اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

دعوني وشأني | قصة قصيرة ...*خالد شاطي

⏪⏬
قبل أيام؛ كنتُ في بيت أهلي، وأفضى الحديث مع إخوتي إلى ذكر (فارس)، ابن حيّنا، ذلك الشاب الصغير الذي رفض الذهاب إلى الجيش وأحرق نفسه أوائل أيام العام 1994.روى أخي (سليم) -الذي كان صديقه المقرّب- بعض المواقف الطريفة التي جمعتهما معاً في المدرسة وخارجها والتي تسبّب فيها (فارس) بمعاقبتهما أو تعرضهما للضرب. ابتسم (سليم) بمرارة وقال: كانت به رعونة. لم يكن طبيعياً تماماً. فليرحمه الله.

في مساء اليوم التالي، ألحّت عليّ فكرة كتابة قصة عن (فارس). لم تكن لدي فكرة واضحة عن القصة، وكان يعوزني الكثير من التفاصيل.

بعثتُ على الماسنجر رسالة لـ (سليم) طالباً تزويدي بكل ما يتذكره عن انتحار (فارس). فأرسل لي :

(( ... قبل دقائق من انتحاره؛ جاء (فارس) إليّ. كنت أجلس على الرصيف، أدخن خلسة. حين رأيته يخرج من زقاقه ويتجه نحوي، كتمتُ ضحكي. فمشيته كانت كمن يخطو لمبارزة وملابسه المبعثرة وشعره المنسدل؛ الملتصق برقبته ووجهه كانا مبللين. حسبتُ أن هيئته هذه نتيجة مشاجرة مع أهله. وقف أمامي وقال:

- انطيني جداحة، بسرعة.

سألته ببرود عما ينوي فعله بها، فقال:

- أريد أحرق روحي.

لا أتذكر الكلمات التي سخرتُ بها منه. لكنني أتذكر طلبي منه التعقل والالتحاق بوحدته، خاصة أنه لم تكن هناك حرب، صاح بي:

- سليم، عوفني بحالي. انطيني الجداحة.

أعطيته الولاعة بلامبالاة فأخذها وعاد إلى بيته. بعد دقائق سمعنا الصراخ والعويل من بيته... أظن أن لي يداً في انتحاره. سخريتي وتشكيكي بعزمه على الانتحار ربما عدّهما انتقاصاً من رجولته وتحدياً لإرادته ودفعتاه لإثبات خطئي... لم أخبر أحداً بهذه الحادثة.. أشعر بتأنيب الضمير.))

ذيّل (سليم) رسالته بملاحظة: إن لـ (نصره) أخت (فارس) الصغرى، التي لابد أنني أتذكرها، صفحة على (الفيس بوك) وأن من الممكن أن تزودني بتفاصيل أخرى أكثر. ترددتُ كثيراً قبل أن أفعل. كتبتْ لي:

((.... لم يكن ينوي الانتحار حقاً. كان يهدد بذلك ليُترك وشأنه.

الرفاق الحزبيون كانوا يأتون لبيتنا. سمعتهم مرة يقولون لأبي إن ما يمنعهم من اقتحام بيتنا واعتقال فارس هو كوننا عائلة طيبة وشريفة. أبواي كانا يستعطفان (فارس). أبي كان يكرر:( وليدي، استر علينا).

في يوم انتحاره؛ عاد (فارس) إلى البيت قبيل الظهر؛ هائجاً. ملابسه ممزقة ومتربة. الدم يسيل من أنفه وفمه. حطّم زجاج نافذة وكسر بعض الأشياء. كان يصرخ ( عوفوني بحالي). صبَّ جأم غضبه هذه المرة على أمي حتى أنه نعتها بابنة الكلب وبالساقطة. انزوى يبكي بهدوء وقد غمره الحزن. دخل الحمام فحسبتُ أنه سيستحم لكنه خرج وصعد إلى سطح البيت. انشغلتُ مع أمي وأخواتي في غرفة أمي. سمعناه ينزل الدرج ويخرج من البيت. بعد دقائق سمعنا صوت أحدهم في البيت. خرجتُ أستطلع الأمر. لمحتُ باب السطح مفتوحة. لابد أن (فارساً) نسى اغلاقها. صعدتُ الدرج وأغلقتها. رأيتُ باب الحمام مفتوحة وآنيتي الحمام مملوءتان بالماء. ارتجت باب السطح بقوة، مرة مرتان ثلاث. اضطربتُ. صعدتُ وفتحتُ الباب، لكن الأوان قد فات.

كان خطط أنه بعد أن يُشعل النار في جسده؛ سينزل الدرج ويدخل الحمام ليُطفأ النار بالماء الذي ملأ به الآنيتين!

هل كان سينجح لو لم أغلق الباب؟

كان يريد تحذيرنا. لم يكن ينوي الانتحار حقاً. لن أسامح نفسي أبداً.))

في نهاية رسالتها، أشارت (نصره) عليّ أن أحدث خالها (عامراً) لمزيد من التفاصيل، إذ كان يوليه عنايته وكان الأكثر تأثراً من بين أخوالها بانتحار (فارس). كنتُ أعرف (عامراً) منذ أيام الدراسة الابتدائية. كتبتُ له فردّ عليّ:

((... لم أقف على سبب رفض (فارس) الالتحاق بوحدته. من معرفتي به؛ خمنتُ أنه ربما يتعرض للسخرية والإذلال هناك. وكنتُ فكرتُ في الذهاب إلى وحدته والحديث مع الضباط بهذا الخصوص.

أبواه لم يتمكنا من حمله على الذهاب إلى وحدته، فلجأتْ أمه إلينا. كان قد صدر قبل يومين قرارُ قطع صيوان الأذن ووشم الجبهة بحق المتخلف والفار من الخدمة العسكرية ومن يؤويهم أو يتستر عليهم. اتفقتُ مع أخويّ على ارغام (فارس) تسليم نفسه إلى السلطات قبل مضي سبعة أيام على اصدار القرار وهي المدة التي حددها القرار لتجنب العقوبة.

وجدناه عند مدخل حيِّه. كان عنيداً ولم يفلح حديثنا معه في تليين موقفه وانتهى الأمر بنا إلى ضربه. كنتُ أنا من بادر إلى توجيه الضربة الأولى له. كان يصرخ: (عوفوني بحالي)

أنا من يتحمل وزر انتحاره. لم يستطع تحمل عار ضربهِ أمام الناس. انتحر بعد ساعة.

لا أستطيع نسيان نظراته المندهشة؛ المنكسرة .صرختهُ لاتزال ترن في أذني حتى اليوم.))

ها قد تجمعت لدي مادة لابأس بها، يمكن الشروع منها في بناء القصة. ما أن وضعت القلم على الورقة حتى وردتني رسالة على الماسنجر. الرسالة مرسلة من حساب وهمي ونصها يقول:

- دعني وشأني.

تحذير لا يمكن تجاهله، ينبغي أخذه على محمل الجد.

هذا ما فكرتُ به ، غير أني سرعان ما قررتُ ألا أتركه لشأنه أنا أيضاً. تناولتُ القلم وبدأتُ:

(قبل ايام؛ كنتُ في بيت أهلي، وأفضى الحديث مع أخوتي إلى ذكر (فارس)، ابن حيّنا، ذلك الشاب الصغير الذي رفض الذهاب إلى الجيش وأحرق نفسه أوائل أيام العام 1994)

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...