اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

صورة تلد صورة || فؤاد حسن محمد

1-الصورة الأولى
بجانب جنزير الدبابة يتمدد الجندي الذي لم تحصده رصاصة بعد ، صورة حبيبته في يده وبجانبه بندقيته ،شعره ملبد ، أزرار بزته مفتوحة ،ورائحة عرقه شاهدة على سخونة الصحراء الحارقة ،مرة أخرى تتدفق مليكته السوداء العينين عبر وحشة الصحراء ، وجلافتها ،شاهد أمامه بهاء عشقه الأم ، كانت تدور فيدور معها ،حالة باهتة من التهاوي إلى الخلف ،في الشرود يمكن أن تخلق الأساطير ، ثرثر معها لبعض الوقت ،ذاب في زمنها وهو يحدق في الخواء ،ألم حارق ،رأى زهرة تشتمه وسط ضجيج يصم الآذان ، كان حفل زواج أختها ، وصخب الموسيقى الشعبية يوتر الأعصاب ،و الحديث مستحيلا ، فكر في قرارة نفسه أن يراقصها ، أومأ إليها وحاول أن يبتسم ،اقترب منها يتمايل سعيدا
بما سينجزه ، أمعن النظر فيها ،سعى إلى الانفراد بها ، أن يمسك يدها ، ويتفوه بتلك الكلمتين :
-أنا أحبك
هي أكثر الكلمات رجولة ،يمكن بمقتضاها أن يضيء الكون ، لكنها تحشرجت في فمه مثل آخر كلمة تنطقها شفاه رجل يموت ، اتسعت عيناها السوداويتين ، في لحظة بلوغ كلماته منتهاها ،تجاوز تقزز محياها أي قسمة من قسمات القرف :
- بلا إحساس ...
ركضت متنقلة بين خمس عشرة طاولة ، راقب ظلها الليلكي الملقى على البلاط، يتهاوى واهنا في حضن أمها ويبكي كالأطفال ، الوقت أثناء الخيبة طويل ، خجل هائل يلتف حول عينيه ، وارتباك عاجز ، المرأة لا تهرب إلا طلبا للنجدة ، كانت أمنيته أن يرقص مع زهرة ، "الرقص مع زهرة يخلق أحاسيس مثيرة " ،أمها كانت مفتونة بما جرى ،سألتها :
- ماذا حدث
مدت يدها ومسكت بيد أمها وهي تشهق :
- أهانني ...هذا ظلم ...
نهضت أمها بخفة ، وبدا عليها التعبس ،لا بد أنها تعلمت ذلك بشكل غريزي ، وكأن شرف عائلتها تدنس ،وعندما وصلت إليه ،هزته من كتفيه ،ودت لو تتواقح ، لكنها امرأة محنكة ، فاكتفت بالقول:
-عندما تكون غنيا ستصبح جذابا ، لكنك فقير وتحشر أنفك بين فتيات أحذيتهم أغلى منك
2- الصورة الثانية
هنا شاب قمر وحيد في الصحراء،يولد من الصورة صورة ، يفتح باب الحلم ، فيعصف الهواء بصور الذاكرة ، وتتطاير على الأرضية التهيئات الصبيانية،وجد نفسه ينظر إلى تلك الصور واحدة تلو الأخرى .
هذه صورة أمسك بها ، ذاب في تفاصيلها ، امرأة رقيقة مبللة الشعر ، تستحم عارية في النهر ، ترشق أعضاءها بالماء ، خلفها يموج ظلال شجر الحور ، وارتعاشات ضوء القمر القرمزي تتلاعب على سطح البحيرة الأسطورية،يرى كل هذه الأشياء من هناك ،تنصت زهرة ، تسمع صوت عين تراقبها ،قد تكون صدرت عنه نأمة أو حركة ، قالت له بغنج: -هذا أنت ...تعال
تسلق على جسد زهرة ، وأكل تفاحة فوق عنقها ، فسيَّل رضاب يغمر الأرض بالذنوب ، وعلى عتبة الظمأ ارتخت رعشة الاختلاجات ، فازداد اللهيب وذاب كحل الطهارة ،واحمرَّت دالية الجسد ،وتأوهت الأفواه:
- يا منيتي حي إلى الوصل ..وهنئني باحتوائك قبل وصول الرقيب
- زهرة.... وقع كلماتك في فؤادي سلب عقلي
- انسي عقلك أنت قلمي ومجرتي والسماء ....معك تتحول الدنيا إلى أرجوحة النشوة
قدمت له كأسها ، فصب فيه خمره ، شربت منه حبا وعشقا حتى ثملت ،قالت له :
-اجعلني بين ذراعيك
حطم قدسية الخجل بذراعية وفتح حصن الحرام ، حررها من سجنها ، قبلته بعنف وهمست في أذنه أحلى همسة :
- كم أنت قاس في وصالك!!!!!!
3- الصورة الثالثة
أظن أنه الآن يتأمل زهرة لأخر مرة ، تحدث الشيخ بطريقة لا يكتنفها الغموض :
-من الأفضل أن نصلي عليه هناك
وأشار إلى المفرق قبالة بيتها ، قال الجندي في نفسه :
- هذا هو المكان الذي كنت أتسمر فيه وأنا أحدق منتظرا خروجها وكأن أحدا ثبتني بمسامير
ينتابه شعور بالفرح أنه في تابوت مثبت بالمسامير ، في الواقع كان يريد أن يرى إن كانت حزينة عليه ،حدق النظر في شرفة البيت ، مر أمامه حلم ،زهرة تقف بين المعزبن ، تبكي وهي تلوح له :
- وداعا يا حبيبي
بدت الشرفة كنظرة الماضي فارغة ،شعر بالملل من تكرار الخيبة.
زهرة التي لم تسمح أن تناديه " حبيبي " لماذا يحاول أن يقنع نفسه أنها ستقولها الآن ، ولأنه شعر بالضيق ، حاولت روحه أن تطوف حول البيت ،ما رآه كان مثل صاعقة ضربته وجعلته يرى شيئا لا يمكن أن يصدقه أحد.

فؤاد حسن محمد
جبلة- سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...