⏪⏬
قال الله تعالى في محكم تنزيله:∀ لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الاخرة∀, وقال رسول الله (ص): ∀ من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة
لم يؤمن بالله ولا باليوم الاخر∀, وقالت عائشة رضي الله عنها: ∀ اول ما بدأ به الرسول (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح∀, وقد من الله تعالى على سيدنا يوسف (ع) بعلم الرؤيا, وهو علم الأنبياء و الرسل, حتى نبوءتهم بالرؤيا هي وحي من الله اليهم في المنام.
و الرؤيا الحق خمسة: الصادقة الظاهرة وهي جزء من النبوة، لقوله تعالى: ∀لقد صدق الله رسوله الرؤيا الحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين∀ , والرؤيا الصالحة هي بشرى من الله و كما ان المكروه فيها زاجرة, والثالثة : ما يريكه ملك الرؤيا ( صديقون ) على حسب ما علمه الله تعالى والهمه من أمثال , والرابعة: الرؤيا المزمورة من الأرواح, وهي ان يرى الانسان ملكا من الملائكة, والخامسة : الرؤيا التي تصبح بالشاهد ,ويغلب الشاهد عليه فيجعل الخير شرا والشر خيرا. ويقال أيضا , ان اصدق الرؤيا كما قال (جعفر الصادق) ما كان في القيلولة.
ان الحلم هو رسالة صامتة ومشفرة ,هدفها تبليغ صاحبها لأمر ما, حيث يعتقد البعض ان الحلم هو جلسة محاكمة نفسية ينشر فيها ضمير الشخص ما قام به من اعمال في اليقظة, كان يظن انه نسيها, لكن المخ لا ينساها مطلقا ,لأنه يسجل الملايين من المجلدات المعلوماتية في قشرته المخية, ولهذا, الحلم ما هو الا صورة اعمال المرء المسجلة في عقله وتلافيف مخه, بحيث يمكن القول: ان الحلم هو تنقية الروح من الشوائب والطاقات السلبية ,او تنظيف المخ من الاكدار والمشاكل الحياتية اليومية والنفسية التي يزرعها الانسان في روحه عندما يقوم بعمل غير لائق به كانسان.
حقيقة الاحلام:
الحلم نوع من الخبرات او المعاناة او القصص التي يمر بها الانسان في حياته اليومية, والتي تتلقاها أجهزة الحس لديه, ويستقبلها عقله الواعي(الشعور) ,ومن ثم يرسلها الى العقل الباطن(اللاشعور) عبر بوابة العقل الذاتي(مملكة النوم والنسيان),والذي يعتبر ا(لحارس) على العقل الباطن و (صمام ) دخول المعلومات وخروجها منه, حيث تسجل وتخزن تلك المعلومات في ∀ مكتبته المادية∀, وهي القشرة المخية ,على شكل رموز واشارات مشفرة وصور لا معنى لها وتبقى أسيرة حتى يستعيدها الذهن اثناء النوم وعلى شكل قصة حلمية, ولهذا نقول: يحب على الانسان ان يهتم بأحلامه لأنها تعبير صريح عن حاجاته ورغباته وامانيه.
يظن البعض: ان الاحلام هي حياة عاشها الاقدمون وانغرست صور مغامراتهم في عقلهم الباطني وانطبعت في ∀مكتبته الجينية∀ ثم انتقلت الينا وراثيا؟!!, وحسب رايهم, هذا ما يفسر خوفنا الدائم في التحليق في الفضاء او السقوط من اعلى او من ارتفاع شاهق ,والذي سببه في ما شاهده (ادم وحواء) من صور الرعب والفزع اثناء هبوطهما من كونهما الأول عبر نفق كوني ليدخلا بجسدهما الكون المادي, ويصبحان من سكانه لاحقا,فاثناء الهبوط خضعا لقوى جاذبية هائلة لعوالم أخرى ذات اجرام سماوية لم تعرفها عضويتهما من قبل, لذلك – وبرايهم – الانسان يخاف هاتين الحادثتين سواء اكان صاحيا ام نائما يحلم؟!! , والسبب في ان خبراتهما تضمنت ∀صدمة∀ اختزنت اثارها في العقل الباطني لادم وحواء وانتقلت الينا وراثيا!!!.
البعض الاخر يرى: ان الحلم هو جلسة محاكمة ومحاسبة للنفس البشرية ؟!!, لكن الحقيقة تقول عكس ذلك: ان المخ لا يقذف اية معلومة الى زوايا النسيان , بل يختزنها في اعماقه لحين الطلب والمحاسبة, لانه في الاحلام ∀ تنظُف∀ الروح والمخ من اكدار الحياة ومشاكلها في اليقظة, وبعد الحلم يمسخ المخ من ساحته الصور والمعلومات المتعلقة بهذا الحلم.
بعض الاقدمين : اعتبر الحلم بوابة او جسرا يصل بين عالمهم وعالم الاخرة, وان الروح تغادر الجسد اثناء النوم لتطفو في الفضاء وتصل الى عوالم أخرى, والتي هي ليست ببعيدة عنا, وهو عالم (العدم) او عالم الكون الفائق, وتقابله في القشرة المخية بضع نقاط معينة, وهي مراكز تخصصية في التعامل مع المعلومات المخزنة في العقل الباطن والذي يمثل ∀مكتبة الروح∀ و∀ قسم المحفوظات∀ المعنوي لديها, في حين تمثل القشرة المخية ∀ المكتبة المادية∀ من دماغنا, وتسجل المعلومات عليها على شكل رموز واشارات, واثناء النوم تضعف سيطرة العقلين( الواعي والذاتي) على العقل ( الباطني), وهكذا ,يتحرر من هذين الحارسين ويستعيد نشاطه في ترتيب معلوماته المخزنة فيه, وهذا النشاط له اتجاهين:
الأول: تلبية لرغبات واماني وحاجات الانسان.
الثاني: تلبية لتوجيهات الشطر (القدسي) من الروح في المحاسبة والمحاكمة – وهو الشطر من الروح المسؤول عن الفكر والمعاني السامية والراقية – فيأتي الحلم محذرا ومنبها , او يكشف امورا تتجاوز أعضاء الحس و مدارك الانسان.
لذلك , النوم هو حالة روحية عدمية , وليست ظاهرة مادية او زمانية, لذا , يشعر النائم انه يعيش حياة طويلة في الحلم , ولكن حقيقة الامر ,لا يدوم حلمه سوى أجزاء من الثانية , لان ما جرى ليس اكثر من عملية ∀طي ∀ زماني و مكاني ,اخترفت فيه الروح الجسدية حاجزي الزمان و المكان ( المادة) , و صارت تتجول في عوالم ∀ فوقية∀ وربما التقت بأرواح لأشخاص اخرين , او التقطت شيئا من (اللوح المحفوظ) يكشف لها قدرا مستقبليا او صورا من ماض سحيق!!
وفي ذات السياق نقول: ان الروح حقيقة لا تغادر الجسد ولا تنفصل عنه – لا لزوم لذلك – لان في عالمها لا توجد مسافات ولا زمن , وان اكبر مسافة موجودة في ( العدم) هي ( صفر) , والزمن ( خلود) , ولان الانتقال و الانفصال هي أمور مادية ولا علاقة للروح بهكذا خواص و صفات.
تعدد الآراء في تفسير الاحلام:
اذا كان الحلم رسالة مشفرة وموجهة تتضمن امرا ما , نلحظ ان لكل قوم او مجتمع أسلوبه الخاص في تفسيره وتعاطيه مع أحلامه:
هناك من يربطها بقوى علوية متحكمة بالكون.
وهناك من ينسبها الى النجوم والكواكب.
واخرون يستخدم تأويلات روحانية في تفسيرها.
لكن الحقيقة تقول: انها تستند على النواحي النفسية والروحية للمجتمعات، والتي ترتكز حول ظواهر العقل الباطن (اللاشعور) والعقل الواعي (الشعور) والعقل الذاتي (مملكة النسيان).
لهذا و تعتبر طريقة ( فرويد ) في تفسير الاحلام من افضل الطرق النفسية الفعالة في هذا المجال, فهي مبنية على أسس التحليل النفسي للدافع الجنسي والحاجات الحسية للإنسان, حيث توصلت هذه الطريقة الى نتائج مذهلة ومدهشة أحيانا, الا انها كانت تفشل وتعطي نتائج سلبية حينا اخرا, ورغم تقدم هذه الطريقة علميا ومعالجتها للعديد من الامراض النفسية الا انها ليست كاملة وادت الى نتائج عكسية, والسبب يكمن في عدم شموليتها واستيعابها لحقيقة الروح الكاملة , حيث انها تعتمد على الشطر الجسدي الغريزي للإنسان , وهو الشطر المتلقي ( السائق ) , المنفذ من الروح و ليس المقرر, في حين اهملت الشطر ( القدسي − الشاهد −) وهو الجانب الذي يأمر ويقرر من الروح, تجسيدا للآية الكريمة:∀ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد∀.
وهناك طرق أخرى لتفسير الاحلام تعتمد على مذاهب فكرية تأملية صوفية , وليست بالضرورة دينية, مثل المذاهب الفلسفية التي تبحث في أمور الحكمة ومنابعها والقوى الفاعلة في الكون , وهي تبني فكرتها على اشغال العقل بأمور معنوية لا مادية , وربط كل مسالة في الوجود بقوة كونية عليا ذبذبية تغمر الكون و تتحكم بموجوداته .
وهناك أيضا طريقة شرعية لتفسير الاحلام تستند على علوم القران الكريم , والتي ربما وصلت الى حد كبير من الكمال , واهميتها تأتي من اعتمادها على روح الانسان الكاملة بشطريها ( الجسدي والقدسي ),وتجمع بين طريقة (فرويد) الغريزية , والطريقة (الصوفية) التأملية , فتاتي تفسيراتها شاملة وشفافة و واقعية لا غلو فيها ولا شطط, وأيضا متوازنة ومقبولة , لان السبب العلمي الذي يبرر صحتها حيث انها توضح دور الروح في ربط النفس البشرية بالوجود المطلق( العالم المطلق ) وما يحمله من صفة (التناظر) ,أي لكل خيال مناظر له و ينطبق عليه , بعد انفصالهما عن بعضهما لحظة صدور الامر الإلهي بنشأة الكون من العدم , ومنذ ذلك الحين اصبح كل ما في الوجود ∀ زوجي تناظري∀ , فكانت الروح شطران ( جسدي و قدسي) , وعلى هذا الأساس أتت أحلام الانسان : (روحانية) تمثل الشطر القدسي من الروح وهو ( الشاهد), و( غريزية) جسدية تمثل الشطر الجسدي من الروح ( السائق).
أخيرا , يجب على الانسان ان يهتم بأحلامه من حيث هي تعبير صريح عن امانيه ورغباته وحاجاته في شطريها السائق و الشهيد.
*د. باسم عثمان
كاتب وباحث
قال الله تعالى في محكم تنزيله:∀ لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الاخرة∀, وقال رسول الله (ص): ∀ من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة
لم يؤمن بالله ولا باليوم الاخر∀, وقالت عائشة رضي الله عنها: ∀ اول ما بدأ به الرسول (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح∀, وقد من الله تعالى على سيدنا يوسف (ع) بعلم الرؤيا, وهو علم الأنبياء و الرسل, حتى نبوءتهم بالرؤيا هي وحي من الله اليهم في المنام.
و الرؤيا الحق خمسة: الصادقة الظاهرة وهي جزء من النبوة، لقوله تعالى: ∀لقد صدق الله رسوله الرؤيا الحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين∀ , والرؤيا الصالحة هي بشرى من الله و كما ان المكروه فيها زاجرة, والثالثة : ما يريكه ملك الرؤيا ( صديقون ) على حسب ما علمه الله تعالى والهمه من أمثال , والرابعة: الرؤيا المزمورة من الأرواح, وهي ان يرى الانسان ملكا من الملائكة, والخامسة : الرؤيا التي تصبح بالشاهد ,ويغلب الشاهد عليه فيجعل الخير شرا والشر خيرا. ويقال أيضا , ان اصدق الرؤيا كما قال (جعفر الصادق) ما كان في القيلولة.
ان الحلم هو رسالة صامتة ومشفرة ,هدفها تبليغ صاحبها لأمر ما, حيث يعتقد البعض ان الحلم هو جلسة محاكمة نفسية ينشر فيها ضمير الشخص ما قام به من اعمال في اليقظة, كان يظن انه نسيها, لكن المخ لا ينساها مطلقا ,لأنه يسجل الملايين من المجلدات المعلوماتية في قشرته المخية, ولهذا, الحلم ما هو الا صورة اعمال المرء المسجلة في عقله وتلافيف مخه, بحيث يمكن القول: ان الحلم هو تنقية الروح من الشوائب والطاقات السلبية ,او تنظيف المخ من الاكدار والمشاكل الحياتية اليومية والنفسية التي يزرعها الانسان في روحه عندما يقوم بعمل غير لائق به كانسان.
حقيقة الاحلام:
الحلم نوع من الخبرات او المعاناة او القصص التي يمر بها الانسان في حياته اليومية, والتي تتلقاها أجهزة الحس لديه, ويستقبلها عقله الواعي(الشعور) ,ومن ثم يرسلها الى العقل الباطن(اللاشعور) عبر بوابة العقل الذاتي(مملكة النوم والنسيان),والذي يعتبر ا(لحارس) على العقل الباطن و (صمام ) دخول المعلومات وخروجها منه, حيث تسجل وتخزن تلك المعلومات في ∀ مكتبته المادية∀, وهي القشرة المخية ,على شكل رموز واشارات مشفرة وصور لا معنى لها وتبقى أسيرة حتى يستعيدها الذهن اثناء النوم وعلى شكل قصة حلمية, ولهذا نقول: يحب على الانسان ان يهتم بأحلامه لأنها تعبير صريح عن حاجاته ورغباته وامانيه.
يظن البعض: ان الاحلام هي حياة عاشها الاقدمون وانغرست صور مغامراتهم في عقلهم الباطني وانطبعت في ∀مكتبته الجينية∀ ثم انتقلت الينا وراثيا؟!!, وحسب رايهم, هذا ما يفسر خوفنا الدائم في التحليق في الفضاء او السقوط من اعلى او من ارتفاع شاهق ,والذي سببه في ما شاهده (ادم وحواء) من صور الرعب والفزع اثناء هبوطهما من كونهما الأول عبر نفق كوني ليدخلا بجسدهما الكون المادي, ويصبحان من سكانه لاحقا,فاثناء الهبوط خضعا لقوى جاذبية هائلة لعوالم أخرى ذات اجرام سماوية لم تعرفها عضويتهما من قبل, لذلك – وبرايهم – الانسان يخاف هاتين الحادثتين سواء اكان صاحيا ام نائما يحلم؟!! , والسبب في ان خبراتهما تضمنت ∀صدمة∀ اختزنت اثارها في العقل الباطني لادم وحواء وانتقلت الينا وراثيا!!!.
البعض الاخر يرى: ان الحلم هو جلسة محاكمة ومحاسبة للنفس البشرية ؟!!, لكن الحقيقة تقول عكس ذلك: ان المخ لا يقذف اية معلومة الى زوايا النسيان , بل يختزنها في اعماقه لحين الطلب والمحاسبة, لانه في الاحلام ∀ تنظُف∀ الروح والمخ من اكدار الحياة ومشاكلها في اليقظة, وبعد الحلم يمسخ المخ من ساحته الصور والمعلومات المتعلقة بهذا الحلم.
بعض الاقدمين : اعتبر الحلم بوابة او جسرا يصل بين عالمهم وعالم الاخرة, وان الروح تغادر الجسد اثناء النوم لتطفو في الفضاء وتصل الى عوالم أخرى, والتي هي ليست ببعيدة عنا, وهو عالم (العدم) او عالم الكون الفائق, وتقابله في القشرة المخية بضع نقاط معينة, وهي مراكز تخصصية في التعامل مع المعلومات المخزنة في العقل الباطن والذي يمثل ∀مكتبة الروح∀ و∀ قسم المحفوظات∀ المعنوي لديها, في حين تمثل القشرة المخية ∀ المكتبة المادية∀ من دماغنا, وتسجل المعلومات عليها على شكل رموز واشارات, واثناء النوم تضعف سيطرة العقلين( الواعي والذاتي) على العقل ( الباطني), وهكذا ,يتحرر من هذين الحارسين ويستعيد نشاطه في ترتيب معلوماته المخزنة فيه, وهذا النشاط له اتجاهين:
الأول: تلبية لرغبات واماني وحاجات الانسان.
الثاني: تلبية لتوجيهات الشطر (القدسي) من الروح في المحاسبة والمحاكمة – وهو الشطر من الروح المسؤول عن الفكر والمعاني السامية والراقية – فيأتي الحلم محذرا ومنبها , او يكشف امورا تتجاوز أعضاء الحس و مدارك الانسان.
لذلك , النوم هو حالة روحية عدمية , وليست ظاهرة مادية او زمانية, لذا , يشعر النائم انه يعيش حياة طويلة في الحلم , ولكن حقيقة الامر ,لا يدوم حلمه سوى أجزاء من الثانية , لان ما جرى ليس اكثر من عملية ∀طي ∀ زماني و مكاني ,اخترفت فيه الروح الجسدية حاجزي الزمان و المكان ( المادة) , و صارت تتجول في عوالم ∀ فوقية∀ وربما التقت بأرواح لأشخاص اخرين , او التقطت شيئا من (اللوح المحفوظ) يكشف لها قدرا مستقبليا او صورا من ماض سحيق!!
وفي ذات السياق نقول: ان الروح حقيقة لا تغادر الجسد ولا تنفصل عنه – لا لزوم لذلك – لان في عالمها لا توجد مسافات ولا زمن , وان اكبر مسافة موجودة في ( العدم) هي ( صفر) , والزمن ( خلود) , ولان الانتقال و الانفصال هي أمور مادية ولا علاقة للروح بهكذا خواص و صفات.
تعدد الآراء في تفسير الاحلام:
اذا كان الحلم رسالة مشفرة وموجهة تتضمن امرا ما , نلحظ ان لكل قوم او مجتمع أسلوبه الخاص في تفسيره وتعاطيه مع أحلامه:
هناك من يربطها بقوى علوية متحكمة بالكون.
وهناك من ينسبها الى النجوم والكواكب.
واخرون يستخدم تأويلات روحانية في تفسيرها.
لكن الحقيقة تقول: انها تستند على النواحي النفسية والروحية للمجتمعات، والتي ترتكز حول ظواهر العقل الباطن (اللاشعور) والعقل الواعي (الشعور) والعقل الذاتي (مملكة النسيان).
لهذا و تعتبر طريقة ( فرويد ) في تفسير الاحلام من افضل الطرق النفسية الفعالة في هذا المجال, فهي مبنية على أسس التحليل النفسي للدافع الجنسي والحاجات الحسية للإنسان, حيث توصلت هذه الطريقة الى نتائج مذهلة ومدهشة أحيانا, الا انها كانت تفشل وتعطي نتائج سلبية حينا اخرا, ورغم تقدم هذه الطريقة علميا ومعالجتها للعديد من الامراض النفسية الا انها ليست كاملة وادت الى نتائج عكسية, والسبب يكمن في عدم شموليتها واستيعابها لحقيقة الروح الكاملة , حيث انها تعتمد على الشطر الجسدي الغريزي للإنسان , وهو الشطر المتلقي ( السائق ) , المنفذ من الروح و ليس المقرر, في حين اهملت الشطر ( القدسي − الشاهد −) وهو الجانب الذي يأمر ويقرر من الروح, تجسيدا للآية الكريمة:∀ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد∀.
وهناك طرق أخرى لتفسير الاحلام تعتمد على مذاهب فكرية تأملية صوفية , وليست بالضرورة دينية, مثل المذاهب الفلسفية التي تبحث في أمور الحكمة ومنابعها والقوى الفاعلة في الكون , وهي تبني فكرتها على اشغال العقل بأمور معنوية لا مادية , وربط كل مسالة في الوجود بقوة كونية عليا ذبذبية تغمر الكون و تتحكم بموجوداته .
وهناك أيضا طريقة شرعية لتفسير الاحلام تستند على علوم القران الكريم , والتي ربما وصلت الى حد كبير من الكمال , واهميتها تأتي من اعتمادها على روح الانسان الكاملة بشطريها ( الجسدي والقدسي ),وتجمع بين طريقة (فرويد) الغريزية , والطريقة (الصوفية) التأملية , فتاتي تفسيراتها شاملة وشفافة و واقعية لا غلو فيها ولا شطط, وأيضا متوازنة ومقبولة , لان السبب العلمي الذي يبرر صحتها حيث انها توضح دور الروح في ربط النفس البشرية بالوجود المطلق( العالم المطلق ) وما يحمله من صفة (التناظر) ,أي لكل خيال مناظر له و ينطبق عليه , بعد انفصالهما عن بعضهما لحظة صدور الامر الإلهي بنشأة الكون من العدم , ومنذ ذلك الحين اصبح كل ما في الوجود ∀ زوجي تناظري∀ , فكانت الروح شطران ( جسدي و قدسي) , وعلى هذا الأساس أتت أحلام الانسان : (روحانية) تمثل الشطر القدسي من الروح وهو ( الشاهد), و( غريزية) جسدية تمثل الشطر الجسدي من الروح ( السائق).
أخيرا , يجب على الانسان ان يهتم بأحلامه من حيث هي تعبير صريح عن امانيه ورغباته وحاجاته في شطريها السائق و الشهيد.
*د. باسم عثمان
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق