ꜜالورقة التأطيرية
رغم كون الرحلة جنسا أدبيا قائما في أساسه على الإنتاج المعرفي والفكري المُصَاحب لعملية الترحال والسير في الأرض، من جهة، ورغم تقاطعاتها مع العديد من الأجناس الأدبية الأخرى في سماتها البنيوية، من جهة أخرى، فإن استحضار السمات المعرفية والوظائف الحضارية في دراسة نصوص الرحلة، فرض تجاوز التركيز على سماتها الأدبية ومرتكزاتها البنيوية.
إن القيمة العلمية لنصوص الرحلات تتجسد في كونها ملتقى ومنبعا لحقول معرفية متعددة، لا تنحصر في المجالات الأدبية السردية واللغوية والتخييلية، بل تجاوزتها إلى حقول معرفية أخرى كالجغرافيا والتاريخ والانثروبولوجيا والإثنولوجيا، وغيرها. فالرحالة، وهو يصف”مسارات” رحلته، يؤرّخ للسياقات والظروف التي اكتنفت تلك الرحلة، فضلا عن ذلك، فإنّه يورد أحداثا ووقائع، ويصف الأمصار والأشخاص، كما يحدد مواقع وأسماء القبائل والمداشر، ويعرض حرفا وصنائع زمن ومكان رحلته. فالنص الرحلي – إذاً- ، وثيقة لا يمكن للباحث في مختلف حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية أن يتجاهلها أو يستغني عنها.
ففي باب البحث التاريخي مثلا، استأثرت نصوص الرحلات باهتمام العديد من الباحثين في هذا المجال، سواء أكان ذلك على مستوى تحقيقهم ودراستهم لعدد مهم من تلك المتون، أم على مستوى الاشتغال عليها باعتبارها منطلقات ومادة مصدرية في مقاربة قضايا وإشكاليات معرفية مختلفة. هذا في الوقت الذي ما يزال صنف آخر من هؤلاء الباحثين يتجاهل هذه النصوص ضمن جدول أعمال مصادر الكتابة التاريخية أو يتعامل معها على الأقل كمصادر ثانوية ومكملة في بناء تلك المعرفة.
ومن هذا المنطلق، جاء مشروع الكتاب الجماعي حول موضوع: ” التاريخ وأدب الرحلة”، رغبة في تحسيس الباحثين في الحقل التاريخي بالأدوار العلمية الممكنة لمصنفات الرحلة في كتابة تاريخ المجتمعات والأمم، باعتبارها، أي الرحلات، من المصادر الدفينة كما سماها الأستاذ محمد المنوني رحمه الله. كما نهدف من خلاله، إلى فتح آفاق بحثية جديدة في تعامل المؤرخين مع مختلف المتون الرحلية.
وفي بناء المحاور المقترحة في تأليف الكتاب، نطرح جملة من التساؤلات التي تفرض نفسها في هذا السياق، ومنها:
– هل بالإمكان الفصل بين الرحلة والتاريخ؟ ما هي العلاقات والتقاطعات الممكنة بين النص الرحلي، وعلم التاريخ؟
– أيمكن النظر إلى النصوص الرحلية باعتبارها نصوصا سردية ذات بعد إخباري، كوثائق ومصادر شأنها شأن باقي المصادر التاريخية الإخبارية التقليدية؟، أم أنها مجرد نصوص مساعدة في كتابة التاريخ؟
– ما مدى موضوعية النص الرحلي؟، و ما المقاربات والآليات المنهجية الكفيلة بمعالجة النصوص الرحلية من زاوية نظر المؤرخ؟
– ما آفاق ومجالات البحث التي يمكن أن يفتحها النص الرحلي أمام المؤرخ؟
– …إلخ.
و جاءت المحاور المقترحة على الشكل التالي:
المحور الأول: التاريخ وأدب الرحلة: المفاهيم والمنطلقات النظرية؛
المحور الثاني: التاريخ وأدب الرحلة: التقاطعات، وحدود مهنة المؤرخ؛
المحور الثالث: البعد العلمي والفكري في الرحلة؛
المحور الرابع: الرحلة والتواصل الحضاري بين الشعوب؛
المحور الخامس: كتب الرحلات مصدرا تاريخيا: دراسة نماذج.
شروط المشاركة:
– أن يندرج البحث ضمن أحد محاور الكتاب.
– احترام شروط البحث العلمي ومعاييره.
– أن يكون موضوع المشاركة جديدا.
– أن يتراوح البحث ما بين 15 و20 صفحة.
– تقبل المشاركات باللغة العربية، كما باللغتين الفرنسية والإنجليزية(على أن ترفق بملخص لها بالعربية).
– يعتمد ترقيم تسلسلي واحد لمجموع هوامش البحث، على أن تسجل هوامش كل صفحة في أسفلها.
– تسلم المشاركات مرقونة ببرنامج وورد، بخط : Traditional Arabicمقاس 16 للمتن و14 للهامش ، بالنسبة للغة العربية. و خط Times New Roman مقاس 14 للمتن و12 للهامش بالنسبة للبحوث باللغة الأجنبية.
– تخضع جميع البحوث للتحكيم من طرف اللجنة العلمية للكتاب.
مواعيد مهمة:
– آخر موعد لإرسال استمارة المشاركة: 20 يناير 2019.
– إعلان قبول الملخصات: 31 يناير 2019.
– آخر موعد لإرسال البحوث كاملة: 15 مارس 2019.
– الإخبار بالقبول للنهائي للبحوث: 30 أبريل 2019.
– نونبر 2019: الموعد المرتقب لإصدار الكتاب .
وسائل التواصل:
– للاستفسار يرجى الاتصال بالرقم الهاتفي الآتي: +212761510333
– تبعث استمارات المشاركة والبحوث إلى البريد الإلكتروني: rihla2019@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق