اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الفصل الحادي عشر من رواية (ملح السّراب ) ...*مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
- من نافذة اختناقها ، تطلّ على الزّقاق الضّيق ، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر ابتسامة من دمع . لكنّ وجه ابن عمهّا " رضوان " المقيت ، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها ، ترمق خاتمها الذّهبي ، الذي يشنقُ أحلامها بازدراء ، ترتدُّ نحو انكسارها ، تغيب مخلِّفة وراء النَّافذة حسرة في قلب " فتى النَّافذة " .
بعدَ توسّلاتٍ مذبوحةٍ ، وإلحاحٍ مستميتٍ ، تشفق الأمُّ " أمينة " على كآبة ابنتها " سميرة " ، فتفرجُ عن جناحيها لبعضِ الوقت .
يبرقُ قلبها من الفرحةِ ، يذوبُ جليد الرّوح ، وتسري في الأوردةِ مراكب الأماني البيض .. سيلتقيان .. وتتشابك الأصابع بارتعاشها ، تحتفي بخطواتهما الأرض ، تحتضنُ الدّروب فراشات بوحهما والغيوم البيضاء تطال جنون القبلات .
أشهر مضت على إعلانِ حتفها ، خطوبة "رضوان " ابن عمَّها لها ، وهي قابعة خلف كثبانِ أحلامها ، مع خاتمها اللعين ، تراقب باختناقٍ حادٍّ ، تحرُّكات " فتى النَّافذة " القلقة .
ـ أتريدينَ شيئاً من أمِّ " زينب " ؟.
تردُّ أمَّها " أمينة " ، المنهمكة بترتيبِ قبرها الأثير :
ـ بلِّغيها السَّلام .. لكن إيَّاك والتّأخر .. اليوم موعد مجيء عمّكِ من " حلب " ، وممكن أن يأتي معه خطيبكِ " رضوان " .
تندفعُ نحو الباب ، كسحابةِ شوقٍ ، ترقصُ خلجاتها على إيقاعِ الانعتاق ،تسبقها عصافير التَّوق ، متقافزة فوقَ أحجارَ الطّريق المرصوفةِ .
ومن بعيدٍ تلمحُ فتاها " إبراهيم " يتتبَّعها ، فيشتعلُ الصَّهيلُ في نبضها ، يرفرفُ دَمُ إشراقها جناحاها يغرّدانِ ، وهي تقاومُ رغبةً في الالتفات :
ـ مجنونة . . ماذا لو افتضح أمرك ؟. . ستذبحينَ كخالتكِ " سعاد " ، ارجعي .. ارجعي .
تنأى بارتباكٍ شديدٍ عن الحارةِ ، تَتَغَلْغَلُ في أزقَّةٍ متطرِّفةٍ الخوفُ يثقلُ قدميها ، أنفاسها تزعقُ برعبٍ :
ـ ارجعي .. ارجعي .. قد يصادفكما قدوم ابن عمَّك " رضوان " مع والده عمَّكِ ، زوج أمّكِ .
تتباطأ حائرة ، وبعيونٍ متلصّصةٍ تمسحُ المكانَ من حولها تلتفتُ ، تتمهّلُ ، لتقصّرُ المسافة ، بينها وبين الحبيب الحقيقي " إبراهيم " .
يتصاعد الخوف مشوباً بالحذرِ في قلبِ العاشقِ المتيّمِ " إبراهيم " ، تنبتُ في قلبهِ أنيابٍ شرسةٍ ، مدركاً خطورة المغامرة ، يمسك خطاهُ عن حبيبتهِ " سميرة " :
ـ لن أقامر بها وبي ، لن أشاطرها جنونها ... ماذا لو طاوعتها
؟!.. سيقولُ أبي : فضحتنا يا كلب ، جلبتَ لنا الدَّمار ،ولأهلها العار ، ثمَّ هل تجدنا قادرينَ على مجابهةِ عائلةِ " الرَّضوان " ؟! . . عشيرتهم كبيرة ، ونحنُ عائلة بسيطة وصغيرة
سيقتلونكَ ، خطيبها " رضوان " وهو ابن عمِّها ، ووالده متزوّج من أمّها ، هو بحدِّ ذاتهِ حيوان متوحّش ، فماذا تَتَوقّع منه ، حينَ يعلمَ بعلاقتكَ مع خطيبتهِ ؟!.. سيقتلكَ ، ونحنُ لن نموت من أجلكَ ، ومن أجل قلبك الطَّائش .
بجوارحٍ مشرئبَّةٍ متيقِّظةٍ لوصولهِ ، تتخيَّلُ ما سيدورُ بينهما من حوارٍ :
ـ مرحباً .
ـ أهلاً .
مُتَحَرّراً من تلعثمهِ ، حاثَّاً خطاهُ بمحاذاتها :
ـ كيفَ الأحوال ؟.
وبنزقٍ تضعُ " سميرة " ، حدّاً لمقدِّماتِ " إبراهيم " :
ـ " إبراهيم " ، يجب أن نجدَ حلَّاً .
أفاقتْ " سميرة " ، من شرودها ، على تأخرهِ ، شارفتْ على تخومِ البلدةِ ، بجرأةٍ تستديرُ ، فتصطدمُ بخيبةٍ متوحِّشةٍ ، تنقضُّ على جناحيها الأبيضينِ ، حينَ لا تبصرُ أحداً يتعقَّبها .
ينتحرُ بريقُ عينيها ، أغصانُ بهجتها تَتَقَصَّف ، يجفُّ نسغ الانعتاق ، وتتهشَّمُ مرايا السَّماء ، فوقَ قفار روحها بينما تجأرُ أعماقها النَّازفة :
ـ آهٍ " إبراهيم " لماذا الفرار ؟!.
في زقاقٍ مُتَهَدّمٍ ، تلمحُ الشَّمسُ الأفلةُ ، فتى النَّافذةِ العاشق " إبراهيم " ، لاهثاً بانهزامهِ ، يجرُّ غُصَّته بمشقّةٍ ، وفي وجدانهِ الجريح تتعاركُ الأسئلة :
ـ سامحيني يا " سميرة " ... لن ألحقَ بكِ العار . أهل بلدتنا لا يعرفونَ الرَّحمة ، ليتنا يا " سميرة " وُلِدْنا على كوكبٍ آخر .
تعودُ " سميرة " مضرَّجةً بخيبتها ، تعرجُ على قبرِ صديقتها " زينب " ، كاتمة أسرارها ، تحملقُ الصّديقة في أخاديدِ الدَّمع في وجهِ " سميرة " ، وتشهقُ بالسؤال :
ـ هل التقيتما ؟!.
تندُّ عن أوجاعِ " سميرة " ، صرخة مسكونة بالموتِ :
ـ انهزم !.
تَتَكوَّرُ الصّبيَّتانِ ، المنكسرتا الأجنحة ، تبكيانِ أحلامهما بضراوةٍ ، ذليلة تنكفئُ الشَّمس، وبفظاظةٍ ينبثقُ ليلٌ من عويلٍ أسودٍ ، يُسربلُ حلمَ المدينة .
مصطفى الحاج حسين 
حلب 




ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...