أنهـــى جـــولتـــه الصبـــاحيـة المعتــادة بالمــــزرعــــة .
عــرّج عــلى الإسطبــل ، ليطمئــــن على بقـــرتـــه المـدللــة - ذلـول -.
أحســــن بكثيـــر ، قـــال مــرافقــه . و البسمـــة المصطنعــة لا تفــارق وجهـــه .
بإيمـــاءة منــه ، عـــاد مـــرافقــه الدائــم الإبتســامـة الــى صمتـــه .
و بعــد أن أعطـــى أوامــره للقـــائميــن علــى جنتــه ، عــاد أدراجــه يمشي الهـــوينـا قــاصدا شجـــرة الــزيتـــون الــوارفــة الظـــل . حيــث ينتظــره كرسيــه الهـــزاز ، إبــــريق الشــاي الأخضـــر ، صــديق طفـــولتــه ، الأحــــاديث الشيقــة .
مــــد بصــره الــى الأفــق ، موجهــا كلامــه الــى صـــديقــه
-- كــل هــذا الــذي أنــا فيــه ، هــذه الجنــة الخضــراء ، و البيــت الجميــل .لا يســاوي شيئــا أمــام ما حرمــت منــه .... والـــدي ..
-- ألف رحمــة تنــــزل عليـــه ..
-- حـــرمـــت منــه و أنــا فــي ســـن العــاشـــرة كما تعــلم .. ليــس سهــلا ..
-- ليـــس سهــلا ..أكيــــد . و لكنــــه قضــاء مــن لا راد لقضـــائــه ..
-- ليـــذهــب كــل هــذا الــى غيــر رجعــة ، مقــابــل طلــة مــنك والــدي ..
ليـــذهــب كــل هــذا غيــر مــأســـوف عليــه ، مقــابــل غفــوة علــى صــدرك والــدي .
-- اللــــه يرحمه و يسكنــه فسيــح جنــانــه ..
رحــم الله امـــرئ تــرك ورثتــه أغنيــاء ...تــرك وحيــده غنيــا .. قــالهــا الصــديق محـــدثــا نفســـه .. ثــم انتفــض مــن مكــانــه كمــن بــه مـــس .
-- أنظــر هنــاك ..هنــاك أراه والـــدك قــادمــا بــإتجـــاهنـــا ......!!
يضحــــك صـــاحبنــا مــلء شـــدقيــه ...
-- مــا دهـــاك أفـــزعتنـــي ... يــا لـــك مـــن ......
-- مـــن شـــــوقــــك و لهفــتـــــك أكيـــــد .!
-- أكيــــــد يــــا ابــــن الــــ ....
*صلاح احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق