اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الميلودراما في رواية " كرنفال المدينة " لـ نزهة الرملاوي


⏫⏬
بغض النظر عن أصل كلمة "كرنفال"وما يعنيه، موسمه، وأماكن إقامته، ومعانيه الدينية والشكل الذي بات عليه، فإن فكرتنا العامه عن الكرنفال أنه احتفال تنكري واستعراض ترافقه الموسيقى .
هذه الموسيقى رافقت ذهني كمتلقية في كل صفحات هذه الرواية، كنت أضع لكل حدث مقطوعة موسيقية ترافقه، يتلائم فيها اللحن والكلمة فلا يطغى صوت أحدهما على الآخر، فاللغة واللحن هنا يكملان بعضهما البعض ويرتبطان ارتباطا وثيقا .
فالعنوان فيه صخب موسيقى الكرنفال وصخب المدينة ، فلكل ركن من المدينة مقطوعة موسيقية تناسبه، والغلاف باللون الأزرق الواسع اتساع السماء،إن ضيقنا الصورة كانت القدس في حدقة العين، وإن كبرنا الصورة كانت القدس بؤرة الكون ، تدور حولها الأفلاك والنجوم وإليها تنجذب الأرواح، وعلى أسقفها يرف حمام السلام.
أما الإهداء فهو للقدس بلغة شعرية كتبت
إلى المدينة التي أقرأها عشقا، فتكتبني...
إلى الحالمين بدفء العودة، وقد داهمهم ثلج الاحتضار..
إلى المنتظرين خلف الشمس والجدار واحتراق المعابر ..
ثمة كرنفال مع الفرح آت ..
ينتظرنا على أبواب المدينة .
نزهة الرملاوي
نزهة الرملاوي 
في الفصل الأول من الرواية، صور وأحداث ومشاهد تحكي واقع تامر في المخيم،مشاهد ميلودرامية سريعة نجد الشخصيات تسابق الوقت لرواية حكايتها حيث تتواجد في مكان واحد
(المعبر) وفي زمن محدد وحدث رئيسي واحد هو إغلاق المعبر .وقد تسبب هذا الحدث في عدة أحداث ، يدور صراع خارجي بين الموجودين على اختلاف جنسياتهم وطبقاتهم الإجتماعية ومناصبهم وأعمارهم، مع محتل واحد يفرض سيطرته، يتحكم بحريتهم وحرية تنقلهم وبالتالي يتحكم في حياتهم وموتهم ، فيطلق النار والغاز عليهم متى شاء فلا رادع له .
اللغة في هذا الفصل بشكل عام تقريرية ، فمثلا ص 45( وفود من القادمين جاؤوا بسرور بعد حصولهم على تصاريح لدخول المدينة عبر حافلة خاصة أتوا ، أدرك تامر دهشتهم، حينما أمروا بالنزول منها مع متاعهم، وأصبحوا في كرب الإغلاق وتعب الانتظار ...) ـ دع عنك التركيب اللغوي الغير سليم للجملة فالفكرة وصلت ـ كلمات ترسم مشهد واقعي يسرده مراسل صحفي تصحبه موسيقى حذرة بطيئة منخفضة تشعرنا بالأسى والخيبة والتعب.
ننصت بهدوء السرد ساعات الانتظار للعديد من القصص، تختلف الانفعالات ولا يبدد الملل سوى كمان الفرح ص53 (أخرجت أنطوانيت آلة الكمان ، طلبت من المجموعة التحرر من القلق والوقوف بشكل دائري لتهيئة أنفسهم ...) عزف أغنية ديسباسيتو يصل لذهني في غمرة الفرح والسعادة المفاجئة.
(
النهار يتمدد والحر يشتد في المعبر المحاصر، سئم الناس من وقوفهم ، أعاد أبو الحسن تنظيم المجموعة الكشفية من طلبة المخيم المنتظرة أمر العبور ...) ص 62 قرع طبول وعزف أبواق ونشيد بلادي وأغاني للحرية على المعبر ،بمزمار حزين تسرد وجع الانتظار بين جوع طفل، وألم مخاض مباغت، موسيقى حزينة ونهاية مبتورة لشهيد عل المعبر .
يمهد الغيثار لنهاية صاخبة ،تشتعل الأحداث ويـتأزم الموقف يتصاعد العزف لبلوغ لحظة نهاية هذا وذلك بصعود تامر جدار الفصل العنصري بعلم في يده.
يقول هاني نديم في مقال نشره في صحيفة الاتحاد : لا تعني ميلودراما أن اشتقاق مصطلحها من الدراما بالضرورة التوازن والمعقولية في تتالي الأحداث وترتيبها فهي تغير من العقلية المنطقية القائمة على الأسباب والمسببات، وتعتمد على التداعي الخيالي في الكثير من ترتيبها ،فمحرك الميلودراما الأساسي هو الصدفة التي لا قانون لها ، وهذا جزء من تركيبة الخيال وترك المشاركة للمتلقي ، والصدفة التي قد تبدو جزافا يقبلها المتلقي نتيجة قيامها على تراكمات حديثة أدت إلى مثل هذه المصادفة ويصدقها بشكل سلس وانسيابي ، بعد كم من الأحداث الممزوجة بقدر كبير من العمق النفسي والمليئة بالانعطافات المنطقية .
بعد سقوط تامر عن الجدار وهو الحدث الذي أعدت له جميع المعطيات في الفصل الأول ، يلتقطه بالصدفة زوج عمته أبو باسم ولا يكون أي منهما يعرف الآخر، وهنا في هذا الفصل الصدفة هي (صاحبة الجلالة ) كما أطلق عليها فولتير، ف باسم المفقود لأكثر من شهرين بالصدفة يعرف خبراستشهاده والتمثيل به وحرقه من قبل المستوطنين في ذات الليلة التي يتصادف وجود تامر مع عائلة أبو باسم،يفر تامر من بيت أبو باسم ويسمع خبرالأستشهاد من التلفاز عن طريق الصدفة .
إن ما يدور في القدس من أحداث أغرب من الخيال وظفتها الكاتبة ليلتقي بها تامر ابن السابعة عشر تمرعليه مجتمعة في يومين يفصل بينهما ثلاثة عشر يوما يقضيها تامر في غيبوبة ، فالصدفة كما ورد في مجلة القافلةـ عدد مارس ـ ابريل 2018ـ فعل ينغلق على عمق سحري ينافي القصد ويناوش اليقين وثوابته ويبث القلق في روح العلم . هي الأرض الواسعة للدهشة ، للاستحالة للخيال الذي لا جهات له ، الصدفة التي لا قدرة لنا على التنبؤ بها أو السيطرة عليها والتي يصعب شرحها فهي تقع في دائرة المفارقات ، خارج المتوقع الذي يجعل اللحظة المقبلة معدة سلفا.يتمثل هذا جليا في هذه الرواية حين يشاهد تامر في لحظات مجنونة حادثة القتل باب العامود ، يغلق باب العامود ويفر تامر مع الفارين ، يطلق تامر لقدميه العنان دون أن تدري أين ستحط رحاله ص125 وصل باب الساهرة الذي لا يبعد عن باب العامود سوى مسافة قصيرة شرقا وهنا في باب الساهرة يختلف الطقس كليا ! حيث يتوافق وجود فرقة من الكشافة تقيم احتفالا بمناسبة رأس السنة الهجرية، والتوافق يتضمن عنصرين فاعلين بإرادة ولا تتناقض مع فكرة التصادف المطلق ، إلا أن أسباب التصادف مجهولة ، أما التوافق هنا بإرادة ، ففرقة الكشافة سعت إلى المكان وتدبرت الزمان ، والإرادة الأخرى هي إرادة الإحتلال القائمة.والمفارقة أن الناس الفارة من أزيز الرصاص تتوقف وهي بالتأكيد تتأجج بالغضب تسحقها عاطفة القهر لتنشد مع فرقة الكشافة وتحتفل ص168 !
تتابع الساردة بلغة تسحب بها عاطفة المتلقي تسقطها على النص ،وتشكيل فني في توصيف المكان، ولا زالت أغنية ما تصحبنا في أزقة القدس وحاراتها ، عقباتها أدراجها أسواقها وأقواسها تاريخها وحضارتها، فيكون اللحن هادئا حانيا حينا ، ويكون قاسيا صاخبا مجلجا حينا آخر، ترتفع وتيرة الصوت إن ركض تامر أو طارده الجنود ، ويعم الصمت إن اختبئ واستكان، تخف وتيرة السرد ص 168 حتى ص 182 بعض التوازن يعيد القارئ إلى القصة ، وذلك في استدارة السرد نحو ربحي وحكيه مع نفسه وبحثه في أعماق ذاته ينبئ بولادة وعي جديد لديه ولدى الآخر الذي كان سبب سقوطه في مستنقع الإدمان.
شخصيات اضافية طارئة جعلتها الساردة كناطق اعلامي يظهر هذا واضحا ص 186، في تهريب جثة شهيد من المشفى ، إلمام الكاتبة وإحاطتها بالأحداث الدائرة في القدس وبوعي المثقف حرصت الكاتبة على تصوير الواقع المقدسي وتعاملت معه تعاملا انتقاديا، هشم الواقع السردي لحساب الفكرة التي تخص الانتماء الشخصي ، ص25، في الحديث عن غزة ، وص27 في إشارة ل مدينة رام الله.وكذلك في مواضع عدة حيث الدعاوى ضد المستوطنين وازدواجية النظر في القضايا المرفوعة من قبل العرب واليهود ص 215، الحبس المنزلي ونقل السفارة ‘ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، البوابات الألكترونية، المقبرة ، وغيرها كل هذا وصل إلى ذهن المتلقي عن طريق الصوت للإخبار عما يحصل .
شخصية الرواية الرئيسية بطل يصمد في الاعتقال لا يتنازل عن مبادئه مطلقا ، اغنية ما خاصة بالسجن وأهواله تصحبني لصداها دوي عميق. ويعود تامر إلى المخيم المسكون بالألم عند أهل وأصدقاء لا يفارقهم الأمل يستقبلونه بالاحتفال والنشيد وأبو عرب يغلق دفة الرواية في يا يمه في دقه على بابنا .

*فاطمة عبد اللة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...