اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الحقيقة هي أفضل الكتّاب... كتابات غابرييل غارسيا ماركيز غير الأدبية ...ترجمة: رهام درويش

 غابرييل غارسيا ماركيز
 غابرييل غارسيا ماركيز
⏪⏬ترجمة عن مجلة ذا نايشن التي نشرتها في ١٣/١/٢٠٢٠. بقلم توني وود.

في الثاني من أكتوبر تشرين الأول عام ١٩٤٩ وفي مدينة كارتاخينا على ساحل الكاريبي في كولومبيا، ذهبَ الصحفي الشاب غابرييل غارسيا ماركيز إلى دير سانتا كلارا ليشهدَ على إخلاء القبو قبل أن يتم تدمير المبنى. عندما ضرب العمّال فأساً في أحد
القبور قُرب المذبح، تبعثرتْ الحجارة جرّاء الضربة الأولى قبل أن تندفع خصلٌ كثيفةٌ من شعر نحاسيّ اللون خارجاً. انتهى الأمر بالعُمال أن استخرجوا قُرابة العشرين متراً من الضّفائر الموصولة بجُمجمة فتاة صغيرة. بينما شاهد غارسيا ماركيز هذا الحدث عن قُرب، استذكر قصةً كانت قد روتها عليه جدّته في طفولته، إذ تحدثتْ عن "أسطورة ابنة أحد النبلاء التي تمتّعتْ بشعر طويل لطالما جرّته وراءها، قبل أن تموت في الثانية عشرة من عمرها بسبب داء الكلب ويتم تقديسها في عدد من قرى الساحل الكاريبي بسبب المعجزات التي جاءت بها.

كان هذا الحدثُ مصدر إلهام لمقالة كتبها في ذلك اليوم لصحيفة إل يونيفيرسال التي كان يعمل بها، إضافة إلى رواية «عن الحب وشياطين أخرى» التي ظهرتْ بعد خمسة وأربعين عاماً. تُظهر هذه القصة التي رواها خلال مقدمة الرواية التشابك الوثيق بين الخيال والتغطية الصحفية على مدار مسيرة غارسيا ماركيز المهنية، حيث ساهمتْ أمورٌ كالتّراث الشفهي والأساطير والذكريات البارزة والأحداث التي شهد عليها بنفسه في تغذية بعضها البعض حتى بعد مرور السنين. في الواقع، فبالرغم من دور رواياته وحكاياته الخيالية في حصوله على شهرة عالمية، فإنّ الصحافة كانت مهمته الأولى. لم تكن الصحافة ذات دور تأسيسي في تطوره ككاتب وحسب، لكنها بقيت جزءاً أصيلاً من عمله وشخصيته العامة خلال حياته في كولومبيا وحتى وفاته في المكسيك عام ٢٠١٤. ففي بداية الأمر، مكّنته الصحافة من تأمين قوته ولو على نحو غير مستقر بينما تفرّغ لكتابة أعماله الأدبية ليلاً، لكنه حافظ وبوتيرة مثيرة للإعجاب على كتابة المقالات والتحليلات والأعمال الإخبارية حتى بعد النجاح العالمي الذي حققته روايته «مئة عام من العزلة» عام ١٩٦٧.

تم جمع أعماله الصحفية في كتاب بالإسبانية أطلق عليه اسم الأعمال الصحفية أو Obra Periodística جاء في خمس مجلدات احتوت على أكثر من ٣٠٠٠ صفحة، هذا بعد استبعاد تقارير صحفية أخرى كانت لتملأ ثلاثة مجلدات. احتوى «فضيحة القرن» الذي كان أول كتاب نُشر باللغة الإنجليزية على هذا العدد الهائل من الأعمال. بالرغم من نشره في وقت متأخر، يقدّم هذا الكتاب نبذة عن إنتاجات ماركيز الصحفية، ويمكن خلال نصفه الأول تعقب تنقلاته عبر العالم انطلاقاً من كولومبيا خلال الأربعينات من القرن الماضي ومروراً بسلسلة من المهام الدولية في الخمسينات والستينات، زار خلالها روما وباريس وبودابست وكاراكاس وهافانا ومدناً أخرى كثيرة. في حين باستطاعتنا أن نرى ماركيز بشكل أكثر وضوحاً خلال النصف الثاني من الكتاب، وذلك عبر أعمدة صحفية كتبها لصحيفة إلبايس التي صدرت أثناء الثمانينات في مكسيكو سيتي التي قضى فيها معظم وقته منذ السبعينات. بينما يوضّح الكِتاب المدى الجغرافي الذي قامت أعمال غارسيا ماركيز الصحفية بتغطيته، ينجح الكتاب في إجراء إسقاطات هامة من شأنها أن تقلّل من حضور أفكاره السياسية الراديكالية. كانت النتيجة أن منحنا الكتاب نظرة غير مكتملة عن الكاتب الذي أخبر إعلامياً يقابله عام ١٩٧٨ بأن "جلّ أنشطة حياته تعدّ أنشطة سياسية".

على مدار مسيرة غارسيا ماركيز المهنية، لم تكن الحدود بين الأدب والصحافة واضحة، ما يمكّننا من رؤية أعماله الأدبية الخيالية وتلك الواقعية التي نُشرت في الصحف والمجلات على أنها أوجه متعددة لإنتاج روائي واحد على مدار حياته. في الحقيقة، بوسعنا أن نرى أن أعماله الأدبية والصحفية تنتمي إلى أسلوب أدبي واحد دون تمييز بين فئتيها، إذ بالإمكان اعتبارها جميعاً بمثابة تقارير صحفية بمستويات مختلفة من الواقعية. من هذا المنطلق، لا تفاجِئنا ملاحظة أبداها غارسيا ماركيز عام ١٩٩١ عندما قال: "كتبي هي كتبُ صحفيّ".

وُلد غارسيا ماركيز عام ١٩٢٧ ونشأ على الساحل الكولومبي قرب الكاريبي، وارتاد مدرسة ثانوية في بلدة جبلية تسمى زيباكويرا قرب العاصمة بوغوتا. تحدث غارسيا ماركيز عن التعليم ذي الطابع الماركسي الذي تلقاه آنذاك في سلسلة من المقابلات التي أجراها مع صديقه الكاتب والدبلوماسي الكولومبي بلينيو أبوليو مندوزا تم نشرها في كتاب «رائحة الجوافة» عام ١٩٨٢، فيقول: "خلال أوقات الاستراحة، كان مدرّس الجبر يحدثنا عن المادية التاريخية فيما يعيرنا مدرّس الكيمياء كتب لينين ويخبرنا مدرّس التاريخ عن صراع الطبقات". نشأ ماركيز مقتنعاً بأن الاشتراكية هي قدر البشرية المحتوم. وبالرغم من أنه انضم إلى الحزب الشيوعي لفترة وجيزة في بداية عشرينياته، فقد وصف نفسه بأنه متعاطف مع الشيوعية أكثر منه مناضلاً في صفوفها، وقد حاول خلال حياته التعرف على أعباء الالتزام بدعم اليسار المتطرف والتقرب منه من جهة، وبين الانفصال التام عنه من جهة أخرى.

بدأ غارسيا ماركيز دراسة القانون في بوغوتا لكنه اتخذ قراراً بالتوقف عن استكمال دراسته عام ١٩٤٨، وذلك أثناء موجة العنف التي أعقبت اغتيال خورخي إلييثير جايتان الذي كان مرشح الحزب الليبرالي لمنصب الرئاسة. فور عودته إلى الساحل، بدأ غارسيا ماركيز عمله الصحفي في صحيفة إل يونيفيرسال في كارتاخينا، وتمكن خلال سنوات من المساهمة في عمود صحفي في صحيفة إل هيرالدو في بارانكيا، وذلك قبل العودة إلى العاصمة عام ١٩٥٤ للعمل في صحيفة إل إسبكتادور.

من بداية عملة الصحفي، أبدى غارسيا ماركيز اهتماماً كبيراً بطمس الحدود بين الأحداث الحقيقية وعالم الأساطير والأدب، كما أكد بقوة على تفوق الأساطير والأدب على الحقيقة في ابتكار الوهم. في سلسلة رائعة خصصها للمقدسات الغريبة التي وقّرها سكان بلدة لا سيربي على الساحل الكولومبي، كتب عن تقديس السكان لألواح خشبية من أشجار الأَرْز بدا أنها تحمل في طيّاتها صورة مريم العذراء، ثم أخبر قُرّاءه عن طائفة قدّست كِلية بقرة رأوا فيها وجه السيد المسيح. من المؤكد أن وصفه لهذه المعتقدات ضمّ شيئاً من السخرية المبطّنة، لكن التفاصيل التي رواها تجعل من هذه المعتقدات تعبيراً صادقاً عن طريقة تفكير سكان لا سيربي. بالنسبة للكثير من البشر، فإن العامل الخيالي هو الذي يجعل للحقيقة معنى، وليس العكس.

بعد عودته إلى بوغوتا بفترة قصيرة، كتب غارسيا ماركيز نصاً قصيراً عن أفكاره بخصوص دور الصحافة في المجتمع. فاعتبر أن عمل الصحفي الإخباري لا يقتصر على نقل الحقائق والمعلومات، بل يجب أن يمتدّ إلى التوثيق والمشاركة في النقاشات الجماعية المتعلقة بالأحداث، وأضاف أن هذه عادة بشرية بدأت منذ الأزل. كتب مازحاً "من دون شك أن أول خبر مثير بعد بدء الخلق كان نفي آدم وحواء من الجنة". ثم تصوّر عملية نقل خبر نزولهما إلى الأرض كما لو كان خبراً في صفحة الجرائم: "تفاحة تتسببُ في مأساة".

*ترجمة: رهام درويش
كاتبة من الأردن

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...