اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة

هكذا يُسقِط الشعرُ الاستبدادَ الجَمالي | بقلم: حياة الياقوت

لا أجد له اسما لائقا، لذا سأسميه مؤقتا ولع ... بل هوس القوالب. ذاك الهوس الذي يدفع الفتيات لأن يكنَّ نسخا "سيليكونية" مكرورة. لا أريد تحليل أسباب الظاهرة، ولا لعن العولمة، ما أريده هو أن أستدعي قامة الشاعر إبراهيم طوقان، فما قاله يمكنه أن يطبب بعض ما يحدث.

كتب طوقان قصيدة مطلعها "وغريرةٍ في المكتبة"، وهي من أجمل القصائد الغزلية برأيي. في تراثنا الشعري احتشاء من شعر الغزل، وشخصيا صرت نادرا ما استسيغ قصيدة غزلية،
لأن كثرتها أفقدتها قيمتها، فـ"زر غبا تزدد حبا" كما جاء في الحديث الشريف.

مهما أتى شعراء الغزل بصور جديدة ومبهرة، تظل البواعث ثابتة؛ التغني بجمال المتغزل بها، جمالها المثالي الذي يضاهي هذا ويناهز ذاك أو يفوقه. لهذا تأتي قصيدة طوقان لتخط خطا مختلفا، وتقدم فرصة للرجال والنساء على حد سواء كي يتعرفوا على أسلوب جديد للنظر إلى الجمال المستحق للإعجاب. في القصيدة يذهب الشاعر إلى مكتبة، فيفاجأ بفتاة جميلة تقرأ كتابا، فيُؤخذ قلبه بها، ويقول:

وَغَرِيـرَةٍ في المَكْتَبَــة *** بِجَمَالِـهَا مُتَنَقِّـبَةْ

أَبْصَرْتُهَا عِنْدَ الصَّبَـاحِ *** الغَضِّ تُشْبِـهُ كَوْكَبَهْ

جَلَسَتْ لِتَقْرَأَ أَوْ لِتَكْـ *** ـتُبَ مَا المُعَلِّـمُ رَتَّبَـهْ

فَدَنَوْتُ أَسْتَرِقُ الخُطَـى *** حَتَّى جَلَسْتُ بِمَقْرُبَةْ

وَحَبَسْـتُ حَتَّى لا أُرَى *** أَنْفَاسِـيَ المُتَلَهِّبَـةْ

حتى الآن لا جديد. شاعر مُترع بفيض من العاطفة لم يسمع كلام المتنبي "عرضًا نظرتُ وخلتُ أنيَ أسلمُ"، يلمح مليحة فلا يغض بصره، فيتعلّق القلب. لكن ثمة شيء مختلف هنا. فهي ليست فتاة جميلة وصغيرة تتثنى في الطريق أو السوق. تُيّم طوقان المسكين بمشهد غير مألوف لدى المتغزلين، مشهد وإن انطلق من جمال الشكل، لكنه حلق بعيدا عن صورة المرأة-الجسد، المرأة –الغواية، كان مفتونا بمشهد الفتاة التي تمسك كتابا، فقال:

يَا لَيْـتَ حَـظَّ كِتَابِـهَا *** لِضُلُوعِـيَ الْمُتَعَذِّبَـةْ

حَضَنَـتْهُ تَقْرأُ مَـا حَـوَى *** وَحَنَتْ عَلَيْهِ وَمَا انْتَبَـهْ

فَـإِذَا انْتَهَـى وَجْـهٌ ونَـا *** لَ ذَكَاؤُهَا مَا اسْتَوْعَبَـهْ

سَمَحَـتْ لأَنْمُـلِهَا الجَمِيـ *** ـلِ بِرِيقِهَا كَيْ تَقْلِبَـهْ

هل لاحظتم ما يقول في البيت الأخير؟ تبا! إنه يستعذب هذه التصرف الهمجي الذي تنهى الأمهات بناتهن عنه، وينهى المجتمع، وينهى "الأتيكيت"! كان تلعق طرف إصبعها وتقلّب الصفحات. لكن طوقان يستمر في استمرأ تلك الصفات الممجوجة عرفا في فتاته تلك. وها هو في الأبيات القادمة يهيم بسنها المكسورة!

وَرَأَيْـتُ في الفَـمِ بِدْعَـةً *** خَـلاّبَـةً مُسْتَعْذَبَـةْ

إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا *** تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ

مَثْلُـومَـةً مِـنْ طَرْفِهَـا *** لا تَحْسَبَنْهَـا مَثْلَبَـةْ

هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ *** مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَةْ

هِيَ مَصْدَرُ السِّيْنَاتِ تُكْـ *** سِبُهَا صَدَىً مَا أَعْذَبَـهْ

إحدى الثنايا (وهي القواطع) في فم هذه الفتاة مكسورة الطرف، وهذا الكسر لا يؤثر على شكلها وحسب، بل يجعل نطقها للسين معلولا. وشاعرنا –ويا للعجب- يرى كل هذه أمورا مستحسنة، بل يرى أن الكسر في سنها هو أرفع مراتب الجمال! وهذا يعني أن الشاعر توّلع بها ليس لجمالها -وإن ظنّ ذلك بداية- بل لتلك الصورة غير النمطية لفتاة تجلس تقرأ في مكتبة.

ومثله ابن حزم الأندلسي يوم هام بجارية أندلسية شعرها أشقر، في مجتمع يرى أن سواد الشعر هو المعيار، وفي ظل إرث شعري يقدس الشعر الأليل، فقال:

يعيبونها عندي بشقرة شعرها *** فقلت لهم هذا الذي زانها عندي

إنه جمال الاختلاف، وكم نعوز هذا النوع من الجمال. الجمال الذي لا يقدّره المجتمع، ولا القوالب المتوارثة المستبدة عن مفهوم الجمال، ولا يقدره الإعلام ولا ترساناته ومَحَادِله. نحن في عالم تحول فيه الجمال إلى ديكتاتور، يحكم كل شيء، ديكتاتور غير مستنير، بقوالبه التي يروم خنق الناس بها. الجمال ليس الكمال، كل جمال يحتاج إلى نقص كي يكون جمالا، وإلا انتقل إلى مرتبة أخرى لا يجوز أن تستخدم كلمة الجمال لوصفها.

بعد علمنا بكل كل هذه الصفات، هل كانت تلك الفتاة ذات السن المكسورة والتي تتصرف على سجيتها، هل كانت حقا جميلة؟ أم أن شاعرنا شُبِّه له؟ لَم نرها لنحكم، لكن لا يمكننا أن ننكر تلك الصورة غير المعتادة لفتاة تجلس لتقرأ أو تدرس هي ما جعلته يستحسن جمالها قل أو كثر، وهي ما جعلته يراها تشبه كوكب الصباح. ولو رآها في كامل زينتها في سياق آخر، لقال عنها مثلومة السن صبيانية التصرفات. قد لا يكون الشاعر واعيا بما حدث له، لكن المراقب الحذق يمكنه أن يستنتج. وهذه رسالة تقول أن جزءا كبيرا من إدراكنا لجمال الشكل مرتبط بأمور أخرى غير المقاييس الشكلية. حسن المعاملة مثلا نوع من أنواع الخداع البصري! والكلمة الطيبة تسبب قصر النظر، والمغايرة والمفارقة تجعل فتاة مشوهة النطق والأسنان واللباقة تخلب لب الشاعر المسكين!

أرى أنّه يجب أن تعلق نسخة من هذه القصيدة في جميع عيادات تقويم الأسنان وعيادات جراحات التجميل. وعلى الأطباء حفظ هذه القصيدة وتسميعها جزءًا من أدائهم لقَسَم الأطباء!

وعلى كل فتاة أن تعلق نسخة منها قرب مرآتها، حتى تعيد النظر في المال والوقت الذين تنفقهما في التدليس، وتفكر في شيء آخر تتوجه إليه. من أرادت أن تخلد شعرا، فعليها بالعلم، ومن أرادت أن تخلد باعتبارها وجها وجسدا فعيادات التجميل كثيرة، وليتشابه البقر!




ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...