⏪⏬
الصراخ المستعر يملأ الحي، ينحر الصمت بسكين الألم، ففارس يرثي خطاه البائسة ويتسلح بصوته كلما أحس بالذنب و طرق صوت زوجته ولاء أذنه،
الحرب التي قبلت من عمره عقدا من الحسرة، التهمت قصره الهش، و دكان الذهب الذهب الذي بات بلا بريق، خاو تحرسه الكلاب الشاردة حرصا على نظافته من عيون الحساد، لأجل ذلك ترك جيوبه المثقوبة في حيرة دائمة
لكن صوت ولاء الماكر يتسلل من أحد.الشوارع المزدحمة في دمشق لحظة ارتطام كتفه الشاردة بكتف فتاة سمح لها الرصيف أن تحول فارس....
وهو يرى هاتف الأيفون الأحدث طرازا يقع على خد أحد طوبات الرصيف.
فارس: ماذا أفعل يصيح بصوت خافت على غير العادة
ياااا آنسة.....
لم ترد.
فارس الطيب: يصفعه أصله زاجرا و يأمره، احمله واركض خلفها...أسرع.
فارس الشره: دعك منه خذه و ضعه في جيبك، ستسرق الفرح من شموخ ألم ولاء وأنت تقدمه هدية لها مع قبلة العودة،
فارس المتردد: احذر أن تلمسه، سيتعقبون الهاتف من الإشارة،
مظهر الفتاة كابنة مسؤول...
يا سلاااام جميل أن تقضي بقية حياتك، و الزنزانة تقيم لك عرسا كل لحظة،
فجأة يرن الهاتف يبدا فارس بالتعرق،و أصابعه بين أسنانه تتقطع،
يتمالك نفسه على مضض،يفتح الهاتف و هو يرتجف.
ألو....ألو....ألو
فارس يضع الهاتف على أذنه المضطربة، يعد للعشرة و يسأل من معي..
أنا صاحبة الهاتف لا أدري أين غافلني الهاتف و وقع مني،
فارس: الهاتف معي انا فارس.
الفتاة:أين أنت حتى أحضر لعندك
فارس: تلفت حوله...كانت الافكار تتضارب في رأسه من جراء الشخصيات الثلاث التي لاتهدأ و لا تنفك عن ازعاجه و توبيخه،
لكن صوت بكاء ولاء لم يفارقه، مازالت كلماتها عالقة في طبلة أذنه، تعزف نشيدها ( مشتاقة لسماع صوت أهلي)
هز رأسه و بدأ شعره يحفزه على النكش أكثر..
و عند كلمة ألووووو التي قالتها الفتاة للمرة التي لم يحصها،
قال: أنا في منطقة الميدان عند مطعم فول " بوز الجدي "
هل تعرفينه؟
الفتاة: نار على علم لحظات و أكون عندك،
أغلق فارس الهاتف و جلس على الرصيف الذي ضاق من مرارته، و المطر سبق الفتاة إليه، لم تحمله فكرة المغادرة على الابتعاد رغم البلل الذي اكتسح لباسه الرث،
وصلت الفتاة المطعم بحثت بين الجالسين سائلة
من منكم فارس؟
الكل مستغرب ينظر إليها بدهشة،
أحست بالخجل و الإحمرار غمر وجهها،
خرجت وهي تتشكر الجميع،
عند الباب شخص ما ملقى على رصيف بارد و بيده هاتفها ذو الغلاف الوردي...
هزته قائلة: هل انت فارس...
لم يرد
هزته مرة أخرى ممسكة بقميصه فتمزق....و لم يستيقظ.
تجمع الناس حوله، و من بعيد انتبه أبو كامل صاحب دكان الفول و أزاح الناس وقام بإجراء تنفس اصطناعي لفارس بقرص فلافل، استعاد وعيه بعد ثوان، كان الجوع و البرد ينقشان لحنهما على بأوردة فارس، كل حجر أو قطعة حصى تعرف قصته،
أكل قضمة من قرص الفلافل، و أثناء تقطيعها بأسنانه أدركته الغصة و هو يقول: ولاء....
امسكت الفتاة بيده و طلبت أن يأخذها إلى بيته،
رفض فارس و بعد إصرار شديد رضخ و أخذها للغرفة التي كان يستأجرها في قبو بناء قديم تعافه الجرذان،
و عندما شاهدت ولاء اندهشت من كل ذلك الجمال المحترق في الغرفة التي نسيت أن تكون جزءا من خارطة وطن،
طلبت أن يتركوا كل شيء و أخذتهم معها ليسكنوا في ملحق الفيلا التي تعيش فيها، عندما وصلوا للبوابة تأمل فارس لافتة مكتوب عليها اسم صاحب المكان شريف خانقجي
الدموع سالت كنهر غزير تروي عتبة سارق دكان الذهب الذي جرد منه.
* أحمد اسماعيل
سورية
الصراخ المستعر يملأ الحي، ينحر الصمت بسكين الألم، ففارس يرثي خطاه البائسة ويتسلح بصوته كلما أحس بالذنب و طرق صوت زوجته ولاء أذنه،
الحرب التي قبلت من عمره عقدا من الحسرة، التهمت قصره الهش، و دكان الذهب الذهب الذي بات بلا بريق، خاو تحرسه الكلاب الشاردة حرصا على نظافته من عيون الحساد، لأجل ذلك ترك جيوبه المثقوبة في حيرة دائمة
لكن صوت ولاء الماكر يتسلل من أحد.الشوارع المزدحمة في دمشق لحظة ارتطام كتفه الشاردة بكتف فتاة سمح لها الرصيف أن تحول فارس....
وهو يرى هاتف الأيفون الأحدث طرازا يقع على خد أحد طوبات الرصيف.
فارس: ماذا أفعل يصيح بصوت خافت على غير العادة
ياااا آنسة.....
لم ترد.
فارس الطيب: يصفعه أصله زاجرا و يأمره، احمله واركض خلفها...أسرع.
فارس الشره: دعك منه خذه و ضعه في جيبك، ستسرق الفرح من شموخ ألم ولاء وأنت تقدمه هدية لها مع قبلة العودة،
فارس المتردد: احذر أن تلمسه، سيتعقبون الهاتف من الإشارة،
مظهر الفتاة كابنة مسؤول...
يا سلاااام جميل أن تقضي بقية حياتك، و الزنزانة تقيم لك عرسا كل لحظة،
فجأة يرن الهاتف يبدا فارس بالتعرق،و أصابعه بين أسنانه تتقطع،
يتمالك نفسه على مضض،يفتح الهاتف و هو يرتجف.
ألو....ألو....ألو
فارس يضع الهاتف على أذنه المضطربة، يعد للعشرة و يسأل من معي..
أنا صاحبة الهاتف لا أدري أين غافلني الهاتف و وقع مني،
فارس: الهاتف معي انا فارس.
الفتاة:أين أنت حتى أحضر لعندك
فارس: تلفت حوله...كانت الافكار تتضارب في رأسه من جراء الشخصيات الثلاث التي لاتهدأ و لا تنفك عن ازعاجه و توبيخه،
لكن صوت بكاء ولاء لم يفارقه، مازالت كلماتها عالقة في طبلة أذنه، تعزف نشيدها ( مشتاقة لسماع صوت أهلي)
هز رأسه و بدأ شعره يحفزه على النكش أكثر..
و عند كلمة ألووووو التي قالتها الفتاة للمرة التي لم يحصها،
قال: أنا في منطقة الميدان عند مطعم فول " بوز الجدي "
هل تعرفينه؟
الفتاة: نار على علم لحظات و أكون عندك،
أغلق فارس الهاتف و جلس على الرصيف الذي ضاق من مرارته، و المطر سبق الفتاة إليه، لم تحمله فكرة المغادرة على الابتعاد رغم البلل الذي اكتسح لباسه الرث،
وصلت الفتاة المطعم بحثت بين الجالسين سائلة
من منكم فارس؟
الكل مستغرب ينظر إليها بدهشة،
أحست بالخجل و الإحمرار غمر وجهها،
خرجت وهي تتشكر الجميع،
عند الباب شخص ما ملقى على رصيف بارد و بيده هاتفها ذو الغلاف الوردي...
هزته قائلة: هل انت فارس...
لم يرد
هزته مرة أخرى ممسكة بقميصه فتمزق....و لم يستيقظ.
تجمع الناس حوله، و من بعيد انتبه أبو كامل صاحب دكان الفول و أزاح الناس وقام بإجراء تنفس اصطناعي لفارس بقرص فلافل، استعاد وعيه بعد ثوان، كان الجوع و البرد ينقشان لحنهما على بأوردة فارس، كل حجر أو قطعة حصى تعرف قصته،
أكل قضمة من قرص الفلافل، و أثناء تقطيعها بأسنانه أدركته الغصة و هو يقول: ولاء....
امسكت الفتاة بيده و طلبت أن يأخذها إلى بيته،
رفض فارس و بعد إصرار شديد رضخ و أخذها للغرفة التي كان يستأجرها في قبو بناء قديم تعافه الجرذان،
و عندما شاهدت ولاء اندهشت من كل ذلك الجمال المحترق في الغرفة التي نسيت أن تكون جزءا من خارطة وطن،
طلبت أن يتركوا كل شيء و أخذتهم معها ليسكنوا في ملحق الفيلا التي تعيش فيها، عندما وصلوا للبوابة تأمل فارس لافتة مكتوب عليها اسم صاحب المكان شريف خانقجي
الدموع سالت كنهر غزير تروي عتبة سارق دكان الذهب الذي جرد منه.
* أحمد اسماعيل
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق