اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

حادثٌ أليمٌ | قصة قصيرة ...*سوزان خواتمي

⏪⏬
توفي مختارُ الضيعة بعد تعرضه لحادث أليم، فقد انزلق من فوق قبة الحمام العام أثناء ممارسته لهوايته الأثيرة: التلصصُ على النساء العرايا يلفُهن الضباب بهالة تثيرُه.

الصبي الصغير الذي رآه ممدداً منقوعاً بدمه، أسرع ينشرُ الخبر.
قالت زوجة المختار في محاولة منها لتبرير تواجدِه في تلك الناحية من الحمام:
كان يطمئن على راحة رعاياه. وشرحت بارتباك حزين: وصلته شكوى تتعلق بقلة المياه، وعليه التأكد.
لكن.. عبثاً فالأسرار كما يعرفُ الجميع هي الأسرع انتقالاً.
في النعوة الرسمية أسموه فقيداً وشهيداً، وفي سرداق العَزاء تنافس المتفوهون على ذكر مناقبه: خلوق.. مهذب ..عفيف.. يراعي حرمةَ الناس.. ويتفانى في تلبية مطالبهم، وألقى الشعراء أبياتاً تتقطع لها نياطُ القلب تذكرُ مآثرَه.
انتهت أيامُ الحِداد. أربعون يوماً وليلة.
خلعت النساءُ السواد الذي جللهن، واجتمع وجهاء الضيعة لاختيار خلفٍ للمختار، فالفقيد -أصلحه الله وأراحه في قبره- لم يكن يتوقعْ موتَه المفاجئ، ولم يسمي بعده وريثاً لمقامه، أما ابنه فمازال رضيعاً، ولن تهابه الضيعة فيما لو باشر مهام المخترة.
امتدت النقاشات أياماً بطولها. كانت مهمة صعبة. الفلاحون البسطاء مشغولون بزراعة الأرض، أما كبار السن منهم فمرضى إلى درجةٍ تعوقُهم عن إبداء رأي سديد.
في النهاية لم يجدوا حلاً ولا متطوعاً ما جعلهم يمددون ليالي العزاء، متحسرين في مجالسهم على أيامهم الماضية حين كان لهم مختاراً يؤهل ويسهل، ومضافة يقصدها الضيوف من كل حدب وصوب، أما الآن فما عاد يُسمع في الليالي الطويلة صوتُ المهباج، ولم تعد تفوحُ رائحةُ القهوة، ولم يعد ينقل الهواءُ ضحكاتِ المتسامرين.
صارت ضيعة يتيمة دون مفاخر، وبلا مختار، وهذا ما جعل النساء -قاتلهن الله- يقترحن أن تتولى واحدةً منهن –مؤقتاً- المنصبَ الشاغر. حتى يكبُر الرضيعُ، أو يقضي اللهُ أمراً كان مفعولاً.
لكن أمُ حمزة -وهي صاحبة الاقتراح- نالت نصيبها من الصفعات، فأبو حمزة لم يستطع السكوتَ عن ترهاتها، وهددها إن فكرت مجرد تفكير بهكذا قصة، فستنام ليلَتها في دار أهلها.
يقالُ أن يمينَ الطلاق أخاف حواءُ الأولى حتى وهي تعرف بأن لا بديل لها على وجه الأرض، ولن تكونَ أم حمزة استثناءً.
خافت.
أقفلت فمَها، وضمدت جُرح شِفتها المصابة، وربطت رأسَها غير المشجوج بشدة خوفاً من أن تتسربَ الفكرةُ منه ليلاً، ويقع يمينُ الطلاق وإن عن غير قصد.
” أي شيطان رجيم هيأ لي هذا الحل.. امرأة مختارة.!”
راحت تتمتم بينها وبين نفسِها، فيما كانت تنشرُ حبوبَ القمحِ على السطحِ لتجف.
قاربتْ كرومُ التين والعنب على النضوج، وأعيادُ الحَصاد لن تكون مبهجةً بلا مختار.
اقترح بهلول الضيعة -وربما كان يمزح- بأن يصنعوا تمثالاً للمختار ينوب عنه في الأيام القادمة. استحسن رجال الضيعة اقتراحه بمن فيهم أبو حمزة.
استقدموا من المدينة نحاتاً اشتهر صيتُه وذاع.
يشاع عن تماثيله بأنها تكاد أن تكون نسخة طبق الأصل، ولا ينقصُها في بعض الأحيان إلا أن تنطق.
بلا تلكئ بدأ الفنان الشهير عملَه. قبعَ داخل غرفة كبيرة بلا نوافذْ، ولم يَسمح لأحد بالدخول إليه.
نساء الضيعة دأبن على إرسال البيض والجبن، وما يخبزنه في تنانيرهن كل صباح، أما الرجال، فيمرون مساء يقضون وقتهم في التحدث إليه ومسامرته. ينقلون له أوصاف المختار؛ شارباه .. شعرُه الأبيض.. وهيبتُه.. شروالُه.. وحزامُه العريض.
بالطبع لم يخبره أحدٌ علانية بحادثة السقوط من فوق سطح الحمام، ولا بسوطه اللاسع كلما ثار غاضباً، ولا باستيلائه السنوي على نصف ما تنتجه أراضيهم، لكنه عرَف التفاصيلَ همساً من أفواه الجميع.
انقضى صيفٌ، وصار التمثالُ جاهزاً.
من أجل المناسبة اُشعلت النار في الساحة، وذُبحت الخرفان، وتكلف أبو حمزة الذي يملك تركتوراً بنقل التمثال إلى حيث اجتمع أهلُ الضيعة كباراً وصغاراً ينتظرون بفضول أن يسحبَ الفنانُ القماش عن تمثاله.
فترةٌ من الصمت أعقبت ظهور المختار.
كأنه لم يسقط.
كأنه لم يمت.
وما أن هتف بهلول الضيعة: “طولت الغيبة يا مختار” حتى لوّح التمثال بسوطه، وتساءل بصوت هادر: من الذي سولت له نفسه ليأخذ مكاني؟
حينها قفزت أم حمزة من فوق كرسيها، وولت هاربة، فيما بدأ الجميع يصفقون.. ويصفقون.. ويصفقون.

*سوزان خواتمي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...