
وأنا صغيرة كنت أجري إلى فناء حديقة بيتنا الخلفي ، أقيس طولي مقارنة بارتفاع شجرة الصنوبر فأرسم خطاً على جذعها وأضحك ، صداقتي الأولى كانت مع دود التربة الأحمر ، أحصي مساكن النمل وأتعلم من صعقة البرق أن العالم متقلب وغير ثابت وأن المستقبل قد يُسْرَق منا في أية لحظة وأن السماء ملأى بصواعق برقية باستطاعتها سحق الصغار والكبار على السواء فأستوعب الحقيقة القاتلة "أننا راحلون " بكل احتمالات الحياة
أنهيت ليلة البارحة بمحادثة طويلة غير منقطعة برفقة كتاب " تاريخ النكسة " أقلِّب
الصفحات الصفراء ، بحثاً عن فاعل بشري واحد لم تُلجمه الخيانة اليعروبية وعن ضمير لم يباع في سوق العصبة الدولية ..
الفصل الأول جندي إسرائيلي يتلذذ بقتل طفلة وهي ترسم علامة النصر بقوة انتفاضة الأرض الفلسطينية
الثاني عن بعض القادة ، قتلتهم حرابهم في صراع عادل عبر اسقاطات الكراسي الذهبية
الثالث فصل غيبيّ طوته خارطة الوطن العربي بلا رحمة فأضحى يبحث عن هوية
رأيت هضبة الجولان تستجير بكلاب هجينة لاتعرف الوفاء ..
ليبيا بلا كهرباء والعراق لاتمر فيه ولا ماء
واليمن يحفر قبره بعناء
والخليج أهزوجة مضحكة بانتظار البكاء
في مكتب صاحب الريادة هذا الصباح ...
رقمي الوطني سقط سهواً على باب القنصلية تضامناً مع ذكرى الخامس من حزيران
النكسة توالدت ...!!!!
---------
سمرا عنجريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق