ ذكراه وإن طال الزمان، ولا يحتاج الأمر إلا للخطوة الأولى.
كان الثلاثة من الشبان ذوي الأخلاق الرفيعة ومعروفين بإنسانيتهم وحبهم للجميع..
كانوا من خريجي الجامعات ولم يمضِ على نيلهم شهاداتهم سوى أشهر قليلة.
قال الأول: آه يا أصدقاء لو كنت رئيساً للحكومة.. لكنت سخرت كل أجهزتها لاستصلاح هذه الأراضي الجرداء ومن ثم توزيعها على الفقراء والمتشردين ليزرعوها ويبنوا بيوتاً فيها ويعيشوا حياة عزيزة كريمة.
قال الثاني: آه يا أصدقاء لو كنت ثرياً.. لكنت وزعت مبلغاً شهرياً من المال على الفقراء والمتشردين ليعينهم على تلبية حاجاتهم ومتطلباتهم.. بدلاً من هذا العناء في استصلاح هذه الأرض القفر الجرداء.
أما الثالث وكان اسمه ( سامي ربيع قيصر ) فقد بقي هادئاً صامتاً لبرهة وصديقاه ينظران إليه وينتظران ماذا سيقول..
ثم نطق سامي وقال: يا صديّقيّ ما رأياكم أن تساعدوني؟ ومنذ الغد على استصلاح قطعة صغيرة من هذه الأرض وغرسها بالأشجار.. لعل في ذلك يا أحبتي تشجيعٌ لبقية الناس وخاصة الفقراء على استصلاح الأراضي في هذه المنطقة.. وهكذا نكون قد ساعدناهم بالفعل لا بالأحلام على اكتساب عمل ومصدر رزقٍ يعيشون منه بعرقهم وتعبهم دون منة من مسؤولٍ أو ثريٍّ.
ضحك الأصدقاء على اقتراح سامي وقالوا: أجننت؟ هذه الأرض جرداء لا ماء فيها وتربتها غير جيدة وبعيدة جداً عن المدينة..
قال سامي: دعونا نحاول أرجوكم.
وبخجل وافق الأصدقاء على طلب سامي واتفقوا على أن يلتقوا في الغد في المكان ذاته وكلٌ منهم قد جلب معه أدوات الزراعة.
وفي اليوم التالي كان سامي قد جلب معه الأدوات وانتظر رفاقه في الموعد المحدد والمكان المحدد لساعات وساعات دون جدوى..
وبعد أن قطع الأمل بدأ سامي بالعمل وحيداً..
وعلى مدى عدة أيام قام سامي بحفر عشرات الحفر لكي يغرس فيها الأشجار .. ووصل عدد الحفر إلى خمسين حفرة.
وبعد استشارة المختصين بعلوم الزراعة .. نصحوه بأن يزرع أشجار الزيتون واللوز.. فهي تتحمل الجفاف وتعيش في مختلف أنواع الترب مهما كانت فقيرة.
.. وأيضاً نصحوه أن يضيف السماد العضوي من مخلفات الحيوانات في الحفر لكي تتمكن الغراس الصغيرة من أخذ غذائها والأحتفاظ بالرطوبة لأطول مدة ممكنة.
وتبرع صاحب أحد المشاتل الصغيرة لسامي بالغراس بعد أن شرح له القصة .. وذلك من باب التشجيع.. كما تبرع له بغراس صغيرة ليزرعها وتكون مصداتٍ للرياح.
وبعد مضي عدة أيام طلب سامي من مجموعةٍ من المتشردين مساعدته على نقل الغراس إلى الأرض الجرداء... فلبوه مقابل أن يمنحهم طعام وشراب يوم عمل..
.. كانت والدته الحنون قد أعدت له وجبةً كبيرةً من الطعام.. أما والده فنزولاً عند رغبته وكي لا يحزن أبنه الوحيد ساعده على تأمين وسيلة للنقل رغم عدم اقتناعه في قرارة نفسه بالموضوع.
وفي اليوم التالي ومقابل الطعام والشراب أيضاً ساعدوه على نقل السماد والماء إلى الأرض حيث طلبَ.
وهكذا زرع سامي بستاناً من غراس الزيتون واللوز مع أنواعٍ أخرى من الأشجار في محيط هذا البستان والتي تعمل كمصداتٍ للرياح.
وبدأت قصة سامي تلفت الانتباه رويداً رويداً.. وبدأ الناس يتناقلون الأمر .
وبعد مضي عدة أشهر .. وبعدما رأى الناس أن الغراس الصغيرة قد نمت وبدأت أوراقها الخضراء بالظهور.. قام العديد منهم باستصلاح قطعٍ من الأرض بجانب بستان سامي وغرسها بالأشجار.
وبعد مرور عدة سنوات وتكاثر البساتين المستصلحة .. قررت الحكومة شق الطرقات في المنطقة وإيصال المياه اليها مما أدى إلى تسارع عملية استصلاح الأراضي.
وأصبح هذا وذاك يقولون لقد قمت باستصلاح أرض قرب أرض سامي قيصر .. وأصحاب السيارات والمشاتل والعمال وغيرهم... كلهم يقولون أرض سامي قيصر أو مشروع سامي قيصر.
وعندما قررت الحكومة تنظيم المنطقة سألت الناس عن اسم المنطقة ليتم تسجيلها في السجلات العقارية.. فأجاب الجميع " منطقة سامي قيصر ".. وهكذا تم تسجيلها باسمه ( منطقة سامي قيصر).
وعندما قامت الدولة بإيصال الكهرباء إلى المنطقة قام العديد من الأشخاص ببناء البيوت هناك خاصة بعد أن قدمت السلطات لهم كل التسهيلات.. وكذلك الأمر أطلق على البلدة الجديدة الناشئة اسم ( بلدة سامي قيصر).
وتوالت الأيام إلى أن قررت الحكومة تحويل البلدة إلى مدينة نموذجية .. وهنا كان من الممكن أن يطلقوا على المدينة اسماً من التاريخ أو اسماً من أسماء العظماء.. لكن أحداً لم يفكر على الأطلاق في أن يطلق عليها اسم آخر غير ( مدينة القيصر) نسبة إلى سامي ربيع قيصر .
ولا يزال إلى الآن عندما يسأل عن اسم المدينة ونسبة إلى أي من القياصرة سميت بذلك:
( يكون الجواب ليست نسبة إلى أي قيصر بل نسبة إلى شخص يسمى سامي قيصر).
وهكذا اقترن أسمه بالقياصرة وسميت مدينة كاملة باسمه.. وهكذا يا سادة بالأفعال لا بالأقوال يمكن للمرء أن يبني له مجداً في الحياة ويترك أثراً يحفظ ذكراه وإن طال الزمان، ولا يحتاج الأمر إلا للخطوة الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق