اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رَماَد الحراَئق ــ مسرحية قصيرة ...**عبير صفوت


المنظر أماَمي مُقسم الخلفية لأربع لوحاَت جداَرية .
لوحة أولي لرجل وأمرأة .
لوحة ثانية لأمرأة فقط .

لوحة ثالثة مضببة.
ولوحة رابعة بها ذكري لشارع.
كُرسي في مُنتصف خشبة المسرح .
البطلة أمراة تُناَهز منْ العمر أربعون عام .
وصوت للأخر الذي يلاَزم البطلة طيلة الوقت .
أضاءة مختلفة تخدم اللقاء الحِواَري ، أصْواَت إيحائية تُشاَرك الحْدث وتتساوي مع الحالة النفسية مع البطلة.

تَجلس البطلة تتأمل البراَح كأنها تتأمل العاَلم ، تشعر بالملل والتأفف ، تستمع إلي موسيقي كلاَسيك هاَدئة ، تُفكر بينما يخفت صوت الإيحاء تدريجياَ ، تفكر وتقترب من أحدي اللوحات التي بها الرجل والمرأة ، تُفكر بِصوت عاَلي وهي تنظر إلي اللوحة الأولي وتتسأل: ما الذي أتي بي إلي هنا ؟!
صمت.....
تنظر إلي اللوحة وتعيد السؤال:
أنني أحدثك....أحدثك....ما الذي أتي بي إلي هنا ؟!
تستكمل حواراَ داخلياً يأتي من بين دخائل النفس .
شئ لغريب إنكما لم تكوناَ متفهمان مره ، مع ذلك أتيت ، العالم كان يتغير وأنتما.... لا ....تعود لنفس السؤال :
ما الذي أتي بي إلي هنا ؟!
تتطلع إلي اللوحة كأنها تبحث عن إجابة أخري ،
تفرك رأسها ، تتنكر .
أبداَ ...ابداَ ...تتنهد ...لا أتذكر...
تكاَبر :
لكني سأحاول...نعم سأحاول .
تتفوة وهي تصف من الذكري قطاع وصفي :
هيئة عريضة...شارب أسود...بسمة في ثغر لاَمع...رأس اصلع يتفصد عرقاَ...ها قد بدأت.
يأتي صوت الدخيل الأخر يسئلها بسخرية:
الا تتذكرية ؟!
تتفاجأ... تنظر خلفها ... أمامها...تبحث عن مصدر الصوت في كل مكاَن .
تجلس متعبة...تلوح نفسها بالعتاب حين يظهر علي وجهها الأرق :
خطأ ما أضناني .
تسترق السمع ، يعود لنفس السؤال:
الاَ تتذكرين ؟!
قالت وإنتابها الزعر :
ما شأنك ؟!
أن تذكرت .... ترتبك وتتحجج..إنما ربماَ تناَسيت .
يعود الصوت ويتسأل بصوت ذاَت نبرة ساَخرة:
ولكن ، هل نسيت قطع السكر البلورية ؟!
امّ الأنامل الدافئة ؟!
و..الطعام المستثاغ الذي كان يسري كالسلسبيل بين يدية.
تبتعد متعمدة تقبض شقي ما بين زراعيها ، وتقول:
شئ يقتلني ؟!
يحاَصرهاَ الصوت بإشارة ابهام ، ليفضي بالحنين :
الحناَن يقتلك ؟!
تقف بعدوانية وكبرياَء...وبصوت جَهوري منطلق :
تناسيت الحبُ...تناَسيت الضغف....تناَسيت التنازل.
تتحدث وهي تجز بأسناَنهاَ .
تناسيت الهزيمة في المعركة.
صمت ....
يقترب الصوت بفحيح الثعبان قائلأ :
تناسيت الرحمة.
تفرغ البطلة من الكلمة وتجري نحو اللوحة لرجل والمرأة ، تحملق فيهماَ وتقول مهددة للصوت :
أياك ، أعلم أن الرحمة هي الوحيدة ، التي لم أتناسها....صمت ....وفي حالة من التأثير والتوجع تقول بصوت ينفجر من البكاء :
أنا...بشر .
يضحك الصوت مجدداَ ويستكمل بِسؤال:
اذاَ لِماذا ؟!
لا تتذكرين .
تتنهد في عناَء وتنظر للوحة التي بها والديهاَ وتَقول :
هي تَتَذكر...هي تَقول...هي تعْترف .
يسأل الصوت:
وأنتِ ؟!
تقول وهي تسير خلف ذكرهاَ :
أنا ...أنا ...كنت أتجول بين أرجاء نفسي ، كنت اعْتقدها فسحة خاَرج الأعشاَش ، مثل فرخ الطير مع أمة ....
تبتسم وتقول بصوت مرح :
وسنعود ألي الديار قريبا ،إنماَ...
صمت...
أوقات ضائعة مرت .
يسألها في مواجهة :
لا تنكري أنكِ بدأتِ البحث مبكراَ ؟!
تقول بصوت مفزوع :
البحث...البحث...
يؤكد الصوت لهاَ بنبرة هاَمسة : البحث عنة.
تَجلس في هِدوء وتَقول :
العالم كاَن يبحث معي ، بل إن البشرية كاَنت تبحث ، الطفولة ترهلت منذ باَع ، من ثلاثون عاَم وأنا أبحث ، من ذاك العصر المتحجر .
يلاحقها الصوت :
لكنك لم تكوني متحجرة؟!
تَقول بِصوت يمتلأ بالشدة:
لكني تحجرت .
الصوت يذكرهاَ :
بل كنت سيل من الماء .
تقول بلا مبالاة:
تناسيت المياه والشعور بالعطش .
يتبعها الصوت كأنه يغويها :
الأبار لن تفني ابداَ .
هي تؤكد وتنفي كلاَمة عن كاَهلهاَ :
لكن البشرية ستظل ظمأي .
يحاول الصوت ترويضها نفسيا :
شربت حتي الثمالة ؟!
تتحدث بالأثير الذي يعيش بداخلها :
هاهاها...كاسائر الأعداء عندما يتجرعون دماء ضحاياهم .
يكرر الصوت:
ضحايا وأثر ؟!
هل تحدثت عن الضحايا ؟!
تجيب : أي نعم ، فلتنظر حولك .
يؤكد الصوت بأهتمام:
لكنك حرة.
تقول بصوت يميل للأنتقام:
أنا الظل القابع بين السجون ...أنا الارواح المأثورة بين التنهيد ....أنا الوجع.
يلاقيها بإتهام:
بل أنتِ الجانية ؟!
تلوح البطلة بدفاع عن النفس:
بل انا المجني عليها.
يتراجع الصوت بلا اهتمام كأنه لا يقتنع :
لا عليك من الأمر.
تعود للوحة والديها وتقول :
أنظر أليها كأنها تتجاهل الشخص الذي بجانب الرجل في اللوحة ....تؤكد ....تلك المراة التي بجانبة....طالما قالت .....
صمت .
يسأل: ماذا قالت ؟
تتذكر :
قالت ، ما أفزعني.
يتسأل : ماذا قالت ؟!
قالت ما نفض عني رغبتي ....أبعدتني...
يلاحقها: ماذا قالت ؟
تواصل: بل جزعتني.
يستمر الملاحقة :ما من ؟
تستكمل: جعلت أحساسي غاضب ثائر .
يتطفل: لماذا؟.....لماذا؟
اشارت بكل قوتها: لأنهم وحوش .
يستمر: من هم ؟
تنظر للافق: وحوش..وحوش...ثم كرهت...تَعنت...إنما بت أحلم اواه لو الوحش يقتلني ؟!
يحاصرها: الأنتقام من النفس .
توضح: أنتقمت من نفسي في أطار اللحظات.
وكأنة مقتنع: اللحظات المنصرمة هي الاعتراف بدلالة الحدث .
تؤكد : بعض من التاريخ يتنكر للحب .
يتسأل : وأنتِ؟!
تنكر: الأن ، أنا لست انا .
يستجوبها: والحب ؟!
تبوح: أوقات قليلة وحاضر قبل ظلال الفراق والأنقسام ، يتخطي أيام ويكون تاريخ.
يجسد صوتة: الهروب .
تتجسد بصوت والدتها الكاهلة: أين أنتِ ؟!
أنزلي إلي الاسفل أنا هنا.
يلاحقها بجهر الصوت: الهروب .
تستكمل وهي تمرح: كنت أحب اللهو والغروب....تتوقف...إنما كنت أبكي...تبحث...اشياء لا تكفيني.
يؤكد لها: إنما رأيتك تبحثين .
تشير نحو نقطة في البراح :
كان يتراقص بهذه الصفحات من العالم ، أحبك...احبك .
يتسأل: كنت تضحكين ؟!
تسترسل :
بكيت كثيرا تمنيت أن اكون من السيف ، اقطع كل الألسنة.
يسألها بهدوء : صوتها كان يقلقك ؟!
تستكمل : تعود لصوت الكهولة ، لماذا تبكي ؟!
أنا هنا...ابدا لا تبكي...لاتبكي .

تذهب مسرعة للوحة الثانية..وتنظر للمرأة الوحيدة التي بداخلها وتقول بعنف :
العنصرية....العنصرية....الصراع الداخلي الأسري....
تلوح بالبراح:
ما بال القبائل... الطوائف.... العشائر ...الافكار...العلم.....الادب....الشعر....
الفن ....الابداع....السياسة.....الماديا....ما بال أنا ونفس ؟!
يتوقف الصوت بسؤال : نفسك ؟!
تمنعة: لا تتدخل ، فانا وهي أحرار .
يذكرها: أنتِ حرة منذ الصغر .
تضحك : الصغر...هل قلت الصغر ؟!
منذ ثلاثون عام وأنا بعمر الثمانون عام.
يناورها: إنة البحث عن الحب .
تجزع: الحب ؟
ليت ما تعتقدة..اذ فقدت حب العالم ؟!
فتحب نفسك .
يروادها: وهل احببت نفسك ؟!
تجيب بكل ثقة:
نعم وقتلتها بهذا الحب .
يتعجب :لماذا ؟!
توضح: حب النفس ..قتل النفس.
يستعلم: وإحياء النفس ؟!

تهرب البطلة نحو لوحة أخري .
تصف المشهد : منظر بديع زاوية لمدخل شارع متصل بالماضي...وتشير نحو وتتسأل :
إنة هناك الا تراه هذا الشبح ؟!
يتملق في الصورة .
يضاد لها في الحديث :
حتي لم تحاولي أن تزرعي زرعة ؟!
تهرب البطلة..وتصرخ بعد أن تتفاجأ بالسؤال..وتقول :
الغربان.....الغربان....
يبتسم برثاء:
طفلة .
تبكي وتقول وهي تنظر للوحة :
أنظر لهذا السيل كان لي ...كان لي .
يصمت الصوت .
تستكمل :
كنت رغم الصراعات أفضلة...كان يناديني كلما ابتعدت...كنت اشعر بنقاء...نقاء ...وتتنهد.
يعترض الصوت :
خداع...ذادة الخداع .
تستكمل :
كنت اتراقص عندما تمطر...اتمزع بين طيات اللقاء .
يسخرالصوت : عبث .
تجارية:
عبث قمة العبث .
ويخاطبها بود :
كيف جفت البحار ؟
تستنكر :
حتي الأن لا اعرف كيف جفت البحار .
يؤكد:
ليس من العجيب شأن هذا.
تنظر للأفق : فلتنظر إلي السماء وتسئل ، هل كان مقدر ؟!
يرد بإيمان:
نحن مخيرون .
تقول :
كيف نختار ونحن بلا دراية ؟!
يحاصرها: لكنك أدركت .
تعاند :
ادركت الحياة ، أدركت.....تصمت ....ادركت أني لا أتحرك كالأشجار .....ولا اتأثر كسائر البشر .
يصف حالتها: جمود...تلاشي ...فناء .
تعترض : لا ابدا...نحن لها دائما سنكون المدافع
سنكون الرصاص.
يحزرها:
المعارك كثيرة .
بأصرار: انا اعرف معركتي.
يتأكد: الأن ؟!
تقول بكل ثقة عندما تقترب من اللوحة الرابعة وهي لوحة فارغة:
تخطيت كل المسافات والحروب النفسية لأكون اهلا لتلك المعركة.
تتفاجأ بالصوت : المعركة.
تجيب : المعركة .
يردد: الحياة معركة .
تردد: الحياة مشاهد...ازمان...واوقات وفرص...تصمت....وتنازل عن الحقوق ....او التهيئة لقطفها.
يتسأل:
بماذا تعتقدي أن يقول القدر ؟!
تجيب بسؤال :
تري القدر حكمة او نتيجة مُتخلًفة من الاحداث .
يعاود : احقأ لا تعلمين ؟!
تؤكد بحزم:
نعلم جميعا أنة زمن المعارك.
يتسأل بسخرية: المعارك ؟!
تتسأل : تري لماذا توصلنا لذلك ؟!
تقوم بنهرة :العقل يقول .
يعترضها : العقل لا يقول التاريخ.
تنظر البطلة الي اللوحات وتقول :
أقراء التاريخ ، لو تتوقف الصراعات.
يتسأل :هل تعتقدي ؟
ترسم بالكلمات: الصراع...الصراع... إنه الحياة .
يستكمل رسم لوحتها: إنه الظلم والقهر والاستفحال الاستعمار شديد القسوة والجحود .
يروادها: كيف حال مشاعرك الأن ؟!
تنبهة :عليك أن تتسال عن رسالتي الجديدة، العلوم...التكنولوجيا .
يرسخ كلماتها: باكورة العلوم أفضل .
تتذكر : صراع العقول .
يكشف لها الحقيقة: صراع التقدم لمحاربة التقدم .
يسألها بتكهن: واللوحات ؟!
ترمي الكلمة خلف ظهرها : ذكري .
يجزع من التغير: وال أنا...وال هي ؟!
تجيب بثقة: يوجد ال هؤلاء ...ونحن منهم .
يخشي: اذن وانا ؟!
تنهرة بلا مبالاة : انت الماضي والقرين...عليك أن تتغير.
يعترض: لم أتغير من الاَف السنين .
متعددة: اذا ساقتلك.
يرتعب : لا ..لا ..انا مطاوع كما تريدين.
تقول بأنتصار : نعم هذا ما قصدتة...اذا نغلف الماضي بسترة بيضاء..ونفتح الممرات...نخرج السبي اللذين تعذبوا....نفرغ البلاد من الجميع الا من الاعداء.....ثم ندك الاعداء ونطهر الأرض ..ثم يعود ساكينيها الأصلين للتعمير من جديد .
يوفقها: فكرة سديدة.
تضيف: ونقتل الاسد .
يرتجف الصوت: لا.. الاسد.. لا .
تقول بثقة: لا تخشي..إنة كهل وعنيد مهلل .
يواجهها: لم ادرك أن الحداثة والعولمة تغيرك ؟!
تضحك : هههههه ...الأصنام تستطيع أن تتعامل مع الأصنام .
يتسأل بجزع: وأنا ؟!
تنظر للأفق : في مهب الريح.
تسترق البطلة السمع ، لكنة يتلاَشي وتنظر للوحات...لكنها أختفت.
تنظر لساعة في اليد وتقول: حاَنت اللحظة .

تمت
*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...