كتبت حكيمة شكروبة :
La lune derrière un buisson, Norvège 1955
الإنسان يمتلئ بالجمال الذي يراه أمام عينيه، ويجوز قياسه بأحكام الثبات بامتداد الوجود .فيجب علينا البحث في ماهية الكون، وتوافق قوانينه ضمن ديمومته ،فبذواتنا ندرك كل ما هو محسوس، وبنور العقل ندرك ونؤمن بكل ما هو غيبي وغير ملموس ، والحواس تمنحنا أحيانا تصورات خاطئة أو غامضة، والقصور العقلي لا يمكننا استيعاب كل ما هو جلي أو غيبي،ومن يحمل الحب بداخله يتجاوز النقصان، ويكون شخص فريد من نوعه برغم فهمنا المحدود للأشياء، إلا أن إرادتنا تبقى لا متناهية تتحدى المخيلة والحواس ،والبصيرة تتغذى على اليقين وحب المعرفة ،وهناك من يقول أن الحب في العقل والنفس بينما يرى البعض أن الحب يمتد إلى العالم الخارجي. أين تشاركنا فيه مكنونات أخرى ،ومن بينهم الفنانة بتينا هاينن عياش التي تحمل مشروع المعرفة بعد المعرفة مما جعل كيانها الحسي يمتد فيما وراء الطبيعة.ويبقى الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية
ساكنا الصدور الطاهرة، وعامرا القلوب الطيبة ، ونجد الجمال في الطبيعة العذراء التي احتفظت بطهرها كاملا مبقية على قدسيتها في كيانها الممتد والغير متناهي،ورغم تعاقب الحقبات الزمنية ظلت عذراء تحمل بذور بقائها ما حفظ جوهرها من التلف، وإن دنست فالإنسان المتسبب الأول ومؤول مصدر التغيير، وهذا ليس من تلفيقات الخيال بل حقيقة جلية للعيان.وتوجد هناك قواعد لاكتشاف الجمال الطبيعي من قيمة القياس في لوحة الفنانة بتينا ،والنص الذي تناولته لا نفهم خلفيته إلا إذا عرفنا الفكرة التي تنمو داخل نفسها. حيث نكتشف مشروعها كنتيجة تحصيل حاصل للبناء الفكري الذي ينطلق كنقاط ثابتة في الوجود ،وليس خطا منحنى أو مغلق على نفسه. فالنور يشمل عالم الكينونة، وغيابه قد يحدث عقما في الطبيعة .فالنص الأول يتناول تخاطب السماء مع الأرض، و الحديث عن ذلك التناسق الذي تمتد صيرورته بتلك النظم التي تظهر لنا بأنها واردة علينا من الخارج ، والتأمل والتدبر في آيات الله يقوي إيماننا ويمنحنا ميلا قويا للإيمان بها، ولا يستطيع أحد التعدي على نواميس الكون وتغيير قوانينها لأنها سنة الله في خلقه ،وإن تضاربت أفكارنا بين الخطأ والصواب والتناقض، فمسالة النقصان ترتبط بصاحبها دائما،أما نصها الثاني يتمحور حول "النور" الذي يختبر قدرتنا على الاستدلال والاستنباط الصحيح
،وامتداده إلى عمق كل ما هو مرئي وملامسته للموجودات ما يبرز عطاءه المتدفق والغير محدود ،وظهور القمر متجددا بعد كل اختفاء بميلاد جديد مر بمراحل خلال دورة حياته، ولا ندري إن تطهر من ذنوب البشر التي شهدها أثناء ملامسة نوره للمحسوسات الملوثة بالخطايا..؟، وهذا الأمر يصعب الفصل فيه ؟،فالجمال يتغنى بالحب تحت نور القمر، وقلب الليل يخيط ثوبه المرصع بنوره، وذاتية البشر تجعلنا نشعر بجمالية المنظر ونتمتع بالنور الذي منا الله به علينا .فنتذكر المعقولات الكامنة في العقل ونؤمن بنواميس الكون المقترنة بعالم الكينونة والصيرورة. فجاء ميلادنا لنكمل حياتنا المتبقية قبل ميلاد البعث الأخير الذي يدون برحلة أخرى سرمدية في الجنة (النعيم) أو النار ( الجحيم) ،وهذه المرحلة الانتقالية لن تأتي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.حيث جسدت الفنانة بتينا هاينن عياش أفكارها التي تمثل أحاسيس جاءت من أشياء معينة من الخارج، وأدركتها بحسها الباطني واستدلت عليها بحكم العقل لأنه لا يمكننا ان نبرهن على صدق المعرفة إلا إذا كانت مقبولة عقلا،وتحصيل حاصل استدلت عليه بمركبين الحسي والعقلي .فاستطاعت التوفيق بين مسألتين الصورة الروحية الموجودة بداخلنا وهذه الروح هي علوية لذلك دائما نجدها تسمى نحو المثل والقيم ،وتتغنى بالطهارة والعطاء الغير متناهي. و الجمال الحسي الموجود في العالم الخارجي أي خارج ذواتنا، هوالعنصر المشترك بين العالمين،وما سعت إليه الفنانة المبدعة بتينا في الترميز له اي " النور" .وإن اختلفت ظواهرنا فتتطابق الصورتان في عنصر الجمال وتتفق على منظار واحد، فالارجح في القول أن أهل الألباب والراسخون في العلم هم فقط من يدركون كن النفس وماهية العقل، ويدركون بأن العقل هو هبة من الله وهو من صور لنا القمر في أجمل حلة وسخره لنا،وتعاقب دورات حياته تكون عبر مراحل لكنها تكمل بعضها ولا يتناقض ،وكل إلى أجل مسمى ،فصيرورة كل المكنونات سرها عند الله وعلمه مطلق ويضل علم البشر نسبي مهما تطور ووصل لذروته. فحضنا من الخطأ والصواب وارد ، والعقل معروف بالقصور لأنه ربما لا يحتمل الكمال وفضل الله علينا لا يحصى ولا يعد. فالتأمل والتدبر هو صفة يمتلكها من يريد الغوص في ماهية المحسوسات ،و الفنانة المبدعة بتينا روحها تسعى لاحتواء كل ما هو جوهري وكلي ، فأنسابت في العالم الخارجي بيسر من خلال منظورها لتتمحور أفكارها حول المفاهيم التي تقودها إلى السعادة ،ويمكن للمتلقي أن يدرك ماهية الكون المترامي الأطراف هو منفصل في المكان والزمان لكنه متكامل، ولا يتناقض فيما بينه،فلا خلل في صيرورته وهذا لا دليل جلي وقاطع بربوبية الخالق، وعظمته وأنه يوجد عظيم وراء هذه العظمة الحسية المرئية التي نبصرها ونتبصرها،ومهما اختلفت الآراء فمصدرها واحد بمنزلة عقل واحد وأحكم شهادة يقين بقدرة الخالق الواحد الأحد وهي حجة العقل فهو هبة من عند الله والمسئول عن تدوين العلوم بموجودات العالم. أما وصف الفنانة بتينا لمنظر القمر النورفاج" نتاج لتبصرها الدقيق بماهية الأشياء، وتزاوج هذان العنصران الليل والمدينة وبحثها في المعرفة عن الحقيقة والحلقات المترابطة والمشتركة، فنلمس توفيقها بين العقل والوجدان. فتأملها الثاقب نتاج عن تبصرها المتدرب ،ويقظة وجدانها التي أثارت الأماكن المتقابلة المتمثلة في السماء والأرض، ووصفها المتناهي بالحكمة العميقة والبصيرة الواعية .فخلصت بعد بحث وتأمل دقيق إلى استنباطات دقيقة أخذتها للغوص في المعاني الدقيقة المؤدية في كل شيء إلى المحض واليقين .كما استغلت الفنانة بتينا فطرتها الطبيعية التي لم تشوبها التناقضات ،ما جعلها مهيأة لكل الأحوال الإنسانية ،فهي تعي حدود حريتها ،وتمتلك ثقافة عالية اكتسبتها من تجاربها الميدانية، و اعتمدت المصادرة على المطلوب الذي يؤول إليه كل استدلال استنباطي صحيح ،فصقلت موهبتها باجتهادها الذي ساهم في تكوينها ونمى قدراتها الإبداعية ما مكنها من احتواء الكثير من التغيرات. وإسيتعاب عقلها للأفكار الواردة من الخارج لأن الشعور وحده لا يكفي للحكم على ماهية الأشياء. لذلك سعت لتوسيع مداركها وتصحيح مفاهيمها انطلاقا من تصورها واستنباطها الصحيح، ويبقى النور هو سر من الأسرار .
La lune derrière un buisson, Norvège 1955
الكاتبة حكيمة شكروبة ـ الجزائر |
ساكنا الصدور الطاهرة، وعامرا القلوب الطيبة ، ونجد الجمال في الطبيعة العذراء التي احتفظت بطهرها كاملا مبقية على قدسيتها في كيانها الممتد والغير متناهي،ورغم تعاقب الحقبات الزمنية ظلت عذراء تحمل بذور بقائها ما حفظ جوهرها من التلف، وإن دنست فالإنسان المتسبب الأول ومؤول مصدر التغيير، وهذا ليس من تلفيقات الخيال بل حقيقة جلية للعيان.وتوجد هناك قواعد لاكتشاف الجمال الطبيعي من قيمة القياس في لوحة الفنانة بتينا ،والنص الذي تناولته لا نفهم خلفيته إلا إذا عرفنا الفكرة التي تنمو داخل نفسها. حيث نكتشف مشروعها كنتيجة تحصيل حاصل للبناء الفكري الذي ينطلق كنقاط ثابتة في الوجود ،وليس خطا منحنى أو مغلق على نفسه. فالنور يشمل عالم الكينونة، وغيابه قد يحدث عقما في الطبيعة .فالنص الأول يتناول تخاطب السماء مع الأرض، و الحديث عن ذلك التناسق الذي تمتد صيرورته بتلك النظم التي تظهر لنا بأنها واردة علينا من الخارج ، والتأمل والتدبر في آيات الله يقوي إيماننا ويمنحنا ميلا قويا للإيمان بها، ولا يستطيع أحد التعدي على نواميس الكون وتغيير قوانينها لأنها سنة الله في خلقه ،وإن تضاربت أفكارنا بين الخطأ والصواب والتناقض، فمسالة النقصان ترتبط بصاحبها دائما،أما نصها الثاني يتمحور حول "النور" الذي يختبر قدرتنا على الاستدلال والاستنباط الصحيح
،وامتداده إلى عمق كل ما هو مرئي وملامسته للموجودات ما يبرز عطاءه المتدفق والغير محدود ،وظهور القمر متجددا بعد كل اختفاء بميلاد جديد مر بمراحل خلال دورة حياته، ولا ندري إن تطهر من ذنوب البشر التي شهدها أثناء ملامسة نوره للمحسوسات الملوثة بالخطايا..؟، وهذا الأمر يصعب الفصل فيه ؟،فالجمال يتغنى بالحب تحت نور القمر، وقلب الليل يخيط ثوبه المرصع بنوره، وذاتية البشر تجعلنا نشعر بجمالية المنظر ونتمتع بالنور الذي منا الله به علينا .فنتذكر المعقولات الكامنة في العقل ونؤمن بنواميس الكون المقترنة بعالم الكينونة والصيرورة. فجاء ميلادنا لنكمل حياتنا المتبقية قبل ميلاد البعث الأخير الذي يدون برحلة أخرى سرمدية في الجنة (النعيم) أو النار ( الجحيم) ،وهذه المرحلة الانتقالية لن تأتي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.حيث جسدت الفنانة بتينا هاينن عياش أفكارها التي تمثل أحاسيس جاءت من أشياء معينة من الخارج، وأدركتها بحسها الباطني واستدلت عليها بحكم العقل لأنه لا يمكننا ان نبرهن على صدق المعرفة إلا إذا كانت مقبولة عقلا،وتحصيل حاصل استدلت عليه بمركبين الحسي والعقلي .فاستطاعت التوفيق بين مسألتين الصورة الروحية الموجودة بداخلنا وهذه الروح هي علوية لذلك دائما نجدها تسمى نحو المثل والقيم ،وتتغنى بالطهارة والعطاء الغير متناهي. و الجمال الحسي الموجود في العالم الخارجي أي خارج ذواتنا، هوالعنصر المشترك بين العالمين،وما سعت إليه الفنانة المبدعة بتينا في الترميز له اي " النور" .وإن اختلفت ظواهرنا فتتطابق الصورتان في عنصر الجمال وتتفق على منظار واحد، فالارجح في القول أن أهل الألباب والراسخون في العلم هم فقط من يدركون كن النفس وماهية العقل، ويدركون بأن العقل هو هبة من الله وهو من صور لنا القمر في أجمل حلة وسخره لنا،وتعاقب دورات حياته تكون عبر مراحل لكنها تكمل بعضها ولا يتناقض ،وكل إلى أجل مسمى ،فصيرورة كل المكنونات سرها عند الله وعلمه مطلق ويضل علم البشر نسبي مهما تطور ووصل لذروته. فحضنا من الخطأ والصواب وارد ، والعقل معروف بالقصور لأنه ربما لا يحتمل الكمال وفضل الله علينا لا يحصى ولا يعد. فالتأمل والتدبر هو صفة يمتلكها من يريد الغوص في ماهية المحسوسات ،و الفنانة المبدعة بتينا روحها تسعى لاحتواء كل ما هو جوهري وكلي ، فأنسابت في العالم الخارجي بيسر من خلال منظورها لتتمحور أفكارها حول المفاهيم التي تقودها إلى السعادة ،ويمكن للمتلقي أن يدرك ماهية الكون المترامي الأطراف هو منفصل في المكان والزمان لكنه متكامل، ولا يتناقض فيما بينه،فلا خلل في صيرورته وهذا لا دليل جلي وقاطع بربوبية الخالق، وعظمته وأنه يوجد عظيم وراء هذه العظمة الحسية المرئية التي نبصرها ونتبصرها،ومهما اختلفت الآراء فمصدرها واحد بمنزلة عقل واحد وأحكم شهادة يقين بقدرة الخالق الواحد الأحد وهي حجة العقل فهو هبة من عند الله والمسئول عن تدوين العلوم بموجودات العالم. أما وصف الفنانة بتينا لمنظر القمر النورفاج" نتاج لتبصرها الدقيق بماهية الأشياء، وتزاوج هذان العنصران الليل والمدينة وبحثها في المعرفة عن الحقيقة والحلقات المترابطة والمشتركة، فنلمس توفيقها بين العقل والوجدان. فتأملها الثاقب نتاج عن تبصرها المتدرب ،ويقظة وجدانها التي أثارت الأماكن المتقابلة المتمثلة في السماء والأرض، ووصفها المتناهي بالحكمة العميقة والبصيرة الواعية .فخلصت بعد بحث وتأمل دقيق إلى استنباطات دقيقة أخذتها للغوص في المعاني الدقيقة المؤدية في كل شيء إلى المحض واليقين .كما استغلت الفنانة بتينا فطرتها الطبيعية التي لم تشوبها التناقضات ،ما جعلها مهيأة لكل الأحوال الإنسانية ،فهي تعي حدود حريتها ،وتمتلك ثقافة عالية اكتسبتها من تجاربها الميدانية، و اعتمدت المصادرة على المطلوب الذي يؤول إليه كل استدلال استنباطي صحيح ،فصقلت موهبتها باجتهادها الذي ساهم في تكوينها ونمى قدراتها الإبداعية ما مكنها من احتواء الكثير من التغيرات. وإسيتعاب عقلها للأفكار الواردة من الخارج لأن الشعور وحده لا يكفي للحكم على ماهية الأشياء. لذلك سعت لتوسيع مداركها وتصحيح مفاهيمها انطلاقا من تصورها واستنباطها الصحيح، ويبقى النور هو سر من الأسرار .
الغامضة التي تشمل الكون ونجده في ماهية المخلوقات سواء ما تعلق بالجماد أو بالكائنات الحية ،وهذا لدليل أخر على شفرة ديمومة الحياة وسر عظمة الخالق واستمرار الدورة الحياتية المرتبطة بالحياة الكونية .
بقلم : الكاتبة حكيمة شكروبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق