كان التعب يلملم آخر بقاياه ، بينما الشمس التي اكتوى بلهيبها جنود في مقدمة الجبهة ، تستنشق أنفاسها الأخيرة ، الليل لم يعد بعيد المنال ، تعانقت أعين الجنود وهم عائدون إلى ماوراء ستارهم ، الكل كان يبكي ، لكن الدموع تأبى أن تعلن حضورها ، تفقد القائد
أبطاله كما كان ذات يوم يتفقد أطفاله الخمسة ، يربت على كتف هذا ، يمازح آخر ، لكنه يخفي خلف بسمته الشاحبة دمعة تكافئ عمرا ( إنه الوطن يا أبنائي ) قالها بصوت ارتجت له جنبات المكان ، لكنه لم يستطع أن يتابع حديثه ، توارى قليلا ليبكي بصمت ، هناك في غرفة تكاد أن تخر ساقطة ، كما أوراق الخريف ، بدأ الجنود ينفضون بعض غبار المعركة ، وتعب يوم بدأ منذ انبلاج صياح ديكة ، أحدهم كان يعاني من إرهاق شديد ، اومأ لصديقه بأن يغسل له وجهه السمر ، البعض الآخر يتناول ما تيسر من طعام ، بينما كان آخرين يرخون أهدابهم ، سار الوقت بطيئا جدا ، المعركة لم تنته مع غروب شمس ، أو انزياح غبار ، عيون استسلمت للنوم ، وأخرى تكمل مهمة المراقبة ، أدار الجندي منظاره صوب مدينة قريبة ، صعدت منها أصوات مختلفة عن أزيز الرصاص ، إنها حفلة عرس لأحدهم ، وربما تكون غير ذلك ، النور يملأ المكان الذي انصبت عليه عيون الجندي ، وربما ضربت مسامعه ضجيج أغنيات ( إذن توجد حياة أخرى هناك ) قالها بصوت خافت ، ظن بأن أحدا ما لم يسمعه ، لم يتنبه للقائد القريب جدا منه ، عندما رآه أصابه الخجل واحمرت وجنتيه ( طبعا يا ولدي هناك حياة أخرى هناك ... ولكن أنتم من تصنعونها ) ... ابتسم الجندي ، أدار منظار المراقبة إلى مكانه الطبيعي ، بينما القائد يناوله كأس شاي معتق ...
..............
وليد.ع.العايش
أبطاله كما كان ذات يوم يتفقد أطفاله الخمسة ، يربت على كتف هذا ، يمازح آخر ، لكنه يخفي خلف بسمته الشاحبة دمعة تكافئ عمرا ( إنه الوطن يا أبنائي ) قالها بصوت ارتجت له جنبات المكان ، لكنه لم يستطع أن يتابع حديثه ، توارى قليلا ليبكي بصمت ، هناك في غرفة تكاد أن تخر ساقطة ، كما أوراق الخريف ، بدأ الجنود ينفضون بعض غبار المعركة ، وتعب يوم بدأ منذ انبلاج صياح ديكة ، أحدهم كان يعاني من إرهاق شديد ، اومأ لصديقه بأن يغسل له وجهه السمر ، البعض الآخر يتناول ما تيسر من طعام ، بينما كان آخرين يرخون أهدابهم ، سار الوقت بطيئا جدا ، المعركة لم تنته مع غروب شمس ، أو انزياح غبار ، عيون استسلمت للنوم ، وأخرى تكمل مهمة المراقبة ، أدار الجندي منظاره صوب مدينة قريبة ، صعدت منها أصوات مختلفة عن أزيز الرصاص ، إنها حفلة عرس لأحدهم ، وربما تكون غير ذلك ، النور يملأ المكان الذي انصبت عليه عيون الجندي ، وربما ضربت مسامعه ضجيج أغنيات ( إذن توجد حياة أخرى هناك ) قالها بصوت خافت ، ظن بأن أحدا ما لم يسمعه ، لم يتنبه للقائد القريب جدا منه ، عندما رآه أصابه الخجل واحمرت وجنتيه ( طبعا يا ولدي هناك حياة أخرى هناك ... ولكن أنتم من تصنعونها ) ... ابتسم الجندي ، أدار منظار المراقبة إلى مكانه الطبيعي ، بينما القائد يناوله كأس شاي معتق ...
..............
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق