اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة

مديرته | قصة قصيرة ... *ميس داغر

⏪⏬
بردت القهوة في الفنجان من غير أن تمسّها شفتاه. استمرّ عبدالله لأكثر من ربع ساعة يحدّق بشرود في التقرير الّذي وبّخته المديرة بشأنه وطلبت منه تصحيحه. ومشكلته الآن أنّه بدأ يشعر بتصلّب مزعج في أصابعه يمنعه من العمل في التقرير مرّة ثانية.

من خلف شاشة حاسوبها، ظلّت زميلته في المكتب تراقب إيماءات الكَدَر البادية في وجهه، ثمّ اقترحت عليه المساعدة في التقرير، فرفض، من غير أن يرفع عينيه في عينيها.
ما لبث أن قام من مقعده ووقف أمام نافذة المكتب الّتي تطلّ على موقف سيّارات خلفيّ. شعر بدوار خفيف أثناء الوقوف، وفكّر أنّ هذا قد يكون نتيجة ما يكبت من غضب بعد رجوع التقرير، فأخذ نفسًا طويلًا محاولًا تهدئة أعصابه. في هذه الأثناء، شاهدَ سيّارة جيب دفع رباعيّ تدخل إلى باحة الموقف وتتّخذ لها مكانًا للاصطفاف. ومن خلال المسافة غير الكبيرة الفاصلة بين نافذة المكتب وسيّارة الجيب، استطاع مشاهدة السائق وهو يُحادث المرأة الجالسة بجواره. بدا له حديثهما حادًّا متشنّجًا، على الرغم من أنّه لم يكن بمقدوره سماعه، لكنّ حركاتهما الهائجة أظهرت أنّهما في غضب عارم، وقد يكونان على وشك اشتباك بالأيدي.
"أتودّ فنجان قهوة جديدًا؟"
من خلفه أتاه الصوت الدافئ لفتاة المطبخ العاملة في المكتب. لفّ ظهره، وافق، وشكرها. أحسّ أخيرًا بمزاج مُواتٍ لشرب القهوة، ثمّ عاد يراقب ذَينك الاثنين في السيّارة.
لم يبدُ أنّ أزمتهما ستنتهي بخير، فيداهما تزدادان تشويحًا وتهديدًا في كلّ دقيقة تالية. فجأة، فتحت المرأة باب السيّارة ونزلت منها، فنزل الرجل أيضًا من ناحيته، وتابعا تراشق الشتائم والتهديدات من على جانبَي السيّارة. أصبح الآن صراخهما مسموعًا إلى حدّ ما لعبدالله من خلف النافذة، كما أنّه غدا قادرًا على تأمّل هيئتيهما في محاولة اكتشاف العلاقة بينهما. بدا له الرجل أربعينيًّا بمعطف طويل يدلّ - مع السيّارة بالطبع - على الثراء. أمّا المرأة، فلم يستطع تخمين سنّها أو تمييز حالتها الاقتصاديّة من هيئتها؛ فكلّ مَنْ يعرفهنّ من النساء – لو استثنينا فتاة المطبخ - يبدون له على الدوام متأنّقات، أكثر ممّا هو مُحتمَل، وبأعمار صعبة التحديد. كما أنّه لم يستطع تخمين العلاقة الّتي تربط المرأة بالرجل؛ قد تكون زوجته، حبيبته، شقيقته، أو حتّى زميلته في العمل. في كلّ الأحوال، التساؤل حول نوع العلاقة بينهما لم يعُد مهمًّا لعبدالله بالنظر إلى التفاقمات الّتي يشهدها المشهد أمامه...
كان واضحًا أنّ الصياح والتهديد عن بُعد بين الرجل والمرأة لم يشفِ غليلهما، فمع استعار الشجار، كأنّما شعرا بحاجة أكبر إلى الاقتراب، حتّى واجها بعضهما بعضًا عند مقدّمة السيّارة. وتحسّبًا لأيّ تطوّرات تستدعي التدخّل وقد اقتربا من بعضهما بعضًا إلى هذا الحدّ، جوّل عبدالله عينيه سريعًا في أرجاء موقف السيّارات. كان المكان فارغًا من الناس، ولم تكن من أبنية حول الموقف سوى هذه البناية القديمة، الّتي يقع هذا المكتب في الطابق الثاني منها. في طابقها الأوّل مركز دروس خصوصيّة يفتح أبوابه مساءً؛ لذا فهو مُقفَل الآن. وفي طابقها الثالث تسكن عائلة عاملة، تقضي ثلثَي النهار خارج بيتها. هكذا، أدرك عبدالله أن لا أحد في الغالب يتابع بعينيه هذين المتشاجرَين سواه.
بشكل مباغت، وفي حُمّى شجارهما، سحب الرجل المرأة من ذراعها ثمّ قبض رقبتها ليضرب برأسها في مقدّمة السيّارة. ارتعدت فرائص عبدالله. نوى الاتّصال بالشرطة، فهبّ إلى هاتف المكتب اللاسلكيّ، سحبه من قاعدته ثمّ عاد مسرعًا أمام النافذة، ليرى الرجل يكرّر ضرب رأس المرأة في مقدّمة السيّارة مرّات عدّة متتالية، وفي كلّ مرّة جديدة، كان يهوي به بعنف أشدّ من عنف المرّة السابقة. في الأثناء، تعلّق بصر عبدالله بهما كبرادة حديد مجذوبة إلى مغناطيس.
كان يريد الاتّصال بالشرطة، لكنّ التصلّب المزعج في أصابعه ظلّ يزداد شدّة، حتّى أنّه طرأ في ذهنه تساؤل خاطف عن كيفيّة استطاعته حمل الهاتف بهذه الأصابع. وإذ هو يتساءل، تنبّه فجأة إلى يديه فوجدهما فارغتين. نظر فورًا إلى القاعدة فوجد الهاتف يستريح فوقها كأنّه لم يُمَسّ. ذُعِر ونظر عبر النافذة، لم يرَ الرجل أو المرأة أو حتّى السيّارة، فكأنّما تبخّر ثلاثتهم أو غادروا في زمن قياسيّ.
تقهقر عبدالله إلى الخلف مشدوهًا، ولم يعرف منذ حينها حقيقة ما اختبره أمام النافذة في ذلك اليوم.

*ميس داغر 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...