
عندما بدأت أكتب تلك السّطور.. شعرت بأني سأكتب شيئا جديدا.. عن حدث لم يحدث.. عن زمن لم يكن.. عن شجرة أتفيأ ظلالها.. عن إيقاع روح.. وفتنة مشاعر.. عن رؤى جديدة.. ويأس مسّه الفرح.. عن مدن مائية.. و أسطورة حب.. اصطنعتها الأمنيات السبع.. بالتأكيد ما سأكتبه مشاعر تحاور المكان الذي لطالما حلمت بأن أكون فيه.. وبما أن العين اعتادت أن توثق الصور منذ الصغر
وهي تحاور محيطها عبر الزمان.. وفي لحظة تذكر.. ما تبقى عالقا في الذاكرة هو رقم سبعة "7" ذاك الذي جمع الماضي والحاضر.. تلك الرسائل السبعة الصباحية التي وصلتني في لحظة تجلي من الأصدقاء تباركني بالعيد السعيد الذي أتانا و لحظة انتصار.. استحضر سبع سنين عجاف، وسبع أمنيات تراودني.. وسبع سنين لطفلة اغتربت في زمان ومكان.. أذكر ذلك اليوم جيدا وكأني أعيشه اليوم.. كنت في عمر يناهز سبع سنين.. بمدرسة سيدي علي بركات في مدينة تطوان في المغرب العربي.. العيد على الأبواب.. طلبت منا مدرستنا رسم ما يجول بخاطرنا كأمنياتٍ نُسجلها لهذا العيد.. لم يكن بحوزتنا ورق ولا حتى قلم.. اعتدنا الكتابة على ألواح صغيرة وطباشير.. رسمت سبعة أشياء موشومة على جدار الذكريات.. في قصر جدي وجدتي في حي القيمرية بدمشق الوطن الأم.. هكذا كنت أراه.. رسمت شجرة النارنج. و صديقي العصفور الذي يحط على أغصانها.. يغرد طيلة اليوم.. عريشة ياسمين المنزل، التي هي قارورة عطري المفضل.. ودرج خشبي لذاك المنزل الذي اعتدت أن أحتفظ بنقودي في شقه.. وتلك العروس يتدفق منها الماء النقي.. وباب خشبي بين عمودين على اليسار جرس الباب.. كل هذا رسمته تحت فسحة سماوية يطل عليها هذا المنزل.. هذا اللون الذي أعشقه كبرت ولا يزال عشقي.. في وسطها قرص أحمر.. ذلك القرص كبر وتحول معي عبر الزمن.. كان بمثابة كرة عجيبة أردت الاحتفاظ بها.. أمنيتي الوحيدة.. مع الأيام بدأت أراها عين السّماء تراقبني، لتحرسني.. ولعلي في هذه الأيام أراها تارة تلك أمنيات التي تناديني.. وأخرى أمل أناشده حيث تكون.. لهذا أحب أن أتجه في السباحة جهة الشمس.. لا أكل ولا أمل.. أذكر في يوم.. واجهت الصعاب في العودة للشاطئ.. لكنني لازلت على عهدي أتبعها أينما كانت.. أعشق شروقها لهذا تراني كل يوم وقهوتي وصوت فيروز في انتظار أول شعاع ينتشر على الأشياء.. وتبدأ لعبة الألوان الزاهية الراااائعة التي أهيم بها.. وأرقص لها.. ومع هذه الأمنيات تنتهي لحظات التجلي.. وأعود لرسائل الأصدقاء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق