أما كنتها ، فتركن جنبها ككتلة من ذهول، يتقوس حاجباها علامتي استفهام ، تنفخ حسراتها للأعلى، كأنها ترفع للرب سؤالا، و تستنكر جوابه.
كل الجيران كانو هناك، شفاههم تتحرك ببطء، تعزف سوناتا صامتة...
تململ: بحث عن والده الذي تأخر هذه المرة إلى الأبد، كما تصرخ الصورة بإلحاح...
تساءل: أي حجة لديه كي يقترف هذا الغياب ؟!
ألم يعده أن يحيا كظله، و يدور حوله كمفتاح في عيون متاهات الكون.
أحس بالعجز ينخر روحه، ركع بجانب الجثة أشهر مقصه ، فصل العضلة التي طالما كانت أذنه على العالم، و صدى لكل ما تهجت عينيه سماعه.