جلستُ إلى مكتبي مرهقا...إنـّه وقت قيلولتي التيّ لا تنتهي..حاولتُ الإسترخاء..لكنيّ لم أفلح هذه المرّة.كانت أفكاري جوّالة هائمة..عادتْ وليتَها لم تعدْ إلى الزّمن الجميل...مساكينُ هُمْ أهل بلدتي,كان معيّ الشيطان في حملتي..وعدتـُهم ومنيـّتهم...وأنا اليوم مسئول كبير..كبير...يـُشار إليه ..وفي رأسي كذبة وخداع. لم تعدْ تهمّني مصالح الناس,ولا الوطن,كانت حياتي أسرتي..أصدقائي..وتجارتي التيّ لاتنتهي...ما أروع الكرسي يا جماعة حين يدور, نسيتُ معاناة أهل بلدتي, نسيتُ ما كنتُ عليه, كان في جيبي منديل قديم ورائحة عرق وبقايا سيجارة.
رنّ هاتفي معكـّرا صفو خلوتي, كانت زوجتي تسألني عن مكان عطلتنا الصّيفية لهذا العام.صببتُ بعض الماء البارد على وجهي,كان السّواد يغمره حين حدّقتُ في المرآة,لقد فقدتُ شبابي حين أصبحتُ مسئولا, ألقيتُ بجسدي المتعب الذي لفـّهُ شرود طويل على الأريكة, علـّني أكملُ قيلولتي التـّي طالت.وفي رأسي حُلم وأحلام, تساءلتُ مرّة ومرّات,ليتَ هذا الوطن يرفع درجتي وكلـّي يقين أنـّي لم أقدّم له شيئا, لم أخدم أهل بلدتي , ولا شعبي,ملأتُ جيوبي وأفرغتً جيوب الوطن.
مرّتْ ساعة زمن , صداع أليم أرعبَ رأسي,تذكـّرتُ أنـّي لم أراجع طبيبي الخاص في الخارج منذ شهور,لقد أنساني مركزي ...رأسي.حزمة أوراق تنتظر توقيعي منذ أيّام,رمقتـُها بنظرة باردة وما مَسّها قلمي.حملتُ هاتفي وخرجتُ. أوصلني السّائق إلى منزلي وما زال ذاك الصّداع يزيد حِدّة,حين أفقتُ لم أصدّق ما رأيت, لقد غبتُ عن وعيي مدّة أيّام..هكذا قال طبيبي الخاص, إنـّه ورم..لكن سننتظر بعض التحاليل لإثبات صحّة الأمر,كانت دموعي تنهمرُ دون توقـّف, سأموتُ وقد حط ّالوطن درجتي,حزّ في نفسي أهل بلدتي, عمّني ندم شديد وياليتَ دموعي تغسلهُ, لن سيامحني أحد, لقد أخطأ الوطن حين إختارني مسئولا...ليتني لم أكن.
قال طبيبي ذات يوم..أبشرْ يارَجُل..التـّحاليل سلبية..ستـُشفى..ستعود سالما.لم أصدّق ما سمعتُ, لقدقرّرت حين أعود, أن أكملَ مسيرتي وشعاري لن أموت قبل أن يرفع الوطن درجتي,ليته كان كل شيئ لي,إنفرجتْ شفتاي بابتسامة عريضة...مساكينُ هُمْ أهل بلدتي, سأفشي لهم سرّا لازمني منذ سنين, ولأنـّهم أعطوني ثقتهم...ما أروعَ الكرسي يا جماعة حين يدور, حينها كانت الممرّضة تغرز حقنة الدّواء في ذراعي, وفي وجهها بسمة أنستني وقع الألم, وأطلقت العنان لقيلولتي التي لا تنتهي.
الجزائر في:27جانفي2016
رنّ هاتفي معكـّرا صفو خلوتي, كانت زوجتي تسألني عن مكان عطلتنا الصّيفية لهذا العام.صببتُ بعض الماء البارد على وجهي,كان السّواد يغمره حين حدّقتُ في المرآة,لقد فقدتُ شبابي حين أصبحتُ مسئولا, ألقيتُ بجسدي المتعب الذي لفـّهُ شرود طويل على الأريكة, علـّني أكملُ قيلولتي التـّي طالت.وفي رأسي حُلم وأحلام, تساءلتُ مرّة ومرّات,ليتَ هذا الوطن يرفع درجتي وكلـّي يقين أنـّي لم أقدّم له شيئا, لم أخدم أهل بلدتي , ولا شعبي,ملأتُ جيوبي وأفرغتً جيوب الوطن.
مرّتْ ساعة زمن , صداع أليم أرعبَ رأسي,تذكـّرتُ أنـّي لم أراجع طبيبي الخاص في الخارج منذ شهور,لقد أنساني مركزي ...رأسي.حزمة أوراق تنتظر توقيعي منذ أيّام,رمقتـُها بنظرة باردة وما مَسّها قلمي.حملتُ هاتفي وخرجتُ. أوصلني السّائق إلى منزلي وما زال ذاك الصّداع يزيد حِدّة,حين أفقتُ لم أصدّق ما رأيت, لقد غبتُ عن وعيي مدّة أيّام..هكذا قال طبيبي الخاص, إنـّه ورم..لكن سننتظر بعض التحاليل لإثبات صحّة الأمر,كانت دموعي تنهمرُ دون توقـّف, سأموتُ وقد حط ّالوطن درجتي,حزّ في نفسي أهل بلدتي, عمّني ندم شديد وياليتَ دموعي تغسلهُ, لن سيامحني أحد, لقد أخطأ الوطن حين إختارني مسئولا...ليتني لم أكن.
قال طبيبي ذات يوم..أبشرْ يارَجُل..التـّحاليل سلبية..ستـُشفى..ستعود سالما.لم أصدّق ما سمعتُ, لقدقرّرت حين أعود, أن أكملَ مسيرتي وشعاري لن أموت قبل أن يرفع الوطن درجتي,ليته كان كل شيئ لي,إنفرجتْ شفتاي بابتسامة عريضة...مساكينُ هُمْ أهل بلدتي, سأفشي لهم سرّا لازمني منذ سنين, ولأنـّهم أعطوني ثقتهم...ما أروعَ الكرسي يا جماعة حين يدور, حينها كانت الممرّضة تغرز حقنة الدّواء في ذراعي, وفي وجهها بسمة أنستني وقع الألم, وأطلقت العنان لقيلولتي التي لا تنتهي.
الجزائر في:27جانفي2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق