اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الشيخ محمد البشير الإبراهيمي حياته إنجاواته وآثاره...** د. لامية مراكشي

تقديم :
نقلا عن لسان الشيخ البشير الإبرايمي يقول : " لم يتسع وقتي للتأليف والكتابة مع هذه الجهود التي تأكل الأعمار أكلا ، ولكنني أتسلى بأنني ألفتللشعب رجالا ،وعملت لتحرير عقوله تمهيدا لتحرير أجساده ، وصححت له دينه ولغته ، فأصبح عربيا مسلما ، وصححت له موازين إدراكه فأصبح إنسانا أبيا ، وحسبي هذا مقربا من رضا الرب ورضا الشعب" [i]
ورغم هذا الإقرار من الرجل بأن الوقت لم يسعه للتأليف والكتابة إلا أنه يعد علما من أعلام الأدب الجزائري وحامل لوائه ، ترى من تكون هذه الشخصية الفذة ؟
حياة الشيخ البشير الإبراهيمي :
لقد مرت حياة الشيخ البشير الإبراهيمي بعدة مراحل :

المرحلة الأولى : التكوين والتحصيل الأولي ( 1889 – 1911 ) :

ولد الإبراهيمي عند طلوع الشمس يوم الثالث عشر من شهر شوال عام 1306 هـ الموافق للرابع من شهر يونيو سنة 1889 م ، ويرجع نسبه إلى قبيلة أولاد براهم بن يحى بن مساهل بناحية سطيف بالشرق الجزائري ، يرتفع نسبها إلى إدريس بن عبد الله الجذم الأول لأشراف الأدراسة ، نشأ في بيت أسس على التقوى ، إذ بدأ التعلم وحفظ القرآن الكريم في الثالثة من عمره تحت إشراف عمه الشيخ محمد المكي الإبراهيمي ، وأتم حفظ القرآن في التاسعة من عمره مع فهم مفرداته وغريبه ، وحفظ ألفية ابن مالك ومعظم كافيته ، وألفية ابن معطي الجزائري ، وألفيتي الحافظ العراقي في السير والأثر ، كما حفظ جمع الجوامع في الأصول ، وتلخيص المفتاح للقزويني ، ورقم الحللفي نظم الدول لابن الخطيب ، وحفظ الكثير من شعر أبي عبد الله بن خميس التلمساني ، وحفظ معظم رسائل بلغاء الأندلس مثلا ابن شهيد وابن برد وابن أبي الخصال.[ii]
وبتوجيه من عمه التفت إلى دواوين فحول المشارقة ، فحفظ ديوان الحماسة وصدرا من شعر المتنبي ، وصدرا من شعر الطائيين ، وكذا رسائل بلاغتهم .كما حفظ كتاب كفاية المتحفظ للأجدابي الطرابلسي وكتاب الألفاظ الكتابية للهمذاني ، وكتاب الفصيح لثعلب وكتاب إصلاح المنطق ليعقوب السكيت ، هذه الكتب الأربعة كان لها معظم الأثر في ملكته اللغوية [iii].
ونظرا لتفوقه فقد تولى التدريس لزملائه وعمره أربع عشرة سنة مكان عمه بعد وفاته ، وقد استمر على ذلك حتى بلغ العشرين من عمره[iv]
هاجر والده الشيخ السعدي الإبراهيمي إلى المدينة المنورة عام 1908 م ، تملصا من ويلات الإستعمار ، ولحق به الشيخ البشير عام 1911 م ، تأكيدا للتفاعل بين المشرق والمغرب ، مرورا بمصر التي أقام بها ثلاثة أشهر ، التقى خلالها بعدد من علمائها وشعرائها ، وحفظ بعض دروس العلم في الأزهر ، وعندما استقر بالمدينة المنورة فيها على يد كبار علمائها الوافدين من كل أنحاء العالم الإسلامي ، علوم التفسير والحديث والفقه والتراجم والأنساب وأدب العرب ودواوينهم ، كما درس علم المنطق والحكمة المشرقية ، وأمهات كتب اللغة والأدب ، ثم أصبح يلقي الدروس للطلبة في الحرم النبوي [v] .
وفي سنة 1913 م التقى بالإمام عبد الحميد بن باديس الذي قدم إلى المدينة حاجا ، إذ كانا يلتقيان لتدارس أوضاع الجزائر المتردية من جميع النواحي ، ويؤسسان لجمعية العلماء المسلمين ، وفي سنة 1916 م ، انتقل الإبراهيمي إلى دمشق ، حيث اشتغل بالتدريس في المدرسة السلطانية ، وفي المسجد الأموي .


المرحلة الثالثة : مرحلة الإرهاصات ( 1920 – 1931 )

قرر الإبراهيمي العودة إلى الجزائر سنة 1920 م ، وفور عودته باشر نشاطه الإصلاحي والتربوي بمدينة سطيف ، وكان على اتصال مستمر بالشيخ ابن باديس وعلماء آخرين ، وأدى ذلك إلى تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 م [vi] .

المرحلة الرابعة : بدايات جمعية العلماء المسلمين ( 1931 – 1940 )

في عام 1930 م احتفلت فرنسا بذكرى مرور قرن من الزمن على احتلالها للجزائر "واطمأنت إلى أن الجزائر أصبحت قطعة منها ، مسيحية الدين ، فرنسية اللسان "[vii]
فجاءت جمعية العلماء المسلمين سنة 1931 م ، كرد فعل إيجابي على هذه الإحتفالات ، شاهرة في وجه فرنسا شعارها الصارخ المدوي ، راسمة طريق الخلاص منه ألا وهو : " الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا "[viii] .
ووضع الإبراهيمي دستور الجمعية وقانونها الأساسي ، وأصبح نائبا لها ، ومنذ عام 1933 م تكفل بالمقاطعة الغربية من القطر ، واختار مدينة تلمسان مركزا لنشاطه المكثف ، وأسس فيها مدرسة دار الحديث سنة 1937 ، فكان مركزا للإشعاع الديني والثقافي والعلمي .

المرحلة الخامسة : قيادة الحركة الدينية والثقافية بالجزائر ( 1940 – 1952 ) :

أثناء الحرب العالمية الثانية أغلقت السلطات الفرنسية دار الحديث ، وألقي القبض على الشيخ ثم نفيه إلى أفلو بالجنوب الوهراني بسبب رفضه تأييد فرنسا في حربها ضد الألمان ، وفي المنفى بلغه نبأ وفاة الإمام ابن باديس في أفريل عام 1940 م ، فتأثر لذلك بالغ الأثر ، وقدانتخبه المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين رئيسا وهو ما يزال في المنفى .
وأفرج عنه سنة 1934 م ، لكنه مالبث ان اعتقل في 13 ماي 1945 م ، وقد زج به في السجن العسكري بالعاصمة ، ثم حول إلى سجن الكدية بقسنطينة ، وعذب في سجنه ، مما أورثه أمراضا مزمنة إلى آخر حياته .
وفي سنة 1946 م أطلق سراحه ليستأنف نشاطه كرئيس للجمعية ، فأعاد فتح المدارس ، ويؤسس المدارس والنوادي والمساجد ، وفي سنة 1947 م ، دشنت الجمعية أول معهد للتعليم الثانوي بقسنطينة أطلق عليه اسم فقيد النهضة عبد الحميد بن باديس وتولى مسؤولية جريدة البصائر التي عادت إلى الصدور سنة 1947 م [ix] .

المرحلة السادسة : المرحلة المشرقية الثانية ( 1952 – 1962 )

سافر البشير الإبراهيمي إلى المشرق للمرة الثانية عام 1952 م ، ممثلا لجمعية العلماء المسلمين يسعى لدى الحكومات العربية لقبول بعثات طلابية جزائرية في معاهدها وجامعاتها ، وطلب الإعانة المادية والمعنوية للجمعية حتى تستطيع مواصلة أعمالها وجهادها ، والتعريف بالقضية الجزائرية ، واتخذ من مصر منطلقا لنشاطه ، وينشط المؤتمرات الصحفية ، ويلقي المحاضرات العامة ، ويكتب المقالات في الجرائد والمجلات ، وتسجل له الأحاديث الإذاعية [x] .

المرحلة السابعة : 1962 – 1965

وهي التي عاد فيها الأبراهيمي إلى وطنه حتى وفاته في يوم 20 مايو 1965 م ، وفي هذه الفترة اضطر إلى التقليل من نشاطه ، بسبب تدهور صحته من جهة ، وبسبب سياسة الدولة التي شعر أنها زاغت عن الإتجاه الإسلامي ، فانحصر نشاطه في حدثين
1 - إلقاء أول خطبة جمعة بعد استعادة الإستقلال ، افتتح بها مسجد كتشاوة بالعاصمة .
2 – إصدار بيان 16 أفريل 1964 م ، الذي دعا فيه السلطة أنذاك إلى الحكمة والصواب وإلى جادة الإسلام [xi] .

آثار الشيخ البشير الإبراهيمي :

ترك الإبراهيمي جملة من المؤلفات ، وبقيت كلها مسودات في مكتبته بالجزائر منها :
  • كتاب بقايا فصيح العربية في اللهجة العامية بالجزائر 
  • كتاب أسرار الضمائر في العربية 
  • كتاب التسمية بالمصدر 
  • كتاب الإطراد والشذوذ في العربية 
  • كتاب ما أخذت به كتب الأمثال من الأمثال السائرة 
  • كتاب حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام 
  • كتاب نظام العربية في موازين كلماتها 
  • كتاب عيون البصائر وهو الكتاب الوحيد الذي طبع في حياته [xii] . 
  • رواية كاهة الأوراس بأسلوب مبتكر يجمع بين الحقيقة والخيال . 
  • كتاب شعب الإيمان جمع فيه الأخلاق والفضائل الإسلامية [xiii]. 
  • رواي الثلاثة وهي مسرحية شعرية 
عموما يمكز القول إن شخصية البشير الإبراهيمي شخصية فذة قل نظيرها ، فهو يكون مدرسة تمثل طرازا ثقافيا وفنيا وتعتبر حلقة وصل بين التراث القديم والتجديد معنى ومبنى . ومارس كثيرا من المهام التي تخصه وطنه ودينه وعروبته .

د. لامية  مراكشي 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 قائمة المراجع :

- الثقافة : مجلة تصدرها وزارة الثقافة والسياحة بالجزائر ، ع 87 ، شعبان – رمضان، 1405هـ / مايو [i] 1985 ، ص 11 .
أحمد طالب الإبراهيمي : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، ط 1 ، دار الغرب الإسلامي ، 1997 - [ii] ج1 ، ص 9 .
- - مجلة الثقافة : ع 87 ، ص 12- 13[iii]
- - سعيد بورنان : شخصيات بارزة في كفاح الجزائر ( 1830 – 1960) ، ط 2 ، ج 2 ، ص33 .[iv]
- - أحمد طالب الإبراهيمي : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، ص 9 – 10 .[v]
- - أحمد طالب الإبراهيمي : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، ص 11 . [vi]
- - المرجع نفسه ، ص 11[vii]
- - المرجع نفسه ، الصفحة نفسها[viii]
- - سعيد بورنان : شخصيات بارزة في كفاح الجزائر ( 1830 – 1960) ، ص 35 . [ix]
- - أحمد طالب الإبراهيمي : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، ص 12 – 13 .[x]
- - سعيد بورنان : شخصيات بارزة في كفاح الجزائر ( 1830 – 1960) ، ص 40 .[xi]
- - عبد الملك مرتاض : فنون النثر الأدبي في الجزائر ، ص 507 .[xii]
- - مجلة الثقافة : ع 87 ،ص 33 .[xiii]

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...