أحْدَبُ دِمَشْقْ
خَضْراءُ رُغْمَ صَقيعِهِمْ
هَذي الأَنامِلُ ما انْثَنَتْ
تَطْوي احْتِراقاتٍ يُغازِلُها الأَنينُ
تُطَوِّقُ المَجْهولَ بالحُبِّ المُعَتَّقِ
تينُهُ خَمرٌ و صَوْتُ الوَعْدِ في كَفَّيِهِ زَيتونٌ
سَقَاهُ اللّهُ خُضْرَتَهُ ..
سَقى الأرْضَ الحَزِينَةَ حُلْمَهُ
ما انْفَكَ يهْذي في ارْتِعاشاتِ الشّتاءِ
بِنُضْرَةِ اللّيمونِ و النّارِنْجِ
قِدّيسٌ ..
تَحَدَّبَ ظَهْرُ عَودَتِهِ
بِثِقْلِ الزّيفِ وَ التَّلْوينِ
قدّيسٌ وِ أُنْكِرَ في صَحاري المِحْنَةِ الأولى
فَلَمْ يَقْنطْ ...
و لا الأَلْواحُ حَطَّمَها
شَرائعُهُ : !
صَلاةُ الحُبِّ للأزْهارِ يَرْفَعُها
رُكُوعُ القَلْبِ في مِحْرابِ أُغْنيةٍ .. يُرَجِّعُها
و صَومٌ عن زنى الكلِمَاتِ ..
إِنْ تُغْويهِ .. يَرْدَعُها
تَجَلّى الشِّعْرُ إذْ ناداهُ مِشْكاةً
على طورٍ مِنَ الآلامِ
يا سيزيفُ أخْضَعَها ..
فَلِمْ غِبْتُمْ ؟
و مَنْ في بِئرِهِ أنْتُمْ ...؟
و مَنْ كُنْتُمْ ؟
و أَيْنَ قِناعُ لُعْبَتِكُمْ ؟
غَشاهْ الأصْفَرُ المَحْمومُ
أرْجوكُمْ ..
تعَالوا وانْظُروا
في شامِنا الأحْدَبْ
تَعَالوا واسْمَعوا ناقوسَ جُرْحِ الشاعِرِ المُتْعَبْ
تَعالَوا والمسوا أثارَ مِسْمارَينِ
في الكَفَينِ في القَدَمَينِ
في البِنطالِ وَ الجَورَبْ
فَإنْ آمَنْتُمُ كُفْراً بإيمانٍ بَصيرٍ
لا تُرى بِالعَينِ أَشْجارْ السَّماءِ
وَ إنّما ..
بالرّوحِ تُطلَبُ حينَما تُطلَبْ ...
عبير الديب