جناحٌ داجٍ من ظلام الليل، تمرد على ذاته، فهيمن بظله على بحرٍ غويط قاتم السواد، أمواجه هوجاء، هكذا كانت حياتها، بين ظلام مستبد وسواد أدهم، عاشت فتاتنا الجميلة والبسيطة، وحيدة يتيمة تشقُ بمعول الكرامة وعرق الجبين طريقاً لمستقبلها، تأهيلها العلمي متوسطة، وثقافة عامة لملمتها من سطور الأيام، وحينما تناديها اسفار الليالي، تجوب نجوى الأحلام، وتتمايل الآمال راقصة بين عينين دامعتين، وقلب ينتظر رحيل سواد الصبر، لكنها بعيدا عن عيون الناس ترى حياتها سعيدة، حرة أبية، عارية هائمة في جنائن المنى، تستنشق عبق الزهور وتتجمل بأكاليل ألفرح، فتسقي الأيام من رحيق جهد ألامها، في النهار ترضعُ الصبر من عرق الجبين، وفي الليل تحضنه بشوق، تسرد له
قصص أمال خيالها، وأحياناً تغني له من كبت ألام أحلامها، لكن الأيام بدأت تأكل جمال الربيع، والأحلام لم تثمر ولم تغير جحودها، فاتخذت الأيام المتعجرفة من الصخور مثلاً لها، صماء دون إحساس، وبصيص سراج الحب يلوح للأحلام بأضوائه الذابلة، ويطلب منه القليل من زيت الصبر، لكن أحلامها مهملة وتميل دائماً نحو السبات، فسرعة السلحفاة كانت تفوقها بأشواط، تشابكت الأفكار، وتراكمت الهموم وبدأت عيناها تذرف الدموع، وعم الخصام في أروقة الذات بين الأحاسيس والأحلام، ولياليها كالنار تأكل فؤادها ويمنع العينين من غلق الجفنين، ابتدأ النوم مكتسباً طريقاً جديداً، لترافقه الأحلام مرتديان جلبابين، من العتمة استنبطا اللون، ودون قيد أو شرط هدء ثوران بركان حياتها المريرة، واجتاز عمرها عقده الرابع، لكن إيمان الصبر جاءها متأخراً وضاحكاً، وطارقٌ دق بابها، وقال؛ أيتها الزهرة، هل عطرك ما زال بانتصاري، ردت بارتباك، وصوتها التهمته الحشرجة، هل أنت من تنفس بقايا نسمات أحلامي، وأقدمَ ليرى حطامي؟ قال: نعم هذا أنا، وهل أنت مستعدة للعيش معي؟ وردد قائلاً ربما اليوم شمس ونهار جميل، وغدا يوم ملبدة بغيوم وأمطار، وبشوق فتحت الباب، وبذراعين حنان احتضنته، فتحولت أحلامها منذ ذلك الوقت إلى واقع أذل الظلام، بقناديل حب وسعادة، لتمتلئ أيامها ولياليها من جديد بنور الأمل، فتبددت ظلمتها، وضحكت عيناها الباكيتان، فعادت الألوان الزاهية لتظهر من جديد في حياتها.
*وسام السقا
العراق
قصص أمال خيالها، وأحياناً تغني له من كبت ألام أحلامها، لكن الأيام بدأت تأكل جمال الربيع، والأحلام لم تثمر ولم تغير جحودها، فاتخذت الأيام المتعجرفة من الصخور مثلاً لها، صماء دون إحساس، وبصيص سراج الحب يلوح للأحلام بأضوائه الذابلة، ويطلب منه القليل من زيت الصبر، لكن أحلامها مهملة وتميل دائماً نحو السبات، فسرعة السلحفاة كانت تفوقها بأشواط، تشابكت الأفكار، وتراكمت الهموم وبدأت عيناها تذرف الدموع، وعم الخصام في أروقة الذات بين الأحاسيس والأحلام، ولياليها كالنار تأكل فؤادها ويمنع العينين من غلق الجفنين، ابتدأ النوم مكتسباً طريقاً جديداً، لترافقه الأحلام مرتديان جلبابين، من العتمة استنبطا اللون، ودون قيد أو شرط هدء ثوران بركان حياتها المريرة، واجتاز عمرها عقده الرابع، لكن إيمان الصبر جاءها متأخراً وضاحكاً، وطارقٌ دق بابها، وقال؛ أيتها الزهرة، هل عطرك ما زال بانتصاري، ردت بارتباك، وصوتها التهمته الحشرجة، هل أنت من تنفس بقايا نسمات أحلامي، وأقدمَ ليرى حطامي؟ قال: نعم هذا أنا، وهل أنت مستعدة للعيش معي؟ وردد قائلاً ربما اليوم شمس ونهار جميل، وغدا يوم ملبدة بغيوم وأمطار، وبشوق فتحت الباب، وبذراعين حنان احتضنته، فتحولت أحلامها منذ ذلك الوقت إلى واقع أذل الظلام، بقناديل حب وسعادة، لتمتلئ أيامها ولياليها من جديد بنور الأمل، فتبددت ظلمتها، وضحكت عيناها الباكيتان، فعادت الألوان الزاهية لتظهر من جديد في حياتها.
*وسام السقا
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق