الرسالة الثامنة
صدقت أيها العارف المطلع على غيابات وجودي في مرآة حدسك ,وانعكاسات استبيانك الآهلة بالملفت والمنبئ , صدقت إذ تراءيتُ لعين بصيرتك بهالة من السلام .
ليست صورتي وحسب , بل ذاتي الكامنة في وجدانك والمشرئبة من أعماقك ترفل بألوان الطيف , لتسبغ على أجوائك الرضا والسلام الذي لا ينعم به إلّا العاشق الذي يدور في فلك المعشوق, وقد استسلم لتلك النشوة التي انتبذتها المعاناة , واجتذبها دوار الغرق في بحر صهبائها , فأسلست للغياب , وتماهت في صهيل الروح متجاوزة أوصال اللحم والدم, مشكلة
في انعتاقها ذروة الإنارة .
ولو لم تكن لك تلك الألمعية اللّماحة , وذلك الحدس النبويّ , لم تكن لتدرك بوارقها التي تبثّها في إرسال أثيري يخاطب الشعور , ويواصل الحضور .
وتحدثني عن السلام ذلك ( المكان الذي لم يدلف إليه أحد) كما أتاني في رسالتك . ويخيل إلي أننا وقفنا على بابه ذات انعتاق , فكان من الجمال والجلال , والرفعة والسمو, أننا اكتفينا بالنظر إليه دون أن نجرؤ على الدخول .
كانت الدنيا تشدني من بين ذراعيك لتلقيني على قارعة العاديّ , أقضم أيامي بأسنان هلعي , وكنت أراك بعين عجزي , تمعن في التسّرب والانتشار يستقطبك هوس خادع بالنسيان واللامبالاة .
كنت على سطح ذاتك تمسك بتلابيبي , وتجرني إلى القاع , ولم أكن إذ ذاك أدرك أبعاد الموت في الحياة .
كلّ آن يفلت من أناملي , ويفرّ لاهثاً وراء ما فات , لينضم إلى قافلة الذي كان .
لم يكن غيابي أيها المنقوش على جدران قلبي إلّا حضوراً أشدّ من الحضور . وإلّا كيف أحيا في وجدانك تلك الحياة الفوّارة الموّارة بكل عجيب وغريب , حيث يشتبك الغرام بالإلهام , ويلتف الحلم باللغم في دوران لايقرّ له قرار ؟ .
وأنت تمعن في استحضاري حدثاً كونياً لا يقبل مراوغات النسبية , أو جدلية الاحتمالات . أقف على قارعة انشطاري , وأخرج من جسدي الأنثوي في اتجاه مكابداتك بلسماً يحطّ على جراح الروح , ويرفع عنها لكمات الخيبة , ويمحو بصمات العزلة , ويشرع في تحليق طيفيّ لعبور البرزخ بين الواقع والخيال , بين اليقظة والحلم , بين الحضور والغياب .
أتظنّ أيها المدنف الملقى على سريرهوسه بالملتقى , أنّ وصولي قريب ؟ وأنني لامحالة ذات حبّ , ذات رعب , آتية من آفاق وجدانك وعرفانك ؟ .
إذاً قم وانفض عنك ثلوج قنوطك , افتح ذراعيك أمام طورالتجلّي , واخشع لجلال الحضور .
صدقت أيها العارف المطلع على غيابات وجودي في مرآة حدسك ,وانعكاسات استبيانك الآهلة بالملفت والمنبئ , صدقت إذ تراءيتُ لعين بصيرتك بهالة من السلام .
ليست صورتي وحسب , بل ذاتي الكامنة في وجدانك والمشرئبة من أعماقك ترفل بألوان الطيف , لتسبغ على أجوائك الرضا والسلام الذي لا ينعم به إلّا العاشق الذي يدور في فلك المعشوق, وقد استسلم لتلك النشوة التي انتبذتها المعاناة , واجتذبها دوار الغرق في بحر صهبائها , فأسلست للغياب , وتماهت في صهيل الروح متجاوزة أوصال اللحم والدم, مشكلة
في انعتاقها ذروة الإنارة .
ولو لم تكن لك تلك الألمعية اللّماحة , وذلك الحدس النبويّ , لم تكن لتدرك بوارقها التي تبثّها في إرسال أثيري يخاطب الشعور , ويواصل الحضور .
وتحدثني عن السلام ذلك ( المكان الذي لم يدلف إليه أحد) كما أتاني في رسالتك . ويخيل إلي أننا وقفنا على بابه ذات انعتاق , فكان من الجمال والجلال , والرفعة والسمو, أننا اكتفينا بالنظر إليه دون أن نجرؤ على الدخول .
كانت الدنيا تشدني من بين ذراعيك لتلقيني على قارعة العاديّ , أقضم أيامي بأسنان هلعي , وكنت أراك بعين عجزي , تمعن في التسّرب والانتشار يستقطبك هوس خادع بالنسيان واللامبالاة .
كنت على سطح ذاتك تمسك بتلابيبي , وتجرني إلى القاع , ولم أكن إذ ذاك أدرك أبعاد الموت في الحياة .
كلّ آن يفلت من أناملي , ويفرّ لاهثاً وراء ما فات , لينضم إلى قافلة الذي كان .
لم يكن غيابي أيها المنقوش على جدران قلبي إلّا حضوراً أشدّ من الحضور . وإلّا كيف أحيا في وجدانك تلك الحياة الفوّارة الموّارة بكل عجيب وغريب , حيث يشتبك الغرام بالإلهام , ويلتف الحلم باللغم في دوران لايقرّ له قرار ؟ .
وأنت تمعن في استحضاري حدثاً كونياً لا يقبل مراوغات النسبية , أو جدلية الاحتمالات . أقف على قارعة انشطاري , وأخرج من جسدي الأنثوي في اتجاه مكابداتك بلسماً يحطّ على جراح الروح , ويرفع عنها لكمات الخيبة , ويمحو بصمات العزلة , ويشرع في تحليق طيفيّ لعبور البرزخ بين الواقع والخيال , بين اليقظة والحلم , بين الحضور والغياب .
أتظنّ أيها المدنف الملقى على سريرهوسه بالملتقى , أنّ وصولي قريب ؟ وأنني لامحالة ذات حبّ , ذات رعب , آتية من آفاق وجدانك وعرفانك ؟ .
إذاً قم وانفض عنك ثلوج قنوطك , افتح ذراعيك أمام طورالتجلّي , واخشع لجلال الحضور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق