اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قصة في قصيدة ....*مريم حوامدة .

 ⏪⏬
بابتسامة عريضة وانحناء راقي استقبلت المضيفة الجميلة المسافرين ، شحوبٌ ودوار مفاجىء أصابني في أول رحلة لي في الجو،
دَخلت قاعة الصف الكبير، لمحتني مربية الفصل معلمة الانجليزية ذات الوجه الأبيض الصبوح والجثة العريضة بفستانها القصير، فهمت انها كاثوليكية من قلادة علقتها في عنقها، أرعبتني حواجبها المرفوعة وطلاء شفتيها اللامع القاني رغم لمسة الجمال وخفة الظل المصاحبة لها،
إلا انني كدت أن أبكي خوفاً عندما اقتربت مني بكاريزما عطرها، المدرسة الحديثة والمعلمة والتلميذات ذوات البشرة البيضاء الطويلات الجميلات أغلبهن من مدينة معروفة باغتراب أبنائها في أمريكا، وأنا الطالبة الوحيدة الجديدة النحيفة، أصغرهن سناً ببشرتي السمراء، وزادتني سمرة هذه الياقة البيضاء للزي المدرسي الأخضر المُقَلّم، وجدائل شعري الأسود الطويل المطوية مرتين، و المربوطة ربطتين خشية من الحسد كما كانت تقول والدتي، كانت دليلاً على اني قادمة من بيئة فلاحين، جلست في المقعد قبل الأخير في السرب الأوسط للصف، وبدأت المعلمة بالتعريف بنفسها والتعرف على اسماء الطالبات، وعندما وصل دوري انشغلت تفرك ذراعها الابيض الناصع بقوة وغضب، يبدو أن بعوضة هاربة لسعتها ونسيت ان تكمل ما كانت تود سماعه ، توالت الايام ودروس اللغة الانجليزية المتقطعة، لم استوعب ما كانت ترطن به لكثرة ثرثرتها في بداية الحصة عن قصص عائلتها وزوجها والغرور الذي يجتاحها، كونه يعتلي منصبا عال في وظيفة تعتبر مرموقة، مهندس مسؤول في شركة الكهرباء في ذلك الوقت، كانت أحاديثها النسوية تصيبني بالملل عدا عن ضياع جزء من الوقت المخصص للحصة، وكلما تشجعت لطرح سؤال كي أفهم، تتلاشى وتهملني وأعود كما كنت لا ادرك شئا،
اخفقت نهاية العام الدراسي، رسبت في مادة اللغة الانجليزية رغم حبي لهذه اللكنة، و كيف لا !! وانا الطالبة المجتهدة المتفوقة دوما، عاهدت نفسي أن أنتقم من معلمتي في العام القادم
وبدأت استعد لذلك في العطلة الصيفية، أحمل كل يوم الكتب والمطبوعات الأجنبية وقاموسا ضخما مترجما للعربية، وآخر صغيرا للانجليزية، كان قد أهداني إياه قريب لنا تخرج من الجامعة ليحفزني على المثابرة و الدراسة، اخرج كل يوم ظهراً من البيت أمشي مسافة بعيدة لأصعد على قمة أحد الجبال المطلة على المطار القريب من البيت، أدرس، اكتب، أحفظ، أمتحن نفسي واراقب الطائرات أثناء الاقلاع والهبوط، وكلما اقتربت طائرة اترك الكتاب واحملق في الفضاء حتى تغيب، ساعدني ارتفاع الجبل على المشاهدة بوضوح وقت الاقلاع عن ارتفاع منخفض، مما زاد شغفي لمعرفة ماذا يوجد في الطائرة؟ هل هم يشبهوننا؟
هل يأكلون؟
وباي لغة يتحدثون؟
تصيبني الكآبة عندما تغطس الشمس خلف الجبل وتنعكس عتمة الوادي مشيرة لموعد العودة، وكذلك يومي الجمعة والسبت، لتوقف العمل في المطار .
انتهى الصيف وعدنا للمدرسة، وكلي فخر وثقة، أنا الآن جاهزة لمناطحة معلمتي ومناقشتها والقاء القصائد امامها والتلميذات، لكني صدمت للمرة الثالثة، حيث تبدلت المعلمة بأخرى هذا العام،
اكملت العام الثاني، تفوقت، فرحت، رقصت، قفزت على الجبل، صفقت للطائرات، وأكملت رحلتي للعام الذي يليه، عادت معلمتي البيضاء الكاثوليكية للفصل الجديد، اَدهَشْتها طلاقتي وشراهتي في قضم هذه الكتب والحروف، والهمتني المقررات في الروايات والقصص و القصائد المعتمدة في المقرر النهائي للثانوية،
The necklace، Around the world in eighty days، animals farm.
القلادة...
مزرعة الحيوانات...
جولة حول العالم في ثمانين يوما،
رفعت خصلة الشعر عن عيني،
ابتسمت للمضيفة، سحبت حقيبتي الصغيرة داخل الطائرة
انا الآن في السماء في جولتي حول العالم،
انا في طائرتي للمرة الاولى،
أنا في الفضاء فوق السحاب، أعلى البحار، مع قصصي وأحلامي وأمنياتي بلا معلمة، بلا جديلة، بلا لغة، فقط ارَدّد هذه القصيدة،
"أنا هيّ"
جدائل ما بين العشرتين
فراشة تداعب الغيم
في الصبا لها عنوان
تراقب طائرات سابحة
تغازل روايات العشق والموت،
لغة دخيلة في التحدي،
ورود بنفسجية بطالع الخريف،
قلب ندي يراقص الموسيقى والبحر،
ضحكتها في الصباح حياة،
ابتسامتها للأم في الظهيرة صلاة،
لها درس ولعب،
حب وتعب،
دمع وشوق،
وذكريات عنيدة،
تأبى الاندثار .

*مريم حوامدة .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...