اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

فلسطين والحق في طرح السؤال والمسألة

⏪⏬
في أحد أيام 1994، فتحت عيني على رحيل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أخبرتني أمي أن "الجيش" انسحب وأبو عمار عاد لفلسطين. كان " أبو عمار" بذاته، مؤسسة وليس شخصًا، وكانت عودة أبي عمار تعني عودة جيش التحرير الفلسطيني.

فتحت باب البيت وخرجت للشارع، فرأيت الناس يهرولون غربًا، باحثين عن نظرة للقوات الفلسطينية. كان ذلك مشهدًا لا يزال يرن في مخيلتي حيث الآلاف من الناس يحيطون بمقر الجيش الإسرائيلي (والذي أصبح لاحقًا مركز شرطة الشجاعية) هاتفين لفلسطين ولأبي عمار.

من ذلك اليوم حتى بداية الانتفاضة الثانية، كنت أشعر أننا جيل الأمل والجيل الذي من الممكن أن يحمل الراية ويشهد على حرية الإنسان الفلسطيني وأرضه. بعد أكثر من عشرين عامًا، أفكر، الآن، ماذا جرى؟ عشرات الأسئلة تطرح نفسها بحق وبدون حق، في موعدها وفي غير موعدها ولكن هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات.

ربما يكون لي الحق أن أطرح السؤال باسم جيلي الذي كان يومًا جيل الأمل وأصبح جيل الخلاص الفردي والجيل المسحوق. من سخرية القدر أنني أكتب وقد أرسل الأمن الداخلي لحركة حماس في غزة استدعاءً لبعض الأصدقاء بسبب كلمات يكتبونها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بعد أقل من مئة كيلومتر، سيتناول طعام العشاء اليوم وزير الخارجية الامريكية "بومبيو" مع قيادات إسرائيلية لإعطائهم الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال الإسرائيلي. نحن هنا أمام مأزقين، مأزق التساؤلات التي نبحث لها عن إجابات، ومأزق التصدي للإبادة السياسية والاجتماعية والوجودية في فلسطين وخارجها.

أصابتنا الخيبة وما تزال تصيبنا الخيبة يومًا بعد يوم، حيث تم تجيير كل التضحيات الفلسطينية منذ نهاية الحكم العثماني حتى الآن نحو استراتيجيات طالما طرحنا، كأجيال جديدة وقديمة، جدواها. بعد أكثر من عشرين عامًا، ندرك نحن الجيل الجديد أن القيادة الفلسطينية وقعت في فخ، وأن ما جرى من تسليم لقطاع غزة وبعض قطع الأرض في الضفة الغربية هي عبارة عن خطة استراتيجية إسرائيلية لتحويل التضحيات الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركات المقاومة كحماس إلى حماة للأمن الإسرائيلي وأن الدولة الفلسطينية المستقلة ما هي إلا سراب وأن المفاوضات ما هي إلا ضرب من الخيال. في خطابه في العشرين من رمضان، قال الرئيس عباس مهددًا، إنه سيلغي كافة الاتفاقيات مع إسرائيل إن أقدمت على مخططات ضم الضفة الغربية. ربما يكون هذا التهديد العاشر في أقل من سنتين بنفس الصيغة ونفس اللهجة. ومن هنا يحق لنا طرح السؤال، لماذا لم تراجع القيادة الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها مسار المفاوضات بعد فشل تلو الفشل؟ من هو المسؤول عن عدم البحث عن مسارات أخرى غير مسار سراب المفاوضات؟

في العام 2018 اعترفت الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، فهددت القيادة الفلسطينية باتخاذ إجراءات مضادة منها وقف التنسيق الأمني، وأعلنت صفقة القرن ولم تحرك القيادة ساكنًا، بل ومنعت التظاهرات ضدها. وبعدها أعلنت إسرائيل خطوات أحادية تلاها إعلان قطبي السياسية الإسرائيلية (جانتس ونتنياهو) استعدادهم وخطتهم لضم الضفة الغربية، لم تفعل السلطة الفلسطينية ولا القيادة الفلسطينية أي فعل ولم تحرك ساكنًا سوى التهديد باتخاذ إجراءات غير مسبوقة وتصريحات من هنا وهناك بإلغاء التزامات السلطة الفلسطينية باتفاقات السلام الموقعة مع إسرائيل. لربما بعض القيادات لا تعرف أن الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال وليس بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وأن السلطة هي ذراع تنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان يجب أن تنتهي في العام ، 1999 لتتحول إلى دولة فلسطينية. ومن هنا يحق لنا طرح السؤال، من يمثل من؟ السلطة الفلسطينية تمثل منظمة التحرير أم العكس؟ من الذي يمثل الشعب الفلسطيني؟

في بداية عام 2019 صدر تقرير لمنظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) ينتقد فيه ممارسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في قطاع غزة والتي ترتقي لممارسات أنظمة ديكتاتورية بوليسية. ومنذ بداية الانقسام تمارس السلطتان سياسات قمعية ضد الشباب أدت لزيادة البطالة والمحاباة، وأنشأت حماس وفتح هياكل مؤسسات دولة بدون دولة فعلية ولكن في محاولة لشراء المناصرين وتضخيم الفعل وتصويره كإنجازات وطنية. وفي ظل جائحة كورونا تصدر مشاريع قرارات نافذه تؤسس لسلطة شخص واحد وتحول النظامية السياسي الفلسطيني الى نظام رئاسي بإنشاء ديوان رئاسة له من الصلاحيات ما يتعدى على صلاحيات الوزراء وتسلب أموال المتقاعدين حقوقهم لمجموعة متنفذه من الوزراء بالإضافة إلى قوانين أخرى غير قانونية تُقدم خارج إطار الشرعية التي تنص عليها القوانين الأساسية.

إن منظمة التحرير الفلسطينية وعلى مر خمسة وعشرين عامًا من الزمن، راكمت رأس مال رمزي بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ليس بقليل، وعادت إلى غزة وبعض أراض من الضفة الفلسطينية حيث انخرطت قيادات منظمة التحرير في خطاب سياسي مفاوضاتي أدى لخلق طبقة وسطى غنية حيث تزاوج المال مع المنصب السياسي، فخسرت منظمة التحرير رأس المال الرمزي والقدرة على المضي في النضال لتحقيق الأهداف الوطنية.

وللحفاظ على المناصب والنفوذ والامتيازات لبعض الطبقات والأفراد، كان لا بد من تبنى خطاب سياسي محابٍ للاحتلال من جهة وسلطوي يفرض معايير قاسية للتحكم في أصوات المعارضة والمعارضين والشباب من جهة أخرى لاستدامة تفرّد البعض بمقاليد الحكم والنفوذ والامتيازات على حساب قضايا وطنية. وهنا نطرح السؤال، من هو المسؤول عن ذلك؟ وكيف وصلنا لهذا الحد وما هي الاستراتيجية الفلسطينية للتخلص من النظام الريعي والسلطوي الذي أدى لحالة استغراب وطنية غير مسبوقة لدى الشباب الفلسطيني في الداخل والخارج؟

هذه التساؤلات ليست تساؤلات محقة فقط، بل هي تساؤلات عن فلسطين اليوم والفلسطينيين اليوم وعن مستقبل الاثنين معًا. نحن الفلسطينيين لا نعيش انسدادًا سياسيًا سببه الانقسام الفلسطيني فقط، بل نحن نواجه تحديات كبيرة منا ما سيمر على أشلائنا وتعمل على ذلك إسرائيل كدولة أبارتهايد وأخرى على كرامتنا ومستقبلنا وتعمل على ذلك سلطتي الانقسام في الضفة الغربية وقطاع غزة. على القيادة الفلسطينية بما فيهم حركة حماس والجهاد الإسلامي أن تجيب على الأسئلة التي لم نجد لها إجابات حتى الآن والتي لا يمكن تبرير الخطابات والسياسات الجديدة المصاحبة للخطاب الجديد (للجميع) دون توضيح وإبداء الأسباب.
-

*عبد الهادي العجله

باحث من فلسطين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...