اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة لنصّ ـ المخاض ــ للأديبة زهرة مراد | بقلم الأستاذ :ـ منذر الماجدي

المخاض عنوان حمّال لدلالاتٍ متشابكةٍ تأخذك لاستنباط عتبات النّصّ في أكثر من سؤال منها : لماذا المخاض ؟ وأيّ مخاض ؟ بل ما المخاض ؟ إنّ تصميم الغلاف برسومه وأحرفه وألوانه يندرج في قراءة سيميائيّة موجزة ضمن القراءة المسطّحة ذات المعطيات الأوّليّـة والعنوان جزء منها بل فرع من أصل، يستوقف القارئ بحثا عن المقصد وتوسّلِ المسارات الدّالّة ودلالاتها سبيلا في كشف المُلْغز. والمخاض عنوان فرع من أصل آخر جاء معرّفا بالألف واللاّم الاستغراقيّة التي تستغرق فيه كلّ المعنى وتنزع به نحو التّخصيص بعيدا عن الإطلاقيّة غير المقيّدة. واختيار الحروف المكوّنة له زادتـه معنى على معنى، فالميم حرف مخرجه الشّفاه سهل
سلس، والخاء أبعد من ذلك مسافة، فيه إجهاد حين التّلفّظ به، منشؤه العمق. وثالثهما الضّاد، حرف يستوعب من الفم كلّ أجزائه. وعَوْد على بدء ينطلق من العمق ليلِد من الشّفة حرف فخم فخامة اللّغة جلّها. وما المخاض معنى إلاّ ألم يسير، يُسر مخرج الميم حرفا لينا. وإلى العمق تنحو الآلام شديدة في رحم الأمّ في ارتعاش موجز متقطّع، ارتعاشة حرف الخاء المنطلق من عمق الفم وما المولود وحرف الخاء إلاّ جمع بين الجوفين (الرّحم والفم ) ثمّ تبلغ الآلام أشدّها ومنتهاها لحظة الولادة، فتتألّم لفعلها كلّ الأعضاء في جمع بلا استثناء وهي نفسها ظروف مخرج الضّاد حرفا مجهدا يعسر على غير العربيّ لسانا. ألا يبدو المخاض مخاضين : مخاض الأمّ قبل الولادة وإبّـانها ومخاض العنوان في تآلف بين حروفه نطقا وتلفّظا يحمل ذلك المعنى ؟

لقد ارتأينا الوقوف عند العنوان لأنّه يمثّل مفتاحا يفكّ بعض مراتيج النّصّ لِما تنبئ به لفظة المخاض بمغامرة سرديّة في ثنايا النّصّ وهو ما يقودنا إلى تعقّب الخصائص الفنّيّة للحكاية بدءا ببرنامجها السّردي أو ما اصطلح عليه ببنية المتخيّل السّردي. ينطلق الخطاب السّرديّ بمتتالية أولى تُصوّر حالة نقص يمثّلها ما ينتظر من ذلك المخاض أي جنس المولود. فالرّاوي ينطلق من نقطة تمفصل هامّة في مسار الأحداث لتنتهي بمتتالية أخيرة تنغلق على تعرّف المولود ومختلف تحوّلاته الإجناسيّة. وبما أنّ الحكاية حكاية أفعال فقد جاء الجزاء في النّهاية على قدر أفعال أصحابها. وقد أسهمت هذه النّهاية القاتمة في كسر الإيهام لدى القارئ بخرق قانون النّهايات المنتظرة المألوفة في السِّيَر الشّعبيّة مثلا. إنّ هذه الحكاية المنبثقة من رحم الأمّ ووليدها الشّرعيّ تصبح النّصّ النّقيض لهذا الواقع على مستوى مدلولها الرّمزي بعد أن أعادت الكاتبة تجسيدها سرديّا وأخرجتها من طور الانغلاق على الموروث المعهود إلى الانفتاح على الرّاهن، إذن فالقصّة قصّتان تحكمهما تقنيّة التّضمين : قصّة إطار وهي قصّة الولادة الحقيقيّة الواقعيّة وقصّة مضمّنة هي قصّة الكاتبة عينها تبدع مولودها البكر، مولودها الإبداعي الرّوائي ويربط بين القصّتين قارئ مُوجَّه وناقد مُتلذّذ.

تنطلق الحكاية في غير ما استئذان وتلقي بنفسها أمام القارئ في مواجهة تقوده رغما وعنوة إلى تقصّي أنحاء الأحداث في استخدام طريف لمعجم الألم الذي يبلغ ذروته في اتّحاد عناصر الحكاية منها خاصّة اللّغة التي حوّلت المشهد الواقعيّ الحقيقيّ المرئىّ عينا إلى لوحة جديدة رسمتها الكاتبة بممكنات الحروف دون تكلّف مشطّ في تساوق مهيب مع طبيعة الحدث عينه، حدث الولادة و آلامها المفزعة فتنزع الكاتبة إلى تقنيّة التّكثيف سبيلا في تقديم الأحداث و تتعاضد كلّ عناصر الحكاية وتقنيّات الكتابة السّرديّة لهثا لخدمة ذلك الحديث الرّئيس الذي بُني في عمومه على التّقابل بين ثنائيّات متضادّة، الرّاحة والألم، الضّوء والعتمة، الانفراج والتأزّم، السّماء والأرض، المفرد والجمع. يمسك بناصية السّرد سارد عليم علم الإله ببواطن النّفوس، يوجّه، يعلّق، يؤثّر، ويتأثّر في غير ما حرج ولا تخفّ وإن التزم الحياديّة في ردهات قليلة إيهاما وخداعا. ثمّ يستمرّ المشهد نفسه لكن في إسهاب عدَلت فيه الكاتبة عن تقنية التّكثيف صنعا للتّشويق الذي كان بطل الحكاية بامتياز. ويتواصل الانتظار حينا من الزّمن حتّى يبلغ الملل أحيانا، سعت الكاتبة سعيا إلى استخدامه لشدّ القارئ ظاهرا ولكن لتمطيط الحكاية حقيقة حتّى يلد المولود. “على وقع ولادة” ترحل بك إلى عالم الخيال المفعم بالرّمزية عودا إلى تقنيات الأقصوصة التي يسعى كاتبها إلى بلوغ النّهاية غير المنتظرة أو قل غير المتوقّعه. وما أكثرها في هذا النصّ…

الشّخصيّات أو الفواعل، حضورها في نصّ الحكاية مربك جدّا لا تستطيع معه تحديد المهامّ والأدوار الموكولة إليها، تداخل عجيب في كلّ شيء. وبين الشّخصيّة والأخرى تواشج على أقيسة متنوّعة وطلبة تنهك القارئ متى استمرّ في القراءة والواضح أنّ الأمّ ووليدها شخصيّتان محوريّتان في فلكهما تجتمع الأحداث إلاّ أنّ الأمّ تظلّ شخصيّة مسطحة بالتّعبير السيميائي، أمّا المولود فشخصيّة نامية متطوّرة. ويستوقفنا في ردهات المتخيّل السّردي للنّص غياب – أظنّه – متعمّد للأسماء فلا أعلام ولا أمكنة ولا حتّى أزمنة إلاّ النّزر القليل في إشارات خفيفة عابرة ومستترة أحيانا، فلا تكاد تظفر إلاّ بصفاتها أو وظائفها الكونيّة كالأمّ والمولود والأب والأطباء وأهل القرية… تستلهم شخصيّة المولود صفاتها من مرجعيّات مختلفة ساهمت أيّما مساهمة في تركيبها ونسج ملامحها المختلفة، المتحوّلة باسمرار. نحن إزاء شخصيّة غريبة عجيبة اتّحد فيها الأسطوريّ بالخيالي بالدّيني : جمعٌ بين ما لا يُجمع إلاّ في نصّنا. هي ولادة جمعت قصّة الخلق الأولى لكلّ الأجناس وترقّيها من الأدنى إلى الأعلى ولكن بطريقة معكوسة فنشأة الخلق بدأت بالجماد فالنّبات فالحيوان فالإنسان أمّا مولودنا فخلق بشرا سويّا ثمّ استحال وحشا حيوانيّا ليتحوّل بعد ذلك إلى نبات ثمّ انتهى جمادا. فكأنّه لم ترضه الإنسانيّة وضعا ولا فكرا ولم تستهوه الحيوانيّة مكانة ولا النّباتيّة ليستقرّ جمادا مفعولا به وهو أخفّ الأضرار.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...