اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رسائل السماء ــ قصة قصيرة ...**سفيان توفيق

أجهزة التلفاز والإذاعات العامة والخاصة في اضطراب معكوس عن اضطراب الملقين الآن، والملتفين حولها في كل الأصقاع.
خرج صوت وقور ليقول: في ظاهرة غريبة من نوعها وخارقة لكل القوانين وعلية فوقها تظهر لنا السماء هذه المرة بغيومها ومطرها الذي تحول الآن إلى رسائل من ورق ، تمت الاستعاضة عن H2O إلى الورق كرسائل من السماء.
وتابع: وهنا أعزائي المشاهدين نحن نلتقي مع جملة كبيرة من العلماء والفلاسفة والمختصين بهذه الظواهر لعلّنا نجد حلاّ علميا يمكننا من فهم ما يجري خاصة بعد حالات الرعب والذعر التي حلّت على الناس جميعهم، مما استلزم من أغلب دول العالم إعلان حالة غريبة تتسم بالحداد العام
والاستنفار العام، الحداد على وجود شيء اغضب آلهة السماء والاستنفار من تداعي الأمر لينقلب إلى كارثة عظمى.
– وهل هنالك أعظم من هذه الكارثة. رد قسّ مبجّل بذلك.
– عفوا سيدي – المذيع .
– القس: أقول هل هنالك كارثة اكبر مما يحصل الآن، السماء تمطر ورقا .. اوه يا رب السماء. وهنا امسك بصليبه وقبّله بحرقة.
– صوت مبجل خفيف رد: لا داعي لهذا الحديث الآن، دعنا نسأل أهل الاختصاص عن ذلك.
– للأسف نحن لا نملك أدنى تفسير لذلك، باسمي وباسم الأعضاء في الأكاديمية العلمية للعلوم عامة، أعلن أننا فشلنا إلى الآن في إيجاد أي تفسير لما يحصل.
– ولماذا ذلك؟
– لماذا ماذا؟ هذه الظاهرة الغريبة لأول مرة تحدث منذ الأزل، أصلا من المستحيل أنها حدثت من قبل لان إمكانية حدوثها معدومة، وبالتأكيد أنها لن تتكرر.
– رد صوت آخر: لكنها حدثت، ولم تحدث كطفرة مقطوعة الأوصال بين ما سبقها وما سيتبعها، العلم برمته يرفض ذلك.
– صوت رابع: طبقا للقوانين الطبيعية فان هذا يستوجب وجود معجزة قد حدثت يعلو محدثها على كل قانون.
– القس: نعم، انه الرب من أوجدها .
– كبيرهم: لحظة حديثه صمت الجميع وهدأت القاعة وخفّ ضجيج الشاشات وحدّقت الأعين بإمعان: لا مجال أن تحدث هذه الظاهرة، في كل ما حدث سابقا من ظواهر طبيعية مذ ابتدأ الكون عبر إنفجاراته وما حصل بعدها، كان كل ذلك قابلا للفهم والتنظير وفق علاقات رياضية توصّل العقل البشري لوجودها ، وعليها قسنا وفهمنا ومشينا وأبدعنا، لكن ما يحصل الآن يقف العلم والعقل البشري برمته أمامه صنما لا يملك الخطى، فهو الآن أعمى أصم وأبكم، وهو الآن أبكى. نحن لا نملك الآن إلاّ العودة لمغلّف المعجزات وفتحه لنحاول أن نعلم ما يحصل الآن حتى نفهم ما يحصل مع بعد ذلك في نظري.
– صوت مبجل آخر: الم يقرأ احد منكم ما جاء في هذه الرسائل.
الجميع في التفات إليه ،ماذا سألت؟ ما السؤال؟ وصخب في القاعة وتمتمات توحي كلها بأن: لا لم اقرأ، وأنت؟ وأنا أيضا لم اقرأ.
الأصوات من بعد في كل بعد في هذا العالم تقول: ونحن لم نقرأ . سوى شاب في منتصف العمر استغل هذا الشلل الذي أصاب البلاد والكل مختبئ في منزله، الشوارع فارغة والمحلات التجارية مفتوحة على مصارعها، توقف عند محل تجاري كبير كان قد اختلس منه قبل فترة بسيطة قاربت الأسبوع مبلغا ماليا سانده وعائلته لأسبوع، كان ذلك حين دخل منتصف الليل عنوة عما يحمي المحل واخذ ما اخذ وهرب، لكنه الآن أمام نفس المتجر، و أبوابه مفتوحة على مصراعيها، لكنه تردد كثيرا في الدخول والأخذ بهذه الطريقة، فجلس أمام المتجر ينتظر عودة البلاد إلى حركتها ليقوم بفعلته باحترام، وعندما همّ بالعودة إلى المنزل فارغ اليدين هطلت السماء رسائلها بغزارة، إلى درجت أن واحدة من الرسائل سقطت في يده ليمسكها ويقرأ: الرسالة الحمراء، عودوا إلي، لقد ملّت الآلهة منكم، ملت استغاثاتكم وما دعوتم، ملّت من أمراضكم و أوجاعكم، ملّت من سماع آهات مرضاكم ودعوات مظلوميكم ، ملّت من نداءات الاستغاثة واللّهفات والدعوات والرجاءات، ملّت من رؤية دموعكم، سنعيدكم سيرتكم الأولى، إلى حيث اللاّوجود، سنطوي الصحف، وسنعلّق البدل في الخزائن وننظّف الأواني ونجهّز الأسرّة و نعدّ ملابس النوم للجميع، ليس لهذا نزلتم وبسبب هذا صعدتم، نحن نشعر بالخزي منكم، عودوا بسرعة،عودوا والعود نار.
– إنه ليس إلاّ تعبيرا عن ملل الآلهة منا. رد صوت آخر من الجالسين.
– إنه ليس إلاّ تعبيرا عن ملل الآلهة منا. لقد سئمت الآلهة منا ومن ضعفنا وتصرفاتنا. رد صوت آخر أيضا من الجالسين مؤكدا ما قاله سابقه.
أمسك الشاب برسالته، ثم مدّ ذراعيه ليلتقط الرسائل الأخرى، وبدأ يفتح الرسائل كلها ليجد أن الرسالة واحدة، وهي تقول : صوت الدم أعلى من صوت التوسل والرجاء و أكثر قبولا.
وليمسك الشاب برسائله في يده ويلقي بها أرضا قبل أن يعود إلى المتجر ويلقي بحمولة كبيرة منه في سيارة صغيرة أخذها أيضا عائدا إلى بيته.
– لعلّهم ينهضون . قرأ كبيرهم نص آخر رسالة وقعت في يده بصوت عال للجميع.
وهنا أعلنت السماء رضاها لتعود أمطار السماء كما كانت ، ولتلغى رسائل الورق حين عاد أصحاب المتاجر والمصارف والبنوك والمحال التجارية وكل منهم وغيرهم إلى مشروعه ليجده خاويا ولتقم لأول مرة أيادي السماء بالنزول أرضا في العلن.

 *سفيان توفيق

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...