الصفحات

الإبـــــن البــار ... *صلاح احمد


أنهـــى جـــولتـــه الصبـــاحيـة المعتــادة بالمــــزرعــــة .
عــرّج عــلى الإسطبــل ، ليطمئــــن على بقـــرتـــه المـدللــة - ذلـول -.
أحســــن بكثيـــر ، قـــال مــرافقــه . و البسمـــة المصطنعــة لا تفــارق وجهـــه .

بإيمـــاءة منــه ، عـــاد مـــرافقــه الدائــم الإبتســامـة الــى صمتـــه .
و بعــد أن أعطـــى أوامــره للقـــائميــن علــى جنتــه ، عــاد أدراجــه يمشي الهـــوينـا قــاصدا شجـــرة الــزيتـــون الــوارفــة الظـــل . حيــث ينتظــره كرسيــه الهـــزاز ، إبــــريق الشــاي الأخضـــر ، صــديق طفـــولتــه ، الأحــــاديث الشيقــة .
مــــد بصــره الــى الأفــق ، موجهــا كلامــه الــى صـــديقــه
-- كــل هــذا الــذي أنــا فيــه ، هــذه الجنــة الخضــراء ، و البيــت الجميــل .لا يســاوي شيئــا أمــام ما حرمــت منــه .... والـــدي ..
-- ألف رحمــة تنــــزل عليـــه ..
-- حـــرمـــت منــه و أنــا فــي ســـن العــاشـــرة كما تعــلم .. ليــس سهــلا ..
-- ليـــس سهــلا ..أكيــــد . و لكنــــه قضــاء مــن لا راد لقضـــائــه ..
-- ليـــذهــب كــل هــذا الــى غيــر رجعــة ، مقــابــل طلــة مــنك والــدي ..
ليـــذهــب كــل هــذا غيــر مــأســـوف عليــه ، مقــابــل غفــوة علــى صــدرك والــدي .
-- اللــــه يرحمه و يسكنــه فسيــح جنــانــه ..
رحــم الله امـــرئ تــرك ورثتــه أغنيــاء ...تــرك وحيــده غنيــا .. قــالهــا الصــديق محـــدثــا نفســـه .. ثــم انتفــض مــن مكــانــه كمــن بــه مـــس .
-- أنظــر هنــاك ..هنــاك أراه والـــدك قــادمــا بــإتجـــاهنـــا ......!!
يضحــــك صـــاحبنــا مــلء شـــدقيــه ...
-- مــا دهـــاك أفـــزعتنـــي ... يــا لـــك مـــن ......
-- مـــن شـــــوقــــك و لهفــتـــــك أكيـــــد .!
-- أكيــــــد يــــا ابــــن الــــ ....

 *صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.