هُنا حَيثُ شَبَّ الشِّيحُ والقَيصومُ والعَرفَج - ضرَبتُها يَومًا هَنا خَيمَتي
وهُناكَ في عَتمةِ الدَّجنِ وصرَّة المساء كَسَّرتُ أعوادَ الحَطَب واحتَقَبتُها لها مِن وراءِ التَّلِّ والخَمَر ، تَحتَ أعيُنِ النُّجوم ، يَفضَحنَ تَكَتُّمََ الغَبَش شَواخِصَ بَينَ الغمام ، وصِرُّ الشتاءِ يُدَغدِغُ أطرافي ويَلحَسُ جَبهَتي ثقيلًا بِلِسانٍ ذلِقٍ ،
ووَساوِسُ الليلِ تُهَدهِدُ خَواطِري الولهَى ، والهواءُ المُبَلَّلُ ينفضُ جَسَدي الرَّاجِفَ نَفضًا بِسَوط مِن جليد .
هنا .. بهذا الرُّكنِ عَلَّقتُ مِصباحًا طَفِقَ يُكافِحُ أشباحَ الظُّلمَةِ بِذُبالَةٍ تَرتَجِف ويَلثُمُ الأحجاءَ الرَّخوَةَ المُنسَدِلَةَ كئيبًا بِشَفَةٍ تَرتَعِشُ وعَينٍ تُقاوِمُ جَحافِلَ النُّعاس وعلَى نُورِها الضَّئيلِ ومَسرَى الدِّفءِ المُنبَعِثِ من أعوادِ الحَطَبِ رُحتَ أقَلِّبُ صفحاتِ كِتاب تَتَراقَصُ سطورُهُ تِباعَ الضَّوءِ ، حتَّى ابتَلَعَتني وإياهُ غَياطِلُ الدُّجُنَّةِ وَلَفَّتنا معًا أكِنَّةُ الوَسَن بِأنامِلَ مِن حرير علَى وِسادِ الكَدِّ والسَّهَر .
(محمد رشاد محمود)
وهُناكَ في عَتمةِ الدَّجنِ وصرَّة المساء كَسَّرتُ أعوادَ الحَطَب واحتَقَبتُها لها مِن وراءِ التَّلِّ والخَمَر ، تَحتَ أعيُنِ النُّجوم ، يَفضَحنَ تَكَتُّمََ الغَبَش شَواخِصَ بَينَ الغمام ، وصِرُّ الشتاءِ يُدَغدِغُ أطرافي ويَلحَسُ جَبهَتي ثقيلًا بِلِسانٍ ذلِقٍ ،
ووَساوِسُ الليلِ تُهَدهِدُ خَواطِري الولهَى ، والهواءُ المُبَلَّلُ ينفضُ جَسَدي الرَّاجِفَ نَفضًا بِسَوط مِن جليد .
هنا .. بهذا الرُّكنِ عَلَّقتُ مِصباحًا طَفِقَ يُكافِحُ أشباحَ الظُّلمَةِ بِذُبالَةٍ تَرتَجِف ويَلثُمُ الأحجاءَ الرَّخوَةَ المُنسَدِلَةَ كئيبًا بِشَفَةٍ تَرتَعِشُ وعَينٍ تُقاوِمُ جَحافِلَ النُّعاس وعلَى نُورِها الضَّئيلِ ومَسرَى الدِّفءِ المُنبَعِثِ من أعوادِ الحَطَبِ رُحتَ أقَلِّبُ صفحاتِ كِتاب تَتَراقَصُ سطورُهُ تِباعَ الضَّوءِ ، حتَّى ابتَلَعَتني وإياهُ غَياطِلُ الدُّجُنَّةِ وَلَفَّتنا معًا أكِنَّةُ الوَسَن بِأنامِلَ مِن حرير علَى وِسادِ الكَدِّ والسَّهَر .
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق