اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مغانمُ الحُزن" مغانم لعودة الرّوح إلى الكتاب قراءة في قصص الكاتبة زهرة مراد | بقلم الأستاذ عمر دغرير

بديهيّ أن يعرض الكاتب بضاعته للاستهلاك وينتظر أن يُقبل عدد كبير من المستهلكين على هذه البضاعة باعتبار أنّنا في عصر كثر فيه المقروء وقلّ فيه القارئ وأصبحت ممارسة القراءة نادرة جدّا في زمن مزدحم بكلّ وسائل التّرفيه والتّثقيف غير الكتاب. وعلى هذا الأساس وجب على الكاتب أن يمارس نوعا من التّحايل ليجذب القارئ ويشدّه إلى نصّه.
(مغانمُ الحزن) هو عنوان لمجموعة نصوص سرديّة للكاتبة زهرة مراد. صدر الكتاب عن دار الثّقافية للنّشر والتّوزيع في 160 صفحة من الحجم المتوسّط في تقديم للكاتب والرّوائي عبّاس سليمان جاء فيه: (في (مغانم الحزن) وقفنا على خصوصيّات طريفة سيكتشف القارئ أنّها
غيّرت بنية النّصّ القصصي في نزوع إلى التّجديد والتّجريب أو التّحديث أو البحث عن تقنيات جديدة تنسجم مع تطلّعات القارئ الجديد...) وأوّل شيء أثار انتباهنا هو العنوان. والكاتب الذي لا يهتمّ بالعنوان لا يجب أن ينتظر من القارئ أن يهتمّ بكتابه. فاهتمامه بالنّصّ يبدأ من العنوان. فاذا جذبه هذا العنوان، غاص في أعماق النّصّ وإذا لم يلفت انتباهه فإنّه لا يعيره أدنى اهتمام. من المؤكّد أنّ العنوان هو الذي يوجّه القارئ عند قراءة كلّ قصّة قصيرة، ويجذبه. فهو المفتاح الذي به تحلّ ألغاز الأحداث ومن خلاله نكتشف إيقاع نسقها الدّرامي وتواترها السّردي.
يقول (كلود دوشيه): (إنّ العنوان هو عنصر من النّصّ الكلّي الذي يستبقه ويستذكره في آن. فهو يعمل كأداة وصل وتعديل للقراءة.)
وانطلاقا من العنوان يكون بإمكاننا تتبّعه في النّصّ والشّروع في تفسير دلالاته التي اختزلها الكاتب إلى الحدّ الأقصى. وقد يتطلّب من المبدع وقتا كافيا من التأمّل والتّدبر لتوليده.
(مغانمُ الحزن) تجمع أكثر من عشرة نصوص سرديّة مختلفة لكنّها تلتقي في النّبش في تفاصيل اليوميّ الذي قد لا ننتبه إليه. والكاتبة زهرة مراد تحاول من خلال هذه النّصوص أن تنقل لنا الواقع بكلّ بساطة مع إبراز الأركان المظلمة والتّفاصيل المنسيّة والزّوايا المخفيّة.
والقصّة باعتبارها جنسا أدبيّا تشكّل وعيا مميّزا وإذا نجح الكاتب في جلب القارئ لقراءتها فإنّه حتما سيكشف عن تناقضات زمنيّة ومكانيّة وتاريخيّة من خلال الصّراعات التي تسود بين أبطال القصّة. ويبقى النّجاح في القبض على القارئ هو سرّ نجاح الكاتب.
يقول اوراسو كيروغا وهو قاصّ من الأروغواي : ( القبض على أرنب أسهل من القبض على القارئ)...
زهرة مراد كاتبة عرفت من أين يؤكل الكتف. و (مغانمُ الحزن) عنوان جيّد قد يثير غريزة التّطفّل في نفس القارئ ويحثّه على معرفة مبتغيات الكاتبة في تفاصيل النّصّ السّردي. (مغانمُ الحزن) قصص رائعة موغلة في الإدهاش والغرابة.
يقول كادويل : (القصّة حكاية خياليّة لها معنى، ممتعة، تجذب انتباه القارئ وعميقة بحيث تعبّر عن الطّبيعة البشريّة) وعلى هذا الأساس وقبل الغوص في أعماق النّصوص والانسجام مع شخوصه وشخصيّاته وجب أن نحسن اختيار العنوان وقد نجحت زهرة مراد في القبض على القارئ من خلال العنوان أساسا. وهي بالتّأكيد قاصّة متمكّنة قادرة على أن تخلق الدّهشة في كلّ نصوصها بنهايات مفتوحة تستفزّ المتلقّي. وهي مراوغة بامتياز حيث أنّها تأخذنا من مشهد مؤثّر جدّا يحيلنا في الغالب إلى التّفكير في نهاية مناسبة لكنّها سرعان ما تفاجئنا بنهاية غير متوقَّعة ويأخذنا السّرد نحو أفق مختلف تماما عن الذي نلمسه في بداية النصّ.
وهي تقنية سرديّة تضيف للقصّة وتساعد القارئ على تحريك المخيّلة وابتكار أجمل النّهايات وأغربها.
وقد لاحظنا هذا التّمشي في أكثر النّصوص بداية من (سيّدة الورد) مرورا بقصّة (في طريق العودة) وصولا إلى (في بيتنا رونا). في قصّة (سيّدة الورد) يشدّنا سحر المشهد: (استحمّت بعطر الورد. تزيّنت بسحر الياسمين وجلست على حافة السّرير وقد لفّت جسمها الخيزراني بلحاف أنيق حتّى بدت كأنّها عروس البحر. اقترب منها حاملا بين جنبيه شوق كلّ العاشقين وبعينيه لهفة كلّ السّنين. لامس وجنتها اليسرى بظهر أصابع يده اليمنى وهو ينظر في عينيها السّوداوين. وبأصابع يده اليسرى كان يداعب خصلات شعرها الكستنائيّ المبعثر في جنون...)
وفي غمرة هذه اللّحظات الحميميّة يبتسم وهو يداعب ظهر يدها ثمّ يقول: (سأغادر وقد أعود وقد لا أعود. عندما لا تجدينني فجأة، قولي قد مات شهيدا فداء لتراب بلاد النّهرين..) وينتهي المشهد بقرارها المفاجئ حيث تظهر من وراء الباب وقد لبست زيّ المحارب فيحتضن خصرها وقد لفّه حزام الخراطيش ويمضيان معا.
وفي قصّة (في طريق العودة) معلّم يجد متعة كبيرة وهو يربّي جيلا بعد جيل ويترك بصماته في كلّ جيل... قضى خمس ساعات في القسم واقفا يعلّم الأطفال. يكتب على السّبورة بالطّباشير الأبيض والملوّن أحيانا أو يشرح ما استعصى فهمه على متعلّميه ويتجول بين الصّفوف أحيانا أخرى. يراقب كتابة هذا أو كراس تلك. يشجّع هذه أو يساعد ذاك في مسك القلم. يجيب عن أسئلة بعضهم. يقدّم المساعدة للجميع بلا استثناء وبلا تمييز. يرهق نفسه في سبيل أن يعود تلاميذه إلى ديارهم بإضافة في أذهانهم تنير درب المستقبل أمامهم ...) في طريق العودة إلى بيته البعيد عن المدينة في حيّ جديد أهمّ ما فيه الهدوء والاحترام المتبادل بين الجيران، صادفه رجل شابّ تكوّر جسمه من البرد فرثّ لحاله بعد أن عرف سبب تواجده بهذا المكان في مثل هذا الوقت ودعاه الى بيته حيث أكرمه. وتناولا العشاء معا و تجاذبا الحديث حول عديد المسائل والمعارف في السّهرة وبعد أن أعدّت له زوجته نافعة غرفة الضّيوف أغلق الباب عليه بعد أن تمنّى له قضاء ليلة دافئة .
والمفاجأة الصّادمة بعد كلّ أحداث هذه القصّة نكتشفها في النّهاية فقد راوغتنا الكاتبة بنهاية لم نكن نتوقّعها... حين استيقظ صاحب البيت صباحا وجد باب الغرفة مفتوحا والفراش على حاله وقد وضعت فوقه ورقة كتب عليها بيد مرتعشة وخطّ رديء ما معناه: "دفعوا لي لكي أتخلّص منك أو أن أسبّب لك مشكلة تزجّ بك في السّجن وهو أضعف الإيمان على حدّ ما أخبروني به. لكنّك أعدت لي حياتي ونفسي وأنقذتني ممّا زجّوا بي فيه. أنت الرّابح سيّدي وهم الخاسرون. أشكرك وأطلب منك أن تغفر لي عسى ربّي يقبل توبتي. أمّا في قصّة (في بيتنا رونا) تراوغنا زهرة مراد من جديد ومن البداية حيث جاء على لسانها: (حين زرتها أوّل مرّة بعد ترحيلها وعائلتها لم تكن غاضبة. جرت لملاقاتي وارتمت بحضني كأنّها تريد معانقتي. لكنّ ملامحها كانت حزينة. صحيح أنّها لم تقل شيئا ولكنّ عينيها كانت تعاتبني وتلومني عمّا ارتكبت في حقّها وحقّهم جميعا. أمّا هو فقد حضر حالما سمع صوتي في المكان إلاّ أنّه بقي بعيدا. وقف على مسافة خطوات منّي. لم يتكلّم ولم ينظر في عينيّ. كان لائما معاتبا غاضبا في صمت...) إلى حد الآن كلّ شيء عاديّ لأنّ الكاتبة وضعتنا في ظرف عائلي خاصّ. ولعلّه سوء تفاهم حصل بين أفراد هذه الأسرة المتماسكة ولا بدّ أن تعود المياه إلى مجاريها. وكالعادة تحصل المفاجأة في نهاية السّرد (...جلست أنتظره ساعات لكنّه لم يظهر. سألت عنه الجيران فلم يسعفني أحد منهم بجواب شاف. وحين يئست أجّلت البحث عنه إلى اليوم الموالي وعُدت إلى البيت أملّي عينيّ من قطّتي "رونا " وصغارها وأستعيد معها الأيّام الخوالي في انتظار عودته. عودة قطّي "لينو " ....)
(مغانمُ الحزن) عنوان محفّز على قراءة كلّ النّصوص والكاتبة اختارت العنوان الصّادم كما اختارت النّهايات المنفرجة والمفتوحة حتّى تربك القارئ وتشتّته وتقتل فيه الخجل. وقد تستقوي لديه الشّغب الجميل والرغبة في المطالعة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...