⏪⏬
ينفرطون من كفّ الغياب ...وئيدة خطاهم يتحسسون طريقهم إلينا ..هذه أسماؤهم علامة على أنّهم كانوا بيننا يوما واقتطعوا من قلوبنا أمكنة يريدون اليوم التدثّر عندها..سبقتهم كلماتهم إلينا {نحن قادمون انتظرونا}..
أهلا وسهلا من بعد غياب أحوجني إليكم..قاومت تيّارات الغربة كلّها حتى لا تقتلع جذور محبّتكم مني..تصبّرت بمودّتكم في الغياب على حاضر بلا قلب..تأتون الآن تدخلون ذاكرتي بهالة نور تجعلني أبتسم لبعيدكم القادم نحوي..ترفرف أسماؤكم في سمائي الموحشة ..رفقة ما زلت أتنسّم عبيرها في زمن اسفلتيّ لا نكهة له..زاد فيض هلولكم أكثر وانتم تملأون فراغات ذاكرتي من تناثر زمن جميل يتسرّب من تجاويف دماغي..أصوات كلماتكم تشيع في نفسي المسرّة ..أرى جدائل صباي ترفرف جذلى بينكم..أرى لأوّل مرّة بعد نسيان طويل عينيّ تتلألآن من جديد..حاضري ليس بائسا جدّا لكنّه دون الرّاحلين لا تفارقه غيمات البكاء..وأنتم من ذكرى الرّاحلين ..شهدتم محبّتهم تحوّطني كزهرة غالية..شهدتم ينابيع قلوبهم تغرف وتسقيني ..ها هيّ ابتسامة امي زاهية بي أراها بكل وضوح وقد كاد يصيبها غبش السنين..ها هوّ أبي يراني بينكم وقد بدوت له أني يفعت ..هاهي أنا الزّمان ملك يدي طمانينة حلوة المذاق لا تصيبها المرارة أبدا
قادمون ؟ مرحبا بهدايا السّراب الجميل ..أستقبل كلماتكم الواعدة بضحكات أبالغ في اصطناع طفولتها حتى تطمئنوا إليّ..أقدّم لكم سراب الذّاكرة المنعش حلوا بقدر ما استطعت..صعب ان نجهش بالبكاء أمام بعضنا ونحن نلقي أحمالنا قليلا عن ظهورنا لتعرفونا ونعرفكم بعد أن غبتم وغبنا ..أوجعكم الزمان كما أوجعنا قصقص أجنحتكم كما قصقص أجنحتنا ..لكننا رغم ذلك انتزعنا منه أفراحا كثيرة أليس كذلك ؟ لا وقت للبكاء حين نلتقي... لنسرد انتصاراتنا..نعم لم نعد في طيبة الأمس لكننا على الأقلّ صارت لنا شراسة ندافع بها عن أنفسنا..صحيح انقسم ظهرنا باليتم لكنّنا مازلنا نمتلك وشائج أخرى خصبة بالحب ..عاندنا الزّمان قليلا لابأس ما دمنا لم نفقد ملامحنا في ملحمة العناد..نعم يجب أن نقول لبعضنا هكذا..حتى لا يتبخّر العبير الباقي من ماضينا..حتى لا يذهلنا الحزن عن فرحة اللّقاء..أعرف أنكم تغيّرتم ..من لا تغيّره الغربة؟ أعرف أنكم كبرتم ومن يتخطّاه الزمان ؟ لكنّ حنينكم إلي وحنيني إليكم يعدني باستعادة الألق ..لن تجدوني فراشتكم جميلة الألوان تلك التي طالما رفرفت معكم ..تفرّسوا صخرة بحر تعاند المدّ والجزر..تنبت بين حناياها حشائش خضراء ..تقبّلها تارة الشمس وتارة تلفحها وطورا تهجرها..تفرّسوا جيّدا..تلك أنا..الآن..
-
*وفاء الرعودي
تونس
ينفرطون من كفّ الغياب ...وئيدة خطاهم يتحسسون طريقهم إلينا ..هذه أسماؤهم علامة على أنّهم كانوا بيننا يوما واقتطعوا من قلوبنا أمكنة يريدون اليوم التدثّر عندها..سبقتهم كلماتهم إلينا {نحن قادمون انتظرونا}..
أهلا وسهلا من بعد غياب أحوجني إليكم..قاومت تيّارات الغربة كلّها حتى لا تقتلع جذور محبّتكم مني..تصبّرت بمودّتكم في الغياب على حاضر بلا قلب..تأتون الآن تدخلون ذاكرتي بهالة نور تجعلني أبتسم لبعيدكم القادم نحوي..ترفرف أسماؤكم في سمائي الموحشة ..رفقة ما زلت أتنسّم عبيرها في زمن اسفلتيّ لا نكهة له..زاد فيض هلولكم أكثر وانتم تملأون فراغات ذاكرتي من تناثر زمن جميل يتسرّب من تجاويف دماغي..أصوات كلماتكم تشيع في نفسي المسرّة ..أرى جدائل صباي ترفرف جذلى بينكم..أرى لأوّل مرّة بعد نسيان طويل عينيّ تتلألآن من جديد..حاضري ليس بائسا جدّا لكنّه دون الرّاحلين لا تفارقه غيمات البكاء..وأنتم من ذكرى الرّاحلين ..شهدتم محبّتهم تحوّطني كزهرة غالية..شهدتم ينابيع قلوبهم تغرف وتسقيني ..ها هيّ ابتسامة امي زاهية بي أراها بكل وضوح وقد كاد يصيبها غبش السنين..ها هوّ أبي يراني بينكم وقد بدوت له أني يفعت ..هاهي أنا الزّمان ملك يدي طمانينة حلوة المذاق لا تصيبها المرارة أبدا
قادمون ؟ مرحبا بهدايا السّراب الجميل ..أستقبل كلماتكم الواعدة بضحكات أبالغ في اصطناع طفولتها حتى تطمئنوا إليّ..أقدّم لكم سراب الذّاكرة المنعش حلوا بقدر ما استطعت..صعب ان نجهش بالبكاء أمام بعضنا ونحن نلقي أحمالنا قليلا عن ظهورنا لتعرفونا ونعرفكم بعد أن غبتم وغبنا ..أوجعكم الزمان كما أوجعنا قصقص أجنحتكم كما قصقص أجنحتنا ..لكننا رغم ذلك انتزعنا منه أفراحا كثيرة أليس كذلك ؟ لا وقت للبكاء حين نلتقي... لنسرد انتصاراتنا..نعم لم نعد في طيبة الأمس لكننا على الأقلّ صارت لنا شراسة ندافع بها عن أنفسنا..صحيح انقسم ظهرنا باليتم لكنّنا مازلنا نمتلك وشائج أخرى خصبة بالحب ..عاندنا الزّمان قليلا لابأس ما دمنا لم نفقد ملامحنا في ملحمة العناد..نعم يجب أن نقول لبعضنا هكذا..حتى لا يتبخّر العبير الباقي من ماضينا..حتى لا يذهلنا الحزن عن فرحة اللّقاء..أعرف أنكم تغيّرتم ..من لا تغيّره الغربة؟ أعرف أنكم كبرتم ومن يتخطّاه الزمان ؟ لكنّ حنينكم إلي وحنيني إليكم يعدني باستعادة الألق ..لن تجدوني فراشتكم جميلة الألوان تلك التي طالما رفرفت معكم ..تفرّسوا صخرة بحر تعاند المدّ والجزر..تنبت بين حناياها حشائش خضراء ..تقبّلها تارة الشمس وتارة تلفحها وطورا تهجرها..تفرّسوا جيّدا..تلك أنا..الآن..
-
*وفاء الرعودي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق