مُكابدة
..
غير قادرة على الرجوع..
تسحبني رغبة قاصمة
وتنقذني حروف
آيلة إلى زوال تلك الحياة الباردة
ودفء ينتظر على ضفّة سرمديّة
حيث يُمكنني الوقوف
وثبات سنديانة مُتعملقة الجذور..
أقرأ ذلك في كف زمن قادم يحمل
بعض أنفاسي على صفحات متباهية..
هُناك في القديم
حيث أنثى تشبه البنفسج
تُحاكي عراتليّة الشام
وحنان بردى..
اقتحمتْ الجدران المُتطاولة
اخترقتْ بكارة البيان وحررت الروح
تاركة الجسد في عالم القيود وحيداً
حيثه راحل إلى التراب..
ويشهد الله في عرش سمائه
كمْ تحمّلت أعباء وتكبّدت
وتراكم حولها أطنان أوهام..
فتعاضدت مع رحابة براري
وزمرّد وعطور خلايا متطوّعة
التزمت بعهود مع وصايا أمّ مُهيمنة
أغلقت النوافذ والأبواب
رافضة إثارة الزهور الحمراء
وبقيتْ تضاجع الانتظار
وسط عزلة لا ترحم..
لا مُطلق ولا كمال في الكون المحدود
تبقى كلّ سيرورة ينقصها الكثير
مِن النقاط الميمونة.
حنظل
يَخبو بريق
ويَغفو حُلم على رصيف..
تتعمقُ روح مُتغلغلة تفاصيل..
يزيدُ جوى وتعتلجُ نجوى..
أستنكرُ هذا الهامش وهو يضيق
تهمشني مرايا وأبتعد في عزلتي
أخاطبُ الأشياء
ومشاهد دراميّة بينَ تناغم وصراع
وغياهب ضباب..
لا غرابة حينَ أهرب مِنّي
وأغطسُ في سرابي..
جثّة هامدة تراني الروح وهي تهيم..
مَا أشبهني بقطعة رخام تقبع دون أغلال
والفجر يُنادي..
يحضرُ طيفه بقوة يقتحم
وأصفاد تتحكّم وتتمادى..
تنعكسُ آية وأصبحُ لبّ قصيدة
مُحبَطة تبحث عن سطور
تحتوي آهاتها وحنظل العبور
يتمزّق شعور على ضفّة وحيدة
ويضيعُ الأريج مظلوماً بينَ ثنايا
وينطوي جسد يُعجزه خوف قديم..3
رحلاتي
..
يُحررني سَفري مِن قيود آسرة
وأنطلقُ ريشة راغبة بنقش
زقزقة عصافير
فوقَ أثير يتماهى مع موسيقى خافتة..
لا هيمنة لشيء
ولا مستحيل
أستنيرُ بضلالي وعبث جنون
يتضاءل الوعي مِن لهاث هروب
تكبر مساحات وتتلألأ دروب..
على ضوء شمعة تشقّ الفراغ
رحلات هامسة
تبدو سفسطائيّة للبعض
وثمّة حواس تتنشق عطرها
وتلامس النبض العليل
وازدهار رُباها..
تميل كفة الخيال معي
ويخسر الواقع كالعادة
فلسفة تتأرجح بينَ حقائق..
ولغة مرتاحة تفتح أبوابها
ويسيطر إيقاع له حلاوة
وصوت ناي مجروح الضلوع
يتسطر على شرايين مساء يستطيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق