اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

تحولات المدينة في الرواية عند الروائي حميد الحريزي في ثلاثية “محطات” الروائية

*ظاهر حبيب الكلابي
بناء ثيمة الملحمة :-
تناول الروائي حميد الحريزي في ثلاثية محطات تاريخ نضال جبهة واسعة من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي عبر شخصيات منتقاة من واقع القهر والاستلاب أبان خمسينيات القرن العشرين وقد اخنار شخصيات اتسمت بالبساطة والفقر والتحدي والصبر – من خلال شخصية الفلاح مظلوم وولده كفاح حيثشكل تحول المكان (المدينة)) نقطة تحول مصيري لبناء شخصية تتسم بالطموح
والمواجهة فكان التحول من الريف الى المدينة ((النجف)) القنطرة الاولى والبداية لأنفتاح مسارب السرد على مناحي ومتغيرات اجتماعية واقتصادية
وايدولوجية فكانت المدينة عنصر التحول بعد المواجهة مع الاقطاع ورموز الفساد مع معطيات مدينة جديدة وعلاقات اجتماعية ضاجة بالمتناقضات بين الديني والدنيوي (الجسدي والروحي ).
كان اللقاء بالاستاذ منير (سلام عادل ) الشيوعي المكافح والانسان الواعي بداية التغيير شعلة التفجير الجواني في عوالم شخصية مظلوم (البسيط) ، حيث بذرت
شخصية منير معطيات التغيير وفجرت مكامن السؤال عن ماهية هذه الشخصية ومرجعيتها السلوكية والاجتماعية فكان البحث عن الجذور يلتقي مع مكامن السؤال عن الخلاص الفردي والجماعي عبر بوابة تحرير الوطن والمواطن .
كانت الاجزاء الثلاثة لمحطات حميد الحريزي تغور عميقا في منافي القهر والاستلاب والامية والجهل لمناطق جغرافية واسعة في الجنوب العراقي حيث صورت الرواتية عبر مركزها السردي الراوي على العالم (مظلوم) وانتقالاته الجغرافية شكلت معطى مولد لدلالة المكان الجغرافي ودور المدينة المعاصرة في صناعة التغيير وابصار الحقيقة عبر هجرة الريف نحو المدينة فكانت لحظة الكشف وتبدلات القناعات المتوالية حيث اكتشاف الضوء وبداية الحلم – من خلال تطويع المكان لحاجات الراوي الجسدية والنفسية والاقتصادية واعمال الذهن لصناعة التغيير الجواني الداخلي عبر اختزال ذاكرة معطلة بالقناعات المعطاة سلفا من قبل سلطة المجتمع وآلياته القهرية الساكنة في النفوس .
جاء السرد في الثلاثية باسلوب قريب وبسيط اعتمد على تقديم لغة منظمة منسجمة في احيان كثيرة مع صرامة الانتقال بالسرد من المشخص الموضوعي الى المجرد المتعالي مما اعطى صورة لمقاطع روائية عديدة الى ان تكون نصوصا تنضح بالرؤى المتعلقة بالطروح الفلاسفية والتاريخية معتمدا جوانب اشكالية تتعلق بالجملة الطويلة والحواريات العميقة التي تحيل الرواية الى افق المشهدية والتمثيلية واللجوء نحو المناحي الفلسفية والمعجم المادي التاريخي والموازنة بين اللغة الفصحى واللهجة الريفية في الجنوب العراقي .
يدفع الروائي حميد الحريزي القاريء منذ البداية اقصى امكانيات التركيز عنده ويؤسس له بناء علاقة ترقب وملاحقة للحكي تدفعه للوقوف عند المحطات الصاخبة والدامية التي تنقلت عبرها الشخصيات الروائية بمرارة والم (مظلوم – كفاح – منير ) . وقد احكم الروائي في ربط شخصياته مع المكان بانسجام مع خصوصيات المكان وتشظياته الروحية والاجتماعية والفكرية اذ يستحضر في طريقة التعامل مع المكان المشخص المدينة ((النجف – بغداد) محاا احالاته ومرجعياته عن كثب للغور في عوالم وشخصيات وقناعات المكان السردي ويستحضر كل مايمكن من علائق ومعطيات المكان وذاكرته ومراثيه انطلاقا من تجليات الصراع بين الماضي والحاضر بين الرجعي والتقدمي (الذاتي المسلوب والموضوعي المقهور) عبر مصادرات تمكنها ارادات قهرية تصنع سردياتها ووثائقها بطرق عديدة مخادعة ومضللة( الاقطاع والرجعية – الاحزاب الشوفينية اليمينية – الحرس القومي – العلاقات المشبوهة عبر سرديات شخصيات عصابية انفعالية لانها شخصيات مصابة بازدواج الشخصية واضطراب السلوك الجمعي ، تبحر في سلوكيات وهذيانات طويلة تعيش هوس المصالح الانية وتعتاش داخل ايدولوجيا عائمة.
يضعنا الحريزي امام حزمة من المفارقات التي شكلت محطات مهمة وفارقة – من حيث التحدي والصبر والبطولة الفذة من خلال سرديات ابطال يشبهون ابطال الملاحم رغم يقينيتها وموتهم الاسطوري المفجع الشهيد منير (سلام عادل) الشهيد ( حسن سريع ).
لعل الروائي يتماهى بنهاية ابطاله بنهاية ابطال وثوار في التاريخ من امثال (تروتسكي – جيفارا – هوشي منه وغيرهم .
تغيير المكان – الهروب من المكان الجامد الى المكان الحي جاءت كموجهات لتغيير الافكار والقناعات في محطات الحريزي.
فابطال من امثال استاذ منير (سلام عادل) ومظلوم وكفاح ابطال بسطاء من عامة الشعب مارسوا البطولة الواقعية لا المتخيلة كمرحلة من ثيمة سحرية المكان وسلطته الايدولوجية العائمة وشرط توالد الصراع واحتكاك الارادات داخل فضاء المدينة الصاخبة ، وصدمة النهاية المؤلمة بنهاية البطولات الملحمية بموت سلام عادل وحسن سريع ومظلوم وفقدان وعي كفاح ونهايته المفجعة وفقدان وعي سعيده ادى الى سلسلة طويلة من الاغترابات المتوالدة تفجرت مع اغتراب المكان بسبب وقوعه بيد طغمة الرعب والتسلط الشوفينية والتفرد بالسلطةوجرائم الحرس القومي بعد سقوط الثورة (الحلم والديمومة) وتنتهي السلسلة عن اغتراب الابطال الثوريين عن وعي المرحلة بسبب توالد الازمة وانهيار الثورة بعد الثورة بوصفها خلاصا وملاذا …
توالد الاغتراب عند البطل مظلوم ورفاقه … بسبب ضياع الاحلام وخيانات القادة وهشاشة وضع اللجنة المركزية واضطراب واقعها وسقوط بعض الثوار تحت التعذيب والوشاية برفاق الدرب.
كانت شخصية كفاح الشخصية الشاهدة على سجون الطاغية وعذابات المطامير والتي اصطنع لها الروائي فضاءا اغترابيا مفجعا دمر فيه واقعه النرجسي كفنان والوجداني كحبيب وعاشق للوطن وللحبيبة الغائبة او المغيبة في سجون الطغاة .
لقد اعتمد الكاتب حميد الحريزي اسلوب الراوي العليم فهو يعرف ما تفكر به الشخصيات وما تشعر به وما تفعله وبذلك سرد لنا احداث الرواية ((ثلاثية محطات)) وفق السرد الموضوعي الذي يعد سردا محايثا للسرد التاريخي وهذا ما يوضح للقاريء التسلسل الزمني لاحداث الرواية وانتقالاتها باجزائها او محطاتها الثلاثة لان الراوي امتلك المتن فهو معطى هناك ومن ثم جاءت الصياغة كمعطى روائي يتماهى مع السرد الملحمي والذي يعتبر الرواية حفيدة للملحمة ( فقد ورثت الرواية اهم ماضيها وهو البناء الفني)*ص5 نحو رواية جديدة\الان غربيه عن طريق السرد بوساطة الراوي وان تعدد اشكال الروي حسب علم الراوي وموقعه واهمية دوره في الحكاية حتى قيل عن الرواية انها ملحمة نثرية ، ولان النص الملحمي نص يقوم على صراع يدور بين فئتين لذا نجد ان ثلاثية حميد الحريزي ((محطات) كان هناك صراعا يدور بين فئتين هما الزمر الارهابية الشوفينية الحاكمة – والشعب متمثلا برموزه الجماهيرية من اساتذة وعمال وفلاحين وكادحين –فعملية الفعل السردي في ثلاثية المحطات يؤديها عدد من الشخصيات التي يمكمن تقسيمها الى ثلاث محاور وجبهات لكل جبهة خصائصعا ووجهة نظرها فيما يخص عالمها الروائي وطبيعة صراعها مع الواقع وطبقتها الاجتماعية وعمقها المعرفي وهي :-
1- فئة السلطة وتكون من الاجهزة القمعية والبوليسية للنظام ومليشيات الحرس القومي- التي قامت بعمليات ترويع وقتل واخفاء للعناصر الثورية والمقاومة للديكتاتورية والرجعية والانفراد بالسلطة .
2- ب- فئة العناصر الثورية المظمة في سياق الحزب الشيوعي العراقي ومنهم سلام عادل وحسن سريع ومظلوم وكفاح ، وخالد احمد زكي وسعيده وغيرهم …
ج- فئة عامة الشعب \ وهم طبقة واسعة من الناس المقهورين المغلوبين بسبب شياع البؤس والفقر والامية حيث كانوا مشاريع جاهزة الى شتى صنوف القهروالاستغلال .
لقد اظهرت لنا ثلاثية محطات الحريزي شخصيات ذات ملامح ملحمية لاسيما البطولة والصبر والتحدي عند سلام عادل استاذ منير في الرواية وحسن سريع الذي قاد تحرك ثوري بطولي لزعزعة عروش الطغاة بعد ان نهضا بمهمة تثقيف وتعبئة وقيادة الجماهير في التظاهرات والتنظيم الى فعلية التحرك الميداني الذي قام به الشهيد حسن سريع الى ارتقاءهم اعواد المشانق – ان ظهور تلك الشخصيات البطولية يضفي عليها طابع الشخصية الملحمية فقد ظهرت بوصفها شخصيات تتحدى الظلم بصبر وجلادة وخاضت صراعل مريرا خفيا وعلنيا واتسمت بطابع النبل وسمة الاخلاق والتضحية دون ان تعترف تحت سياط الجلادين باسماء رفاقهم الباقين …
.لقد جاءت ثلاثية الحريزي كوثيقة تاريخية للمحاسبة والتساؤل محاسبة التاريخ ما جدوى ما حصل عليه الشعب ، وما جدوى تلك التضحيات والدماء التي روت شوارع المدن العراقية ( حتى كان فريد الشخصية الروحانية في المحطة الثالثة ((البياض الدامي)) يعاتب مظلوم بعبأ الملومة الاخلاقية وهو الكلام الذي يستبطن الكف عن المواجهة مواجهة القمع لأن الجلاد لايفكر بضحاياه ولو للحظة واحدة…
كان يتساءل الراوي اين تلك الاعلام الحمر وكانت تضاهي مليون راية رفعت لنصرة ثورة 14 تموز كما حدث في الاول من ايار عيد العمال العالمي 1959 . لماذا لاتظهر لتناصر الثورة وتوقف الزحف الشوفيني المقيت .
وباحق الكاتب بستبطن في ثنايا مروياته ادانة صامتة وعتاب قاس لقيادة الجبهة الوطنية ((موت مظلوم يم 17 تموز 1973)) ، وقيادة اللجنة المركزية للحزب انذاك لركونها الى الاتكالية والانصراف نحو التنظير والتحليل تاركة الشارع لذئاب الليل الذي افترست الثورة وجماهيرها .
لم يكن تجسيد المكان بمعطياته المادية والروحية (المدينة وتحولاتها) تحضر في صورة كاشفة عن دلالات شوارعها ، صخبها ، جوامعها وابنيتها في عين القاريء، الا عبر صورة مرتبكة مشوشة بل قد تكون غائبة فقد ح المكان يدلالة العناوين وتنقلات الشخصيات المربكة بين الريف- النجف بغداد – الاهوار اذ كان وصف الروائي للمكان قاصرا ومركزا على وعي البطل الشخصية عبر تجليات السرد وردود افعاله المختلفة .
فالمكان يحضر عبر الشخصية لاعبر هيمنة الروي( السرد وعدم استقلالية الوصف عن مناخ السرد الفجائعي بل مشكلا وؤشرا على بنية القلق والتوجس السردي .
اذ جاءت الامكنة المدن النجف كمرحلة بنائية اولى معطى معرفي لشخصية مظلوم الريفية ثم بغداد المدينة الصاخبة بالتحديث وصراع الايدولوجيات فكانت المدن محطات مؤثرة في نمط الشخصيات وطبيعة سلوكها ونمط حياتها وهامشها المعرفي والثقافي .
لذا جاء اغتراب وتقاطع بعدي الزمان والمكان على الشخصيات ((مظلوم – كفاح – سعيده)) ولد معطيات جديدة بأن لتحولات المكان خصوصية في بناء الشخصية وصناعة الافراد وتغيير نمط الحياة لكون التشبث بكينونة المكان ((المدينة المعاصرة) فجر طاقات كامنة وقناعات متجددة بالرفض والتحدي والاختيار فالراوي استطاع ان يكسب المكان حضوره ومرجعياته ليؤكد اهمية استبطان سرديات المكان العراقي وتحولاته الصاخبة بكثير من الاوهام والفجائع والقلق المزمن .
ينطوي الصراع في رواية (محطات) على طابع اقتصادي اجتماعي طبقي يدور بين الفلاحين متمثلا بشخصية مظلوم وبين الاقطاع وملاك الارض ليتنافى مع تحلات المكان وهجر مظلوم من الريف الى المدينة (النجف الاشرف) الى صراع سياسي وطني ضد الظلم والرجعية والديكتاتورية – فجذور الرواية بدأت ضد الطبقات الاقطاعية وطفيليات الفساد ويستمر الصراع ضد الاقطاع ورموز الفساد لتتحول القضية الفردية الى قضية عامة عندما يكون ضد الديكتاتورية والتفرد بالسلطة والاحتلال الامريكي ، انه صراع من اجل الحرية والعدالة والكرامة_ انه صراع من اجل الحياة ضد الموت البطيء ضد الحرمان والطغيان وهذا ما جعل البطل الشيوعي كفاح يعاود عمل ابيه ويأخذ العربة لبيع اللبلبي امام المدارس وفي الاسواق بعد ان استعاد وعيه واستذكر ايام طفولته وشبابه وتعلقه بالحبيبة احلام التي اختطفها ازلام الشوفينية والديكتاتورية ودون رجعة .
حتى انتهى به المطاف الى لحظة صمت أزلي بعد كارثة انفجار مروع في احدى ساحات العمال في بغداد ليمارس اغترابا فعليا وقطعيا مع الواقع.
لقد كان الموت المفجع لابطال الرواية يفضي الى مسلسل مؤلم من اغتراباا طويلة عاشتها شخصيات مظلوم وسلام عادل وكفاح وسعيده المناضلة الريفية الصابرة . تكون دفقات الاغتراب الاولى من انهيار المكان كمعطى اجتماعي ومرجعي وجداني وذاكرة شاخصة بسبب سقوطه بيد الشوفينية ومن ثم الاحتلال الامريكي وتنتهي بفجيعة الوعي والادراك وهو اغتراب البطل عن قناعاته وملاذاته ووعيه .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...