اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ألا تكتفين ؟ ـــ قصة | زهرة مراد ــ تونــس

اختلوا بها في الغرفة. فلم تجد مفرّا.
احتضنها البرد الشّديد وقد لفّها الغياب بينما الصّمت يكتم أنفاسها. لم تجد منفذا للهروب. فالمكان يحاصره الثّلج من كلّ الجهات. استسلمت للجميع مسلوبة الإرادة. يسكنها اليأس والمرارة.
سألها :
- ماذا ينقصك وأنا أحتضنك كلّ صباح وكلّ مساء ؟
- ألا يكفيك أنّني معك يوميّا ؟ قال الغياب. أنام إلى جوارك كلّ ليلة. وأقبّلك كلّ صباح وكلّ مساء... ألا يكفيك ذلك ؟

- تريدينني أن أتكلّم ؟ ألا يسعدك أنّني أوفّر لك الهدوء لتكتبي خواطرك المؤلمة ؟ نطق الصّمت محتجّا عليها.
أسبلت جفنيها دون أن تنطق بكلمة. ما عساها تقول وهي في حضرتهم جميعا... ؟ اكتفت بالسّماع لهم دون أن تومئ حتّى برأسها. ضغط عليها البرد بين ذراعيه واستقرّ الغياب بداخلها. أمّا الصّمت فقد فضّل أن يمنحها بعض الحرّية ولو لبعض الوقت. فانزوى يراقبها من بعيد.
أسندت رأسها إلى البرد وهو يحتضنها بين ذراعيه مستسلمة لقسوته وقد أصرّ على بقائها بين أحضانه. لا تستطيع رفع حصار الصّمت بمفردها وقد تمسّك الغياب بموقفه. فأطلقت العنان لنفسها تجوب القرى والمدن. تبحث عنه بين الوجوه العابرة. تريد أن تجده ليخلّصها من هذا البرد المستبدّ، ليحرّرها من هذا الصّمت المميت، ليطرد وجودُه هذا الغياب المقيت. تبحث وتبحث وتبحث... بلا جدوى. كلّ العابرين ليسوا هو. تتمنّى أن يحضر إليها في الحين واللّحظة لينقذها من أنياب البرد اللاّسع. إنّه يفترسها افتراسا. تتمنّى أن تجده ليطرد هذا الغياب العنيد، أن يستقرّ هو فيها ويسكنها فلا يعود الغياب إليها، أن يقترب منها ليهمس للصّمت أن ارحل، فيتركها في حضرة كلماته التي ليست كالكلمات، أن يفتح الباب فيدخل إليها معه النّور ودفء الشّمس المضيئة، أن يسرع في الحين قبل أن يولّي العمر أدباره. تتمنّى وتتمنّى... ولا من سبيل لتحقيق الأمنيات. البرد يطبق عليها والغياب لا يفارقها والصّمت لا يسمح بالكلام لسواه. تتجمّد بين أحضانه... تتصلّب شرايينها... ينعقد لسانها في حضرة الصّمت وتغيب مع الغياب، ولا يبقى منها سوى الرّوح تجوب القرى والمدن بحثا عن روحه علّها تحتويها.
وفجأة بعث دخولُه الغرفة في نفسها بعض الأمل اليائس. فقد ينقذها منهم بكلمة واحدة، بهمسة تكسر جدار الصّمت المطبق على أنفاسها... بلمسة تذيب الثّلج المحيط بها وتبعث في نفسها دفءا يسحبها من أحضان البرد. باقترابه قد يرتدّ الغياب إلى حدود السّماء، فتعود إليها الحياة كما في السّابق.
- أودّ أن أضع رأسي على صدرك يا أغلى الغوالي.
- وهل منعتك يوما من ذلك ؟
- أودّ أن تغزوني أنفاسك دون أن تستأذن منّي.
- لك كلّ صباح قبلة وكل مساء مثلها. ألا تكتفين ؟
- وجودك قربي يؤنسني وعطرك ينعشني، وحضنك يحميني من البرد. يا ربيعي الذي لا أريد أن يرحل، كيف لي أن أستبقيك طوال العام وأنت ترحل كلّ يوم ؟
- أنا معك على الدّوام.
هكذا كان يردّ على ما فاضت به ثنايا نفسها وهو يبحث بين ثنايا الملابس عن زجاجة عطره. ثمّ غادر الغرفة صامتا لا تدري إلي أين وجهته.
في تلك اللّحظة جذبها البرد إليه وضغط عليها مجدّدا بين أحضانه. سرى الغياب بين جنبيها بعد أن ظنّت أنّه اختفى وأطبق الصّمت على شفتيها وهو يقول معاتبا إيّاها : ألا تكتفين ؟

زهرة مراد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...