- فِي تِلكَ السَّماءاتِ الرَّحبَةِ كَانَ يُغَرِّدُ مَسرورَاً، كانتِ الأشجَارُ، والأزهَارُ تَطرَبُ لِصَوتِهِ،
والكَائِناتُ كُلُّها تَعشَقُ الصَّباحَ لِأجلِ ألحَانِهِ.
لَمْ يَكنُ مُقتَنِعاً بِفِكرَةِ الزَّواجِ، وإنشَاءِ عُشٍّ،
لَكنَّهُ أَمامَ إصرَارِ الجَميعِ اختارَ تِلكَ البُومَة
الّتي صَادفَهاشَريكَةَ عُشٍّ دُونَما تَفكيرٍ بِالفرقِ
الكَبيرِ بَينَهُما، غَيرَ آبِهٍ بامتِعاضِ البَلابِلِ الحَكيمَةِ في قَريَتِهِ.
لَكنَّهُ أَمامَ إصرَارِ الجَميعِ اختارَ تِلكَ البُومَة
الّتي صَادفَهاشَريكَةَ عُشٍّ دُونَما تَفكيرٍ بِالفرقِ
الكَبيرِ بَينَهُما، غَيرَ آبِهٍ بامتِعاضِ البَلابِلِ الحَكيمَةِ في قَريَتِهِ.
مرَّ شَهرٌ على زَواجِ البُلبُلِ الجَميلِ بِتِلكَ البُومَةِ.
لمْ يَنقُرْ خِلالَها حُبوبَ الفَرَحِ، ولَمْ يشرَبْ
سَلسَبِيلَ الأُلفَةِ. فَلا هُوَ استَطاعَ تَحَمُّلَ
صَوتِهَا المُزعِجِ، وَلَاهِيَ قَدَّرَتْ غِنَاءَهُ السَّاحِرَ.
لمْ يَنقُرْ خِلالَها حُبوبَ الفَرَحِ، ولَمْ يشرَبْ
سَلسَبِيلَ الأُلفَةِ. فَلا هُوَ استَطاعَ تَحَمُّلَ
صَوتِهَا المُزعِجِ، وَلَاهِيَ قَدَّرَتْ غِنَاءَهُ السَّاحِرَ.
رُويدًا رُويدًا، بَدأَ يَشعُرُ أنَّهُ بِلا جِنَاحَينِ، كَيفَما طَارَ كَانتْ تَرصُدُهُ بِعَينَي شُؤمِها، وَتُلاحِقُهُ بِنظرَاتِها الَّتي استَحالَتْ خَناجِرَ تَطعنُ حُرَيَّتَهُ.
لَقَدْ كانَتْ تغَارُ منَ العُصفُوراتِ الصَّغِيرَاتِ المُغَرِّداتِ لَهُ، والحَمَامَاتِ الجَميلاتِ المُرَفرِفاتِ أمامَ عَينَيهِ بافْتِتَانٍ وَإعجَابٍ، وتَطلبُ منهُ أنْ يُعلِّمهَا الألحَانَ الجميلةَ، كَي تُغنّي أمامَ تلكَ البلبلاتِ والطَّيراتِ الفَاتِناتِ، لكنَّ مُحاولاتِهِ كانتْ تَبوءُ بِالفَشلِ، فَيُتَمتمُ مَقهورًا:
يَالَحُمقِي، أُضيعُ وَقتِي سُدَىً!
" البُومةُ..تَظَلُّ بُومةً "
يَالَحُمقِي، أُضيعُ وَقتِي سُدَىً!
" البُومةُ..تَظَلُّ بُومةً "
ذَاتَ صَبَاحٍ…
هَجرَ عُشَّهُ الَّذي اسْتَحَالَ سِجنًا مُظلِمًا بِسَببِ خَنقِها لهُ، وإزعَاجِهِ بِنَعيقِها، وَشُكوكِها.
وَدَّعَ بِلادَهُ الجَميلَةَ مُحلِّقًا بِسَعادَةٍ، كَما لَو كَانَ يُحَلِّقُ لِأوَّلِ مَرَّةٍ في حَياتِهِ.
هَجرَ عُشَّهُ الَّذي اسْتَحَالَ سِجنًا مُظلِمًا بِسَببِ خَنقِها لهُ، وإزعَاجِهِ بِنَعيقِها، وَشُكوكِها.
وَدَّعَ بِلادَهُ الجَميلَةَ مُحلِّقًا بِسَعادَةٍ، كَما لَو كَانَ يُحَلِّقُ لِأوَّلِ مَرَّةٍ في حَياتِهِ.
طَارَ بَعيدًا إلى تِلكَ البِلادِ، مُقتَفِيًا صَوتَ قَلبِهِ ، بُوصِلَتُهُ رُوحُ بُلبُلَةٍ رآهَا يَومًا في حَديقَةٍ جَميلةٍ
غَنَّتْ أمامَهُ لِلحُبِّ، والوفَاءِ، والجَمَالِ. كانَ يطيرُ وهوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ بِألَمٍ:
آهٍ مَاأشقَانِي، لقدْ أضعتُ لحَظَاتٍ منَ الجنَّةِ.
غَنَّتْ أمامَهُ لِلحُبِّ، والوفَاءِ، والجَمَالِ. كانَ يطيرُ وهوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ بِألَمٍ:
آهٍ مَاأشقَانِي، لقدْ أضعتُ لحَظَاتٍ منَ الجنَّةِ.
صَبَاحَ اليَومِ التَّالي…
كَانَا بُلبُلَينِ عَاشِقَينِ، غَنَّيَا مَعًا.
لَمْ يَكونَا صَوتَينِ جَمَيلَينِ مُختَلِفَينِ؛
كَانا لَحنًا عَذبًا وَاحِدًا في عُشٍّ (قَشُّهُ الأُلفَةُ،
ُ شُجَيرَتُهُ الحُبُّ، وَظِلالُهُ الوَارفَةُ الوَفاءُ)
تَعَانقَا بِفَرَحٍ، يُكلِّلهُما الانسِجامُ الرُّوحِيُّ الّذي:
كَانَا بُلبُلَينِ عَاشِقَينِ، غَنَّيَا مَعًا.
لَمْ يَكونَا صَوتَينِ جَمَيلَينِ مُختَلِفَينِ؛
كَانا لَحنًا عَذبًا وَاحِدًا في عُشٍّ (قَشُّهُ الأُلفَةُ،
ُ شُجَيرَتُهُ الحُبُّ، وَظِلالُهُ الوَارفَةُ الوَفاءُ)
تَعَانقَا بِفَرَحٍ، يُكلِّلهُما الانسِجامُ الرُّوحِيُّ الّذي:
" لاسَعادَةَ في الكَونِ، لِأيِّ قَلْبَينِ بِدونِهِ"
ميَّادة مهنَّا سليمان/سورية.
والكَائِناتُ كُلُّها تَعشَقُ الصَّباحَ لِأجلِ ألحَانِهِ.
لَمْ يَكنُ مُقتَنِعاً بِفِكرَةِ الزَّواجِ، وإنشَاءِ عُشٍّ،
لَكنَّهُ أَمامَ إصرَارِ الجَميعِ اختارَ تِلكَ البُومَة
الّتي صَادفَهاشَريكَةَ عُشٍّ دُونَما تَفكيرٍ بِالفرقِ
الكَبيرِ بَينَهُما، غَيرَ آبِهٍ بامتِعاضِ البَلابِلِ الحَكيمَةِ في قَريَتِهِ.
مرَّ شَهرٌ على زَواجِ البُلبُلِ الجَميلِ بِتِلكَ البُومَةِ.
لمْ يَنقُرْ خِلالَها حُبوبَ الفَرَحِ، ولَمْ يشرَبْ
سَلسَبِيلَ الأُلفَةِ. فَلا هُوَ استَطاعَ تَحَمُّلَ
صَوتِهَا المُزعِجِ، وَلَاهِيَ قَدَّرَتْ غِنَاءَهُ السَّاحِرَ.
رُويدًا رُويدًا، بَدأَ يَشعُرُ أنَّهُ بِلا جِنَاحَينِ، كَيفَما طَارَ كَانتْ تَرصُدُهُ بِعَينَي شُؤمِها، وَتُلاحِقُهُ بِنظرَاتِها الَّتي استَحالَتْ خَناجِرَ تَطعنُ حُرَيَّتَهُ.
لَقَدْ كانَتْ تغَارُ منَ العُصفُوراتِ الصَّغِيرَاتِ المُغَرِّداتِ لَهُ، والحَمَامَاتِ الجَميلاتِ المُرَفرِفاتِ أمامَ عَينَيهِ بافْتِتَانٍ وَإعجَابٍ، وتَطلبُ منهُ أنْ يُعلِّمهَا الألحَانَ الجميلةَ، كَي تُغنّي أمامَ تلكَ البلبلاتِ والطَّيراتِ الفَاتِناتِ، لكنَّ مُحاولاتِهِ كانتْ تَبوءُ بِالفَشلِ، فَيُتَمتمُ مَقهورًا:
يَالَحُمقِي، أُضيعُ وَقتِي سُدَىً!
" البُومةُ..تَظَلُّ بُومةً "
ذَاتَ صَبَاحٍ…
هَجرَ عُشَّهُ الَّذي اسْتَحَالَ سِجنًا مُظلِمًا بِسَببِ خَنقِها لهُ، وإزعَاجِهِ بِنَعيقِها، وَشُكوكِها.
وَدَّعَ بِلادَهُ الجَميلَةَ مُحلِّقًا بِسَعادَةٍ، كَما لَو كَانَ يُحَلِّقُ لِأوَّلِ مَرَّةٍ في حَياتِهِ.
طَارَ بَعيدًا إلى تِلكَ البِلادِ، مُقتَفِيًا صَوتَ قَلبِهِ ، بُوصِلَتُهُ رُوحُ بُلبُلَةٍ رآهَا يَومًا في حَديقَةٍ جَميلةٍ
غَنَّتْ أمامَهُ لِلحُبِّ، والوفَاءِ، والجَمَالِ. كانَ يطيرُ وهوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ بِألَمٍ:
آهٍ مَاأشقَانِي، لقدْ أضعتُ لحَظَاتٍ منَ الجنَّةِ.
صَبَاحَ اليَومِ التَّالي…
كَانَا بُلبُلَينِ عَاشِقَينِ، غَنَّيَا مَعًا.
لَمْ يَكونَا صَوتَينِ جَمَيلَينِ مُختَلِفَينِ؛
كَانا لَحنًا عَذبًا وَاحِدًا في عُشٍّ (قَشُّهُ الأُلفَةُ،
ُ شُجَيرَتُهُ الحُبُّ، وَظِلالُهُ الوَارفَةُ الوَفاءُ)
تَعَانقَا بِفَرَحٍ، يُكلِّلهُما الانسِجامُ الرُّوحِيُّ الّذي:
" لاسَعادَةَ في الكَونِ، لِأيِّ قَلْبَينِ بِدونِهِ".
ميَّادة مهنَّا سليمان/سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق