اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بلاد الوهم " أرض الديدب " || محمود مسعود

1
منصور هذا الشاب الذي يتمني كل شباب البلدة أن يحذون حذوه ، أحب ركوب البحر منذ نعومة أظافره ، كان والده يصطحبه معه في رحلاته التجارية عبر البحار ، فتشرب فنون الإبحار منه ، طاف بلاد العالم أجمع ، معروف في بلدان كثيرة ، وكان يتمتع بحسن السير والسلوك ، سمع من والده عن بلاد غريبة وعجيبة ، وكانت تتوق نفسه لخوض غمار المغامرة والسفر إليها ، فهو الآن قائد المركب فخر البحار التي ورثها عن أبيه ، كانت
مركب تجاري يمخر عباب البحار بالشهور وأحيانا بالسنوات ، ثم يعود إلي بلاده محملا بالغالي والثمين من البضائع ، كان عمره وقتئذ الخامسة والعشرين حينما طلب من مساعده أمجد الاستعداد لرحلة عمره ، لم يفصح عن مكانها لأنه بالفعل لا يعلمه ، ولكنه كان مسلحا بعلم الفلك الذي سيقوده إليها ، لم يكن هناك الكثيرين ممن يعلمون عن علم الفلك شيئا ، قلة نادرة في ذلك الزمان الذين يتعاملون في مهنهم بهذا العلم ، ومنهم منصور ،الذي تعلمه علي يد والده ، كان طاقم المركب فخر البحار يتكون من عشرون بحارا كلهم بلا استثناء يعشقون البحر وركوبه ، فكانوا فريق واحد متفاهمون ولم يبدر من أي منهم أي تذمر علي شيء ما طلبه منصور أو أمجد منهم ، مرت الأيام ومنصور وطاقمه يستعدون للرحلة التالية ، كانوا يزودون فخر البحار بكافة المؤن والاحتياجات التي ستلزم رحلتهم التالية ، وبعد الانتهاء من تشوين كل احتياجاتهم علي ظهر فخر البحار قرر منصور أن تبدأ رحلتهم التي لم يفصح لهم عن وجهتها الأسبوع المقبل وطلب منهم أن يتهيئوا لذلك وقد كان ، جاء الموعد سريعا أو هكذا شعر الرجال ، واجتمعت البلدة عن بكرة أبيها عند الميناء لتوديع فخر البحار وطاقمه ، صعد الطاقم إلي سطح فخر البحار وقد أمر أمجد رجالته بنشر قلوعه إيذانا ببدء الرحلة التي لم يعرف وجهتها أحد حتى منصور نفسه ، كان الوقت مازال مبكرا ، جلس منصور ومساعده أمجد في قمرة القيادة يتناقشون في أمر الرحلة ، طرح أمجد علي منصور سؤالا ولكنه لم يتلقي أي جواب ، كان منصور شاردا وكأنه يفكر في أمر ما ، الجو في الخارج صحوا مشمسا لا يبدو أي أثر للرياح ، كانت فخر البحار تسير بفعل تجديف الرجال وهي الآن في المياه العميقة مبتعدة مئات الأميال عن البلد الأم ، صاح مراقب السفينة بطريقة يعهدها البحارة ( سحاااااب دااااكن ) وهذا يعني تغير حاد في الطقس وبالتالي لابد من الجميع الاستعداد والعمل علي مواجهته ، فقد يصحبه مطر غزير ورياح عاتية وهذا مألوف بالنسبة لهم وليس بجديد ، بالفعل أصبحت فخر البحار في وسط معمعة مجهولة العواقب ، أظلمت الدنيا بفعل الغيوم السوداء ، وصارت الأمواج تتلاعب بها والريح تصفر والرعد يضرب بقوة والبرق ينير ظلام هذا الطقس الموحش الذي باغت السفينة ..............

2
في هذه الحالة طلب أمجد من البحارة المسئولين عن الأشرعة بسرعة طيها لتقليل آثار الرياح التي من الممكن أن تحطمها ، وعليهم الحذر كل الحذر لعدم سقوط أحدهم في المياه بأن يربطوا أنفسهم في الحبال المعدة لذلك الأمر وبالفعل ظل طاقم فخر البحار يصارع الأمواج والرياح وسقوط المطر الغزير ليلة كاملة وقد أصابهم الإرهاق والتعب وقد قسموا العمل فيما بينهم ، بحيث أن مجموعة منهم تستريح والأخرى تقوم بأعمالها المعتادة في مثل هذه الظروف ، مرت العاصفة بسلام ، وبدأت الأحوال في التحسن حيث ضوء الشمس بدا واضحا وعاد الجو لحالته الطبيعية ، كان منصور قد أعد العدة أثناء العاصفة لاتخاذ فخر البحار طريقا جنوبيا غير معتاد بالمرة أو يمكن أن نقول أنها المرة الأولي له ولطاقمه أن يسلكوه ، بعد أيام طوال نادي مراقب السفينة وهو أعلي الساري المعد لذلك ،( أأأأأأرض ) علي ميمنة فخر البحار وقد حدد الوصول إليها بيوم أو اثنين ، خرج منصور وتناول المنظار من يد أحد البحارة وأخذ يرقب هذه الأرض التي نوه عنها مراقب السفينة ، وعلي الفور أمر قائد الدفة بتوجيه فخر البحار نحوها ، وصلت فخر البحار بعد يوم ونصف إلي هذه الجزيرة التي لم يسمع عنها منصور من قبل ، كان الوقت قد قارب علي دخول المساء ، أنزل البحارة قارب صغير وتوجهوا نحو الجزيرة لاستطلاعها واكتشافها ، جزيرة كانت مليئة بغابة كثيفة من أشجار نخيل الجوز التي تتميز بها تلك المنطقة علي ما يبدو ، استمرت فخر البحار في عرض البحر طيلة تلك الليلة في انتظار عودة الكشافين ، وبما أنه قد حل الليل والظلام فقد انتظر منصور عودة رجاله مع تباشير الصباح ، لم يغمض لمنصور في تلك الليلة جفن قلقا علي رجاله ولكنه في النهاية استسلم لإغفاءة واستيقظ علي صوت أمجد وهو يقول له إن الرجال قد عادوا بحمد الله سالمين ، علم منصور من رجاله أن الجزيرة خالية من البشر ولكنها مليئة بغابات جوز الهند والحيوانات وكذلك الطيور الملونة التي تبعث البهجة في النفس ، فأمر الرجال بالاستعداد لدخول الجزيرة والاقتراب بفخر البحار لأقرب نقطة منها ، بالفعل تحركت فخر البحار ولكنها قوبلت بضحالة المياه وكثرة الصخور فوقفوا بها في أقرب مكان للجزيرة ، هبط منصور ومعه الرجال في قاربين بعد أن أمنوا فخر البحار في أحد خلجان الجزيرة الذي يحميها من تقلب الأمواج أو هبوب الرياح ، كانت الجزيرة جنة بمعني الكلمة ، جمال رباني لم يمسسه يد بشر بعد ، نصب الرجال خيامهم علي الجزيرة ، وفضل البعض منهم التنزه في غاباتها وجمع بعض الثمار اللذيذة التي قطفوها من أشجارها ، واستمر هكذا الحال عدة أيام وهم ينعمون بتلك الجنة التي ظهرت لهم من وسط مياه ذلك البحر الكبير ،وبعد ذلك أمر منصور رجاله بالاستعداد للعودة إلي فخر البحار لإكمال رحلتهم وقد دون في مذكراته تلك الجزيرة وما شاهدوه فيها من جمال لن يتكرر ، أثناء تهيئهم للرحيل ، تلبدت السماء بغيوم مفاجئة ، وأصوات مزعجة لم تصدر من رعد ولكنها أصوات غريبة تمزج بين القهقهة والصريخ ، كان مصدرها مجهول ، حتى أنهم من شدتها كانوا يسدون آذانهم ويسقطون علي الأرض ، طال سقوطهم حتى أنك إذا ما شاهدتهم تظنهم من الأموات ، حاول منصور جاهدا التغلب علي هذا الأمر ولكنه كان يشعر بثقل رهيب جاثم فوق جسده ، وكأنه في حلم مزعج وكابوس لا يطاق ، لحظات ساد السكون المكان وبدأ الرجال في استعادة وعيهم وأخذوا يتساءلون فيما بينهم عما حدث ولكنهم كانوا في جهالة تامة ، من هنا صرخ منصور في رجاله بسرعة التوجه إلي فخر البحار والإقلاع من هذه الجزيرة بأقصى ما يمكنهم من سرعة ، وصل منصور ورجاله إلي مكان فخر البحار ولكن كانت هناك مفاجأة في انتظارهم !! لم يجدوا فخر البحار في المكان الذي وضعوه فيه ، كأن البحر قد ابتلعه ، اختفي فخر البحار ، ظلوا يدورون حول الجزيرة بقواربهم دون جدوى في العثور عليه ، تساءل منصور : تري أين ذهب فخر البحار ؟ ومن الذي أخذه ؟؟ أين اختفي ؟؟ أسئلة كثيرة ومتلاحقة ظلت تتردد علي ذهن منصور ، جاءه أمجد واخذ يتباحث معه في أمر فخر البحار وكيفية التصرف حيال هذه المشكلة التي باتت تؤرق الجميع ، بدا التذمر لأول مرة علي وجوه البحارة ، واحتمال بقائهم علي هذه الجزيرة إلي الأبد صار يقلقهم ، جمعهم منصور بعد أن عادوا أدراجهم للجزيرة مرة أخري وأخذ يبث فيهم روح المغامرة والأمل في استعادة فخر البحار وعدم اليأس وفي كل الأحول فهم قادرون علي بناء سفينة أخري خاصة وأن الجزيرة مليئة بالأشجار التي يمكن استعمالها في بناء سفينة جديدة ، قبل الرجال رأي قائدهم وحبيبهم منصور وبدأت رحلة البحث عن فخر البحار التي استحوذت علي اهتمام الجميع بلا استثناء ، ظل البحث لأيام طالت كثيرا وفي كل مرة يأتي الرجال بجواب واحد : لا أثر لفخر البحار ، جن منصور ، وقارب علي الانهيار ولكنه كان يحافظ علي اتزانه وهدوئه لكي لا يتسرب اليأس إلي قلوب رجاله ، للمرة الثانية يتعرض الرجال لتلك الأصوات الشيطانية التي كانت تعصف بهم عصفا ويفقدون معها اتزانهم وكأنهم سكارى يتساقطون علي الأرض بلا حراك لا يميز يبنهم وبين الأموات غير صعود وهبوط صدورهم نتيجة عمليات التنفس التي تتم بصعوبة ولكنها تدل علي أنهم مازالوا أحياء.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...